نقدم لكم آية أو حديث عن الزراعة من خلال مقالتنا. كما نذكر لك آيات أخرى متنوعة، مثل نبذة عامة عن الزراعة، ودور الزراعة في تنمية الاقتصاد، وفضل الزراعة في الإسلام.
آية أو حديث عن الزراعة
ماذا عن الزراعة؟
هناك آيات كثيرة في القرآن الكريم تذكر المسلمين بنعمة زراعة النباتات والأشجار، ليلفت الله انتباه الناس إلى أهمية هذه النعمة، فيشكروا الله على ذلك من جهة، ليعلموا أن حياتهم على الأرض ليست صدفة ولا فوضى، بل هي بتدبير حكيم من الله عز وجل، ويقول تعالى: “وآية لهم الأرض الميتة التي أحييناها” وأخرجنا منه حبا فمنه يأكلون. وجعلنا فيها جنات من نخيل وأعناب وفجرنا فيها العيون. ليأكلوا من ثمره ومما عملت أيديهم أفلا يشكرون؟ “سبحان الذي خلق الأزواج كلها مما تنبت الأرض ومن أنفسهم ومما لا يعلمون.”
الحديث عن الزراعة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما من مسلم يغرس غرساً، أو يزرع زرعاً، فيأكل منه إنسان أو دابة أو شيء، إلا كان له صدقة”. “
شرح الحديث
ويقول الإمام النووي -رحمه الله-: إن هذا الحديث يدل على فضل الغرس والغرس، وأن أجر الزارع مستمر ما دام زرعه باقيا وينبت وينتفع به إلى يوم القيامة. واختلف أهل العلم في أفضل العمل الذي يكتسب به الإنسان رزقه. وقيل قيل التجارة وقيل الصنعة تتم باليد. وقيل: الزراعة أفضل الكسب، واختار النووي هذا القول. كما يتبين من هذا الحديث أن الأجر الذي يجنيه العبد إذا أكل مما زرع أو هو أجر خاص بالمسلمين، لا يناله غيرهم. ولهم أجرهم على ذلك في الآخرة إن شاء الله.
فضل الزراعة في الإسلام
– روى مسلم في صحيحه بإسناده عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” ما من مسلم يغرس غرسا ” إلا أن ما أكل منها فهو له صدقة، وما سرق منها فهو له صدقة، ولا يزرعها أحد إلا هو له. وفي رواية لمسلم: «ما من مسلم يغرس غرسًا فيأكل منه إنسان ولا دابة ولا طير إلا كانت له صدقة إلى يوم القيامة». وفي رواية ثالثة له أيضاً: «ما من مسلم يغرس غرساً ولا يغرس زرعاً فيأكل منه إنسان ولا دابة ولا شيء إلا كان له صدقة».
– وفي هذا الحديث الشريف – الذي تعددت رواياته – وقفة نبوية تربوية مع أفراد أمته المسلمة، التي نالت شرفًا عظيمًا عندما تلقت تعليمها – في جميع مجالات الحياة – من القرآن الكريم والطاهر. السنة النبوية، والحديث الشريف، رغم بساطته في المعنى ووضوحه في معناه، إلا أنه شكل بعدا استراتيجيا عميقا، في غاية الأهمية، لارتباطه بتشكيل مستقبل هذه الأمة المسلمة، وتحديد مكانتها بين المسلمين. الأمم. ويظهر تفسير ذلك في الدعوة العاطفية التي وجهها هذا الحديث لأفراد الأمة إلى الاهتمام بالزراعة، التي تشكل صمام الأمان الحقيقي لتوفير الغذاء بذاتها، مما يغني المسلمين عن استيراد المحاصيل الزراعية من بلدان أخرى.
– قد يتم استغلال حاجتهم من أجل التحكم في مواردهم وقراراتهم ومصيرهم، وقد يتم استغلال حاجتهم وتصدير لهم محاصيل زراعية فاسدة، أو مليئة بالأمراض والمخاطر، مما يشكل خطراً على صحة الناس وحياتهم . وهذه الاحتمالات ليست ضرباً من الخيال، كما أثبتت التقارير المخبرية التي أجريت على العديد من المواد الغذائية المستوردة. ومن دول أخرى يحتوي على مواد ضارة تشكل خطورة على الصحة. ومن هنا نستطيع أن نعرف السبب الذي من أجله دعا النبي صلى الله عليه وسلم أمته إلى الاهتمام بالزراعة.
وكان هذا العمل يعتبر عبادة لها أجر فاعلها، وصدقة جارية يصل أجرها إلى ما بعد الموت. وتعتبر هذه الدعوة إلى الاهتمام بالزراعة من مفاخر الإسلام التي أظهرت تقدم المسلمين في جميع المجالات العمرانية، وخاصة في تأمين الثروة الغذائية التي يحتاجها الناس، ومن الإرشادات الرائعة في هذا الحديث الشريف الحث على الزراعة.
نظرة عامة على الزراعة
تشير الزراعة إلى مجموعة واسعة من أنشطة الإنتاج الزراعي، تغطي مجموعة واسعة من قياسات العمل (مساحة الأرض، مخرجات الإنتاج، وما إلى ذلك)، والممارسات والاتجاهات التجارية. على أحد طرفي هذا الطيف، هناك مزارع الكفاف الذي يزرع مساحة صغيرة من الأرض بمدخلات موارد محدودة، وينتج ما يكفي من الغذاء لنفسه ولأسرته فقط.
– وفي الطرف الآخر من هذا الطيف هناك الزراعة التجارية المكثفة، والتي تشمل الزراعة الصناعية. تتضمن هذه الزراعة حقولًا كبيرة وأعدادًا كبيرة من الحيوانات ومدخلات موارد كبيرة (المبيدات والأسمدة وما إلى ذلك)، ومستوى عالٍ من الميكنة. تحاول هذه العمليات عمومًا تحقيق أقصى قدر من الدخل المالي من المحاصيل والماشية والدواجن.
تمتد الزراعة الحديثة إلى ما هو أبعد من الطرق التقليدية لإنتاج الغذاء البشري والأعلاف الحيوانية والسلع الزراعية الأخرى، بما في ذلك الزهور المقطوفة ونباتات الزينة والمشاتل والأخشاب والأسمدة والجلود المستخدمة في صناعة المنتجات الجلدية والمواد الكيميائية الصناعية (النشا والسكر والإيثانول، الكحوليات، البلاستيك)، الألياف (القطن، الصوف، القنب، الكتان)، الوقود (الميثان من الكتلة الحيوية، الوقود الحيوي)، المخدرات القانونية وغير القانونية (المستحضرات الصيدلانية الحيوية، التبغ، الأفيون، الكوكايين، الحشيش).
شهد القرن العشرين تغيرات هائلة في الممارسات الزراعية، وخاصة في مجال الكيمياء الزراعية. تشمل الكيمياء الزراعية تطبيقات الأسمدة الكيماوية، والمبيدات الحشرية الكيميائية (انظر مكافحة الآفات)، ومبيدات الفطريات الكيميائية، وتكوين التربة، وتحليل المنتجات الزراعية، والاحتياجات الغذائية لحيوانات المزرعة. بدءًا من العالم الغربي، نشرت الثورة الخضراء العديد من هذه التغييرات في المزارع حول العالم، بمعدلات نجاح متفاوتة.
تشمل التغييرات الأخيرة في الزراعة الزراعة بدون تربة، وتربية النباتات، والتهجين، والتلاعب الوراثي، والزراعة السطحية، وإدارة أفضل لمغذيات التربة، وتحسين مكافحة الأعشاب الضارة. أنتجت الهندسة الوراثية محاصيل ذات سمات متفوقة على النباتات الطبيعية، مثل الإنتاجية العالية والمقاومة للأمراض. تنبت البذور المعدلة بشكل أسرع، مما يمكننا من زراعتها في مساحة نمو ممتدة. تعد الهندسة الوراثية للنباتات موضوعًا مثيرًا للجدل، خاصة في حالة النباتات المقاومة لمبيدات الأعشاب.
دور الزراعة في التنمية الاقتصادية
تلعب الزراعة دوراً مهماً في اقتصاديات الدول، وخاصة النامية منها، نظراً إلى أن زيادة الإنتاج لمواكبة متطلبات المجتمع وانتظام تدفق المحاصيل الزراعية أمر ضروري لتحقيق التنمية الاقتصادية، وهذه الزيادة ضرورية لمواجهة السكان زيادة في الدول النامية التي تشهد انفجارا سكانيا.
ورغم أن الزراعة تحتل مكانة مهمة في اقتصاديات الدول المتقدمة، إلا أنها تعتبر حجر الزاوية في معظم اقتصادات الدول النامية، باستثناء الدول المنتجة للنفط، والجزائر إحداها. ورغم ذلك تبقى أهمية الزراعة قائمة، باعتبار أن الثروة النفطية ليست دائمة، بل مآلها إلى الزوال إن عاجلاً أم آجلاً.
ولذلك فإن الزراعة بالنسبة لهذه الدول النامية هي ما يوفر للإنسان معظم احتياجاته من الغذاء والملبس، وغالباً ما تكون المصدر الرئيسي لفرص العمل، حيث يعتمد حوالي ثلثي السكان أو أكثر على الزراعة. ودعماً لذلك، يتفق الاقتصاديون تقريباً بالإجماع على أن التنمية الزراعية شرط ضروري للتنمية الاقتصادية.