وأركان الحكمة هي الأشياء الثلاثة التي تقوم عليها: العلم، والحلم، والصبر. وفي هذا الموضوع سنتعرف أكثر على أركان الحكمة، بالإضافة إلى أنواع الحكمة ودرجاتها.
الحكمة ضالة المؤمن
المؤمن الحكيم ليس كغيره من المؤمنين. فالمؤمن صاحب الحكمة قد يمر بموقف معين ويعمل وفق حكمته وتفكيره، فيكسب قلوب الناس، فيتبعون نهجه ويتبعون طريقه بحسن سلوكه في المواقف التي يمر بها ويتعلمون منها. له. ومن ناحية أخرى، فإن المؤمن قد لا يكون ذا حكمة، فيمر بموقف وتصرفات معينة. وبناء على جهله وتفكيره ينفر الناس منه ومن أفكاره، ولا يجوز أن يجهل في نفسه أنها كانت سببا في نفور الناس منه ومن كل عمل يفعله. فيبتعد عنه الناس ويتجنبونه لسوء أخلاقه، حتى لو كان من أخلص العبادات لله تعالى.
ما هي الحكمة؟
ونجد هنا أن علماء النفس يعرّفون الحكمة بأنها التكامل بين الفهم العميق والمعرفة والخبرة، بما في ذلك التسامح مع عدم اليقين في الحياة. فهو يعطي شعوراً بالتوازن ويولد الوعي بكيفية التعامل مع الأحداث مع مرور الوقت. لا يمكن اكتساب الحكمة إلا من خلال الخبرة، ولكن هذا لا يعني أن الخبرة تؤدي إلى الحكمة تلقائيا، حيث تجري حاليا الأبحاث في العمليات الاجتماعية والعاطفية والمعرفية التي تحول الخبرة إلى حكمة. ومن صفات الإنسان الحكيم أنه متفائل بالقدرة على حل مشاكل الحياة ويتميز بالهدوء عند مواجهة القرارات الصعبة. ومن الأشياء التي تساهم في تنمية الحكمة رؤية محاسن الأشياء. والذكاء.
أعمدة الحكمة
ثلاث ركائز:
- علوم.
- والحلم
- الأنانية.
أنواع الحكمة ودرجاتها
هناك نوعان من الحكمة:
النوع الأول: الحكمة العلمية النظرية، وهي البصيرة في باطن الأشياء، ومعرفة الارتباط بين الأسباب وأسبابها، في الخلق والأمر، في القدر والشرع.
النوع الثاني: الحكمة العملية، وهي وضع الشيء في مكانه.
درجات الحكمة
على ثلاثة مستويات:
الدرجة الأولى: أن تعطي كل شيء حقه، ولا تتجاوز حده، ولا تعجله عن وقته، ولا تؤخره عن وقته.
ولما كانت الأشياء لها مراتب وحقوق، فهي يقتضيها الشرع والقدر. لها حدود وغايات يمكن أن تصل إليها ولكن لا تتجاوزها. ولها أوقات لا تقدم ولا تتأخر. والحكمة هي أن تأخذ هذه الجوانب الثلاثة بعين الاعتبار. بإعطاء كل مرتبة حقها الذي أعطاه الله حقه بشرعه وقدره. فلا تتجاوز حده. فأنتم بذلك تعتدون وتخالفون الحكمة. ولا تطلبوا تعجيله عن وقته فإن هذا مخالف للحكمة. ولا تؤخره عنه ولا تفوته… فالحكمة إذن: فعل ما هو مناسب، على النحو المناسب، في الوقت المناسب… ونظام الوجود كله مرتبط بهذه الصفة. وكل عيب في الوجود وفي العبد سببه مخالفة له. أكمل الناس، وأكرم الناس. وأقصرهم وأبعدهم عن الكمال أقلهم في الميراث.
وله ثلاثة أركان: العلم، والحلم، والصبر.
ومن شروره وأضداده: الجهل، والطيش، والعجلة.
ولا حكمة للجاهل ولا المستهتر ولا المتسرع.
الدرجة الثانية: مشاهدة نظر الله في وعده، ومعرفة عدالته في حكمه. وتلاحظ صلاحه في منعه.
أي: تعرفون الحكمة في الوعد والوعيد، وتشهدون لحكمته، كما في قوله: إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تكن حسنة يضاعفها. عليه وآتاه من عنده أجرا عظيما . [النساء:40]وتشهد بعدله في تهديده، وإحسانه في وعده، وكل قائم بحكمته.
وكذلك تعرف عدله في أحكامه الشرعية، والأحكام الكونية التي تنطبق على المخلوقات، فليس فيها ظلم ولا ظلم (2) ولا ظلم. وكذلك أنت تعرف بره في منعه. فإنه سبحانه هو الكريم الذي لا ينقص خزائنه إنفاق، وما في يمينه لا يزيد على سعة عطائه. ولا يمنع أحد من إنكار فضله إلا لحكمة كاملة في ذلك.
الدرجة الثالثة: أن تحصل على البصيرة في تفكيرك، والصدق في توجيهك. مرجعك له غرض.
فوائد الحكمة
1- ومن فوائد الحكمة أنها طريق إلى معرفة الله عز وجل، والوصول إليه، والتقرب إليه. وحينئذ ينقطع العبد عن غيره، ولا يطمع في غيره.
2- أنها صفة الأنبياء والصالحين، وعلامة للعلماء العاملين، وفضل للدعاة الإصلاحيين.
3- ومن أهم فوائد الحكمة الصواب في القول والعمل والأفعال.
4- يرفع الإنسان درجاته، ويكرمه، ويزيد مكانته بين الناس. وعن مالك بن دينار قال: (قرأت في بعض كتب الله: الحكمة تزيد الكريم عزا، وترفع العبد حتى تجلسه مجالس الملوك).
5- يدل على كمال عقل صاحبه وعلو مكانته، مما يجعله قريباً من الناس، محبوباً إلى قلوبهم، مرغوباً بقلوبهم. فهو يتكلم فيسمعون، ويأمر فيطيعون. لأنهم يدركون أن رأيه هو أفضل الرأي، ونصيحته هي أفضل النصيحة.
6- يدعو صاحبه إلى العمل وفق الشريعة، فيصح القول والعمل والتفكير، ويتبع الهدى والبصيرة. وقال أبو القاسم الجنيد بن محمد، وسئل: ما تأمر الحكمة؟ قال: (الحكمة تأمر بكل ما كان أثره محموداً في سائر الأمور، ولطيفاً للعامة، ولا بد أن تكون عاقبته مضرة).
7- أنها تكسب العبد البصيرة، وتهذيب النفس، وطهارة النفس، وطهارة القلب.
8- تلبس العبد ثوب الكرامة، وتزينه بزينة الهيبة، وتلبسه ثوب البهاء والوقار.
9- صاحبه مثل المطر، أينما نزل كان نافعاً، وأينما وضع كان نافعاً. فيتعلم منه كبيره وصغيره، ويكون خيرا إن شاء الله.
10 – يمتنع الإنسان عن فعل الفاحشة أو اللفظ بها، أو ارتكاب المحرمات، أو إيذاء الآخرين، أو فعل ما يحمله على الاعتذار والاستغفار، قال أبو القاسم الجنيد بن محمد عندما سئل: ما يفعل؟ الحكمة تمنع؟ قال: (إن الحكمة تنهى عن كل ما يجب أن يعتذر عنه، وكل ما إذا غاب علمه عن غيرك تذكره في نفسك).