بكاء الأطفال حديثي الولادة، وما أسباب بكاء الأطفال حديثي الولادة المتكرر، والذي يسبب القلق والتوتر لدى معظم الأمهات لعدم معرفتهن أسبابه؟ وفي هذا المقال سنوضح لك أسباب بكاء الأطفال حديثي الولادة وكيفية التغلب عليه.
منذ بداية الحمل وحتى لحظة الولادة، يتولى جسد الأم مهمة توفير كافة احتياجات الجنين. لكن بمجرد ولادة الجنين يتغير الوضع ويجب لفت انتباه الأم إليه حتى تتمكن من تلبية احتياجاته. وفي غياب المشيمة التي تشبع جوعه أو الرحم الذي يدفئه، يصبح بكاء الرضيع وسيلته للتواصل مع العالم من حوله والتعبير عن حاجته إلى بعض المساعدة.
البكاء عند الأطفال حديثي الولادة
البكاء هو الطريقة التي يعبر بها الطفل عن إحدى هذه الاحتياجات، وقد يصعب عليك تفسير بكاء طفلك وأنت لا تزالين جديدة على الأمومة. هل هو جائع؟ أم أنه يشعر بالبرد؟ أم أنه عطشان؟ أم أنه يحتاج إلى الحضن؟
في الأيام الأولى وعندما تكونين في بداية مرحلة الأمومة، قد تنزعجين قليلاً من بكاء طفلك، لكن شيئاً فشيئاً ستبدئين بالتعرف على الأنماط المختلفة لبكاء طفلك، وكلما زادت علاقتك به. يصبح أقوى، كلما تمكنت من توقع احتياجاته. مع نمو الأطفال، ستزداد قدرتهم على التعلم تدريجياً. طرق جديدة للتواصل معنا. تتحسن القدرة على التواصل بالعينين أو الأصوات أو حتى عن طريق الابتسام، وتقل الحاجة إلى البكاء.
وفيما يلي سنشرح الأسباب الأكثر شيوعًا لبكاء الأطفال. إذا كان لديك طفل يصعب تهدئته، فحاول إيجاد الحل المناسب من خلال هذه القائمة. بهذه الطريقة، ستضمن أنك قمت بتجربة كافة الطرق الممكنة لتلبية احتياجات طفلك.
هناك عدة أسباب محتملة لبكاء الأطفال: حاجة الطفل للطعام:
يعد الجوع أحد الأسباب الأكثر شيوعًا لبكاء الأطفال حديثي الولادة. كلما كان طفلك أصغر سناً، كلما زاد احتمال بكائه بسبب الجوع، باستثناء اليوم الأول أو اليومين الأولين بعد الولادة، عندما يأكل الأطفال القليل جداً (إذا كنت ترضعين طفلك رضاعة طبيعية، فقد تكونين على علم بذلك). لأن الحليب المركز الأول (الحليب) للأم بعد الولادة والذي يسمى (حليب التجميل) يتم إنتاجه بكميات قليلة، وستلاحظين عندما يأتي الحليب في اليوم الثالث تقريباً، لذلك لن تتمكن معدة طفلك الصغيرة من هضمها. امتصاص كمية كبيرة من الطعام، فإذا بكى طفلك حاولي إعطائه الحليب، لأنه قد يشعر بالجوع.
ولا يجوز له أن يتوقف عن البكاء فوراً، بل يستمر في عملية الرضاعة إذا رغب في ذلك. سوف يهدأ بسرعة عندما تبدأ معدته بالامتلاء. لكن إذا استمر طفلك في البكاء رغم الانتهاء من الرضاعة بالكامل، نستنتج من ذلك أنه يعبر عن رغبة أخرى غير الشعور بالجوع.
أسباب بكاء الطفل الرضيع وكيفية تهدئته
أحتاج إلى تغيير الحفاضة
قد يحتج طفلك إذا كانت ملابسه ضيقة، أو إذا كان منزعجًا من حفاضاته المبتلة أو المتسخة. ما لم تكن الحفاضة المبللة تسبب له أي إزعاج، فمن المحتمل أنه يشعر بالدفء والراحة معها. لكن من المرجح أن يبكي طفلك ويطلب تغيير الحفاض على الفور إذا كانت بشرته الرقيقة عرضة للتهيج.
إن فحص حفاضات طفلك وتغييرها إذا لزم الأمر قد يلبي حاجته. تأكدي من أن الحفاضة ليست ضيقة جدًا وتأكدي من عدم وجود أي شيء آخر ملتصق بالملابس يزعجه.
أشعر بالبرد الشديد أو الحر الشديد
قد لا يضطر طفلك إلى تغيير حفاضته أو تحميمه لأنه غير معتاد على ملامسة جلده للهواء ويفضل البقاء مقمطاً، أي ملفوفاً في بطانية، مستمتعاً بالدفء. سوف تتعلمين قريباً كيفية تغيير الحفاض بسرعة إذا كانت هذه هي حالة طفلك.
– تأكدي من عدم المبالغة في ارتداء ملابس طفلك حتى لا يشعر بالحرارة الشديدة. يحتاج عمومًا إلى ارتداء طبقة إضافية من الملابس أكثر مما ترتديه ليشعر بالراحة. إذا كان يومًا دافئًا، فيكفي له ارتداء حفاضة وسترة بلا أكمام.
– في سرير الأطفال أو سلة موسى، حاولي استخدام ملاءة وبطانية خفيفة كفراش للسرير بدلاً من الأغطية لإتاحة المجال لإضافة أو إزالة الطبقات حسب الحاجة. يمكنك معرفة ما إذا كان طفلك يشعر بالحر أو البرودة من خلال تحسس معدته؛ إذا شعر بالحر، أزيلي طبقة من البطانيات، أما إذا شعر بالبرد، فأضيفي طبقة أخرى.
– لا تعتمدي على شعور طفلك بيديه وقدميه كمؤشر، فمن الطبيعي أن يشعر ببعض البرودة. اضبطي درجة الحرارة في غرفة طفلك على حوالي 23 درجة مئوية واجعليه ينام على ظهره وقدميه باتجاه نهاية المهد حتى لا يتحرك تحت الغطاء ويتجعد ويشعر بالحرارة.
– يحتاج طفلك إلى قدر كبير من الحضن والتدليل والتواصل الجسدي والطمأنينة ليشعر بالراحة.
ربما يريد طفلك فقط أن تحمليه. حاولي استخدام حاملة الأطفال، والتي تمنحك الفرصة لحمل طفلك بالقرب منك مع إبقاء يديك حرتين للقيام بأشياء أخرى.
– قد تخشى أن “تفسدي” طفلك إذا حملتيه أكثر من اللازم، لكن هذا غير ممكن خلال الأشهر الأولى من الحياة. يحتاج الأطفال حديثي الولادة إلى الكثير من الراحة الجسدية.
– على الأرجح، يستمتع مولودك الجديد بشعور الحضن الدافئ والأمان الذي يتبعه، تمامًا كما كان يفعل داخل الرحم. قد يستعيد طفلك هذا الشعور عن طريق لفه ببطانيته.
– ربما لا يحب طفلك التقميط ويستجيب بشكل أفضل لوسائل التهدئة والطمأنينة الأخرى، مثل الغناء. إذا حملت طفلك بالقرب منك، فقد يشعر بالأمان عند سماع نبضات قلبك.
أنا متعب وأحتاج إلى استراحة
من السهل الافتراض أن الأطفال ينامون عندما يحتاجون إلى النوم، أينما كانوا. لكن يصعب على العديد من الأطفال النوم، خاصة إذا كانوا متعبين للغاية. ستعرفين قريباً علامات النوم التي تشير إلى أن طفلك متعب. الأكثر اعتدالًا هم البكاء والأنين، والتحديق في العدم بلا هدف، والهدوء والسكون. هذه مجرد ثلاثة أمثلة.
إذا كان طفلك يتلقى الكثير من الاهتمام من الزوار، فقد يصبح في حالة تأهب مفرط. وقد يخاف من الأضواء والأصوات والتواجد بين أيدي الأقارب. عندها سيكون من الصعب عليه النوم عندما يحين الوقت.
قد يبكي طفلك أكثر من المعتاد عند زيارة الأقارب، أو في بعض الأحيان في نهاية كل يوم. ما لم يكن هناك سبب محدد لبكاء طفلك، فقد يرغب في القول: “لقد اكتفيت من ذلك”. خذيه إلى مكان هادئ، وابتعدي تدريجياً عن كافة المؤثرات الخارجية حتى تساعديه على النوم.
أحتاج إلى شيء يجعلني أشعر بالتحسن
إذا كنت ترضعين طفلك وتتأكدين من أنه مرتاح، لكنه يستمر في البكاء، فقد تتساءلين عما إذا كان مريضاً أو يتألم. قد يبكي طفلك لأنه يشعر بالملل بسرعة. وقد يكون السبب هو أنه يحتاج إلى الكثير من الوقت للتأقلم مع وجوده في الحياة. قد يكون البكاء المتكرر والخوف من اللمس أو الإمساك من سمات طفلك. قد يكون من المفيد اتباع أسلوب هادئ ولطيف وعدم تعريضه للكثير من التحفيز في نفس الوقت.
انتبه للتغيرات التي تطرأ على طفلك. وإذا كان مريضاً فإنه يبكي بنبرة تختلف عن بكائه المعتاد. وقد يكون بكاؤه متواصلاً وتتميز نبرة صوته بالضعف وكثرة الإلحاح وصوت أعلى من المعتاد. قد يكون منزعجًا بشكل واضح ويصعب تهدئته. ومن ناحية أخرى، فإن هدوء طفلك إذا كان معتاداً على البكاء قد يشير إلى أن شيئاً ما لا يسير على ما يرام.
لا أحد يعرف طفلك أفضل منك. إذا شعرت أن هناك مشكلة، اتصل بطبيبك على الفور.
يأخذ الأطباء دائمًا شكاوى الأم على محمل الجد. عليك استشارة طبيبك إذا لاحظت أن طفلك يعاني من صعوبة في التنفس أثناء البكاء، أو إذا كان البكاء مصحوبًا بحمى أو قيء أو إسهال أو إمساك.