ونتحدث عن أنواع التطهير من النجاسة في مقالتنا. ونذكر لك أيضاً أصول الوضوء من الجنابة، ووجوب الغسل، وخاتمة فوائد الطهارة.
أنواع الطهارة من النجاسة
1- الغسل الكامل :
وهو غسل يجمع بين الواجب والمستحب، وهو أن يغسل كفيه قبل البدء، ثم يضع يده اليمنى على يده اليسرى، ويغسل فرجه، ثم يتوضأ كما يتوضأ للصلاة. ويجوز له أن يؤخر غسل قدميه ثم يصب الماء على شعره ثلاث مرات، حتى ينفذ الماء كله، ثم يبدأ في صب الماء على الجانب الأيمن وبعد ذلك على الجانب الآخر، وقد ذكر وفي الصحيحين من حديث ابن عباس، عن عمته ميمونة – رضي الله عنهما – قالت: «أقبلت على رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يتوضأ للصلاة». النجاسة، فهو فغسل يديه مرتين أو ثلاثاً، ثم أدخل يده في الإناء، ثم أفرغها في فرجه، ثم اغتسل بيده اليسرى، ثم ضرب بيده اليسرى الأرض فدلكها». ففرك بقوة، ثم توضأ كما يتوضأ للصلاة، ثم حثى على رأسه ثلاث حثيات. فكفه، ثم غسل سائر بدنه، ثم نزل من ذلك الموضع فغسل قدميه، ثم أتيته بالمنديل فألبسه.
2- الغسيل المجزأ:
يعني يزيل عنه النجاسة، وينوي، ويقول البسماني، ثم يغطي بدنه بغسل فمه وأنفه وظاهر شعره وباطن شعره.
واجبات الغسيل
1- يجب أن يكون الماء نقياً وقادراً على:
حيث أن النجاسة لا تزيل إلا بالماء الطاهر مع وجوده، ولا تزول النجاسة بالماء النجس، وهذا باتفاق العلماء. قال ابن المنذر: قال الله تعالى: «فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا» فالطهارة على ظاهر كتاب الله بكل الماء إلا ما نهى عنه. كتاب أو سنة أو إجماع، والماء المتفق على حرمة التطهير منه: هو الماء الذي غلبت عليه النجاسة لوناً أو طعماً أو رائحة)، ولا تزول النجاسة باستعمال أي سائل غير الماء.
2-أن ينوي الاغتسال :
هناك خلاف بين العلماء في حكم نية التطهير من الحدث عموماً، بما في ذلك الحدث الأصغر والأكبر. وقد قيل: “النية سنة في طهارة الوضوء والغسل، وشرط لطهارة التيمم، وهذا مذهب الحنفية”. وقد قيل: “النية شرط في طهارة الحدث عموماً، الصغرى والكبرى”. بالماء أو التيمم، وهو مذهب المالكية والشافعية والحنابلة، وهو الراجح». وقيل: “يكفي الوضوء”. والغسل، والتيمم بدون نية، وهو قول الأوزاعي.
3- لتغطية جميع البدن بالغسل:
ولما اتفق العلماء على أن من واجبات الغسل أن يغطي المسلم جميع بدنه بالماء، ونقل هذا الإجماع النووي وغيره، والدليل على ذلك قوله سبحانه وتعالى: عاليا: «ولا على الجنابة إلا المارة حتى تغتسلوا». سورة النساء، 43، وقوله سبحانه وتعالى: «وإذا كنت جنباً فتطهر». سورة المائدة .
أساسيات الوضوء من الجنابة
1- النية أن ينوي المسلم تطهير نفسه من النجاسة.
2- اللفظ أن يقول المسلم: بسم الله الرحمن الرحيم.
3- غسل الفرج باليد اليسرى. وذلك لأن الفرج هو محل النجاسة، فبغسله يتخلص المسلم من الأذى والأوساخ العالقة به.
4- غسل الكفين ثلاثاً . والسبب في ذلك أن النخل هو أداة جمع الماء.
5- الوضوء: الوضوء هنا كالوضوء للصلاة، وضوء كامل لا نقص فيه، ولا يلزم إعادة الوضوء بعد الانتهاء من الوضوء من الجنابة لأداء الصلاة. وفعل ذلك أثناء الوضوء كافٍ وكفيل، ولا حاجة إلى إعادته. أما إذا تم لمس الفرج أو القضيب، فيجب إعادة الوضوء؛ ويرجع ذلك إلى وقوع حدث طارئ.
6- تنظيف اليد اليسرى ثم تدليكها بقوة. وذلك للتخلص من أي أوساخ عالقة به أثناء غسل الفرج، وتطهيره بالماء والصابون، فهو يقوم مقام الأوساخ.
7- تعميم الماء على جذور الشعر عن طريق إدخال أصابعه بينها، والتخليل إذا كان الشعر كثيفاً. حتى يصل الماء إلى مصدره.
8- غسل القدمين. هل هناك اختلاف في وقت غسل القدمين بحيث يكون مع الوضوء؟ أم يجب تأخيره إلى ما بعد الغسل؟ ويظهر في الأحاديث المروية أن الطريقتين ذكرتا عن الرسول صلى الله عليه وسلم. وكلاهما ثابتان في سنته الشريفة، ويستحب عموماً تأخير غسلهما بعد الانتهاء من الوضوء، لكن بما أن الطريقتين وردتا في سنة النبي صلى الله عليه وسلم فلا إشكال في ذلك. وعلى المسلم أن يؤدي أحدهما أحياناً، والآخر. وتارة يغسل قدميه مع الوضوء، وتارة يؤخر غسلهما إلى نهاية الوضوء.
9- تشغيل الماء على الرأس ثلاث مرات بعد انتهاء الماء من نقع جذور الشعر.
10- نثر الماء على الجسم كله مرة واحدة، ويسن تدليك الجسم بدءاً بالجانب الأيمن ثم الأيسر.
فوائد الطهارة
1- الغسل المتكرر للأطراف والوجه يحمي البشرة من تأثيرات أشعة الشمس الضارة والتي قد تسبب أمراضاً مسرطنة. كما أنه يخلص البشرة من الإفرازات الدهنية التي تفرزها الغدد الجلدية.
2- إنعاش خلايا الجسم وتنشيط الدورة الدموية في الأوعية والشرايين، مما يمنع تصلبها من جهة، أو تطور أمراض تجلط الدم من جهة أخرى.
3- الحرص على نظافة هذه الأماكن يحمي الجهاز التناسلي من الالتهابات الناتجة عن الجراثيم والميكروبات.
4- الاستنشاق يخلص الأنف من ميكروبات المكورات العنقودية شديدة العدوى، والميكروبات العقدية الكروية سريعة الانتشار، والتي قد تؤدي إلى تسمم النفس.
5- الاستحمام بعد نزول المني أو سائل ما قبل القذف لأي سبب سواء كان الاحتلام أو الجماع أو العادة السرية، يجدد نشاط الجسم والعقل بعد الخمول.
6- الاستحمام بالماء الساخن يفتح مسام الجسم لتتمكن خلايا الجلد من التنفس مما يمنع تكون الأوساخ عليها.
7- المضمضة تحمي الفم من الرائحة الكريهة وتحمي اللثة من التقرح. ناهيك عن أن تحريك عضلات الفم أثناء المضمضة يقوي عضلات الوجه ككل.