أهمية الاجتهاد. وسنتحدث أيضاً عن أنواع الاجتهاد. وسنذكر أيضاً حكم الاجتهاد. وسنذكر أيضاً أدلة الاجتهاد من القرآن. كل هذه المواضيع ستجدونها من خلال مقالتنا متابعينا.
أهمية الاجتهاد
1-يعتبر علماء الدين الإسلامي أن الاجتهاد من أهم الوسائل التي يستطيع بها العالم المختص أن يتوصل إلى الأحكام الشرعية في مسائل الحياة المستجدة. وبه يتعلمون قواعد الحياة كلها، وبه يجدون الهداية في سلامة سلوكهم وعملهم. مع تجدد الحياة والتطورات الجديدة الكثيرة فيها.
2- كان لا بد من وجود مجموعة متخصصة في العلوم الشرعية وما يتعلق بها، لتتولى مهمة دراسة المسائل المستجدة وتوضيح الأحكام الشرعية المناسبة من كل منها حتى يسهل الرجوع إليها والاستناد إليها. هم. وكان يليق بعلماء الأمة، بمساعدة الدول الإسلامية، أن يقوموا بمهمة توفير حاجة المجتمع لهذه الفئة؛ وذلك بإنشاء الحوزات العلمية، والكليات الشرعية، والمجامع الفقهية، وهيئات الفتوى العامة، وتنظيم اللقاءات العلمية بين المتخصصين في الشريعة.
مراتب الاجتهاد
مراتب الاجتهاد هي مراتب ومراتب علمية محددة في الفقه وأصوله، ويقصد بها ترتيب الدرجات العلمية للعلماء المجتهدين ودرجاتهم. وقد ذكر علماء الشريعة مراتب الفقهاء، وبينوا خصائص كل نوع من الفقهاء المجتهدين وشروطهم في الاجتهاد. كما قسم العلماء مراتب العلماء المجتهدين إلى فئتين أساسيتين: المجتهد المستقل، وغير المستقل. المجتهد المستقل، أو المجتهد المستقل المطلق، هو من وصل إلى مرتبة الاجتهاد في جميع أبواب الشريعة وفق شروط محددة لذلك، وتعتبر مرتبة المجتهد المستقل من أعلى مراتب الاجتهاد. المستقل كالأئمة الأربعة، وغير المستقل هو المنتسب إلى مذهب إمام من أئمة المذاهب الفقهية. ضاع الاجتهاد المستقل في القرن الرابع الهجري، ولم يبق إلا اجتهاد المنتسبين إلى المذاهب الفقهية، الذين عملوا على استكمال بناء المذاهب الفقهية، حتى نضجت معرفة فروع الفقه، خاصة في العصور اللاحقة. وثبتت المسائل الفقهية والأحكام والإجماع، ونشأ الفقهاء بعد الانتهاء من إعداد الأحكام. ويقلدون أئمة طوائفهم في الأحكام المسلَّمة.
حكم الاجتهاد
1- الاجتهاد في الإسلام هو بذل الجهد في فهم الحكم الشرعي من أدلته الشرعية، وهو واجب على من استطاع إليه سبيلا. لأن الله تعالى يقول: (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) النحل: 43، الأنبياء: 7. والقادر على الاجتهاد يستطيع أن يكتشف الحق بنفسه، ولكن لا بد له من ذلك. أن يكون لديهم معرفة ومعرفة واسعة بالنصوص القانونية والمبادئ والأقوال الثابتة. أهل العلم؛ حتى لا يفعل ما يخالف ذلك، فإن من الناس طلاب العلم الذين لم يتقنوا إلا قدرا يسيرا من العلم، الذي يعلن نفسه مجتهدا، وتجده يعمل بالأحاديث العامة التي فيها شيء خاص بها أو العمل بالأحاديث المنسوخة التي لا يعرف ناسخها، أو العمل بالأحاديث التي اتفق أهل العلم على خلاف ذلك. وهو ظاهر، ولا يعرف بإجماع العلماء.
2- ومثل هذا الوضع فيه خطر عظيم، إذ لا بد للمجتهد أن يكون لديه معرفة بالأدلة الشرعية، ومعرفة بالأصول التي إذا عرفها استطاع أن يستنبط الأحكام من أدلتها، ومعرفة بما يقوله أهل العلم. وعلى أهل العلم أنه لا يخالف الإجماع وهو لا يعلم؛ فإذا توفرت له هذه الشروط، وتوافرت، فعليه أن يجتهد.
3- ويمكن تقسيم الاجتهاد إلى أن يجتهد الإنسان في مسألة من مسائل العلم ويبحث فيها ويتحرى فيها ويجتهد فيها، أو في باب من أبواب العلم كأبواب الطهارة مثلاً التي يبحث فيها، يتحرى، ويجتهد فيه». انتهى الاقتباس.
فتوى للشيخ ابن عثيمين بتوقيعه.
دليل الاجتهاد من القرآن
1- هناك أدلة عامة على أن المتأخرين في الاتجاه السني استدلوا بالكتاب والسنة والإجماع. ومن الكتاب قوله تعالى: ((فاعتبروا يا أولي الأبصار)) كما استفاد الفقهاء من ذلك، لأن كلمة (فاعتبروا) فيها ما يدل على القياس، من حيث أن الأخير عبور من اللفظ. الأصل في الفرع، مما يعني أن الأمر المذكور في الآية هو بصيغة تلك الكلمة شيء متعلق بالحث على القياس ثم الاجتهاد.
2- وإن كان سياق الآية لا يتعلق بالاجتهاد أو القياس إلا أنه يدل على أخذ العبرة، خاصة أن العبرة أو “المقطع” في الآية لا يقوم على معنى النص ثم تطبيق حكمه على وأشباهها كالقياس والاجتهاد، بل هي عبارة عن النظر إلى واقع خارجي والتأمل فيه، ولو من خلال ما صوره القرآن وأخبره للاستفادة منه في الواقع بأخذ العبرة منه. هو – هي. وهذا المعنى يختلف عن لفظ الاجتهاد.
3- لا يتعلق الأمر بربط الحدث بالنص، كما هو الحال في الاجتهاد والقياس. بل هو ربط مصير بواقع لم يبق منه إلا أثر والعبرة والعبرة، كما جاء في أول الآية: ((هو الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب)). من ديارهم أول مرة، ولم يظن الملأ أنهم سيخرجون، وظنوا أن حصونهم ستمنعهم من الله، فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا وألقى في قلوبهم الرعب فتهلكوا بيوتهم بأيديهم وأيديهم أيها المؤمنون فاحذروا يا أولي الأبصار).
4- كما استدل المتأخرون بقوله تعالى: ((هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات بينات هي أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين فيهم قلوبهم زيغ يتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتن وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به عند ربنا ولا أحد تذكر إلا الذين مع الفهم)) مع أن الآية إذن نسبت إلى وجود الوقف بعد قوله ((وما يعلم تأويله إلا الله)) كما هو قول كثير من المفسرين القدماء، فليس فيها ما يدل على الاجتهاد مطلقا، فإن الراسخين في العلم بهذا الاعتبار لا علم لهم بتفسيره.
5- لكن إذا فُسِّرت الآية بالربط، فمن الواضح أيضًا أنها لا تدل على الاجتهاد المؤدي إلى الشبهة، كما تدل بوضوح على العلم، لا سيما أنها ربطت علم العلماء بعلم الله عز وجل وجمعت بينهم. في سياق واحد. إضافة إلى أنه من الممكن أن تكون الآية قد وردت في مسائل عقدية، وليس في الفقه، وبالتالي فهي لا تتعلق بالاجتهاد في الأحكام الشرعية.