ابعاد المجتمع المدني

أبعاد المجتمع المدني المجتمع المدني بالمغرب ما هو المجتمع المدني أهداف المجتمع المدني مهام المجتمع المدني خاتمة حول المجتمع المدني أحوال المجتمع المدني آليات المجتمع المدني مكونات المجتمع المدني كل ذلك في هذا المقال.

أبعاد المجتمع المدني

تسعى مكونات المجتمع المدني إلى تحقيق أهداف مختلفة، كل حسب مجال نشاطه، معتمدة على أسس خيرية وأخلاقية ودينية وثقافية.
ولذلك يهتم كل مكون من مكونات المجتمع المدني بنشر الوعي بالقضايا المجتمعية، والسعي لتنميتها، وترسيخ قيم المواطنة والتماسك بين أفراد المجتمع الواحد، والمساهمة الفعالة في تحقيق العدالة الاجتماعية، وإشراك المواطنين في التعرف على مشكلات المجتمع. وإيجاد الحلول المناسبة لها. كما يسعى كل مكون إلى خلق دائرة من التواصل الفعال بين أفراد المجتمع، وإشراكه في تنظيم الفعاليات الثقافية، وتشجيعه على ممارسة الأنشطة المتنوعة التي تساهم في إبراز مواهبه وطاقاته الإنسانية اللامحدودة وتقديمها بشكل فريد.
تلعب منظمات المجتمع المدني دورا هاما في أي نظام ديمقراطي نظرا لاستقلالها عن الحكومة والقطاع الخاص. إنهم يعملون بعيدًا عن التوترات السياسية لدعم قضية أساسية: رفع مستوى الوعي بين الأفراد ودعمهم من أجل تنظيم مشاركتهم في الحياة العامة. ويتيح لهم الوصول إلى الخيارات والمنافع العامة وممارسة حرياتهم ضمن إطار قانوني يساعد على حماية مصالحهم وتوجهاتهم وحقوقهم دون انتهاك القواعد والضوابط العامة.
كما تساهم الجمعيات الخيرية والتعاونيات من خلال العمل الخيري والتطوعي الذي تنظمه في إقامة العلاقات الإنسانية بين أفراد المجتمع الواحد وكسب دعم وتأييد المجتمعات المدنية الأخرى للإنجازات التي تحققها على الصعيدين الاجتماعي والاقتصادي.
ومن هنا تأتي أهمية المجتمع المدني ومدى الإضافة النوعية التي يقدمها كل مكون من مكوناته. وهي عائلة كبيرة تنمو بحسب رغبة جميع أفرادها في البذل دون مقابل بما يعود بالنفع على المجموعة.

خصائص المجتمع المدني

ويتميز المجتمع المدني بما لا يقل عن 9 خصائص، بحسب المركز الدولي لقانون المنظمات غير الربحية (ICNL)، وهي كما يلي:
المعاملة بالمثل:

(بالإنجليزية: المعاملة بالمثل)؛ ويشير إلى قدرة المجتمعات المدنية على التعاون والعمل معًا وتبادل الأفكار والموارد بطريقة تضمن المساواة، وبالتالي القدرة على التفاعل معًا من أجل حل النزاعات بالطرق السلمية. ولذلك فإن أي خلل في هذه الصفة يسبب مشاكل بين الطرفين.
الجماعية:

(باللغة الإنجليزية: الكومنولث)؛ ويشير إلى الخاصية الاقتصادية لقدرة المجتمع المدني على الانخراط في التبادل المفتوح من خلال إنتاج وتقسيم وتبادل السلع والموارد، وبالتالي تعزيز الروابط بين المجتمعات المدنية.
المشاركة:

(بالإنجليزية: التشاركية)؛ وتتمثل هذه الخاصية في مشاركة كافة أفراد المجتمع المدني في اتخاذ القرار، ويظهر ذلك بوضوح من خلال المنظمات والهيئات المجتمعية التي تعمل من أجل الصالح العام وتحقق الأهداف المشتركة.
عدالة:

(بالإنجليزية: العدالة)؛ وسمة العدالة تكون من خلال اتباع سيادة القانون في العملية السياسية، والدفاع عن الحقوق العامة والخاصة، كما يقع على عاتق الأعضاء المتبقين الدفاع عن حقوق الأعضاء الآخرين إذا تم استبعادهم من العملية السياسية.
مراقبة الموارد من أجل الصالح العام:

وتشمل هذه الخاصية قدرة المجتمع المدني على مراقبة ومراقبة الموارد البشرية والموارد المادية والموارد الطبيعية وغيرها. وترتبط هذه الخاصية بامتلاك الشعب القدرة على اتخاذ القرارات، وتساهم في تعزيز وتحسين الاقتصادات المحلية.
الاتحاد:

(بالإنجليزية: Association)؛ ويشير إلى قدرة المجتمعات المدنية على الاتحاد معًا والتفاعل مع بعضها البعض بحرية ودون قيود، والعمل لصالح المجتمع، وتقديم الدعم الذي بدوره يعزز هذا الارتباط.
سيادة:

(بالإنجليزية: Sovereignty)؛ وسمة السيادة هي قدرة المواطنين على المشاركة في جوانب الحكم السياسي واتخاذ القرارات المتعلقة بالحياة العامة بما يحقق مصلحة الجميع.
المساواة:

(بالإنجليزية: Equity)؛ وتتمثل هذه الخاصية في قدرة جميع أفراد المجتمع على الحصول على قدم المساواة على نفس الفرص والموارد لضمان العدالة والإنصاف للآخرين.
مسؤولية:

(باللغة الإنجليزية: المساءلة)؛ وتتكون من تحميل الكيانات السياسية والاقتصادية مسؤولية تصرفاتها من خلال بعض الأنشطة، مثل: إجراء انتخابات نزيهة، وحرية التعبير، وحرية التنظيم الجماعي، والصحافة الحرة، وغيرها.

تعريف مصطلح المجتمع المدني

تعددت التفسيرات في تعريف مفهوم المجتمع المدني، والتي تعبر عن تطور المفهوم والجدل حول طبيعته وأشكاله وأدواره. والمعنى الشائع للمفهوم هو “المجتمع السياسي” الذي يحكمه القانون تحت سلطة الدولة. لكن المعنى الأكثر شيوعاً هو تمييز المجتمع المدني عن الدولة، باعتباره مجالاً لعمل الجمعيات والاتحادات التطوعية مثل الأندية الرياضية، وجمعيات رجال الأعمال، ومجموعات الرفق بالحيوان، وجمعيات حقوق الإنسان، والنقابات العمالية، وغيرها. أي أن المجتمع المدني يتكون مما أسماه إدموند بيرك بالأسرة الكبيرة.
في المقام الأول، يهتم الإنسان بوسائل عمله ومعيشته، من أجل تلبية احتياجاته واحتياجات أفراد أسرته من الغذاء والمسكن وغيرها من ضروريات الحياة. ولكن إلى جانب ذلك، هناك الكثير من الأشخاص الذين يهتمون بالمجتمع الذي يعيشون فيه، ولديهم الرغبة في التطوع وإفادة الآخرين. وهذا يعني أن المجتمع المدني ينمو إلى الحد الذي يكون فيه أعضاؤه على استعداد للعطاء دون تعويض لصالح المجموعة. ويعتبر هذا “الإيثار العام”. وفي المجتمعات الديمقراطية، تشجع الحكومات هذا النشاط.

المجتمع المدني والاقتصاد

ولا يقتصر المجتمع المدني على التطوع الفردي فقط بهدف تحقيق منفعة اجتماعية للناس أو تكوين اتحادات مع أشخاص يشاركون في ممارسة رياضة أو هواية مشتركة في أوقات فراغهم، بل يشمل أيضاً حرية تأسيس الشركات والمؤسسات الخاصة التجارة أو الإنتاج الصناعي. ومع تزايد الشركات المساهمة التي ينشئها الناس، تزداد فرص العمل، ويقل العبء على الدولة في توفير العمل لكل مواطن، ويتيح للحكومة الاهتمام بالتعليم من المرحلة الابتدائية إلى الدراسة الجامعية والتأهيل الجيد للخريجين. الشباب حتى يتمكنوا بعد ذلك من المشاركة بفعالية في الإنتاج. ومن واجبات الدولة بناء البنية التحتية، على سبيل المثال، الاهتمام بالنقل وإدارة السكك الحديدية والبريد. المجتمع المدني هو تضامن اجتماعي يشمل الجميع، بما في ذلك الرابطة بين صاحب العمل والعمال. يحق للدولة وجهازها التشريعي إصدار القوانين التي تحدد علاقة صاحب العمل بالعامل والعمال، كما تصدر القوانين المتعلقة بالتأمين الصحي للعمال والموظفين.
تتبع النمسا وألمانيا مفهوم المجتمع المدني القائم على هذا المفهوم الموسع، حيث تسمح الدولة للناس بإنشاء الشركات والمؤسسات المساهمة إلى أقصى حد. وفي حين تقوم الدولة بإنشاء المكونات الأساسية مثل بناء البنية التحتية وتشغيل السكك الحديدية والموانئ والبريد، فإنها تهتم أيضًا بالهيئات التشريعية التي تحدد العلاقة بين صاحب العمل والعامل والعمال. على سبيل المثال، قرر المشرع أن يكون التأمين الصحي للعامل وأفراد أسرته القصر مناصفة بين صاحب العمل والعامل. كما ينظم المشرع التأمين ضد البطالة للعمال إذا تدهورت حالة الشركة واضطرت إلى تسريح بعض العاملين فيها. الدولة هي التي تقوم بتحصيل التأمين ضد التعطل من المصدر (أي مباشرة من الشركة أو المؤسسة) وتحدده وتزيده حسب انخفاض الأسعار أو ارتفاعها، وهي التي تقوم بعد ذلك بدفع إعانة التعطل للعامل في بالمبلغ وللمدة التي يحددها القانون.
معظم الشركات الألمانية والنمساوية الكبرى، مثل سيمنز، ودايملر بنز، وكروب للحديد والصلب، وباير، والصناعات الكيماوية والدوائية، هي شركات مساهمة مملوكة للشعب. فهي أدوات إنتاجية وتوفر فرص العمل، والعلاقة بينها وبين العاملين فيها ينظمها المشرع. وهم منظومة فاعلة للتكافل الاجتماعي وتحقيق الرخاء.

‫0 تعليق

اترك تعليقاً