اثر التلوث على الفرد والمجتمع

تأثير التلوث على الفرد والمجتمع، وهل التأثير صحي أم معنوي أم نفسي. كل هذا سنتعرف عليه من خلال موضوعنا اليوم وهذه السطور التالية.

التلوث البيئي

البيئة المحيطة بالإنسان من أكثر العوامل المؤثرة على صحته سواء الجسدية أو النفسية. يؤثر التوازن البيئي على الإنسان بشكل كبير. وعندما يختل أي عنصر من عناصر هذا التوازن – الإنسان والحيوان والنبات والجمال – فإن الخلل البيئي يحدث نتيجة لنقص أي عنصر من العناصر عن طريق الإحلال أو الاستبدال، ولكن الإنسان هو المسؤول الوحيد. حول توازن النظام البيئي لأن الطبيعة تستطيع أن تشفي نفسها بنفسها، لكن الخلل البيئي الناتج عن الإنسان لا يمكن معالجته مع زيادة حجم التلوث البيئي هذه الأيام، فكل ذلك يؤثر على الإنسان بشكل كبير، خاصة مع تعدد أشكال التلوث البيئي مثل تلوث المياه الجوفية وتلوث مياه المحيطات. والأنهار بمياه الصرف الصحي وعوادم المصانع وتلوث الهواء وتلوث التربة بالملوثات الكيميائية والأسمدة غير العضوية والمبيدات الحشرية والتلوث البصري مع كثرة الملوثات وقلة المساحة الزراعية وكثرة المباني والتلوث الحراري مع زيادة المصانع التي تغيرت التوازن الحراري، فأصبح الصيف حاراً جداً والشتاء بارداً جداً، وفي أجزاء من العالم يكون الجو حاراً. .!! التلوث الضوضائي بسبب أصوات المصانع وأصوات الآلات الحديثة، كل ذلك له تأثير مباشر على الإنسان ويؤثر على تركيزه وعلى أعصابه ودماغه ومخه بشكل مباشر.

هل للتلوث البيئي آثار سلبية على الصحة النفسية؟

التلوث البيئي هو أحد المخاطر التي يواجهها الإنسان. التلوث يعني تدهور البيئة نتيجة وجود خلل في توافق عناصرها المكونة لها بحيث تفقدها قدرتها على القيام بدورها الطبيعي. والسؤال هو: ما آثار التلوث على الصحة النفسية؟
في البداية يولد الإنسان. أول ما يتفاعل معه منذ لحظة ولادته هو البيئة الاجتماعية المحيطة به. بعد أن كان يتمتع بالهدوء والطمأنينة والأمان والسلام النفسي، ومن هذه اللحظة يبدأ عمل علم النفس البيئي الذي يهتم بالتفاعلات والعلاقات المتبادلة بين الإنسان والبيئة المحيطة به. يتأثر الإنسان بالمناخ وهذا ينعكس على مزاجه، فكيف تكون الحالة النفسية في البيئة الملوثة، على سبيل المثال التلوث الضوضائي الذي يؤثر على الأعصاب. يعد القلق والتوتر العصبي وتقلب المزاج من منتجات العصر التكنولوجي الإضافية. يمكن أن تسبب الضوضاء مشاعر مختلفة، بدءًا من عدم الرضا وحتى الضيق والخوف والقلق.
كما يؤثر الضجيج على القشرة الدماغية ويقلل من النشاط، مما يؤدي إلى القلق والانزعاج الداخلي والتوتر والارتباك وعدم الانسجام والتوافق الصحي. قد يتراكم لدى الفرد توتر عصبي دون أن يشعر بسبب تعرضه للضوضاء، وقد يتسبب ذلك في انهيار عصبي للشخص المتعرض للضوضاء، مما يسرع الإصابة. مع الأزمات العاطفية يجب أن نهتم بالبيئة المحيطة بنا ونجعلها بيئة مريحة لراحتنا النفسية. فهل نحن قادرون على القيام بذلك في زمن الانفجار المعرفي والثورة التكنولوجية؟

آثار التلوث البيئي على صحة الإنسان:

1- بسبب زيادة التلوث البيئي والحراري أدى إلى ثقب في طبقة الأوزون، والذي أدى بدوره إلى زيادة الأشعة فوق البنفسجية الضارة التي تؤثر بشكل مباشر على الجلد والعينين، مما يزيد من شيخوخة الجلد والتجاعيد، والمخاطر إعتام عدسة العين، وهو ما يؤدي إلى إصابة العدسة الشفافة داخل العين برؤية غائمة نتيجة التعرض للأشعة فوق البنفسجية لفترات طويلة. أو الضمور البقعي الذي يؤدي إلى ضعف الرؤية وفقدان الرؤية المركزية وهو أحد أسباب العمى أو حروق العين. تنبعث الأشعة فوق البنفسجية على شكل جزيئات طويلة الموجة “UVA” وجزيئات متوسطة الموجة “UVB”. تؤثر الأشعة فوق البنفسجية على الجلد بشكل كبير، خاصة الأمراض مثل السرطان، والالتهابات الجلدية التي تصيب أجزاء مختلفة من الجسم، والتهاب الحلق، وأمراض الشرايين والقلب. كما أنه يؤثر على الحواس والأعصاب بفضل الأشعة التي تنتجها على الإنسان.
2- التلوث الإشعاعي الناتج عن مراكز تنشيط اليورانيوم والذي ينتج عنه تشوهات خلقية وتشوهات للجنين نتيجة تعرض الأم لتأثيرات الإشعاع الناتج عن المصانع والمفاعلات النووية ومحطات الطاقة حول العالم.
3- آثار التربة الملوثة على الإنسان مما يؤدي إلى موت الحيوانات والنباتات. كما تؤثر التربة الزراعية الملوثة على الجهاز الهضمي للإنسان، فتتراكم الملوثات على كبد الإنسان، مما يؤدي إلى فشل الكبد على المدى الطويل. كما أن الأمطار الحمضية على التربة تسبب خللاً في درجة الحموضة في الماء والتربة. ولذلك فإن له تأثير كبير جداً على صحة الإنسان، وكذلك الضباب الدخاني الذي يتسبب في حجب كمية ضوء الشمس عن الأرض، مما يؤدي إلى موت النباتات وأضرار كبيرة للنباتات. مما يؤثر بالتالي على الخلل البيئي والتلوث البيئي، وموت الحيوانات، ويؤثر على صحة الإنسان العصبية. ونفسية.
4- ظهور ظواهر بيئية جديدة مثل ظاهرة الاحتباس الحراري والتي تسبب كوارث طبيعية وبيئية تسبب أضرارا بالغة للإنسان مثل ذوبان الجليد وارتفاع درجة حرارة الأرض. وهذا يؤثر على صحة الإنسان..
5- أدى قلة الأراضي الزراعية إلى ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون وانخفاض نسبة الأكسجين، مما تسبب للإنسان في مشاكل في التنفس وأمراض تنفسية خطيرة، إلى جانب عدم وجود منظر جمالي مما أثر على المظهر الجمالي للبيئة، والذي أثرت فيما بعد على مزاج الإنسان وضعف الإنتاج..
لا شك أن التلوث البيئي أثر على صحة الإنسان وحياته النفسية والعصبية، ولكن لا بد من وضع حلول عالمية لذلك، ولكن يمكن للإنسان أن يتعامل مع ذلك من خلال البدء من تلقاء نفسه باستبدال الأغذية الكيميائية بالأغذية العضوية، باستخدام المواد الغذائية المستدامة القابلة لإعادة التدوير. المنتجات، واستخدام مصادر الطاقة الموحدة كبديل للطاقة الأخرى.

التلوث خطر على الصحة ومضر بالاقتصاد

يعد تلوث الهواء من أهم المواضيع التي يهتم بدراستها المسؤولون المعنيون بشؤون البيئة وتأثير التلوث على صحة الفرد والمجتمع. وذكر تقرير لمنظمة الصحة العالمية أن أكثر من ثلاثة ملايين طفل دون سن الخامسة يموتون سنويا لأسباب وظروف تتعلق بالبيئة. وهذا يجعل البيئة واحدة من أهم العوامل التي تساهم في النتيجة. يبلغ عدد الوفيات في العالم أكثر من عشرة ملايين طفل سنوياً، وتقدر تقارير منظمة الصحة العالمية حوالي 4.5 مليون حالة وفاة في العالم لأسباب تتعلق بشكل مباشر بتلوث الهواء، وخاصة في الأماكن المغلقة، مما يشير إلى أن معدل الوفيات في العالم بسبب لقد أصبح تلوث الهواء أكبر من التلوث الناتج عن تلوث الهواء. حوادث المرور. ويقدر تقرير المنظمة العالمية الوفيات الناجمة عن تلوث الهواء الداخلي بمعدل طفل واحد كل 20 ثانية. ولذلك فإن تلوث الهواء يمثل عبئا اقتصاديا وصحيا يتطلب اتخاذ إجراءات منتظمة ومدروسة لمعالجته.
وفي تحقيق أجرته «الخليج» حول هذا الموضوع أشاد الدكتور… راشد بن فهد وزير البيئة أشار إلى أن العديد من التقارير الوطنية والدولية تظهر أن التكلفة السنوية لجميع جوانب تدهور جودة الهواء تصل إلى نحو 2 % من الناتج المحلي الإجمالي في الدول المتقدمة وأكثر من خمسة بالمائة في الدول النامية، وهذه التكلفة تشمل الوفيات والأمراض المزمنة والعلاج وانخفاض الإنتاجية. لافتاً إلى أن المشاكل الصحية التي تعزى إلى تلوث الهواء الناتج عن قطاع النقل وحده تكلف الدول العربية أكثر من خمسة مليارات دولار سنوياً، وأن العديد من الدول عانت من آثار ملوثات الهواء الأولية والملوثات الثانوية التي تنشأ عنها على الصحة. الإنسان، مما أدى إلى زيادة انتشار الأمراض المرتبطة بهذه المشكلة، كالربو، وضيق التنفس، وبعض الأمراض الجلدية، والتهابات العيون. ولم تقتصر أضرار تلوث الهواء على صحة الإنسان، بل شملت الأراضي الزراعية والغابات والممرات المائية والبيئة البحرية، حيث تحولت بعض البحيرات إلى مستنقعات حمضية خالية من أي نوع. الحياة نتيجة للملوثات العابرة للحدود.
أما دولة الإمارات العربية المتحدة، فقد أشارت وزيرة البيئة والمياه إلى أن موضوع الحفاظ على جودة الهواء في الدولة حظي دائماً باهتمام كبير، واحتلت مرتبة عالية في قائمة الأولويات الوطنية، وفي إطار التزامها بتوفير بيئة صحية وآمنة للعيش والعمل، اتخذت الجهات المعنية في الدولة مجموعة من التدابير والإجراءات التي تهدف إلى الحد من الآثار السلبية لمختلف أنواع الأنشطة على جودة الهواء، بما في ذلك: إصدار مجموعة من القوانين واللوائح البيئية، وتنفيذها استراتيجية وطنية للحفاظ على الجودة في إطار الاستراتيجية البيئية و خطة العمل الوطنية البيئية، واعتماد مجموعة من المبادرات الهامة في الخطة الاستراتيجية لوزارة البيئة والمياه التوسع في رصد ومراقبة جودة الهواء، بالإضافة إلى الجهود المتعلقة بدمج البعد البيئي في أنشطة مختلف الجهات القطاعات، وخاصة القطاع الصناعي، من خلال اعتماد وتوظيف التقنيات الحديثة وأنظمة الإدارة البيئية المتقدمة، واعتماد استراتيجية عدم الاحتراق في جميع المنشآت البترولية.
وتضمنت هذه الإجراءات أيضًا تطوير قطاع النقل من خلال الاهتمام بشبكة الطرق، والتوسع في استخدام وسائل النقل الجماعي، وتطوير وسائل جديدة مثل القطارات، واستبدال أنواع الوقود الأقل ضررًا وتلوثًا مثل البنزين الخالي من الرصاص والبنزين المنخفض الكبريت والديزل، و بدء المرحلة التجريبية لاستخدام الغاز الطبيعي كوقود للسيارات.
كشف البروفيسور دوجلاس ديكري، رئيس قسم الصحة البيئية بجامعة هارفارد، أن باحثين فنلنديين يدرسون دور التلوث البيئي في تدهور حالة مرضى الربو وأمراض القلب، وأن تلوث الهواء يؤدي إلى تفاقم الإصابة بأمراض القلب لأنه يعيق تدفق الدم إليه.
وركزت دراسة أجرتها الدكتورة جوها بيكانين من المعهد الوطني للصحة العامة في فنلندا وزملاؤها بشكل خاص على التلوث الناتج عن مداخن المصانع وعوادم بعض الحافلات والشاحنات التي تعمل بالديزل. وقال الباحثون إن مرضى القلب الذين تعرضوا لمثل هذا التلوث كانوا أكثر عرضة بنحو ثلاث مرات لانخفاض تدفق الدم إلى القلب. قلوبهم مختلفة عن الآخرين.
وتقدر وكالة حماية البيئة الأمريكية أن نحو 60 ألف شخص يموتون سنويا في الولايات المتحدة وحدها بسبب استنشاق جزيئات الهواء الملوث الناتج عن انتشار جزيئات الدخان في الجو.

‫0 تعليق

اترك تعليقاً