أسباب البطالة وحلولها وأنواع البطالة وطرق التغلب على البطالة في هذا الموضوع المتميز.
البطالة ظاهرة اقتصادية بدأت تظهر بشكل ملحوظ مع ازدهار الصناعة، إذ لم يكن للبطالة أي معنى في المجتمعات الريفية التقليدية. وبحسب منظمة جيبه الدولية فإن العاطل عن العمل هو كل شخص قادر وراغب في العمل، ويبحث عنه، ولكن دون جدوى. ومن خلال هذا التعريف يتضح أنه ليس كل من لا يعمل يكون عاطلاً عن العمل. لا يعتبر الطلاب والمعاقين وكبار السن والمتقاعدين ومن فقد الأمل في العثور على عمل وأصحاب العمل المؤقتين والعاطلين عن العمل عاطلين عن العمل. ومن يعاني منه يسمى عاطلا عن العمل في الشرق وعاطلا عن العمل في المغرب العربي.
وتعرف البطالة أيضًا بأنها التوقف القسري لجزء من قوة العمل بالرغم من قدرة هذه القوة العاملة ورغبتها في العمل والإنتاج.
اقتصاد البطالة
إن اقتصاد البطالة مأخوذ في الواقع من اقتصاد العمالة؛ ولكي تكون العمالة الكاملة هدفا عمليا يمكن تحقيقه، لا بد من تعريف البطالة أو عدم التوظيف. ويقدم اقتصاديات البطالة هذه المعرفة من خلال اهتماماته الرئيسية والتي نحصرها فيما يلي:
1- رصد مستويات واتجاهات البطالة.
2- مناقشة مشاكل العمالة ومستوى النشاط الاقتصادي.
3- بحث المشكلات الهيكلية للعمالة الناتجة عن اختلاف الاحتياجات كما ينعكس في طلب السوق أو خطط الإنتاج أو أي نوع آخر من الطلب ناجم عن تغير في الأداء الفني.
4- مناقشة مشاكل البطالة التي يصاحبها التخلف الاقتصادي.
5- وضع المبادئ العامة لسياسة التشغيل والقضاء على البطالة.
أنواع البطالة
-البطالة الدورية (الهيكلية) الناتجة عن دورية النظام الرأسمالي والتي تتنقل دائما بين الانتعاش الاقتصادي والتوسع وبين الانكماش والأزمة الاقتصادية مما يؤدي إلى توقف التوظيف وتنفيس الأزمة بتسريح العمال.
-البطالة المرتبطة ببنية الاقتصاد وتكون نتيجة تغير في هيكل الطلب على المنتجات أو التقدم التكنولوجي أو انتقال الصناعات إلى دول أخرى بحثا عن ظروف استغلال أفضل وأرباح أعلى.
– البطالة المقنعة، وتتمثل في حالة من يقوم بعمل ثانوي لا يوفر له سبل العيش الكافية، أو إذا كان عدة أفراد يعملون معاً في عمل يمكن أن يؤديه فرد أو فردان.
-البطالة الاحتكاكية: هي التوقف المؤقت عن العمل بسبب الانتقال من وظيفة إلى أخرى، أو التوقف المؤقت عن البحث عن عمل آخر، أو من أجل الدراسة، ونحو ذلك.
البطالة السلوكية: هي البطالة الناتجة عن عزوف ورفض القوى العاملة للمشاركة في العملية الإنتاجية ومزاولة أعمال معينة بسبب النظرة الاجتماعية لهذه الوظائف.
-البطالة المستوردة: وهي البطالة التي يواجهها جزء من قوة العمل المحلية في قطاع معين بسبب عزل أو استبدال العمالة غير المحلية في هذا القطاع. وقد يواجه الاقتصاد هذا النوع من البطالة في حالة انخفاض الطلب على سلعة معينة مقارنة بزيادة الطلب على السلعة المستوردة.
أسباب البطالة
1- الانفجار السكاني: يمثل حجم السكان وجنسهم وتركيبتهم العمرية المصدر الطبيعي للقوى العاملة في ظل الظروف الاقتصادية والثقافية التي يعيشها المجتمع. ولا شك أن النمو العددي في حجم السكان يعكس تأثيره على عدد الداخلين الجدد إلى سوق العمل سنويا. ويتمثل الانفجار السكاني في زيادة عدد الأفراد القادرين على العمل بسرعة كبيرة، في حين يظل عدد الوظائف ثابتا تقريبا أو يتزايد ببطء شديد.
2- بطء نمو النشاط الاقتصادي: مع الزيادة الكبيرة في أعداد الأفراد القادرين على العمل، والراغبين في العمل، والذين يبحثون عنه، ينمو النشاط الاقتصادي ببطء، مما أدى إلى قلة فرص العمل المتاحة التي تتناسب مع زيادة في القوى العاملة.
3- الخلل القائم بين سياسات التعليم واحتياجات التنمية وسوق العمل: من الأسباب التي تؤدي إلى بطالة المتعلمين بشكل عام هو الخلل الحالي بين سياسة التعليم وسوق العمل. ولا يرجع ذلك فقط إلى عدم التوافق بين هيكل التعليم وهيكل الاقتصاد، بل أيضاً إلى الاختلاف في سرعة النمو. ويعني القطاعان أن التعليم ينتج خريجين أكثر مما يستطيع الاقتصاد استغلاله، على الرغم من حاجة المجتمع إليهم
4- التزام الدولة بتعيين الخريجين: من المعروف أن الدولة تنتهج سياسة خريجي الجامعات والمعاهد العليا. لكن بسبب التوسع الهائل في التعليم بمراحله المختلفة، وارتفاع معدلات النمو السكاني، والطلب القوي على التعليم، زادت مخرجاته بشكل كبير، وأدى التزام الدولة بتعيين الخريجين إلى اكتظاظ أجهزة الدولة بالفائض العمال. فهو لا يضيف إنتاجا، بل إن الأجور التي تتلقاها ساهمت في زيادة معدلات التضخم وانخفاض إنتاجية العمل. لقد أصبحت سياسة التوظيف الفوري للخريجين تشكل عبئا اقتصاديا واجتماعيا، ومن ثم كان على خريجي الجامعات والمستويات التعليمية الأخرى الانتظار لسنوات حتى يتم خلق فرص عمل لهم.
5- الاتجاهات والقيم السائدة: تمثل اتجاهات الأفراد في قطاعات واسعة من المجتمع نحو العمل في الحكومة عاملاً مهماً في زيادة مشكلة البطالة، إذ أنها راسخة في الأذهان أن الدخول في الوظائف العامة في المملكة. ولا يتم تحديد الحزيمة فقط من خلال مستوى الأجور، كما يتضح من ارتفاع أجور القطاع الخاص عن الوظائف الحكومية، ولكن أيضًا من خلال المنصب. الضمان الاجتماعي والسلطة وضمان الوظيفة مدى الحياة، مما يدفع البعض إلى رفض وظائف القطاع الخاص أملاً في الحصول على وظيفة في القطاع العام الحكومي، مما يؤدي في النهاية إلى معدلات مرتفعة. البطالة
وسائل القضاء على البطالة
– توفير فرص العمل للشباب من خلال إقامة المشاريع المختلفة التي يعمل فيها الشباب.
– توفير أماكن ودورات تؤهل الشباب لفرص العمل وتساعدهم على اكتساب مهارات جديدة.
تحسين مستوى التعليم في الدول لما له من دور كبير في جعل الشباب أكثر قدرة على التعلم ودخول مجالات العمل المختلفة.
حلول للحد من البطالة
هناك مجموعة من الحلول المقترحة لتقليل نسبة البطالة في المجتمعات وهي:
– تغيير النظرة السائدة للمهن مما يساهم في خفض نسبة البطالة بشكل كبير. لا يرغب الكثير من الشباب في العمل في المهن والصناعات اليدوية، مما يؤدي إلى تراكم هذه المهن. ولذلك يجب تشجيع الشباب على هذه الأنواع من المهن من خلال عقد الدورات والندوات التعريفية التي تساعدهم على التعرف عليهم بشكل أفضل.
– تمويل المشاريع الصغيرة والريادية التي تساعد على توفير مجموعة من فرص العمل للعديد من الشباب، وخاصة خريجي الجامعات الجدد الذين يمتلكون مهارات أكاديمية قد تتوافق مع متطلبات العمل الخاصة في هذه المشاريع الحديثة.
– تخصيص مكافآت مالية للعمل التطوعي، حيث يساهم ذلك في زيادة الرغبة في الالتحاق بالعمل التطوعي، كما يعزز فكرة العمل التطوعي الذي قد يتحول مع الوقت إلى عمل رسمي.
– وضع قيود على استخدام العمالة الوافدة مما يساعد على توفير فرص العمل المتاحة لتصبح متاحة لأفراد المجتمع من المواطنين القادرين على العمل.