أسباب التلوث في السعودية وكيفية حل هذه المشاكل المسببة للتلوث الذي يعد من أخطر الأشياء التي تؤثر على صحة الإنسان.
تلوث
التلوث هو إدخال الملوثات إلى البيئة الطبيعية مما يضر بها ويحدث اضطرابا في النظام البيئي. وهذه الملوثات إما أن تكون مواد غريبة على البيئة، أو مواد طبيعية إلا أنها تجاوزت المستويات المقبولة. لا يرتبط التلوث بالمواد الكيميائية فقط، بل يمتد ليشمل التلوث بأشكال أخرى. الطاقة المختلفة، مثل التلوث الضوضائي، والتلوث الحراري.
شرق المملكة العربية السعودية ضمن قائمة المدن الأكثر تلوثاً في العالم
أصدر المنتدى الاقتصادي العالمي تقريرا دوليا حديثا حول مؤشرات الأداء البيئي (EPI 2018)، والذي تم إنتاجه بالتعاون مع جامعتي ييل وكولومبيا، حيث صنف 180 دولة حول العالم وفقا لـ 24 معيار أداء في عشرة اتجاهات، تركز جميعها على البيئة. النظم الصحية والبيولوجية.
ودخلت بعض المدن السعودية قائمة المدن الأكثر تلوثا، مثل الدمام والرياض، لكن مدينة الجبيل الصناعية تصدرتها لتكون ثالث أكثر المدن تلوثا في العالم، وفقا لتقرير رويترز الأخير الذي نشره المنتدى الاقتصادي العالمي.
قاتل صامت وغير مرئي
استعرض الباحث البيئي علي العلي ما ورد في التقرير الذي نقلته وكالة رويترز بشأن الثلاثين مدينة الأكثر تلوثا حول العالم، مبينا أنه تبين أن مصانع المعادن والطوب والمواد الكيماوية، خاصة تلك التي تعمل بالفحم، بالإضافة إلى السيارات وتعتبر العوادم والحرق الزراعي والتصحر من أهم أسباب تلوث الهواء.
وذكر العلي أن التقرير أشار إلى أن تلوث الهواء هو أكبر تهديد بيئي على صحة المجتمع، فهو قاتل صامت وغير مرئي، حيث تقدر منظمة الصحة العالمية أن حوالي 9 من كل 10 أشخاص يتنفسون هواء ملوثا على كوكب الأرض. أرض.
وأفادت أنه يتسبب في وفاة 7 ملايين شخص سنويا، منهم نصف مليون حالة في الشرق الأوسط، فيما تعزو المنظمة أن معظم الوفيات تتعلق بأمراض القلب، والسكتات الدماغية، وسرطان الرئة، وأمراض الجهاز التنفسي، بما في ذلك الربو، تنتج بشكل رئيسي عن تلوث الهواء، كما أن تلوث الهواء يؤثر أيضاً على مراحل النمو. الدماغ البشري المبكر.
قيادة النساء للسيارات قد تزيد من تلوث الهواء
بينما نشرت جامعة الدمام دراسة وقياسات حديثة أعدها الدكتور محمد الشرقاوي في الملتقى الوطني لنظم المعلومات الجغرافية 2018م، لقياس التلوث بعوادم السيارات في عدد من المواقع في مدن الدمام والخبر والظهران والتي تم خلالها قياس عدد من ملوثات الهواء، مثل قياس تركيز جزيئات أول أكسيد الكربون، وثاني أكسيد الكبريت، وثاني أكسيد الكربون. أكسيد النيتروجين والمركبات العضوية المتطايرة والأوزون خلال فترات الذروة.
وأظهرت نتائج هذه الدراسة أن شارع الملك عبدالله بالخبر هو الأكثر تلوثا مقارنة بالمواقع الأخرى، وخاصة السكنية منها، مثل حي الدوحة بالظهران وحي الشاطئ بالدمام، والتي كانت أقل تلوثا بكثير.
وتساءل الباحث البيئي علي العلي في بحث تضمن قراءته للدراسة التي أعدها لـ”جهينة نيوز” إذا كان ذلك مع بدء قيادة النساء للسيارات في المملكة سيؤدي إلى زيادة التلوث الناتج عن عوادم السيارات في المملكة. المدن السعودية.
وفيما يتعلق بتلوث الهواء في الجبيل، بحسب تقرير مؤشرات الأداء البيئي، أشار العلي إلى أنه في حين وصلت آخر القياسات لمدينة الجبيل إلى 152 ميكروغرام من تركيز الجسيمات في المتر المكعب، إلا أن هذه القياسات تحتاج إلى تحديث لأنها حوالي 4 إلى 5 سنة.
والمنطقة الشرقية تحتاج إلى إجراءات ومشاريع للحد منها
وأكد العلي أن البيئة وصحة المواطن من أهم ركائز الرؤية الوطنية 2030، والتي تستحق جهداً كبيراً واستثمارات ضخمة من أجل الارتقاء بها.
وأكد أن مسألة تلوث الهواء تندرج ضمن القضايا الأكثر إلحاحا نظرا لضرورة تنفيذ إجراءات ومشاريع تساهم في الحد منه خاصة في المنطقة الشرقية التي تحتضن صناعة النفط والبتروكيماويات التي تحملها الرياح الشمالية من مدينة رأس تنورة والجبيل الصناعية إلى باقي مدن وبلدات القطيف والعاصمة الدمام والخبر والظهران.
وقال: «نأمل جميعا في هذا الأمر أن تعمل الجهات الحكومية ذات العلاقة مثل وزارة البيئة والهيئة الملكية بالجبيل بالتعاون مع الشركات الكبرى مثل أرامكو وسابك لتطوير مبادرات وطنية جادة وضخمة على غرار مبادرة وما حدث في الصين وأشاد به المجتمع الدولي”.
السعودية الخامسة عالمياً في معدلات التلوث
وصنفت منظمة الصحة العالمية مؤخراً المملكة العربية السعودية في المرتبة الخامسة عالمياً من حيث ارتفاع معدلات تلوث الهواء. في حين أشارت الإحصائيات الرسمية المحلية إلى أن 80 بالمئة من الشعاب المرجانية في الخليج العربي تأثرت بالتلوث. ومن المتوقع أن تختفي الشعاب المرجانية خلال 30 عاما، إذا استمر الوضع على ما هو عليه الآن.
حدد التقرير السنوي الأخير الصادر عن الهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة خمسة ملوثات رئيسية للمياه، هي: الانسكابات النفطية الناتجة عن حوادث ناقلات النفط، والتلوث الناتج عن تصريف مياه الصابورة في هذه الناقلات، بما تحتويه من مواد كيميائية بترولية وفطريات، الكائنات النباتية والحيوانية الغريبة عن البيئة المحلية. وكذلك المخالفات المتعلقة بشبكة الصرف الصحي بالمدن الصناعية وتصريفها في مياه البحر، وعدم المعالجة الكافية لمياه الصرف الصحي قبل تصريفها في المنطقة الساحلية، حيث يتسبب تصريف النفايات في اختلال التوازن الغذائي في النظم البيئية البحرية وزيادة معدلات الترسيب التي تغير البيئة البحرية.
وبحسب التقرير؛ المصادر الرئيسية لتلوث الهواء هي التجمعات الصناعية التي تتركز في مختلف المناطق الحضرية على طول سواحل البحر الأحمر والخليج العربي. وأشار التقرير إلى أن إلقاء النفايات الصناعية والتجارية والسكنية والقمامة على السواحل يعرض صحة السكان للخطر، حيث تحمل المياه هذه النفايات وتنشرها على طول سواحل الخليج العربي وأجزاء من سواحل البحر الأحمر. البحر مما يؤدي إلى تدهور البيئة الطبيعية.
أنشأت الحكومة السعودية نظام ردع للمخالفات البيئية. ويحدد النظام العقوبات، بحسب اللائحة التنفيذية للهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة، بالسجن لمدة خمس سنوات، أو الغرامة التي لا تزيد على 500 ألف ريال، أو بهما معا، لثلاث مخالفات، وهي: “إدخال مواد خطرة أو سامة أو ضارة”. النفايات المشعة إلى المملكة العربية السعودية. عدم التزام المسؤولين عن إنتاج ونقل وتخزين وإعادة تدوير ومعالجة هذه المواد بالأنظمة ذات الصلة، ومخالفة الأنظمة في حالة التخلص منها، وإلقاء وتفريغ الملوثات الضارة والمواد السامة أو الخطرة أو المشعة نفايات السفن في المياه الإقليمية السعودية. وتؤكد اللائحة على إلزام المخالف بإزالة المخالفة بشكل كامل، ويجوز إغلاق المنشأة عند حدوث المخالفة لأول مرة، لمدة لا تزيد على 90 يوماً. فيما أشار إلى أنه يجوز إغلاقها نهائياً في حال تكرار المخالفة، بالإضافة إلى السجن لمدة مضاعفة، بحيث لا يتجاوز الحد الأقصى للغرامة الضعف، إضافة إلى زيادة الغرامة المالية بحيث لا تتجاوز الضعف. وحددت اللائحة المخالفات والتجاوزات في 9 حالات، منها: “مخالفة أي إجراء أو معيار من المعايير والمقاييس والإرشادات البيئية، وعدم التزام المنشأة بالخطوات والإجراءات التي تحددها الجهات المختصة”. إيقاف وإزالة المخالفات أو معالجة آثارها ومنع تكرارها، بالإضافة إلى العبث بأجهزة القياس والرصد والتحكم والتدخل في طريقة عملها وتشغيلها، وعدم التزام المنشآت بخطط الطوارئ المعدة خصيصاً لمواجهة التلوث الحوادث أو عدم توفير الأفراد والأجهزة والمعدات اللازمة لتشغيل وتنفيذ خطط الطوارئ أو عدم تنفيذ البرامج الصيانة الدورية اللازمة لهذه الأجهزة والمعدات.
96% من أسباب تلوث الهواء في الرياض طبيعية
كشفت دراسة للهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض أن أسباب ارتفاع نسبة تلوث الهواء في مدينة الرياض بالجزيئات الصغيرة المعروفة باسم PM10 ترجع في معظمها إلى عوامل طبيعية ناتجة عن الموقع الجغرافي للمدينة وطبيعة مناخها الجاف.
لجنة فنية مشكلة من عدة جهات مختصة، سبق أن كلفها صاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض رئيس هيئة تطوير الرياض رئيس اللجنة العليا لحماية البيئة في مدينة الرياض، بدراسة وخلصت هذه القضية إلى أن العوامل الطبيعية هي المصدر الأساسي لهذه المشكلة. وتبلغ نسبة الظاهرة 96%، خاصة العواصف الترابية، أما الـ 4% المتبقية فهي ناجمة عن الأنشطة البشرية.
وفي هذا الصدد، شددت لجنة حماية البيئة على ضرورة تنفيذ القرارات السابقة المتعلقة بتحسين جودة الهواء في المدينة والاستمرار في مراقبة جودة الهواء، بالإضافة إلى دعم الدراسات والأبحاث الهادفة إلى الحد من آثار العواصف الترابية على المدينة، في بالإضافة إلى تحسين وتطوير برامج إعادة الغطاء النباتي وحماية المناطق الطبيعية. الالتزام بالضوابط البيئية للمشاريع الإنشائية خلال فترة التنفيذ، ودعم مشاريع النقل العام ووسائل النقل الأخرى.