أسباب التلوث البيئي وحلولها وكيفية معالجة هذه المشكلة والتخلص من التلوث نهائيا في هذه السطور التالية.
مفهوم التلوث
التلوث هو إدخال الملوثات إلى البيئة الطبيعية مما يضر بها ويحدث اضطرابا في النظام البيئي. وهذه الملوثات إما أن تكون مواد غريبة على البيئة، أو مواد طبيعية إلا أنها تجاوزت المستويات المقبولة. لا يرتبط التلوث بالمواد الكيميائية فقط، بل يمتد ليشمل التلوث بأشكال أخرى. الطاقة المختلفة، مثل التلوث الضوضائي، والتلوث الحراري.
أسباب التلوث البيئي
– حدثت زيادة كبيرة في عدد المركبات والسيارات والدخان الذي تنتجه.
– تزايدت المصانع بشكل كبير، وما نتج عنها من تلوث الهواء والماء.
الحرائق والدخان الناتج عنها ضارة بالإنسان وتسبب العديد من الأمراض، خاصة في الغابات. وتسبب هذه الحرائق كوارث طبيعية لا يمكن السيطرة عليها في بعض الأحيان.
-زيادة النفايات نتيجة الزيادة الكبيرة في أعداد السكان.
إن التقدم الصناعي الكبير الذي يحدث في مختلف أنحاء العالم ساهم في زيادة النفايات الصناعية. وإذا وصلت هذه المخلفات إلى التربة فإنها قد تفسدها وتصبح غير صالحة للزراعة على الإطلاق. وبالتالي فإن هذه الملوثات تؤثر على جوانب أخرى من البيئة غير التربة، مثل النباتات.
– الكثير من محطات الوقود.
– العواصف الرملية، وبعض الظواهر الطبيعية، مثل: الضباب الدخاني.
-التعرض المفرط للبراكين والزلازل. لأن اندفاعه إلى سطح الأرض يلوثها بكميات كبيرة من الرماد والملوثات، مما يساهم في تدمير طبقات الغلاف الجوي.
-زيادة إنتاج الأسلحة والمفاعلات النووية والتي تسبب التلوث الإشعاعي الذي يعتبر من أخطر أنواع التلوث ويسبب أمراض خطيرة ومزمنة.
-استخدام المواد الكيميائية في الزراعة. هذه المواد لها تأثير سلبي على الهواء والتربة. وفي بعض الأحيان قد تصبح التربة غير صالحة للزراعة أو لأي استخدام آخر نتيجة لذلك.
– بعض طرق التخلص من النفايات. وفي بعض البلدان، يتم جمع النفايات في الوديان وحرقها. وهذه من الأساليب الضارة جدًا، وقد تسبب أمراضًا لسكان المنطقة المحيطة.
أنواع التلوث البيئي وآثاره
تلوث الهواء
حيث يختلط الهواء النظيف بالعديد من المواد السامة والملوثة، والتي تؤثر على تركيبة الهواء، ويعتبر هذا من أكثر أنواع التلوث شيوعاً في عصرنا الحالي، وذلك نتيجة لانتشار الصناعة بشكل كبير وتلوث دخان المصانع، ويؤدي ذلك إلى خلل في توازن طبقات الغلاف الجوي، نتيجة دخول الغازات السامة إلى طبقات الغلاف الجوي. ويعد الجو، وهذا التلوث، من أكثر الأسباب التي تؤدي إلى زيادة ثقب طبقة الأوزون، وهذا يسبب العديد من الأمراض لدى الإنسان، مثل ضيق التنفس، والربو، والحساسية، والسرطان.
تلوث المياه
يحدث تلوث المياه نتيجة اختلاط المياه العذبة بمياه المصارف والمجاري العامة، وتقوم الكثير من المصانع بتصريف مياهها في الآبار والبرك والبحيرات، وهي مصدر المياه التي يستخدمها الإنسان. دخول الملوثات إلى الماء، مثل: البكتيريا والفيروسات، يسبب للإنسان ضرراً كبيراً. الأمراض، مثل التسمم، وسقي النباتات بهذه المياه الملوثة بالملوثات والمواد الكيميائية، تؤثر سلباً على حياة النباتات، ويمكن أن تؤدي إلى موتها وجفافها.
تلوث التربة
يتخلص الكثير من الأشخاص من النفايات والمياه الملوثة في التربة، وقد يؤدي ذلك إلى تدمير التربة بشكل كامل، وتصبح غير صالحة للزراعة نهائياً. وتفقد هذه الملوثات بفعل المواد العضوية التي تحتويها، وهي ضرورية لنمو النباتات التي تنمو فيها، فتصبح غير صالحة للزراعة وتجف تماماً.
التلوث الضوضائي
تعتبر الضوضاء والأصوات المزعجة نوعاً من أنواع التلوث، إذ قد تتسبب الأصوات العالية في إصابة الإنسان ببعض المشاكل النفسية والأمراض الجسدية، مثل الصمم، وانخفاض ملحوظ في مستوى السمع.
مقترحات للحد من التلوث
– تحديد الأماكن المناسبة لرمي النفايات، والعمل على إعادة تدويرها، بدلاً من حرقها وتلويث الهواء بها.
– صيانة مصادر المياه ووضع مصارف خاصة لتصريف مياه المصنع إليها.
– التقليل من استخدام المركبات الخاصة، لتقليل التلوث الناتج عنها، والاعتماد بشكل أكبر على وسائل النقل العام، لتقليل عدد السيارات المستخدمة.
– التقليل من استخدام المواد الضارة والمشعة والتي تلوث البيئة بشكل كبير وتسبب العديد من الأمراض، واستبدالها بمواد أقل ضررا.
أضرار التلوث البيئي
يعتبر التلوث البيئي من أخطر المشاكل التي تهدد الحياة على الأرض. يحمل الهواء الملوث معه أمراضاً معدية ويسبب أضراراً للمحاصيل الزراعية. تلوث الهواء يسبب تغيرات مناخية في الغلاف الجوي. وهناك شكل آخر من أشكال التلوث وهو تلوث المياه الذي يقتل المحاصيل الزراعية أو ينتج أغذية ملوثة تشكل خطرا على الإنسان. كما أن تلوث مياه البحر، والذي ينتج عن سكب المياه القذرة في أنابيب الصرف الصحي، مما يسبب الضرر للكائنات البحرية التي يستخدمها الإنسان في الغذاء. كما أن المياه الجارية في المزارع تحمل ما تحتويه من مبيدات وأسمدة كيماوية تصب في الأنهار والبحار، وهي أيضاً شكل من أشكال تلوث المياه والتربة.
ترتبط جميع الكائنات الحية ببعضها البعض فيما يسمى بالنظام البيئي، ولا يمكن فصلها عن بعضها البعض. يشمل تلوث الهواء أيضاً تلوث الماء والغبار، حيث أن الهواء يحيط بكل شيء في هذا الكون، وللحد من التلوث البيئي والحد منه يجب على الإنسان أن يقلل من استخدام المركبات والسيارات، ولكن هذا يبدو صعباً في ظل الحاجة إلى الراحة وسرعة التنقل. النقل، والحد من استخدام المصانع أمر ممكن. فهو يزيد من البطالة ويقلل أيضًا من إنتاج المواد المهمة في حياة الإنسان.
حل مشكلة التلوث
من الصعب القضاء على مشكلة التلوث بشكل كامل؛ ولأن جميع أسباب التلوث البيئي هي في نهاية المطاف مواد مهمة في حياة الإنسان ولا يمكن الاستغناء عنها، ولكن مع مرور الوقت أصبح من الممكن استخدام التقنيات التي تقلل من التلوث البيئي دون التأثير على حياة الإنسان. هناك طرق لتشغيل مصانع منخفضة التلوث، وهناك مبيدات تستخدم للنباتات تتحلل بسرعة مما يسبب تلوثا أقل. ومن الممكن الاستعاضة عن استخدام المبيدات الحشرية باستخدام المخلفات الحيوانية بدلاً من رميها وإيصالها إلى المياه، مما يؤدي إلى انتشار العديد من الأمراض.
ومن المفترض أن تتبني الحكومات هذه الحلول لحماية سكانها وسن القوانين التي من شأنها الحد من التلوث البيئي إلى أقل درجة ممكنة. هناك العديد من الأمراض التي ظهرت في الآونة الأخيرة وانتشرت من بلد إلى آخر بسبب الهواء الملوث، كما شهدنا العديد من حالات التسمم الغذائي الناتجة عن التلوث بالغبار الناتج عن المبيدات الحشرية