أضرار الطلاق على الأطفال. إليك كل ما تريد معرفته عن موضوع أضرار الطلاق على الأطفال وكيفية تجنب هذه الأضرار وتأثيرها السلبي على الأطفال.
الطلاق في الإسلام
الانفصال بين الزوجين، وقد عرّفه الفقهاء بأنه: “فسخ عقد الزواج بلفظ صريح، أو كناية بالنية، وكلمات الطلاق الصريح هي: (الطلاق، والتفريق، والإفراج). والكناية هي: “كل عبارة تحمل معنى الطلاق وغيره”، مثل: انضممت إلى أهلك، أو لا علاقة لي بك، ونحو ذلك. فإن نوى طلاقه وقع، وإلا لم يقع. وطريقته أن ينطق الرجل العاقل بكلمة طلاق أو يمين الطلاق أمام زوجته بحضورها أو بغيابها، أو ينطقها أمام القاضي بغيبتها وفقا للشريعة. شريعة الإسلام ومعظم مذاهبه.
الأضرار التي تلحق بالطفل بعد طلاق والديه
1- تزداد معاناة الطفل النفسية خاصة إذا اضطر أحد الوالدين إلى توبيخ الآخر أمام الطفل.
2- امتناع الطفل عن الحديث مع الآخرين، أي أن الأم تمنع طفلها من الحديث مع الأب، وهذا يجعل الطفل يتصرف بعنف ويصبح غير مستقر نفسياً.
3- مشاركة الطفل في المشاكل، وإخباره بكل تفاصيل هذه العلاقة الفاشلة السيئة، دون ذنب منه. لذلك ينصح بعدم المشاركة في المشاكل، وإبعاده عنها تماماً، حتى لا يصبح طفلاً عدوانياً بلا مستقبل.
4- يتأثر الطفل بنفسية أمه بعد الطلاق إذا جلس معها. وقد يجدها باستمرار مكتئبة وعصبية ومتوترة وقلقة، كما قد يصاب بالاكتئاب أيضًا.
5- عدم الاهتمام بهم أو الإهمال في حقوقهم يشعرهم بأنهم سبب الانفصال، وهذا الشعور يسبب هلاك الأبناء.
هل الطلاق مضر للأطفال؟
يؤثر الطلاق على معظم الأطفال على المدى القصير، لكن الأبحاث تشير إلى أن الأطفال يتعافون بسرعة بعد الصدمة الأولية. في دراسة أجريت عام 2002، وجدت عالمة النفس إي. مافيس هيذرينجتون من جامعة فيرجينيا وطالبة الدراسات العليا آنذاك، آن ميتشل إلمور، أن العديد من الأطفال يعانون من آثار سلبية قصيرة المدى بسبب الطلاق، وهي مشاعر القلق والغضب والصدمة وعدم التصديق. . عادة ما تتضاءل ردود الفعل هذه أو تختفي بحلول نهاية السنة الثانية. ولكن عدد قليل فقط من الأطفال يعانون لفترة أطول.
كما أن معظم أطفال الطلاق في حالة جيدة على المدى الطويل. وفي مراجعة كمية للأدبيات عام 2001، قام عالم الاجتماع بول ر. أماتو، الذي كان آنذاك في جامعة ولاية بنسلفانيا، بدراسة التأثيرات المحتملة على الأطفال بعد عدة سنوات من الطلاق. قارنت الدراسات بين الأطفال الذين ما زال آباؤهم متزوجين ونظرائهم الذين تعرضوا للطلاق في أعمار مختلفة. وتابع الباحثون هؤلاء الأطفال حتى أواخر مرحلة الطفولة والمراهقة، حيث قاموا بتقييم تحصيلهم الأكاديمي، ومشكلاتهم العاطفية والسلوكية، والانحراف، ومفهوم الذات، والعلاقات الاجتماعية. بشكل عام، وجدت الدراسات اختلافات صغيرة جدًا في كل هذه التدابير بين أطفال الوالدين المطلقين والأطفال من أسر غير مطلقة، مما يشير إلى أن الغالبية العظمى من الأطفال يتعاملون بشكل جيد مع الطلاق.
وجد الباحثون أن ارتفاع معدلات الصراع بين الوالدين أثناء الطلاق وبعده يرتبط ارتباطًا مباشرًا بضعف التكيف لدى الأطفال. ومع ذلك، فإن آثار صراع ما قبل الانفصال قد يكون لها في بعض الحالات تأثير سلبي. أظهرت دراسة أجرتها هيذرينجتون ومعاونوها عام 1985 أن بعض الأطفال الذين تعرضوا لمستويات عالية من الصراع بين والديهم قبل الطلاق تكيفوا بشكل أفضل من الأطفال الذين تعرضوا لمستويات منخفضة من الصراع. ومن الواضح أنه عندما يقل الخلاف بين الزوجين، فإن الأطفال في كثير من الأحيان لا يكونون مستعدين لسماع أخبار الطلاق الوشيك، بل يتفاجأون وربما يخافون من الأخبار. بالإضافة إلى ذلك، قد يرى الأطفال الذين ينتمون إلى أسر تعاني من مستويات عالية من الصراع أن الطلاق وسيلة للهروب من الخلافات بين الوالدين.
وإذا قمنا بتجميع هذه النتائج نجد أنها تشير إلى أن نسبة قليلة فقط من الشباب يتعرضون لمشاكل تتعلق بالطلاق. وحتى في هذه الحالة تبقى أسباب هذه الصعوبات المتأخرة مجهولة وغير معروفة. قد تنجم بعض المشاكل عن الخلاف بين الوالدين بشأن الطلاق. يمكن أن تؤثر الضغوط الظرفية أيضًا على جودة الأبوة والأمومة. غالبًا ما يساهم الطلاق في الإصابة بالاكتئاب أو القلق أو تعاطي المخدرات من جانب أحد الوالدين أو كليهما، وقد يؤدي أيضًا إلى صعوبات في الموازنة بين العمل وتربية الأطفال. يمكن لهذه المشاكل أن تعيق قدرة الوالدين على تزويد أطفالهم بمشاعر الاستقرار والحب عندما يكونون في أمس الحاجة إليها.
مشاعر الطفل بعد الطلاق
الشعور بالخسارة هو أول ما يشعر به الطفل بعد الانفصال
وتؤكد “الكلية الملكية للأطباء النفسيين” في نتائج العديد من أبحاثها أن انفصال الوالدين بعد انتهاء الحب بينهما، أو بالأحرى عندما تصل علاقتهما إلى درجة لا تسمح لهما بالعودة، يجعل الطفل يشعر بذلك فقد انقلبت حياته رأساً على عقب، ويزداد شعور الطفل بالضيق بشكل يختلف باختلاف طريقة انفصال والديه. عمر الطفل وقدرته على فهم المادة، بالإضافة إلى الدعم الذي يتلقاه من والديه وعائلته وأصدقائه.
الشعور بالخسارة وانعدام الأمان في حياة الطفل بعد طلاق والديه
الشعور بالخسارة، هذا ما تعنيه نهاية العلاقة والانفصال. فالطفل هنا لا يفقد المنزل فحسب، بل يفقد الانتماء والأمان، فأسلوب حياته مختلف ويعيش حياة غير مألوفة، ويبقى في حيرة مما حدث، خائفا من أن يتخلى عنه أحد والديه، و ما يزيد قلقه بشأن… الطلاق يشعره بالذنب وكأنه المسؤول عنه.
وغالبا ما تتفاقم هذه المشاعر عندما يضطر العديد من الأطفال إلى الانتقال إلى منزل جديد وأحيانا إلى مدرسة جديدة بعد الانفصال، وتتعرض معظم الأسر في هذه الحالة لبعض الضغوط المالية حتى لو لم تكن لديهم مخاوف مالية من قبل، حتى لو كان الوالدان العلاقة متوترة للغاية. أو عنيفة في بعض الأحيان، لا تزال لدى الأطفال مشاعر متضاربة تجاه حدوث الانفصال يومًا ما، ولدى الكثير منهم رغبة في عودة الأهل إلى ما كانوا عليه، لكن يمكن القول أنه مهما حدث خطأ أو فجوة في العلاقة وحدث الانفصال، لا يزال لكلا الوالدين دور مهم جدًا في حياة طفلهما.
من الطبيعي أن يمر الأطفال بعد الانفصال بالعديد من المشاكل، أهمها عدم شعور الطفل بالأمان. ويشعر الطفل أن هذين الشخصين اللذين كانا أول من عرفه في حياته هما المصدر الأساسي للأمن والتحرر من القلق والخوف. الانفصال يجعل الطفل يفقد هذا الشعور، كما يمكن أن تزداد حالة عدم الأمان لدى الأطفال الصغار، بما في ذلك حدوث التبول اللاإرادي والكوابيس والمخاوف والعصيان وغيرها، وكذلك سوء السلوك وعدم التركيز في الدراسة.
ردود أفعال الأطفال خلال السنة الأولى من الطلاق
السنة الأولى بعد الطلاق هي الأصعب على الإطلاق، حيث قد يعاني الأطفال خلالها من بعض الاضطرابات النفسية، مثل: الشعور بالضيق، والقلق، وعدم تصديق ما يحدث في الأسرة، ولكن في كثير من الأحيان، مع مرور الوقت، قد يصاب بعضهم يعتادون على التغيرات التي سترافق حياتهم فيما بعد، بينما البعض الآخر… وآخرون لا يعودون إلى طبيعتهم أبداً، وقد يؤدي ذلك إلى إصابتهم باضطرابات عاطفية مربكة. وقد يخشى بعضهم أن يفقد حب أمه وأبيه، كما انتهى حبهما لبعضهما البعض. وقد يغضب المراهقون منهم بشدة بسبب التغيرات والاضطرابات التي تطرأ على حياتهم. ومن المثير للدهشة حقيقة أضرار الطلاق وعواقبه.
كما أن حدوث الطلاق يهدد بعدم ثقة الطفل بوالديه. لأنه أصبح يعتقد أنهم يتصرفون بطريقة لا يمكن الوثوق بها، بالإضافة إلى شعوره بأن الأسرة منقسمة إلى قسمين مختلفين مع ضرورة البقاء لفترة في كل قسم، مما يؤدي إلى شعوره انعدام الأمن والاستقرار. وقد تدور داخل ذهن الطفل أسئلة تؤكد هذه المشاعر، مثل: (ماذا سيحدث بعد ذلك؟) أو (من سيعتني بي؟)، وقد يقوم الطفل ببعض التصرفات اللاإرادية لجذب انتباهه وانتباهه. الأهل، مثل: البكاء عند النوم، والتبول في الفراش.
الآثار السلبية الأخرى للطلاق على الطفل
وهناك عدد من السلبيات الأخرى للطلاق بين الأطفال، منها:
– فقدان الاتصال اليومي بأحد الوالدين: قد يفقد الطفل علاقته بأحد والديه ويضعف تعلقه به بسبب عدم اللقاء بعد الانفصال. وتشير بعض الدراسات أيضًا إلى أن الأمهات قد يصبحن أقل دعمًا وحنانًا تجاه أطفالهن بعد تعرضهن للطلاق.
فقدان الطفل للانضباط: بسبب التغيرات والضغوط الكبيرة المصاحبة لنقل السكن أو تغيير الأحياء.
– زيادة الخطر على صحة الطفل النفسية: قد تظهر المشاكل النفسية والعقلية عند الأطفال بسبب اضطرابات التكيف لديهم في الأشهر الأولى، ويزداد خطر الإصابة بارتفاع معدلات الاكتئاب والقلق.
– زيادة المشاكل السلوكية عند الأطفال: قد يصبح الطفل مندفعاً وعدوانياً، وتزداد صراعاته مع أقرانه.
– يتأثر الأداء الأكاديمي للطفل: فقد تنخفض معدلات التحصيل الدراسي لدى الأطفال، وقد ترتفع معدلات التسرب والغياب عن المدرسة.
عمر الطفل ومدى علاقته بالآثار النفسية الناتجة عن الطلاق
من المؤكد أن أطفالك سوف يتأثرون بانهيار العلاقة بينكما، بغض النظر عن العمر، ولكن في معظم الحالات يعاني الأطفال الأصغر سنًا من اضطرابات نفسية أكثر من الأطفال الأكبر سنًا، وفي بعض الحالات تظهر هذه الاضطرابات على المدى القصير مثل كالسلوك المعارض، والحزن، والعزلة، وفي حالات أخرى قد لا تظهر نفس التحديات عند الأطفال الأكبر سناً في مرحلة المراهقة أو مرحلة البلوغ المبكر، وتشير الأبحاث بوضوح إلى أنه كلما تمكنت من جعل علاقتك مع شريكك السابق أفضل كلما كانت أفضل. لأطفالك.
تحديات الطفل بعد الطلاق
بعد الانفصال، يبدو بشكل عام أن الفتيات أكثر قدرة على امتصاص الصدمة من الأولاد، ويظهر ذلك لأن لديهن قدرة عاطفية أكبر على استيعاب الأمر والتعامل مع الانفصال، حتى لو كان سطحيًا، حيث يستمر ذلك لفترة من الزمن. حتى خمس سنوات، حيث يواجه الأولاد عادة تحديات أكبر، خاصة في التعلم والمجالات الأخرى. ولكن مع مرور فترة الانفصال بين الوالدين لمدة تزيد على 10 سنوات، ينعكس هذا الاتجاه، حيث تظهر الفتيات أكبر درجة من الضعف النفسي وتصبح الاستجابة الأولية المرنة فقط على المستوى السطحي، أي بشكل بسيط. وبمرور الوقت، ألقت الضغوط المرتبطة بانفصال والديهما بظلالها.
التأثير النفسي للطلاق على الطفل
انتبهي إلى أن الطلاق له تأثير سلبي على نمو الأطفال بالإضافة إلى آثاره النفسية
يترك الانفصال والطلاق آثاراً على حياة الأطفال، كالبقع غير المرغوب فيها على الملابس والتي لا يمكن إزالتها. يحتاج الأطفال إلى مشاركة والديهم في حياتهم، وتظهر دراسات لا حصر لها فوائد كبيرة للأطفال اجتماعيًا ومعرفيًا وأكاديميًا ونفسيًا وعاطفيًا وجسديًا عندما يبقى الأطفال… الوالدين معًا في حياة الطفل.
يخسر جميع الأطفال عندما ينفصل آباؤهم. إنهم يفقدون إمكانية الوصول إلى والديهم عندما يحتاجون إليهم، وهذه الخسارة لها تأثير عميق على نموهم. عندما يشعر الطفل بالأمان الكافي الناتج عن وجود والديه في حياته، فإنه يكون أكثر قدرة على الاستكشاف والتطور والتعلم والنمو، كما يخلق الانفصال عندما يفتقر الأطفال إلى الشعور بعدم الأمان الذي يهدد تطورهم واستكشاف العالم، وبدلاً من ذلك يستنفدون طاقاتهم في البحث عن الطمأنينة بدلاً من التعلم والتجربة والنمو.
يمكنك أن تكون شريكًا سابقًا، لكن لا يمكنك أبدًا أن تكون والدًا سابقًا. لديك الحق في إنهاء العلاقات ولكن ليس أمام أطفالك خيار. قراراتك لها عواقب تتجاوز حدودك أنت فقط، وما هو في مصلحتك ليس بالضرورة في مصلحة أطفالك. الأطفال مسؤولية طويلة الأمد ويجب الوفاء بها. يقدم الأهل أفضل رعاية وأفضل فرصة لتطويرهم وبنائهم جسديًا وعاطفيًا ونفسيًا.