الأهلي والمحلة .. حكاية كروية من الكلاسيكيات المصرية

محرم ابراهيم

اليوم في تمام الساعة السابعة والنصف مساء، يتجمع عشاق كرة القدم حول شاشة التليفزيون لمشاهدة إحدى كلاسيكيات الكرة المصرية، والتي تجمع النادي الأهلي ونادي غزل المحلة في إحدى المباريات التي يستمتع بها عشاق كرة القدم بكافة انتماءاتهم. ينتظرونها، لما تحتويه هذه المباراة من متعة وإثارة، بغض النظر عن مركز الفريقين في ترتيب المسابقة. مهما كانت الأسماء التي تمثل المعسكرين، سواء كانت أسماء لاعبين كبار، كما هو الحال في النادي الأهلي، أو أسماء غامضة. كما هو الحال مع غزل المحلة القادم هذا الموسم للنادي الممتاز.

بدأت الإثارة والمتعة والتشويق في هذه المباراة الكلاسيكية مع قرار نقل المباراة من ملعب غزل المحلة الناري إلى ملعب الأهلي والسلام بسبب عدم الموافقة الأمنية على إقامة المباراة على ملعب غزل وثري سموكرز.

تستمر الإثارة بإصابة الجنوب إفريقي بيتسو موسيماني، المدير الفني للنادي الأهلي، بفيروس كورونا، ويقود المباراة المدرب العام كيفن جونسون، كما هو الحال مع نادي الغزال الذي يقود المباراة. اليوم للمدرب العام طارق غيداء، كما أصيب المدير الفني خالد عيد بفيروس كورونا.

ويعد نادي غزل المحلة أحد الأندية السبعة في تاريخ الكرة المصرية التي تمكنت من الفوز بلقب الدوري العام بعد فوزه باللقب في موسم 72-73 بعد عودة مباريات الدوري لأسباب توقفها بسبب فيروس كورونا. نكسة 1967 أعقبها إلغاء موسم 1971 الشهير بموسم مروان كنفاني بعد اعتراض لاعبي الأهلي على منح الإسكندرية محمد دياب العطار “الديبة” بضربة جزاء تسببت في إلغاء الموسم الكروي.

ويعود غزل المحلة بقيادة عماشة والسياجي وعبد الدايم والنهيري وعمر عبد الله وعبد الستار علي وغيرهم من نجوم غزل المحلة، ليأكلوا الأخضر واليابس ويفوزوا بالدوري الممتاز بفارق نقطة واحدة عن الزمالك. .

مباراة الاهلي والمحلة تطيح باتحاد الكرة

ومن القصص الكروية الكلاسيكية لهذه المباراة ما حدث في موسم 1988، عندما التقى الأهلي مع الغزلى على ملعب المحلة، وبالتحديد يوم 11 مايو 1988، بحضور 30 ​​ألف مشجع، منهم 25 ألف محلاوي. و 5000 شخص. ودعمهم بتشجيع الاهلي. وسيطر وقتها المحلة على أحداث المباراة بفضل عبقرية نجومه شوقي غريب وناصر الطليس وخالد أبو الفتوح حتى نجح الغزال. تسجيل هدف من ركنية عن طريق الطليس فشل فيها ثابت البطل في إشعال النار. الجو.

وفي الدقيقة الأخيرة حدث اصطدام بين حسام حسن ومدافع المحلة صابر عيد، فأشار الحكم إبراهيم النادي إلى ضربة جزاء للأهلي، لكن راية المساعد كانت أول من أشار بخروج المباراة مما تسبب في تأجيل المباراة. توقف، ورفض لاعبو الأهلي مواصلة المباراة وانسحبوا من الملعب، وقرر الاتحاد المصري لكرة القدم احتساب نتيجة المباراة بهدفين لصالح الغزال وفرض عقوبات مالية عليه. وتم فرض الإيقاف على لاعبي الأهلي. وهو ما رفضه صالح سليم رئيس النادي الأهلي الذي قرر الانسحاب لولا إعادة مباراة المحلة. وامتنع عن مواجهة الترسانة والزمالك وهو ما تم تأجيله ليقرر الاتحاد هبوط الأهلي إلى الدرجة الثانية.

وهنا تدخل المجلس الأعلى للشباب والرياضة بقيادة عبد الأحد جمال الدين ليتخذ قرار حل الاتحاد بقيادة حسن عبدون، وتعيين العميد إبراهيم الجويني ليقرر احتساب نتيجة المباراة. مباراة بهدف للمحلة واعتبارها انتهت في الوقت المحدد وإلغاء كافة العقوبات ضد النادي الأهلي وإعادة المباراة الترسانة الذي رفض الأهلي خوضه وفاز بهدف ليتقدم الزمالك بثلاث نقاط على المواجهة النهائية بين القطبين والتي حسمها الفارس الأبيض بهدفين لهدف. نبيل محمود وأحمد الشاذلي بعد تقدم شمس حامد. للأهلي .

وأصبحت مباراة الأهلي والغزل مناسبة لتغيير اتحاد الكرة، تمكن بعدها المنتخب المصري بقيادة اللواء محمود الجوهري، من التأهل لكأس العالم 1990 بإيطاليا.

الأهلي والمحلة 2011 مقدمة لأحداث بورسعيد الكارثية

ما حدث في مباراة البطولة لموسم 2011-2012، وبالتحديد في نهاية العام، حيث التقى الفريقان على ملعب الغزال، ثم تقدم الغزال في الدقيقتين 23 و27 بفضل صامويل أوسو. مما تسبب في احتراق مدرجات المحلة قبل أن يسجل محمد بركات للأهلي، وبعد خطأ دفاعي من عمرو رمضان مدافع المكلا سجل في مرمى فريقه. لكن الكرة خرجت من ثقب في الشباك مسببة. ثورة اللاعبين والجماهير على حكم المباراة ياسر عبد الرؤوف الذي أنهى المباراة ولم يكمل لاعبو المحلة وتوجهت الجماهير إلى الملعب. ولو لم يتصرف الجيش والشرطة بحكمة في ذلك الوقت لكانت الكارثة وخرج لاعبو الأهلي من ملعب الغزال في مدرعات الشرطة المصرية.

تمر الأيام والبطولات، ويتوج الأهلي، ويهبط الغزال إلى الدرجة الثانية، ويعود من جديد إلى الكبار، لكن مباراة غزل المحلة والأهلي لا تزال من كلاسيكيات الكرة المصرية.

‫0 تعليق

اترك تعليقاً