الأحلام والحالة النفسية، ما علاقة الأحلام بالحالة النفسية للإنسان، وهل الأحلام مرتبطة بالحالة النفسية؟
النظرة الدينية للأحلام
وقد ورد عن النبي محمد عدد من الأحاديث في الرؤيا منها: (إذا اقترب الزمان لا تكذب رؤيا المسلم، وأصدقكم رؤيا أصدقكم حديثا، ورؤيا المسلم واحدة) جزء من خمسة وأربعين جزءا من النبوة وثلاث رؤى: رؤيا خير، وبشرى من الله، ورؤيا حزن من الشيطان، ورؤيا يحدث بها المرء نفسه، فإذا رأى أحدكم شيئا يكرهه، يترك فيقوم فيصلي ولا يحدث الناس به،،،). قسم النبي محمد الأحلام إلى ثلاثة أنواع: رؤيا، وحلم، وحلم. والرؤيا هي رؤية النائم لشيء محبوب، وهو من الله. وقد يكون المقصود به بشرى، أو تحذير من شر، ويجب حمد الله عليه. الحلم هو ما يرى النائم من أذى. فهو من الشيطان، ويسن أن يستعيذ بالله منه وينفخ عن يساره ثلاثاً، ولا يتكلم به. الأحلام هي رغبات ومخاوف مكبوتة في العقل الباطن
الحالة النفسية تؤثر على الأحلام
أكد الطبيب النفسي الدكتور وليد الزهراني أن جميع الناس يعيشون في مرحلة الخيال قبل النوم، وهي الفترة التي تتأثر فيها الحالة النفسية للإنسان بشكل متزايد بأي عوامل خارجية.
وأوضح الزهراني أن مرحلة الخيال النفسي لما يريد الإنسان تحقيقه في الواقع تأتي بين مراحل ألفا وهي النعاس، ومرحلة بيتا وهي مرحلة النوم العميق.
وأشار إلى أن الحلم باللغة الإنجليزية يرتبط بحاجة سوق العمل إليه الآن وانتشاره بشكل واسع في المجتمعات العربية، ما يجعله أمرا معقدا لدى بعض الأشخاص الذين لا يتحدثون الإنجليزية وبالتالي ينعكس على عقلهم الباطن وخيالهم قبل النوم.
وأضاف أن الاضطرابات النفسية التي يعاني منها الأشخاص تمنعهم من الحلم في أغلب الأحيان، لافتا إلى أنه كلما ركز الإنسان على شيء معين قبل النوم كلما انعكس ذلك على أحلامه.
كثرة أحلام اليقظة والأمراض النفسية
يمكن القول أن بعض الأمراض النفسية تنطوي على أنماط تفكير سلبية لا يمكن السيطرة عليها، والتي قد تشمل أيضًا القدرة على التخيل، وينطبق هذا أيضًا على أحلام اليقظة المفرطة، والتي قد تشير إلى وجود مرض نفسي مثل الاكتئاب أو القلق أو نقص الانتباه. اضطراب فرط النشاط. أو غيرها، حيث يعتمد سبب أحلام اليقظة ومحتواها وتكرارها وشدتها على الحالة النفسية.
ومع ذلك، تجدر الإشارة إلى أن الانغماس في أحلام اليقظة لا يعني دائمًا المعاناة من مرض نفسي، ومجرد الكميات المفرطة منها قد تكون أحد الأعراض من بين العديد من الأعراض التي تشخص وتؤكد وجود مرض نفسي. لسوء الحظ، لا يوجد تعريف واضح للحدود الطبيعية لأحلام اليقظة، أو بمعنى آخر، لا يمكن تحديد مدى اعتبار أحلام اليقظة مفرطة أو مفرطة. ولذلك فإن أفضل طريقة لمعرفة ما إذا كانت أحلام اليقظة علامة على وجود مرض نفسي هي التعرف على خصائص أحلام اليقظة عند الإصابة بمرض نفسي.
الكوابيس هي مؤشر للضغط النفسي
أثبتت بعض الدراسات أن الأحلام التي تراود بعض الأشخاص هي نتيجة اضطرابات نفسية يعاني منها الشخص.
الأحلام جزء طبيعي من حياة الإنسان، بحسب استشارية الطب النفسي الدكتورة هالة حماد، التي تشير إلى أن الأحلام تزداد مع الضغط النفسي ويصبح النوم غير مريح، وفي الصباح يصبح الإنسان ضعيفا وكأنه لم ينم، لأن النوم قد مجموعة من المراحل التي تبدأ بالنوم الخفيف ثم النوم العميق. ثم نوم عميق جداً، وقد تحدث مرحلة الحلم هذه في لحظات الاستيقاظ، وهكذا تستمر دورات النوم والنوم 90 دقيقة.
ويضيف حماد أن “الأحلام هي تعبير عن الأفكار والمشاعر والأحاسيس في العقل الباطن”، لافتاً إلى أن معظم الأحلام لا نتذكرها، ولكن يمكننا أن نتذكر الكوابيس والأحلام التي تؤثر فينا، وتعبر عما يمر بنا، فمثلاً عندما نشعر بالضغط العصبي والنفسي في سن ما، ومع القلق النفسي قد يحلم الإنسان بأشخاص يطاردونه.
ويوضح حماد أنه إذا كانت الأحلام كثيرة وكثير منها عبارة عن كوابيس نتيجة النوم غير المريح والضغط النفسي، ففي بعض الحالات يكون هناك كابوس متكرر، مثل السقوط من المرتفعات أو حدوث شيء يخاف منه الشخص في حلم. وذلك مع حالات الاكتئاب النفسي والقلق النفسي الذي يؤدي إلى كثرة الأحلام والكوابيس.
بعض الأحلام تشير إلى أمراض نفسية
ومع تطور الحياة وما رافقه من تقدم علمي تغير كل شيء. يؤكد عالم النفس الفسيولوجي الأمريكي ستيفن لابيرج وعالم الاجتماع هوارد رينجولد، في كتابهما “دراسة عالم الأحلام الواضحة”، أنه يمكن التحكم في الأحلام والاستمتاع بها. لكن الدوائر العلمية لم تؤكد ذلك بعد.
أصبح من الممكن دراسة الأحلام على أسس علمية بفضل اختراع المصباح الإلكتروني المضخم في أوائل القرن العشرين، والذي أتاح قياس مؤشرات الدماغ أثناء النوم. وساعد هذا المصباح العالم الألماني هانز بيرجر على اكتشاف “إيقاع ألفا” الذي يشير إلى حالة الاسترخاء أثناء النوم. وبعد ذلك أكد علماء من جامعة هارفارد من جانبهم أن رؤية الأحلام خلال مرحلة النوم السطحي والتركيز على الأشكال التي يراها الإنسان.
أجريت تجربة في الولايات المتحدة تحت إشراف البروفيسور برافين ستنت، وشاركت فيها ثلاث مجموعات من المتطوعين. أفراد المجموعة الأولى يعانون من الفصام، وأفراد المجموعة الثانية ورثوا أعراض الفصام، وأفراد المجموعة الثالثة يتمتعون بصحة جيدة. وتراوحت أعمار جميع المشاركين بين 25 و47 عاماً.
وتابع الخبراء حالة المشاركين في التجربة على مدار عام كامل، سجلوا خلالها نشاط الدماغ والجودة والسطوع والألوان وتصوير الأحداث. واتضح من ذلك أن المصابين بالفصام يرون أحلاماً ملونة على شكل كوابيس أكثر من غيرهم بعشرين مرة. ونادرا ما يرى الأشخاص الأصحاء شيئا مثل ذلك.
في عام 2009، أجرى علماء من الولايات المتحدة تجارب على مجموعتين من الطلاب. الأولى مكونة من 30 طالباً أصحاء، والثانية مكونة من 20 طالباً يعانون من الاكتئاب والقلق. وتبين أن أفراد المجموعة الثانية كانت لديهم دائمًا أحلام تحتوي على مشاهد عدوانية كانوا ضحيتها.
ويقول العلماء الذين أشرفوا على هذه التجارب إن هذه الأحلام هي مقتطفات من عواطفنا، وأحاسيسنا، وتجاربنا، ومخاوفنا، وقلقنا، ولذتنا، ورضانا، وما إلى ذلك. وتظهر هذه المقتطفات في صورة واحدة لا نستطيع تفسيرها دائما. كلما زادت العواطف، كلما كانت الصورة أكثر إشراقا. ويرتبط هذا إلى حد ما بالحالة النفسية للشخص.