وسنتعرف على الأسباب التي تؤدي إلى استخدام السموم القاتلة في هذا المقال. كما سنذكر لكم أشهر أنواع المواد السامة، ووسائل الوقاية من مخاطر السموم القاتلة، وفي الختام ما هي السموم القاتلة.
الأسباب المؤدية إلى استعمال السموم القاتلة
1- العلاقات الأسرية الهشة
الأسرة هي اللبنة الأولى في بناء المجتمعات، التي تقوم على تربية الأجيال القادمة، فإذا واجهت الأسرة أي مشاكل، أو خلل في التربية، أو انفصال بين الزوجين، وما يتبع ذلك من مشاكل بين الوالدين، ويؤدي الهجر بالتالي إلى ظهور جيل فاقد الوعي يعاني من سوء التربية والسلوك، ومشاكل نفسية تؤدي إلى تعاطي المخدرات والمسكرات وغيرها من السموم القاتلة.
2- كثرة المال عند الشباب والمراهقين
كثرة السيولة المالية في يد الابن أو الابنة تعتبر مصدراً للفساد، كما أن قلة المال وشحه تجاههما أمر أيضاً، فكثرة المال تدفعهما إلى إنفاقه فيما لا ينفع، وتدفع فضول الطفل ومخالطة الأشرار وشراء أغلى المخدرات والمسكرات والترفيه. وهمية، ما يدفعه إلى ارتكاب الجرائم.
3- الجلوس مع صحبة السوء
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المرء على دين خليله» أي أن الرفيق من الأسباب التي تجعل الشاب يقع في المخدرات والسموم القاتلة سواء كان ذلك هو من باب الفضول، أو كحافز للتجربة، أو الإصرار عليها بأساليب المشاركة العاطفية، مع الأصدقاء، وقد حذرنا. وتاب الله على اتباع أهواء القوم في قوله: (قل يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم غير الحق ولا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل) وأضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل».
4- ضعف القناعة الدينية لدى الفرد المدمن
عدم تربية الأبناء على الدين والالتزام الكامل بتعاليم الدين الإسلامي واتباع الأوامر واجتناب نواهيه ونسيان ما أمر به كتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم. وخاصة للمراهقين منهم الذين يسهل حملهم عليهم، وكما جاء في قول الله تعالى (ولا تكونوا كالذين نسوا الله أنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون وصدق رب العزة ما قال.
6- وقت فراغ كبير
للشباب الكثير من أوقات الفراغ، فلا يستغلونها في النوادي الرياضية أو القراءة أو النزهات التي تفرغ طاقاتهم، بل يستغلونها في تعاطي المخدرات والمسكرات أو ارتكاب الجرائم والفواحش والمحرمات والمنكرات. .
7- التقليد الأعمى
يحب الكثير من المراهقين والشباب التقليد الأعمى دون أن يدركوا ما يفعلونه وتأثيره السلبي عليهم وعلى صحتهم فيما بعد. بل يجدون أن ذلك دليل على رجولتهم من قبل، أو أن ذلك يكون من خلال تقليد الأصدقاء أو الكبار في تصرفات تتعلق بالتدخين أو تعاطي المخدرات. أو حتى ممارسة الجنس، في انتهاك للشريعة الإسلامية.
أكثر أنواع المواد السامة شيوعاً
1- الديجوكسين:
وعلى الرغم من استخدام الديجوكسين في المجال الطبي، بكميات قليلة، لعلاج عدد من مشاكل القلب، إلا أن هذه المادة يمكن أن تقتل بسهولة أي شخص يتعرض لها. يتم استخراجه من نبات قفاز الثعلب، ويسبب عددًا من الآثار الجانبية، بما في ذلك الأرق والارتباك والاكتئاب والذهان، قبل أن يؤدي في النهاية إلى الوفاة.
2-إيثيلين جلايكول:
تستخدم هذه المادة الكيميائية كمضاد للتجمد في السيارات والمركبات، ولكنها يمكن أن تكون خطيرة للغاية، حيث أن طعمها الجيد يمكن أن يجعل الأطفال أو الحيوانات يأكلونها عن طريق الخطأ، وإذا دخلت هذه المادة إلى الجسم فإنها تتسبب في توقفه عن العمل. أعضاء حيوية، مما يؤدي إلى الوفاة خلال 72 ساعة.
3- الزئبق :
يعتبر الزئبق من أخطر المواد وأكثرها سمية على وجه الأرض، ويجب التعامل مع جميع أشكاله أو حالاته بحذر شديد. يمكن أن يمتصه الجلد أو يستنشقه الفرد، وبمجرد دخوله إلى الجسم قد يسبب مشاكل صحية خطيرة، بما في ذلك إضعاف القدرات الإدراكية للفرد وتدمير الجهاز العصبي، بالإضافة إلى قدرته على التسبب في تقشير الجلد. أو الهلوسة.
4- الزرنيخ :
يعتبر الزرنيخ من أخطر المواد السامة في العالم، وتشير بعض التقديرات إلى أن عدد الأشخاص الذين تعرضوا للتسمم بالزرنيخ يبلغ حوالي 100 مليون شخص حول العالم، وذلك بسبب انتشار هذه المادة في العالم. تشمل أعراض التسمم بالزرنيخ الصداع، والغثيان، وتجلط الدم، والتشنجات أو الألم الشديد. وإذا ابتلع الإنسان كمية كافية من هذه المادة فإنه يدخل في غيبوبة ويموت في النهاية.
5- سم “البوتولينوم” :
البوتولينوم هي مادة كيميائية تستخدم في حقن البوتوكس، ولها أيضًا بعض الاستخدامات الطبية. إلا أن هذه العائلة من البروتينات تعتبر من أخطر السموم العصبية على وجه الأرض، ويمكن أن تقتل الإنسان إذا دخلت جسمه أو استنشقت كمية قليلة منها تتراوح بين 1 إلى 2 نانوجرام.
6- السيانيد:
وقد استخدم سم السيانيد في عدد كبير من محاولات الاغتيال عبر التاريخ، وذلك بسبب خصائصه القاتلة. ويقتل الإنسان خلال ثوان معدودة من ابتلاعه، لأنه يعيق قدرة الخلايا الحية على استخدام الأكسجين ويؤدي في النهاية إلى الوفاة.
وسائل الحماية من أخطار السموم القاتلة
الوقاية من مخاطر السموم القاتلة خير من معالجتها، لذا يجب مراعاة هذه الإرشادات:
1- تربية الأبناء منذ الصغر على تحمل المسؤولية، وتقوية علاقتهم بربهم، والتقرب إليه عند الانكسار دون خوف.
2- يدرك الفرد أهمية الصحة والرياضة وتناول الغذاء الصحي وممارسة الرياضة من خلال الحملات التوعوية.
3- تثقيف الطفل منذ الصغر حول تداعيات تعاطي المخدرات والكحول سيطفئ فضوله حول هذه السموم عندما يكبر.
4- تنمي الأسرة الجانب الإيماني لدى أبنائها وتهتم بالعلاقة بين الفرد وربه.
5- الاهتمام بتواريخ الإنتاج والانتهاء الموجودة على عبوات المواد الكيميائية والأدوية، والتخلص من تلك التي انتهت صلاحيتها.
6- تشجيع الأطفال على الانضمام للأندية والرياضة يساعدهم على تكوين صداقات صحية.
7- تحاول الأسرة إشغال الشباب والمراهقين بمزيد من المسؤوليات أو الأنشطة للانخراط في المجتمع حتى لا يكون لديه وقت للتفكير في تعاطي المخدرات.
8-تحتفظ الأسرة بكل ما يتعلق بالأدوية والمبيدات ومواد التنظيف والمواد الكيميائية في مكان بعيد ومغلق بإحكام حتى لا يتعرض الأطفال لمثل هذه السموم.
9- الآباء ينمون القوة والعزيمة في أبنائهم، وإذا سقطوا فهناك علاج. الشيء المهم هو عدم الوقوع في ذلك مرة أخرى.
ما هي السموم القاتلة؟
هناك أنواع كثيرة من المواد الطبيعية أو المركبات الكيميائية والصناعية المنتشرة حولنا والتي تندرج تحت مسمى السموم القاتلة، وذلك لخطورة تأثير هذه المواد على جسم الإنسان وأجهزته الحيوية. كل ما يهدد الحياة، أياً كان مصدره أو شكل الحصول عليه، فهو من المواد السامة القاتلة، رغم أن تأثيرها لا يظهر بشكل فوري ومباشر، إلا أنه تجدر الإشارة إلى أن المواد السامة قتلت أكثر من 120 ألف شخص في عام 1990 وحده، حيث تم تسجيل 98 ألف حالة تسمم عام 2013. وأثبتت بعض الدراسات عام 2015 أن هناك علاقة وثيقة بين تعرض المرأة الحامل واستنشاق السموم الموجودة في المبيدات الحشرية والمواد الكيميائية، وحدوث السمنة لدى أطفالهم بعد سن السابعة، وما ينتج عنها من مخاطر وأمراض مزمنة.