البريد في العصر الأموي. وسنتعرف أيضًا على ديوان الآداب في العصر الأموي وديوان الختم في العصر الأموي. من هو الخليفة الذي نظم البريد؟ كل ذلك في هذا المقال.
مكتب البريد في العصر الأموي
شهد النظام البريدي في العصر الأموي تطوراً ملحوظاً مقارنة بالعصور السابقة، لأسباب سياسية واقتصادية وثقافية مختلفة. ونذكر أهم خصائص هذا النظام:
1. المركزية:
أُنشئ مكتب البريد في عهد الخليفة الأموي معاوية بن أبي سفيان، ليكون مسؤولاً عن تنظيم وتشغيل النظام البريدي في جميع أنحاء البلاد.
وكان الديوان تابعاً للخليفة مباشرة، مما أكد على أهمية البريد كوسيلة للاتصال والإدارة المركزية.
2. الكفاءة:
اعتمد النظام البريدي الأموي على شبكة واسعة من المحطات البريدية الموزعة على الطرق الرئيسية في البلاد.
كانت كل محطة مزودة بالخيول والبغال والرجال المدربين على نقل الرسائل بسرعة وكفاءة.
وتم استخدام نظام “البريد السريع” لإرسال رسائل عاجلة، وتم تبادل الخيول على طول الطريق لضمان سرعة الوصول.
3. النطاق:
كان النظام البريدي الأموي يشمل جميع أنحاء الدولة الإسلامية، من الشام ومصر والمغرب شرقاً إلى العراق وخراسان وما وراء النهر غرباً.
ووصل البريد الأموي إلى الأندلس في المغرب، ليربط البلاد بالعديد من الدول المجاورة، مثل بلاد فارس، والهند، والصين.
ديوان الآداب في العصر الأموي
ظهور جمع الرسائل:
أنشئ ديوان الآداب في عهد الخليفة الأموي الأول معاوية بن أبي سفيان، ليكون مسؤولاً عن تحرير وتسجيل مراسلات الخليفة مع الولاة والقادة وكبار المسؤولين في الدولة.
وجاء إنشاء الديوان ضرورة لتنظيم وتوثيق المراسلات الرسمية للدولة الإسلامية، خاصة مع اتساع ساحتها وتعدد مهامها.
مهام مكتب الرسائل:
تحرير رسائل الخليفة إلى الولاة والقادة وكبار المسؤولين.
صياغة وثائق الدولة الرسمية مثل المعاهدات والاتفاقيات.
حفظ وتسجيل المراسلات الرسمية التي ترد إلى الخليفة من مختلف أنحاء البلاد.
الإشراف على ترجمة الرسائل من وإلى اللغات الأخرى.
تأهيل الكتاب والناسخين للعمل بالمكتب.
أهمية جمع الرسائل:
وكان لديوان الآداب دور مهم في تعزيز السلطة المركزية للدولة الأموية.
المساعدة في توحيد الخطاب الرسمي للدولة وصياغة رسائل قوية وفعالة.
المساهمة في حفظ وتوثيق تاريخ الدولة الإسلامية ومسارها.
وكانت مركزًا ثقافيًا مهمًا، يجتمع فيه كبار الكتاب والعلماء.
ديوان الختم في العصر الأموي
أنشئ ديوان الختم في عهد الخليفة الأموي معاوية بن أبي سفيان، وذلك لمنع التزوير والاحتيال في الأوامر والرسائل الصادرة عن الخليفة.
وجاء إنشاء الديوان بعد حادثة تزوير أمر عمرو بن الزبير، حيث غيّر المبلغ في الأمر من مائة ألف درهم إلى مائتي ألف درهم.
مهام ديوان الختم:
- حفظ نسخ من جميع الأوامر والرسائل الصادرة عن الخليفة: وكانت هذه النسخ مختومة بخاتم الخليفة مما يضمن صحتها وصحتها.
- التدقيق على جميع الطلبات والرسائل قبل إرسالها: كان موظفو المكتب مسؤولين عن التحقق من محتوى الطلبات والرسائل للتأكد من صحتها ودقتها.
- منع التزوير والاحتيال: جميع الأوراق الصادرة عن الديوان يتم ختمها بخاتم خاص بها مما يجعل من الصعب تزويرها.
- مراقبة عمل المكاتب الأخرى: كان مكتب الختم مسؤولاً عن مراقبة عمل المكاتب الأخرى والتأكد من التزامها بالأنظمة والقوانين.
من هو الخليفة الذي نظم البريد؟
يعود تنظيم البريد في العصر الأموي إلى الخليفة الأموي الأول معاوية بن أبي سفيان (حكم 661-680م).
قبل حكم معاوية: كانت أنظمة البريد موجودة في الحضارات السابقة، مثل الدولتين الرومانية والفارسية، إلا أن معاوية قام بتطوير وتنظيم هذه الأنظمة بشكل شامل بما يخدم احتياجات الدولة الأموية الواسعة.