التسامح في القرآن سنتحدث عنه من خلال هذا المقال، كما سنوضح لكم مفهوم التسامح لغوياً واصطلاحياً في هذه السطور التالية.
تسامح
التسامح والتساهل الفكري هما مصطلحان يستخدمان في السياقات الاجتماعية والثقافية والدينية لوصف المواقف والمواقف التي تتميز بالتسامح (أو المتواضع) أو الاحترام غير المبرر للممارسات أو الأفعال أو الأفراد الذين تم رفضهم من قبل الغالبية العظمى من المجتمع. ومن الناحية العملية، يعبر مصطلح “التسامح” عن دعم تلك الممارسات والإجراءات التي تحظر التمييز العنصري والديني. وعلى النقيض من التسامح، يمكن استخدام مصطلح “التعصب” للتعبير عن الممارسات والأفعال المحظورة القائمة على التمييز العنصري والديني.
التسامح في القرآن الكريم
نحن مدينون لله عز وجل بكل ما نملك، ولا نملك إلا ما أعطانا. يقول الله تعالى: (لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ) (البقرة 2/ 255). فهو الذي خلق وأبدع، فقال شاكراً لنا حسن الخلق وروعة التصوير: “”الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّرَكَ فَسَوَّلَكَ” “وجعلك في أي صورة شاء” (الانفطار 82/7-8). ولا أحد ينكر هذه الحقيقة، حتى أولئك الذين أعرضوا عن عبادته واستسلموا لأمره سبحانه: “ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله”. فكيف سيفشلون؟ (الزخرف 43/ 87). “ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض وسخر الشمس والقمر ليقولن الله”. فكيف يمكن خداعهم؟ الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر لهم. إن الله بكل شيء عليم. ولو سألتهم: من أنزل من السماء ماء فأحيا به الأرض بعد موتها؟ ليقولن بالتأكيد الله. قل: “الحمد لله”. بل إن معظمهم لا يفعلون ذلك. “يفقهون” (العنكبوت 29/61-63). «قل من يرزقكم من السماء والأرض؟ الذي له السمع والبصر، والذي يخرج الحي من الميت، ويخرج الميت من الحي، ومنه يدبر الأمر، ويقولون الله. فقل: أفلا تتقون؟ ذلكم الله ربكم الحق. فماذا بعد الحق إلا الضلال؟ كيف ستتحول؟ (يونس 10/31-32).
كل من في السموات والأرض عباد لله، وليس كمثله أحد من خلقه. «من في السموات والأرض إلا أنا آتي الرحمن عبدا» (مريم، 19/ 93). “وهو القاهر فوق عباده وهو الحكيم الخبير” (الأنعام 6/ 18).
إن الله تعالى لم يخلق الإنس والجن إلا ليعرفوه ويعبدوه ويوحدوه ويحمدوه على نعمه التي لا تعد ولا تحصى. فالله تعالى لا يستعين بالخلق على نفعه، ولا على دفع الضر عنه، ولا يشغلهم عن الرزق والطعام كما يفعل التابعون مع عبيدهم. وقد أخبرنا الله تعالى عن ذلك بقوله: “وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ”. ما أريد منهم رزقاً، ولا أريد أن يطعموني». (الذاريات 51/56-57).
مفهوم التسامح
التسامح أو التسامح هو العفو والصفح، وهو اللين والحلم – ويقال في اللغة: تسامح الإنسان في أمر، أي تهاون فيه، تقصير فيه – ومن خصائصه التسامح: التساهل. والحلم، ويقال لا تتسامح مع العدو، أي لا تصالح العدو ما دام عدوا.
– التسامح الديني: احترام معتقدات الآخرين
– التسامح الفكري والثقافي: عدم التسامح مع الأفكار واحترام آداب الحوار والتواصل
– التسامح السياسي: يتطلب الأخذ بمبدأ الديمقراطية وضمان الحريات السياسية الفردية والجماعية.
– التسامح العنصري: قبول الآخرين على الرغم من اختلافهم في الهوية أو العرق، ونبذ التمييز العنصري.
وقد وردت آيات عن التسامح والعفو في القرآن الكريم
يقول الله تعالى: (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن).
قوله تعالى: (وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما).
وقوله: (ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن).
وقوله: (اعفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين).
ويقول: (فبما رحمة الله أحسنت إليهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم).
وقوله: (وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم؟)
قال الله تعالى: “خذ العفو، وأمر بالعرف، وأعرض عن الجاهلين”. (199) الأعراف
آيات قرآنية عن التسامح والعفو
لقد ورد التسامح والعفو في كثير من آيات القرآن الكريم، وقد أمر الله عز وجل به، لما فيه من خير ونفع للمجتمع وانتشار المحبة بين الناس، ويجلب للإنسان صفاء القلب والراحة والطمأنينة. أجر عظيم من الله عز وجل. ومن الآيات التي تتحدث عن التسامح والمغفرة:
-آيات قرآنية عن التسامح والعفو في سورة البقرة: في هذه الآية الكريمة أمر الله تعالى المسلمين بالعفو والعفو عن أهل الكتاب حتى يحكم الله تعالى بينهم. وقال تعالى: {ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفاراً حسداً لأنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق}. فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره. والحقيقة أن الله على كل شيء قدير.
-آيات قرآنية عن التسامح والعفو في سورة آل عمران: جعل الله عز وجل العفو والعفو عن الظالمين من أسباب دخول الجنة. وقال تعالى: {وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت. للصالحين * الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس. والله يحب المحسنين. كما أمر الله تعالى نبيه أن يعفو عن الظالم ويستغفر الله له. قال: الله عز وجل: {فبما رحمة من الله أحسنت إليهم. ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك. فاعف عنهم واستغفر لهم. وشاورهم في الأمر، وإذا عزمت فتوكل على الله. حقا إن الله يحب المتوكلين عليه.
-آيات قرآنية عن التسامح والعفو في سورة المائدة: جعل الله تعالى التسامح والعفو عن الناس من المحسنين، والإحسان من أعلى مراتب الإيمان. قال تعالى: {وبما نقضوا ميثاقهم لعنناهم وجعلنا قلوبهم قاسية. إنهم يشوهون الكلمة. ونسوا حظا مما ذكروا به. وستظل تكتشف فيهم الخونة إلا القليل منهم. فاعف عنهم واغفر. ۚ إن الله يحب المحسنين .
-آيات قرآنية عن التسامح والعفو في سورة يوسف: ذكر الله تعالى ليوسف -عليه السلام- حين عفا عن إخوته مما فعلوا به. وقال تعالى: {قَالَ لَيْسَ عَلَيْكَ مِنْ ذِكْرٍ الْيَوْمَ . الله سوف يغفر لك. وهو أرحم الراحمين». ويعقوب -عليه السلام- عندما طلب منه أبناؤه أن يغفر لهم، وعدهم أنه سيستغفر الله لهم. وقال تعالى: {قَالُوا يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا. إنا كنا خاطئين». قال: سأستغفر لك ربي. إنه هو الغفور الرحيم.
-آيات قرآنية عن التسامح والعفو في سورة الحجر: أمر الله تعالى بالعفو الجميل، وهو ما يصل بالإنسان إلى درجة الإحسان، فيحسن إلى من ظلمه بعد أن يعفو عنه. قال الله تعالى: {فاغفروا العفو الجميل}.
-آيات قرآنية عن التسامح والعفو في سورة النور: من تمام حسنات المرء أن يعطي من ماله للفقراء والمساكين ومن يعف عنهم ممن ظلموه. وهذا جزاؤه المغفرة من الله عز وجل. أيها الأقربون والمساكين والمهاجرين في سبيل الله فليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم وكان الله غفورا رحيما }
-آيات قرآنية عن التسامح والعفو في سورة الشورى: جعل الله تعالى الاستغفار من صفات المؤمنين، فقال تعالى: {والذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش وإذا غضبوا يغفرون}. وأوضح الله تعالى. وليس على من عوض السيئة بأخرى، لأن ذلك من حقوقه، ولكن الله تعالى يعظم أجر من عفا وأصلح. قال الله تعالى: {وجزاء سيئة سيئة مثلها. فمن عفا وأصلح فأجره على الله. إنه لا يحب الظالمين. * ومن انتقم من بعد ظلمه فأولئك لا سبيل لهم. * إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض. بغير حق – لهم عذاب أليم . * والذين صبروا وغفروا إن ذلك لمن حسم الأمور } .
-آيات قرآنية عن التسامح والعفو في سورة الزخرف: وفي هذه الآية أمر من الله تعالى لنبيه بالعفو والصفح. وقال تعالى: {ثم اغفر لهم وقل سلاماً}. فسوف يعلمون.}
آيات قرآنية عن التسامح والعفو في سورة التغابن: وعلى الإنسان أن يعفو ويصفح، خاصة إذا كان للمقربين منه والأقربين. قال الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا! إن من أزواجكم وأبنائكم عدوا لكم. فاحذرهم فإن يعفوا ويصفحوا ويغفروا فإن الله غفور رحيم.