التلوث البيئي للأطفال، كيف يؤثر التلوث البيئي على حياة الأطفال والمجتمع ككل، وما هي أهم الأضرار المباشرة التي يتعرض لها الأطفال نتيجة التلوث البيئي.
تلوث
التلوث هو إدخال الملوثات إلى البيئة الطبيعية مما يضر بها ويحدث اضطرابا في النظام البيئي. وهذه الملوثات إما أن تكون مواد غريبة على البيئة، أو مواد طبيعية إلا أنها تجاوزت المستويات المقبولة. لا يرتبط التلوث بالمواد الكيميائية فقط، بل يمتد ليشمل التلوث بأشكال أخرى. الطاقة المختلفة، مثل التلوث الضوضائي، والتلوث الحراري.
بيئة ملوثة
وفيما يلي قائمة بأهم أشكال التلوث مع الملوثات الخاصة بكل شكل:
تلوث الهواء
يؤدي إطلاق المواد الكيميائية والجزيئات الضارة في الغلاف الجوي إلى تلوث الهواء. تشمل ملوثات الهواء الغازية الشائعة أول أكسيد الكربون وثاني أكسيد الكبريت ومركبات الكلوروفلوروكربون (CFCs) وأكسيد النيتروجين التي تنتجها الصناعة وتطلقها محركات السيارات.
كما أدى التقدم الصناعي إلى ضغوط هائلة على العديد من الموارد الطبيعية. ولم تعد البيئة قادرة على تجديد مواردها. استهلاك النفايات الناتجة عن الأنشطة البشرية المختلفة. إن الدخان المتصاعد من عوادم السيارات ومداخن المصانع ومحطات الكهرباء، بالإضافة إلى بعض الشوائب أو أبخرة المعادن الثقيلة مثل الرصاص، أدى إلى تلوث الهواء، حيث تبقى هذه الأبخرة معلقة في الهواء لعدة أيام، وهذا ما نسميه الضباب الدخاني، ولا تظهر آثارها الخطيرة على الإنسان بشكل مباشر، ولكنها تؤدي على المدى الطويل إلى الإصابة بالخرف والخرف واضطراب الانتباه والذاكرة. الهلوسة والأوهام، بعضها يؤدي إلى التخلف العقلي والاكتئاب، وبعضها يؤثر على الجهاز التنفسي. ويسبب تلوث الهواء هنا، في الأيام الممطرة، ما نسميه المطر الحمضي، وهي الظاهرة التي لفتت الانتباه إليها بعد أن تسببت بأضرار كبيرة على الثروة الزراعية والحيوانية والسمكية وفقا لدورة الطبيعة والسلسلة الغذائية. وبحسب حركة الهواء ينتقل التلوث من مكان إلى آخر، ومن بيئة جغرافية إلى أخرى، كما يذوب. تحمل العوالق في الهواء بخار الماء ثم تعود مرة أخرى إلى التربة. وإذا أضفنا إلى ذلك إلقاء النفايات بما فيها النفايات البشرية والنفايات الصناعية ومنتجاتها الكيميائية شديدة السمية في مجاري المياه، لأدركنا حجم المأساة التي تعيشها البيئة بسبب تصرفات الإنسان وجهله بمضارها. آثار أفعاله رغم تقدمه وزيادة وعيه ومعرفته.
تلوث التربة
ويعرّف البعض تلوث التربة بأنه “الفساد الذي يصيب التربة، أو تغيير خصائصها وخصائصها الطبيعية أو الكيميائية أو البيولوجية، أو تغيير تركيبها بشكل يجعلها تؤثر سلباً -بشكل مباشر أو غير مباشر- على من يعيش على سطحها سواء كان ذلك”. الإنسان أو الحيوان أو النبات.”
(يحدث تلوث التربة من المواد الكيميائية التي تسربت أو تسربت تحت الأرض. ومن أهم أسباب تلوث التربة المواد الهيدروكربونية والمعادن الثقيلة. وهناك العديد من الأسباب والمصادر التي تؤدي إلى تلوث التربة. وقد تتلوث التربة نتيجة الأمطار الحمضية سقوطها عليها، أو نتيجة سقوط الغبار الذري الناتج عنها، والانفجارات النووية التي يسببها الإنسان على كوكب الأرض، كما قد تتلوث التربة بالمبيدات الزراعية، مما يؤدي إلى أضرار جسيمة في التربة وخصائصها سوف يكون تأثير سلبي على الطعام الذي يتناوله الإنسان.
الأطفال أكثر عرضة لأضرار تلوث الهواء من البالغين
وجدت دراسة جديدة أن تعرض الأطفال لتلوث الهواء يزيد بنسبة 30 بالمئة عن البالغين عندما يذهبون إلى المدرسة سيرا على الأقدام لأنهم أقصر وأقرب إلى الأبخرة المنبعثة من عوادم السيارات.
ودعت الدراسة أولياء الأمور إلى اختيار الطرق غير المزدحمة لحماية أطفالهم من الهواء الملوث والتوقف عن استخدام السيارة لاصطحاب أطفالهم إلى المدرسة لأن التلوث داخل السيارة يزيد بنسبة 50 بالمائة مقارنة بالتلوث على الرصيف.
ونبهت الدراسة إلى أن استنشاق الهواء الملوث يزيد من خطر تعرض الأطفال لمشاكل صحية، من بينها مشاكل القلب، والربو، وإمكانية الحد من نمو الرئة.
لكن تعرضهم للتلوث كان أقل بمقدار الضعف عندما اختاروا الشوارع الخلفية الهادئة بدلا من المشي في الشوارع المزدحمة، وفقا للدراسة التي أجريت بتكليف من Global Action Plan، وهي منظمة غير ربحية لحماية البيئة.
وقال مسؤول المنظمة، كريس لارج، إن ملايين الأطفال الذين يذهبون إلى المدرسة سيرًا على الأقدام على الطرق المزدحمة يكونون أكثر عرضة بنسبة 30 بالمائة لأضرار التلوث من آبائهم.
وتضمنت الدراسة توزيع أجهزة على الأطفال والبالغين في أربع مدن بريطانية هي: لندن، ومانشستر، وليدز، وجلاسكو، لمراقبة تلوث الهواء لمدة 10 دقائق أثناء المشي على طريق هادئ، وعلى طريق مزدحم، وعند استخدام السيارة أو الحافلة اذهب إلى المدرسة.
وفي دراسة منفصلة قالت لجنة منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) في بريطانيا إن ثلث الأطفال البريطانيين يعيشون في مناطق ترتفع فيها مستويات تلوث الهواء مما يعرضهم لمشاكل صحية على المدى الطويل. وبحسب الدراسة، يعيش 4.5 مليون طفل في مناطق تتجاوز فيها مستويات الجزيئات الدقيقة في الهواء ما تعتبره منظمة الصحة العالمية مقبولا.
وقالت المتحدثة باسم اللجنة إيمي غيبس: “ما يثير القلق هو أن ثلث أطفالنا يملأون رئاتهم بالهواء الملوث، مما يعرضهم لمشاكل صحية خطيرة على المدى الطويل”.
وأضافت: “نحن نمنع أطفالنا من شرب المياه القذرة، فلماذا نسمح لهم باستنشاق الهواء القذر؟”
دعت المنظمات المعنية بأمراض الربو والقلب والجهاز التنفسي إلى حماية الجيل الجديد من مخاطر تلوث الهواء من خلال الإجراءات الفعالة التي اتخذتها الحكومة، بما في ذلك إصدار قانون الهواء النظيف والالتزام بتوجيهات منظمة الصحة العالمية.
تأثير التلوث البيئي على الإنسان
استنشاق الهواء الملوث
استنشاق الهواء الملوث يشكل خطرا على حياة الإنسان. وكشفت البيانات أن 9 من كل 10 أشخاص حول العالم يتنفسون هواء ملوثا يحتوي على مستويات عالية من الملوثات، مثل الكربون الأسود، الذي يتغلغل عميقا في الرئتين والجهاز القلبي الوعائي. يؤدي التعرض للجسيمات الدقيقة في الهواء الملوث إلى الإصابة بالسكتات الدماغية وسرطان الرئة وأمراض الانسداد المزمن والتهابات الجهاز التنفسي، بما في ذلك الالتهاب الرئوي. وتقدر منظمة الصحة العالمية أن ما يقرب من 7 ملايين شخص سنويا بسبب هذه الجسيمات.
آثار تلوث التربة
يؤدي تلوث التربة إلى الإضرار بالإنسان وعناصر البيئة الأخرى على حد سواء، وقد يسبب هذا النوع من التلوث خطراً حقيقياً على حياة الإنسان نظراً لارتباطه بوجود العديد من الملوثات الناتجة عن عمليات التصنيع المختلفة والتعدين وغيرها من العمليات التي إنتاج مواد كيميائية تحمل خصائص سامة. بطبيعتها.
تأثير التلوث البيئي على الحيوانات
تتأثر الحياة البرية بالتلوث البيئي بطريقة مشابهة لتأثيره على الإنسان. تتعرض الحياة البرية لمستويات كبيرة من الملوثات المختلفة، ومن أكثرها شيوعا الكلور العضوي والمعادن الثقيلة، مما يؤدي بدوره إلى إضعاف مناعة وصحة الحيوانات، مما يرجح أن يؤدي هذا التأثير إلى زيادة قابلية الإصابة بالأمراض المعدية. وغير معدية مما قد يعيق تنوع الحياة البرية.
تأثير التلوث البيئي على الغطاء النباتي
للملوثات تأثير عميق على الحالة المورفولوجية والكيميائية الحيوية والفسيولوجية للنباتات. ومن بين هذه الملوثات الرئيسية المعادن الثقيلة والهيدروكربونات العطرية بمختلف أنواعها، والتي يمتد تأثيرها ليشمل تغيير الخصائص المورفولوجية للنباتات، بالإضافة إلى حالتها البيوكيميائية التي تتعلق بمحتواها من الأصباغ والإنزيمات والسكر وغيرها. ، دون إهمال التأثير. أما من الناحية الفسيولوجية للنبات فيما يتعلق بدرجة الحموضة ومحتواه المائي فإن مجموع هذا التأثير يعتبر ساما للنباتات.
آثار تلوث الهواء على الأطفال
نحن محاطون بالتلوث في كل مكان، وتعتقد الأم أن طفلها لا يتعرض لهذه الملوثات طوال فترة الحمل، وهو ما يقوله الدكتور مجدي بدران، عضو الجمعية المصرية لأمراض الحساسية والمناعة، استشاري طب الأطفال، وزميل طب الطفولة المعهد يحذر من.
ويقول: “إن تلوث الهواء الداخلي يقتل طفلاً كل عشرين ثانية في العالم، وتقضي المرأة الحامل معظم وقتها في الأماكن المغلقة سواء في المنازل أو أماكن العمل، وتتعرض لاستنشاق الهواء الملوث المتطاير مثل أول أكسيد الكربون، وثاني أكسيد النيتروجين”. ، وآخرون.”
وأضاف: “تلوث الهواء الداخلي ناتج عن انتشار التدخين والأبخرة الناتجة عن مواد الطلاء أو البخور أو المعطرات أو غاز الفريون الناتج عن أجهزة التكييف، إضافة إلى إشعال الفحم في المنازل لشوي اللحوم في العيد، والذي يطلق 300 مادة سامة”. جميعها تؤدي إلى الالتهاب الرئوي والربو”. سرطان الرئة وانخفاض الوزن عند الولادة.
يكون خطر التعرض لتلوث الهواء أكبر بالنسبة للأجنة والرضع، حيث أن التعرض لتلوث الهواء يتسبب في زيادة حاجة الرضع إلى الأكسجين نسبة إلى حجمهم، كما أنهم يعانون من ضيق المسالك الهوائية مقارنة بالبالغين.
وتتمثل مخاطر التلوث على الأجنة فيما يلي:
1- يعيق التلوث التطور الكامل للرئتين.
2- أنه يقلل من الكفاءة الوظيفية للرئتين وبالتالي يضر 40 نوعا من الخلايا في الجهاز التنفسي.
3- زيادة خطر إصابة الأطفال حديثي الولادة بالتهابات الجهاز التنفسي، وخاصة الالتهاب الرئوي.
4- الإصابة بحساسية الصدر أو الأنف أو الجلد مبكراً بدءاً من السنة الأولى من العمر.
5- زيادة معدلات الإصابة بنوبات الربو بعد الولادة.
6- قصور الدورة الدموية.
7- في بعض الأحيان يولد الطفل ميتاً
8- انخفاض محيط الرأس عند الولادة. أفادت العديد من الدراسات أن انخفاض محيط الرأس عند الولادة أو خلال السنة الأولى من العمر يرتبط سلباً بالوظائف المعرفية والأداء المدرسي في مرحلة الطفولة.
9- تأثيرات ضارة على الدماغ ومن بينها التخلف العقلي وصعوبات التعلم.