الروماتيزم ونزلات البرد: ما هي العلاقة بين الروماتيزم ونزلات البرد وكيف يؤثران على بعضهما البعض، وأفضل الطرق لعلاج الروماتيزم ونزلات البرد.
الروماتيزم
الروماتيزم هو مصطلح عام وغير محدد يستخدم لوصف أي اضطراب مؤلم يؤثر على الجهاز الحركي للجسم بما في ذلك المفاصل والعضلات والأنسجة الضامة والأنسجة الرخوة حول المفاصل والعظام. ويستخدم هذا المصطلح أيضًا لوصف الحمى الروماتيزمية التي تصيب صمامات القلب. ومع ذلك، في مهنة الطب تُستخدم مصطلحات محددة بشكل شائع لوصف الاضطرابات الروماتيزمية مثل التهاب المفاصل، والتهاب الفقار المقسط، والنقرس، والذئبة الحمامية، وما إلى ذلك في الأدبيات العلمية الطبية.
يبرز طب الروماتيزم الآن كتخصص طبي مهم معترف به في جميع أنحاء العالم. يتحسن هذا التخصص بسرعة ويثبت نفسه إلى جانب برامج الدراسات العليا العادية الأخرى. يُطلق على الطبيب الذي يعالج الأمراض الروماتيزمية اسم “أخصائي الروماتيزم” ويعتبر الآن مصطلحًا راسخًا يستخدمه المجتمع الطبي بشكل شائع، حتى لو لم يتم وصفه بشكل كافٍ في القواميس المعدة للغات. أصبح الآن أطباء الروماتيزم في جميع أنحاء العالم قادرين على علاج معظم الأمراض الروماتيزمية المزمنة وأصبحت النتائج بالنسبة للمرضى أفضل بكثير. ويرجع ذلك إلى اكتشاف العوامل البيولوجية التي تغير المرض، والتي أصبحت الآن طريقة ثابتة لعلاج المرضى الذين يعانون من اضطرابات وأمراض المفاصل المزمنة.
أعراض الروماتيزم
هناك مجموعة من العلامات والأعراض التي قد تدل على وجود الأمراض الروماتيزمية، ولا يشترط أن تشير جميعها إلى الإصابة بنوع معين من الأمراض الروماتيزمية. ومن هذه الأعراض نذكر ما يلي:
-الشعور بالألم عند تحريك المنطقة المصابة.
– تتحسن حالة المريض عند تدفئة المنطقة المصابة.
– الشعور بالألم عند لمس المنطقة المصابة.
– تصلب الأجزاء المصابة، خاصة إذا لم يتم تحريكها لفترة طويلة.
– الشعور بألم أو عدم الراحة في واحد أو أكثر من المفاصل، بما في ذلك فقرات العمود الفقري.
تتدهور حالة الإنسان عند تعرضه لظروف مناخية مختلفة، خاصة انخفاض الضغط الجوي أو ارتفاع نسبة الرطوبة.
– الشعور بتحسن في الأعراض بعد ممارسة التمارين الرياضية الخفيفة، وتزداد سوءاً عند ممارسة التمارين الرياضية المكثفة.
تشخيص الروماتيزم
يلجأ الطبيب إلى إجراء العديد من الفحوصات لتشخيص مرض الروماتيزم، كالسؤال عن التاريخ الصحي للمريض، وكذلك إخضاع المريض للفحص الجسدي، بالإضافة إلى إمكانية اللجوء إلى التصوير بالأشعة السينية، بناءً على الأعراض التي تظهر. تظهر على المريض، وقد يحتاج الطبيب إلى إجراء بعض الاختبارات التشخيصية الأكثر دقة. وضع الخطة العلاجية المناسبة لحالة المريض.
أسباب وعوامل خطر الروماتيزم
ترجع الإصابة بالروماتيزم إلى العديد من العوامل المختلفة، اعتماداً على نوع المرض الروماتيزمي. ويعتقد العديد من المتخصصين أن العوامل الوراثية والبيئية من أكثر المسببات شيوعا لحدوث هذه الأمراض. قد يحدث الروماتيزم نتيجة تعب المفاصل نتيجة تقدم الشخص في السن، أو الاستخدام المتكرر للمفصل. ومن ناحية أخرى، قد تحدث هذه الأمراض بسبب المعاناة من حالة من أمراض المناعة الذاتية التي تحفز ظهور الأعراض الالتهابية. وفي ضوء ذلك يمكن تلخيص أهم العوامل التي تلعب دوراً في ظهور الأمراض الروماتيزمية في ما يلي:
– بدانة.
– التدخين.
– العوامل الوراثية.
– النظام الغذائي غير الصحي.
– التعرض للإصابات الرياضية.
– عدم ممارسة الرياضة بانتظام.
– العمل في المهن التي تتطلب الحركة المتكررة والمستمرة
ما العلاقة بين البرد والرطوبة والأمراض الروماتيزمية؟
يعتقد الكثير من الناس أن سبب مرض الروماتيزم هو البرد والرطوبة، ويعتقدون أنها تخترق العظام والمفاصل وتؤدي إلى تآكلها وتدميرها. والحقيقة غير ذلك، فأسباب الأمراض الروماتيزمية كثيرة ويمكن التحكم فيها علميا.
إلا أننا ندرك أن التغيرات المناخية (البرد والرطوبة وانخفاض الضغط الجوي) لها تأثير سلبي على بعض المرضى، مما يزيد من شدة آلامهم وانزعاجهم. كما أن لدى بعض المرضى إحساس شديد بالتقلبات الجوية، لدرجة أن بعضهم يتنبأ بها قبل حدوثها. ولم يتمكن العلم الحديث حتى الآن من التوصل إلى تفسير مقنع لتأثير المناخ على الجسم.
الأسباب الحقيقية للأمراض الروماتيزمية
أما الأسباب الحقيقية للأمراض الروماتيزمية فهي كثيرة ومتنوعة، وقد يتجاوز عددها المئة، ويمكن أن نلخصها في مجموعات، نذكر منها:
الروماتيزم الغضروفي (أو الروماتيزم التنكسية) (أو التهاب المفاصل العظمي)، والذي نعبر عنه بالفرنسية باسم “l'arthrose”. هو مرض ينتج في البداية عن خشونة في الغضروف ثم ينتشر إلى مكونات أخرى للمفصل. وهو من أكثر أمراض الروماتيزم شيوعًا ويؤثر بشكل خاص على فقرات الرقبة وأسفل الظهر. كما أنه يؤثر على الأصابع والركبتين ومفاصل الورك. هذا المرض شائع بشكل خاص عند كبار السن.
v الروماتيزم الالتهابي “les rhumatismes inflammatoires” تضم هذه المجموعة العديد من الأمراض، الشائع بينها هو حدوث التهاب في بطانة المفصل مما يؤدي إلى انتفاخها وانتفاخها. وينتج هذا الالتهاب غالباً عن خلل في الجهاز المناعي للجسم، بحيث يظن الجسم خطأً أن بعض مكونات المفصل أصبحت غريبة عنه فيهاجمها بالأجسام المضادة. ولا يمكن أن يحدث هذا الخلل إلا إذا توافرت عدة شروط، منها الاستعداد الوراثي لهذه الأمراض، والتعرض لتأثيرات بعض العوامل البيئية على الجسم. ومن أهم أمراض هذه المجموعة التهاب المفاصل الروماتويدي، ومرض القناع الأحمر أو الذئبة الحمامية، والتهاب الفقار المقسط.
مرض البرد الروماتيزم
ويعتبر الروماتيزم أو “التهاب المفاصل” أو “الحمى الروماتيزمية” من أبرز أمراض فصل الشتاء ومناخه البارد. وتزيد البرودة من شدة المرض الذي قد تظهر أعراضه في سن مبكرة لأسباب وراثية.
ولم يتوصل العلماء حتى الآن إلى السبب الحقيقي للمرض، ومنهم من يعزو سبب الإصابة إلى خلل في الجهاز المناعي، ومنهم من يعزوه إلى الإصابة بأحد أنواع الفيروسات.
وقال الدكتور سامر حسن، أخصائي العظام، إن “أبرز أعراض المرض هي تورم المفاصل وارتفاع درجة الحرارة، بالإضافة إلى الألم خاصة في الصباح وعند بذل مجهود”.
وأضاف حسن، لتلفزيون الخبر، أن “الأعراض المرافقة للمرض تشمل ارتفاع درجة حرارة الجسم، وأحيانا الجفاف، وفقدان الشهية، وتشوه المفاصل، خاصة مفاصل أصابع اليدين والقدمين، مع الشعور بالتنميل”.
وعن العلاج، أوضح الدكتور سامر أن “علاج المرض يركز على الراحة الكاملة وتناول أدوية الأسبرين والكورتيزون، مع استشارة الطبيب، واستخدام البنسلين لمدة خمس سنوات على الأقل بعد الإصابة، بالإضافة إلى التركيز على الدفء والبقاء الابتعاد عن الأماكن الباردة قدر الإمكان.”
أثبتت الأبحاث أن “النساء أكثر عرضة للإصابة بالروماتيزم من الرجال، والعمر الذي يمكن أن يحدث فيه المرض يتراوح بين سن العشرين إلى الستين”.
يشار إلى أن اليوم العالمي للروماتيزم يصادف يوم 23 أكتوبر، وهو اليوم الذي خصصته منظمة الصحة العالمية بهدف التوعية بأعراض المرض وعلاجه.
بدأ علاج الروماتيزم في القرن الأول الميلادي، حيث ظهرت كلمة روما في اللغة لأول مرة. وتعني هذه الكلمة في اللاتينية “الشيء الذي يتحرك ويجري”.
ويقال أن سبب التسمية يرجع إلى البلغم الذي يعتقد الرومان أنه يتكون في الدماغ ويتدفق منه إلى أعضاء الجسم المختلفة مسبباً المرض.
أنواعها
ولكي يتغلب المريض على الروماتيزم يجب عليه أولاً أن يعرف أنواعه. ويشير الدكتور كريم السكري استشاري جراحة العظام والمناظير إلى هذه الأنواع قائلا إن هناك نوعين من الأمراض الروماتيزمية: الأول أمراض غير التهابية تؤدي إلى تآكل في المفاصل دون التهاب الأنسجة المحيطة بها ، وتشمل أمراض العظام التنكسية وهشاشة العظام.
النوع الثاني: الأمراض الالتهابية، والتي تصيب العظام والمفاصل والعضلات، وتنقسم أيضًا إلى نوعين: وهي: الأمراض الالتهابية غير المفصلية التي تصيب الأنسجة الضامة والعضلات، مثل تصلب الجلد، والذئبة، ومتلازمة سجوجرن، و أمراض أخرى. والنوع الآخر هو أمراض المفاصل الالتهابية، والتي تؤثر على المفاصل والأنسجة المحيطة بها، مثل التهاب المفاصل الروماتويدي، والنقرس، والحمى الروماتيزمية، وأمراض القلب الروماتيزمية، وغيرها.
علاج الروماتيزم
لا يوجد علاج نهائي للروماتيزم بجميع أنواعه. بل يتم التخفيف من أعراض المرض والحد من تطوره باستخدام الأدوية المختلفة مثل المسكنات والكورتيزون، كما يتم تعليم المريض اتباع أساليب جديدة للقيام بأنشطته اليومية، واستخدام الأجهزة المساعدة لتقليل الجهد والضغط على المفاصل والعظام.
في حالة الحمى الروماتيزمية يركز العلاج على الراحة الكاملة في الفراش خلال المرحلة النشطة من المرض، ويبقى المريض في السرير حتى تهدأ الحمى ويهدأ أيضًا التهاب المفاصل والقلب، ومن ثم ينصح المريض بالتحرك تدريجياً، بالإضافة إلى العلاج الدوائي.
العلاج الدوائي
– البنسلين أو المضادات الحيوية: يستخدم للقضاء على البكتيريا المسببة للالتهاب كما في حالة الحمى الروماتيزمية، حيث يتم معالجة بقايا البكتيريا العقدية. يتم استخدام الفينوكسي ميثيل البنسلين، ويعطى عن طريق الفم 250 مليجرام كل 6 ساعات يومياً، أو 500 مليجرام كل 12 ساعة لمدة عشرة أيام. إذا كان هناك حساسية من البنسلين، يتم استخدام المضادات الحيوية الاريثروميسين أو التتراسيكلين.
الأسبرين: يعطى مريض الروماتيزم 3 جرام يومياً مقسمة على عدة جرعات، أما مريض الحمى الروماتيزمية يعطى 80 مليجرام/كجم/يوم على أربع جرعات متساوية على ألا تتجاوز 6.5 جرام يومياً، وبعد أسبوع إلى أسبوعين يتم تناول الأسبرين. يتم تقليل الجرعة إلى 60-70 ملليجرام. /كجم/يوم، ويعتبر الأسبرين فعالاً جداً في علاج هذا المرض.
– الكورتيزون: يعمل على تخفيف الالتهابات والألم، وإبطاء تدهور حالة المفاصل والأنسجة. يعطى المريض 60-120 ملليغرام يوميا مقسمة على أربع جرعات، حتى تهدأ أعراض المرض، ويصل معدل ترسيب كريات الدم الحمراء إلى المعدل الطبيعي، وبعدها لا يتم إيقاف الجرعة فجأة. بل يتم تقليلها تدريجياً على مدى أسبوعين.
– الأدوية المضادة للروماتيزم التي تعدل مسار المرض: تعطى هذه الأدوية لإبطاء تقدم المرض وحماية المفاصل من التشوه الدائم، مثل الميثوتريكسيت والهيدروكسي كلوروكين.
أما رقص سيدنهام عند مرضى الحمى الروماتيزمية فهو الأكثر صعوبة في العلاج. وذلك بسبب الحركات اللاإرادية التي تتعارض مع أداء المريض لوظائفه اليومية. لذلك يجب أولاً وضع المريض في بيئة هادئة واستخدام المهدئات وأشهرها الهالوبيريدول. كما ثبت أن دواء الكاربامازيبين الذي يستخدم لعلاج التشنجات فعال في علاج هذا المرض.
العلاج بالأعشاب
هناك طرق أخرى لعلاج الروماتيزم بالأعشاب، ولكن لم تثبت بعد فعالية هذه الأعشاب في التخفيف من أعراض الروماتيزم، لذا يجب على المريض استشارة الطبيب قبل استخدامها لتجنب حدوث أي مضاعفات، ومنها:
– الزنجبيل : يعمل الزنجبيل على علاج الالتهابات المصاحبة للروماتيزم .
– أوراق الصفصاف: يمكن تناول الأوراق مباشرة عن طريق المضغ، أو استخدامها جافة ومطحونة، مع إضافة ملعقة صغيرة أو اثنتين إلى الماء المغلي وشربها يومياً في الصباح والمساء، وتستخدم لتخفيف آلام المفاصل.
– عصير الجريب فروت: يفيد في تقليل التهاب أنسجة المفاصل، حيث ينصح بشرب كوب واحد يومياً.
– الألوفيرا: تستخدم خصائصه العلاجية في تخفيف آلام المفاصل.
– زيت الكالبتوس: لتخفيف آلام المفاصل؛ قومي بخلط ملعقة كبيرة من الكافور المطحون مع كوب من زيت جوز الهند الساخن غير المغلي وتدليكه على المنطقة المؤلمة.
– القرفة: تحتوي القرفة على مواد مضادة للروماتيزم.
– زيت الحبة السوداء: يمكن تناول كبسولات زيت الحبة السوداء مرتين يومياً لتقليل تورم المفاصل والتيبس الصباحي.