الزواج المدني في مصر، ما هو مفهوم الزواج المدني، وما هي أهم شروط الزواج المدني، كل ذلك سنتعرف عليه في هذه السطور التالية.
الزواج المدني في مصر
وفي مصر، اختلف الإقبال على الزواج المدني عن بقية الدول العربية، وكان ينبع بشكل أساسي من الذين يعانون من الطلاق أو الزواج من الأقباط. أول ما فعله القانون هو صياغة قانون الأحوال الشخصية لغير المسلمين في البلاد، وهو ما قامت به وزارة العدالة الانتقالية. وضمن مشروع هذا القانون تمت مناقشة فقرة تتعلق بالقانون المدني، وأثار هذا الأمر خلافاً ونقاشات بين الكنائس انتهت إلى رفضه.
وفي هذا السياق، رفضت الجماعات الداعية إلى الزواج المدني هيمنة الكنيسة، واعتبرت الزواج مسألة مدنية مجتمعية، وليس مسألة دينية وكنسية. وناشدت العديد من الجمعيات الدولة تنفيذ القانون وفرض دورها السيادي، خاصة في قسم الزواج المدني، كما طالبت بعض الجمعيات الرئيس المصري بالعمل على وضع قانون مدني لقانون الأحوال الشخصية. – بخصوص الأقباط ونزع سيطرة الكنيسة عنهم.
ومن ناحية أخرى، اعترضت العديد من الجمعيات والحركات على تطبيق الزواج المدني في مصر. وفي هذا السياق، تجدر الإشارة إلى أن المسيحيين في مصر لم يكونوا الوحيدين الذين طالبوا بالزواج المدني. كما طالب به المسلمون، وأيدتهم جمعيات كثيرة، ورفض الأزهر طلبهم. وكذلك غير المتدينين والملحدين الذين لم يطالبوا بذلك. وهم يتبعون أي دين، فكان الوضع في مصر بمثابة موجة بين مؤيدي ومعارضي الزواج المدني.
الإعلان العالمي لحقوق الإنسان بشأن الزواج المدني
1- للرجل والمرأة، عند بلوغهما سن البلوغ، الحق في الزواج وتكوين أسرة، دون أي قيد بسبب العرق أو الجنسية أو الدين. ولهما حقوق متساوية عند الزواج وأثناء قيام الزواج وعند فسخه.
2- لا يتم الزواج إلا برضاء الطرفين التام على الزواج دون أي إكراه.
3- الأسرة هي الخلية الطبيعية والأساسية للمجتمع، ولها الحق في التمتع بحماية المجتمع والدولة.
هناك العديد من دول العالم تقنن الزواج المدني، وهو إتمام إجراءات الزواج أمام سلطات الدولة المختصة، بعيداً عن المؤسسات الدينية، وخاصة في أوروبا وأمريكا الشمالية وأستراليا، دون النظر إلى الدين أو الطائفة. في الواقع، في بعض البلدان وبعض الولايات الأمريكية، يتم الزواج بين الأشخاص من نفس الجنس. .
هل يمكن الموافقة على الزواج المدني في مصر؟
ويوضح بيتر النجار، المحامي المتخصص في قضايا الأحوال الشخصية، أن الزواج المدني لا وجود له في القانون المصري، مضيفًا أن مسائل الزواج، أو بالأحرى الأحوال الشخصية، تخضع لأحكام دينية، وتطبيقها هو من يتولى القضاء. – مؤسسة الأزهر للمسلمين، والكنيسة للمسيحيين، لافتة إلى أن الحالة الوحيدة التي يجوز فيها الزواج المدني في التسجيل العقاري لدى وزارة العدل، هي عندما يقرر مواطن مصري الزواج من أجنبية.
شروط الزواج في مصر
وبحسب “علام” – فإن أسهل طريقة لا تؤدي إلى أي مشاكل هي أن يتوجه المواطن المسلم السني والمواطن المسلم السني إلى المسؤول الشرعي لإتمام مراسم الزواج لهما، وكذلك المواطن المسيحي الأرثوذكسي والمواطن السني. أن يذهب المواطن المسيحي الأرثوذكسي إلى كنيستهم القبطية الأرثوذكسية، وكذلك الحال مع بقية الطوائف المسيحية المعترف بها. في مصر، سواء كانت كاثوليكية أو إنجيلية، من الممكن، كما في الحالة المذكورة في السطور السابقة، أن يرفع المواطن المسلم دعوى إثبات العلاقة الزوجية مع مواطن غير مسلم فقط، وليس العكس.
الأسباب التي أدت إلى وجود الزواج المدني
الزواج هو رابطة شخصية بين طرفين
وعلى الدولة أن تتولى السلطة وتنظم الأحوال المدنية، ويصبح عقد الزواج كغيره من العقود سواء كانت تجارية أو مدنية.
مساوئ المرجعيات الدينية في هذا الشأن بالنسبة للدولة
وبالرجوع إلى المرجعية الدينية في هذا الأمر، فإن هناك خللاً كبيراً في إدارة الدولة وسيادتها، ويصبح الدين كأنه جمعية أو مؤسسة بدلاً من أن يكون همزة وصل بين الإنسان وربه.
العوائق التي تعيق الوحدة الوطنية
واعتبر أنصار الزواج المدني أن بعض التشريعات الدينية التي تنظم شؤون الزواج والأسرة تقف عائقا أمام الوحدة الوطنية بين الشعوب، وإلغاء هذه التشريعات يجعل هذه الوحدة حقيقية ومصدرها الشعور الوطني وليس الانتماء الديني.
الزواج، إلا أنه أمر شخصي، فهو خلاصة نفسية
ومن المهم جداً أن يقوم الزواج على التفاهم والانسجام بين الطرفين، ومتى توافرت هذه الأمور فلا حاجة للطبيعة الدينية لمنع إتمامه.
ليست هناك حاجة لوجود الطابع الاجتماعي التقليدي
وللزواج الديني التقليدي جوانب اقتصادية، منها المهور والحفلات والمراسم وإهدار المال، من وجهة نظر القائمين على الزواج المدني.
استبعاد الخضوع والطاعة في الزواج
تعتبر بعض التشريعات الدينية أن للزواج اعتبارات وواجبات كثيرة تقوم على مفهوم ديني مثل طاعة الزوج ومفهوم طاعة البيت. اعتبر أنصار الزواج المدني أن هذا الأمر يقلل بشكل كبير من مكانة المرأة واحترامها.