السفسطائية أصولها ومواقفها الفلسفية. كما سنذكر أهم أفكار السوفسطائيين وما أهمية الفكر السوفسطائي ومكانته. وسنتحدث أيضًا عن الأخلاق عند السفسطائيين. كل هذه المواضيع تجدونها في هذه المقالة.
السفسطائية أصولها ومواقفها الفلسفية
ظهور المدرسة السوفسطائية
المدرسة السفسطائية هي إحدى المدارس الفلسفية القديمة. وقد نشأت بعد مذهب ديموقريطس وأنبادوفيلس. وأنكروا حقيقة الأشياء وزعموا أن كل شيء مبني على الوهم وليس هناك حقيقة ثابتة. وبذلك، نقلوا الفلسفة من الملموس إلى الفكر والعقل.
مواقفها الفلسفية
ينقسم الفكر السفسطائي إلى ثلاث مجموعات:
1-الفرقة الأولى
بروتاجوراس، وتقوم على أن الإنسان هو مقياس الحقيقة، فما يراه الإنسان صحيحاً فهو صحيح بحسب معياره، وباطل عند الآخرين، وهذه الطائفة تسمى العناد.
2- الفرقة الثانية
ويرى جورجياس هذه الجماعة أن كل شيء في تغير مستمر، وإذا افترضنا وجود الحقيقة، فإن الإنسان لا يستطيع أن يدركها لأنها في تغير مستمر. المجموعة الثالثة: مذهب بايرون، ويسمى باللاأدرية. وهي جماعة تقدس الشك، وشعارها (إننا في شك ونشك إننا في شك).
أفكار السفسطائيين
1- فلسفة الجمال والفن عند السفسطائيين
وينطبق مفهوم الجمال على مفهومي الأخلاق والمعرفة. إنه مفهوم ذو طبيعة نسبية وذاتية. مصدره الذات الإنسانية ونسبته تختلف باختلاف المكان والزمان، بينما يعتبر الفن ظاهرة من صنع الإنسان، ومرجع القيمة الجمالية والفنية هو إجماع الناس في الزمان والمكان. وعلى عكس الديانات الشرقية التي تؤمن بوجود إله الجمال، يرى الفلاسفة السفسطائيون أن الجمال والفن لا يمكن أن يكونا من عمل شخص مقدس أو إله. الفن ليس هبة من إله قدوس أو موهبة إلهية، بل هو سلوك إنساني، أي إنسان يأتي من خلال مهارات يتعلمها ويكتسبها. الفرد من خلال التجربة والتعلم والتجربة.
2- فلسفة النظرية الأخلاقية عند السفسطائيين
ويرى السفسطائيون أن القيم الأخلاقية ليست مستمدة من الطبيعة، بل تعتمد على الإجماع، لذلك تختلف فعاليتها باختلاف الزمان والمكان. لذلك، يعتبرون احترام الذات. فما قد يكون خيرًا لنا قد يكون شرًا للآخرين، وما قد يكون محرمًا في ثقافة معينة أو… دين، في ثقافة أخرى، قد يكون قانونيًا. وبحسب وجهة نظرهم، ليس العقل هو مصدر الأخلاق، بل الحواس كوسيلة لإشباع الرغبات والحاجات الحسية، كالطعام والشراب، وليست وسيلة لإشباع النفس. والرغبات العقلية. 3- فلسفة المعرفة عند السفسطائيين:
وهنا نرى استمرارا لمفهوم النسبية الذي يتغير باختلاف المكان والزمان والأشخاص، وهذا يوصلنا في النهاية إلى إشارة إلى عدم وجود حالة موضوعية. وهذا ما جعل بروتاجوراس يضع الإنسان كمعيار، فهو الذي يقدم قيمة للمعرفة والحقيقة، وليست المعرفة والحقيقة هي التي تقدم قيمة للإنسان، وهذا ما ركز عليه. أسس الفكر السفسطائي: الحواس هي الطريقة التي تتحقق بها معرفة العالم الخارجي، ولا ينبغي أن ننسى أنها حقيقة ذاتية، أي ما تراه حقيقة، يراه آخر عكس ذلك. القانون وفلسفة السفسطائيين: “القانون يسحق الإنسان ويجبره على قبول أشياء كثيرة تناقض طبيعته”.
ونتيجة للقوانين التي كانت سائدة في اليونان في ذلك الوقت، اضطر السفسطائيون إلى التفكير في قوانين ذات طبيعة طبيعية، أي أنها لا تخالف القانون الإلهي. لقد وُضع القانون ليتوافق مع مصالح المشرع وبالتالي يقبله معظم الأفراد، وليس مع القوانين التي تجبر الأفراد على قبول ما هو خارج وبعيد عن طبيعتهم الإنسانية. واختلفت آراء الفلاسفة السفسطائيين في نظرتهم للقانون. ومنهم من رأى فيها أداة ووسيلة يستخدمها الأقوياء للسيطرة على الضعيف. وهذا ما رأى الفيلسوف ثراسيماخوس، بينما رأى الفيلسوف والمفكر والشاعر السفسطائي كاليكليس أن القانون ليس إلا وسيلة تتحقق بها العدالة بين الأفراد. ولا فرق بين القوي والضعيف. إنه حاجز. وهي منيعة وملجأ لجميع الأفراد، بغض النظر عن طبقاتهم الاجتماعية.
4- دين وفلسفة السفسطائيين
والدين، مثل القانون، يشبهه من حيث أنه من صنع الإنسان، كما أوضح الفيلسوف كريتياس. ويرى أن الآلهة هي اختراع بشري للتخلص من عنف الإنسان وخوفه وجهله. ولذلك لا بد من اختراع ما هو إلهي، لتوحيد آراء الناس حول الشرع، أي أن الدين في اتجاه وجهة نظر السفسطائيين يقوم على السيطرة على مشاعر الأفراد سرا وعلانية، بالإضافة إلى اللجوء إلى قانون. وهذا ما عبر عنه الفيلسوف كريتياس عندما قال: “كما تمنع القوانين الناس من العنف العلني، من هنا قد يكون ارتكاب الخطيئة سراً، ولذلك أتصور أن هناك إنساناً ماكراً هو الذي خلق الخوف لدى الإنسان من الآلهة”. حتى إذا أذنب أحدهم أو أخطأ في قول أو فعل خاف ولو كان عمله في الخفاء».
أهمية ومكانة الفكر السوفسطائي
1- تشكل السفسطائية جزءا لا يتجزأ من تاريخ الفلسفة اليونانية، حيث يشكل فكرهم قطيعة مع الفكر الطبيعي التقليدي لليونان والشرق القديم بشكل عام. وكان لهم تأثير كبير في تاريخ الفلسفة، سواء فيما يتعلق بالمعرفة والقانون والأخلاق والدين والجمال، بالإضافة إلى كل هذا الارتباط الكبير بين مسألة اللغة والبلاغة والفلسفة، بالإضافة إلى نقدهم الكبير. وتتجلى القدرة في نقدهم للقيم الأخلاقية السائدة، سواء على مستوى الدين أو القانون، وهو ما مهد الطريق أمام الفلاسفة لاستخدام العقل بدلا من ذلك. من الأسطورة والأسطورة.
2- لا نستطيع أن نفهم المرحلة المتأخرة من الفكر إلا بالرجوع إلى الفكر السوفسطائي وفهمه جيداً، لأن الفلسفة اللاحقة ستأتي رداً ونقداً للتقاليد الفكرية السفسطائية، وخاصة الفلسفة الأفلاطونية والأرسطية.
3- إن الحركة السفسطائية لها فلسفة موجودة في ذاتها، رغم الأوصاف المغلوطة التي ألصقت بهم وبفكرهم الفلسفي، ورغم التحريف الذي أصاب فكرهم وأصالتهم الفلسفية. ولعل مجمل الانتقادات الموجهة إلى الحركة السفسطائية هي تلك الانتقادات التي قدمها سقراط بأسلوبه التوليدي في الحوار، فتبعه. كان أفلاطون تلميذا لسقراط في اختلاق انتقادات للفكر السفسطائي.
الأخلاق عند السفسطائيين
1- نظر السفسطائيون إلى الأخلاق كنظرتهم إلى المعرفة. إنها ذاتية وتختلف قيمتها باختلاف الزمان والمكان. فما قد يكون شراً لي قد يكون خيراً للآخرين، وما قد يكون محرماً في ثقافة أو في دين قد يكون… مشروعاً في ثقافة أخرى.
2- مصدر الأخلاق في تصورهم هو الحواس وليس العقل. فهي وسيلة لإشباع الرغبات الحسية كالطعام والشراب، وليست وسيلة لإشباع الرغبات الروحية والعقلية.