السياحة البيئية في السعودية. ومن خلال هذا العرض القيم سنتعرف على مفهوم السياحة البيئية في السعودية وهل تختلف السياحة البيئية في السعودية عن أي دولة أخرى.
السياحة في السعودية
تعتبر السياحة في السعودية من القطاعات الناشئة، وتعتبر السياحة الدينية أهم ركائزها، فهي مهد الدين الإسلامي، مما يجعلها منطقة جذب سياحي، حيث يأتي ملايين المسلمين إلى المسجد الحرام والمسجد الحرام المسجد النبوي لأداء مناسك الحج والعمرة. وتحظى السياحة بدعم متزايد من الحكومة السعودية ممثلة في الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، والتي تشمل أهدافها تطوير وتأهيل المواقع السياحية والتراثية، والارتقاء بقطاع الإيواء ووكالات السفر والخدمات السياحية، وتطوير الأنشطة والفعاليات في المواقع السياحية. فضلا عن تنمية الموارد البشرية السياحية. وتسعى الهيئة إلى استكمال مهمتها نحو تحويل السياحة إلى قطاع اقتصادي يساهم بفعالية متزايدة في الناتج القومي الإجمالي ويدعم الاقتصاد الوطني.
السياحة البيئية
ونظراً لمساحة المملكة الشاسعة، وشواطئها الممتدة على طول سواحل البحر الأحمر والخليج العربي، وسلاسل الجبال العالية، وتنوع أنظمتها البيئية، تشكل السياحة البيئية عنصراً مهماً في جذب السياحة الداخلية فيها. لكن على الرغم من ذلك، فإن وضع السياحة في العالم العربي، وفي دول مجلس التعاون الخليجي بشكل خاص، لا يزال محدودا نسبيا، حيث لا يتجاوز حجمها 3% من الناتج الإجمالي. واستثمرت السعودية نحو 25 مليار ريال في هذا المجال في الفترة ما بين 1995 و2002. ونمت السياحة وزاد جذبها للسياح المحليين لتصل إلى 27% من أربعة ملايين سائح سعودي يسافرون إلى الخارج سنويا، وينفقون ما يصل إلى نحو 64 دولارا. مليار ريال. وينفق السياح السعوديون ما بين 6 و10 مليارات ريال على السياحة البيئية، بحسب التقديرات العالمية لحصة السياحة البيئية في كافة مجالات السياحة. وتعتبر خطة التنمية الخامسة (1410 – 1415هـ / 1990 – 1995م) البداية الفعلية للاهتمام بالسياحة في المملكة، حيث شهدت المنشآت السياحية توسعاً كبيراً سواء على المرتفعات الجبلية أو السواحل البحرية.
تأسست الهيئة الوطنية لحماية وتنمية الحياة الفطرية عام 1986، ووضعت خطة استراتيجية لإنشاء المناطق المحمية في المملكة. وتضمنت الخطة اقتراح 108 مناطق محمية تمثل مختلف البيئات والتنوع البيولوجي في المملكة، منها 56 منطقة برية و62 منطقة بحرية موزعة على 38 منطقة في البحر الأحمر و24 منطقة في الخليج العربي، وقدرت بحوالي 8% من مساحة المملكة. منطقة. ووافقت الهيئة على إنشاء 16 محمية برية وبحرية بمساحة إجمالية تتجاوز 80 ألف كيلومتر مربع، تقدر بحوالي 4% من مساحة المملكة. وعملت الهيئة على حماية هذه المناطق وإعادة توطين بعض أنواع الحياة البرية فيها، خاصة تلك التي انقرضت في البرية أو المهددة بالانقراض. وقد تم إعادة توطين المها العربي في محميتي محطات الصيد وعروق بني معارض، كما يوجد أيضاً غزلان الرمل، بالإضافة إلى وجود الغزلان البشرية في محميتي الوعل وعروق بني معارض، والنعام والحبارى. الطيور في محميات محازة الصيد والسجع وأم الرمث. وبالإضافة إلى تنمية أنواع نباتية وحيوانية أخرى محمية، فهي تحتوي على نحو 2250 نوعاً من النباتات الزهرية، ونحو 500 نوع من الطيور البرية والبحرية، ومئات الأنواع من الثدييات والسحالي والبرمائيات والأسماك والحشرات.
السياحة البيئية السعودية
وقد اعتمد السعوديون مؤخرا مصطلح “السياحة البيئية” بعد صدور الأمر الملكي بإنشاء مجلس للمحميات الملكية يشرف على 6 محميات طبيعية موزعة على كامل البلاد. وذكر أن أحد الأهداف الرئيسية من إنشائها هو تحفيز السياحة البيئية، ليتمكن المواطنون والمقيمون على أرض المملكة من الاستمتاع بعناصرها. الجوانب البيئية والطبيعية لهذه المحميات، والتي ستكون مفتوحة للجميع دون حواجز أو جدران، مع مراعاة مصالح القرى والنزوح وأملاك المواطنين ضمن نطاق هذه المحميات، وكل ذلك من شأنه تحقيق التوازن المطلوب. بين متطلبات التنمية العمرانية بما فيها السياحة واستدامة المقومات الطبيعية في هذه المحميات.
وتشير بعض التقديرات إلى أن أكثر من 60% من عدد السياح في العالم هدفهم الأساسي هو الاستمتاع بجمال الطبيعة المتمثلة في الغابات ومحميات الحياة البرية بحيواناتها ونباتاتها، والسواحل برمالها ومياهها وشعابها المرجانية، واستكشاف آثار وثقافات ومنتجات الشعوب. ولا شك أن بلادنا بمساحاتها الشاسعة وشعبها ومقدراتها الطبيعية والثقافية والتاريخية قادرة على تحقيق مفهوم السياحة البيئية والاستثمار فيها بالشكل الأمثل لمواطنيها والمقيمين والسياح من خارجها وفق إلى ما نص عليه الأمر الملكي بقرار إنشاء المحميات الملكية، والتي ستشكل النواة الأولى ونقطة الانطلاق لبرامج السياحة البيئية السعودية.
تعتبر السياحة بشكل عام من أهم الأنشطة التجارية والاستثمارية وأكثرها ربحية، وأصبحت صناعة كبرى على مستوى العالم، تدر دخلاً ضخماً يقدر بمئات المليارات من الدولارات سنوياً. السياحة والبيئة قطاعان مهمان وكل منهما مكمل للآخر. البيئة الصحية هي المناخ الملائم لتحقيق التنمية السياحية المستدامة، كما أن الأنشطة السياحية ستجلب الأموال المستثمرة في صيانة وتطوير المواقع الطبيعية، ومن هنا تهدف السياحة البيئية إلى ربط المشاريع الاستثمارية والإنتاجية للمجتمعات المحلية ببرامج حماية البيئة والحفاظ على البيئة. التنوع البيولوجي والثقافي للمناطق السياحية.