السياحة وأهداف التنمية المستدامة

السياحة وأهداف التنمية المستدامة، وما العلاقة بين السياحة والتنمية المستدامة؟ سنتعرف على ذلك في هذا المقال.

التنمية المستدامة

التنمية المستدامة هي عملية تطوير الأراضي والمدن والمجتمعات والشركات بشرط أن تلبي احتياجات الحاضر دون المساس بقدرة الأجيال القادمة على تلبية احتياجاتها. إن العالم يواجه خطر التدهور البيئي الذي يجب التغلب عليه مع عدم التخلي عن احتياجات التنمية الاقتصادية والمساواة والعدالة الاجتماعية.

مفهوم السياحة

السياحة هي السفر بغرض الترفيه أو الطب أو الاكتشاف، وتشمل السياحة تقديم الخدمات المتعلقة بالسفر. السائح هو الشخص الذي ينتقل بغرض السياحة إلى مسافة لا تقل عن ثمانين كيلومترا من منزله. وذلك حسب تعريف منظمة السياحة العالمية (التابعة للأمم المتحدة).

مجالات التنمية المستدامة

وتتطلب التنمية المستدامة تحسين الظروف المعيشية لجميع الناس دون زيادة استخدام الموارد الطبيعية بما يتجاوز قدرة الكوكب على التحمل. تتم التنمية المستدامة في ثلاثة مجالات رئيسية: النمو الاقتصادي، والحفاظ على الموارد الطبيعية والبيئة، والتنمية الاجتماعية.
إن أحد أهم التحديات التي تواجهها التنمية المستدامة هو القضاء على الفقر، من خلال تشجيع أنماط الإنتاج والاستهلاك المتوازنة، دون الاعتماد المفرط على الموارد الطبيعية.

السياحة وأهداف التنمية المستدامة

وافقت الجمعية العامة للأمم المتحدة على خطة التنمية المستدامة لعام 2030 وأهداف التنمية المستدامة، وهي إطار يتكون من 17 هدفًا و169 غاية، يمكن من خلاله للدول والمجتمع المدني والقطاع الخاص توجيه وقياس مساهماتهم.
ويمكن للساحة أن تساهم بشكل مباشر أو غير مباشر في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، التي اعتمدها زعماء العالم في سبتمبر 2015 في قمة عالمية للأمم المتحدة. الغرض منه هو القضاء على الفكر وحماية الكوكب وضمان المساواة والرفاهية للجميع.
وتظهر السياحة بشكل خاص في الأهداف 8 و12 و14، التي تتعلق (بهذا التسلسل) بالتنمية الاقتصادية المستدامة والشاملة، والإنتاج والاستهلاك المستدامين، والاستخدام المستدام للموارد البحرية. ولتحقيق هذه الأهداف، يلزم تنفيذ إطار من خلال التمويل والاستثمار المناسبين في التكنولوجيا والهياكل والموارد البشرية.
تقف منظمة السياحة العالمية (UNWTO) بثبات في جهودها للمساهمة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، لا سيما فيما يتعلق بالأهداف التي تشير صراحة إلى السياحة (الأهداف 8 و12 و14). بالإضافة إلى مبادرات المساعدة الفنية والتدريب التي أطلقتها منظمة السياحة العالمية، تم إطلاق منصة السياحة من أجل أهداف التنمية المستدامة في أواخر يوليو بدعم من أمانة الدولة للشؤون الاقتصادية في سويسرا.
وتهدف المنصة إلى إتاحة الفرصة لصانعي السياسات والمنظمات الدولية والأوساط الأكاديمية والجهات المانحة وجميع أصحاب المصلحة في مجال السياحة للمشاركة في وضع استراتيجيات لتنفيذ أهداف التنمية المستدامة.
ومن ثم، فإن موقع Tourism4SDG.org (رابط خارجي) هو مساحة مشتركة تتيح للمستخدمين الوصول إلى العديد من الموارد، وإضافة مبادراتهم واستنتاجاتهم ومشاريعهم الخاصة، والمشاركة في مناقشات محفزة، والتعاون ومشاركة المحتوى المتعلق بالسياحة والتنمية المستدامة. وترتكز المنصة على ثلاث ركائز: التعلم والمشاركة والعمل، بالإضافة إلى الدعوة للعمل والمناقشة والتعاون من أجل قطاع سياحة مستدام.

السياحة والتنمية المستدامة

وقالت وزيرة السياحة رانيا المشاط، إن هذا الشعار يتماشى مع رؤية الوزارة لتحقيق التنمية السياحية المستدامة من خلال صياغة وتنفيذ الإصلاحات الهيكلية الهادفة إلى رفع القدرة التنافسية لقطاع السياحة المصري وبما يتماشى مع الاتجاهات العالمية، مشيرة إلى إلى إطلاق الوزارة برنامج الإصلاح الهيكلي من مجلس النواب في نوفمبر الماضي. لتحقيق هذه الرؤية وتطوير القطاع.
وشددت على أهمية مواكبة التغيرات التي تشهدها صناعة السياحة عالميا، وتفعيل مفاهيم السياحة الخضراء، وتوسيع أنشطة السياحة البيئية، واستخدام تقنيات الطاقة النظيفة.
جدير بالذكر أن المنظمة العربية للسياحة دعت الدول العربية للاحتفال بيوم السياحة العربي الذي يتزامن مع ميلاد الرحالة العربي ابن بطوطة في 25 فبراير من كل عام، حيث يسلط شعار هذا العام الضوء على السياحة والتنمية المستدامة “وصنع الأنماط السياحية”. لها آثار إيجابية على البيئة والمجتمع.” والاقتصاد، مع التأكيد على أن مبادئ التنمية المستدامة تنطبق على جميع أنواع السياحة، كما تهتم بالجوانب البيئية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية للتنمية السياحية لضمان الاستدامة على المدى الطويل.
من جانبه، أشار الدكتور بندر بن فهد الفهيد، رئيس المنظمة العربية للسياحة، إلى أن صناعة السياحة يمكن أن تساهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة التي أقرتها الأمم المتحدة، من خلال وجود رؤية مشتركة والمشاركة الفعالة. كافة الأطراف المعنية بصناعة السياحة لتحقيق أهدافها في إطار التنمية المستدامة.
وتابع أن صناعة السياحة لا تزال تشهد إضافة أنواع سياحية جديدة “السياحة الخضراء – السياحة البيئية – سياحة المؤتمرات والمعارض وغيرها”.
وأشار إلى أن مفهوم السياحة المستدامة هدف لخدمة اقتصاد الدول ومجتمعاتها المحلية دون الإضرار بالثروات الطبيعية أو التراثية أو البيئية من خلال زيادة الطلب على السياحة في المناطق والمواقع التراثية والعمل على زيادة الوعي البيئي والثقافي في البلاد. المجتمعات المحلية في دول الوطن العربي التي تسعى إلى تطوير صناعة السياحة لديها. .

السياحة المستدامة

«تعد السياحة المستدامة أحد أهم مفاهيم صناعة السياحة وأحد أعمق أنواع السياحة التي ظهرت في السبعينيات. وهو مفهوم قريب من السياحة البديلة والسياحة المسؤولة. ويهدف إلى إدخال صناعة السياحة في التنمية المستدامة ذات الآثار الإيجابية في خدمة التنمية المحلية دون التأثير على البيئة والمجتمع والاقتصاد. .

مفهوم السياحة المستدامة

هناك عدة تعريفات للسياحة المستدامة، وكلها تقع في نفس السياق.
بحسب منظمة السياحة العالمية.
“تنطبق المبادئ التوجيهية للتنمية المستدامة وممارسات الإدارة المستدامة على جميع أشكال السياحة في جميع الوجهات، بما في ذلك السياحة الجماعية ومختلف أنواع السياحة الأخرى.”
»
تتعلق مبادئ الاستدامة أيضًا بالجوانب البيئية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية للتنمية السياحية. ولضمان الاستدامة على المدى الطويل، يجب أن تكون هذه الجوانب الثلاثة متوازنة بشكل عقلاني.
ويتطلب وجود رؤية متكاملة مع الجوانب الأخرى التي يعتمد عليها على المدى الطويل، فيما يتعلق بتنميته وتأثيراته المختلفة (اجتماعيا، تراثيا، اقتصاديا…) على المجتمعات المضيفة. وتتطلب السياحة المستدامة رؤية تشاركية ومشاركة فعلية لجميع الأطراف المعنية لتحقيق أهدافها في إطار التنمية المستدامة.

لمحة تاريخية عن السياحة المستدامة

لقد ظهر مفهوم السياحة المستدامة منذ بداية السبعينيات نتيجة لثلاثة عوامل:
النمو الهائل للسياحة الشعبية أو الجماعية، وزيادة الطلب على السياحة في مناطق ومواقع في مناطق هشة أو حساسة بيئيا.
ضرورة استدامة السياحة كوسيلة للتنمية الدائمة والإيجابية في مواجهة بعض الأضرار المتزايدة التي تسببها السياحة على البيئة والثقافات والأخلاق وغيرها.
زيادة الوعي البيئي والثقافي في بعض القطاعات لدى شعوب العالم سواء الدول المتقدمة أو النامية كمصدرين أو مضيفين في سوق السياحة العالمية.
وبشكل عام فإن السياحة المستدامة تعني تنظيم السياحة وفق خطط سياحية رشيدة ودفعها لتطبيق مبادئ التنمية.