الصقر العربي، مراحل تدريب الصقور، تغذية الصقور، والصقر الحر، هذا ما سنتعرف عليه فيما يلي.
الصقر العربي
ويعتبر الهرير من أفضل أنواع الصقور، وأكثر الصقور صبراً، ويتحمل الجوع، ويقاوم الأمراض. وهو الأجمل من حيث المظهر، وسعره غالي جداً، خاصة إذا كان أشقر أو أسود. كما يتميز الحر بما يسميه الصقارون “الطلعة” وهي سرعة انطلاقه التي تصل إلى 300 كيلومتر في الساعة، إلا أن هذه السرعة سرعان ما تتلاشى مع مرور الوقت.
مراحل تدريب الصقور
الصقر من الطيور التي ليس من السهل تدريبها وترويضها. وخلال السطور التالية سنتعرف على كيفية تدريب الصقور خطوة بخطوة، حتى تصبح قادرة على التكيف مع ظروف الصيد المختلفة، حيث تختلف أساليب التدريب من صقر لآخر. لكن بشكل عام يتم تدريب الصقر وفق الخطوات التالية:
1- طمأنة الصقر (الدهشة) بتغطية عينيه بما يسمى بالبرقع أو خياطتهما معاً لعدة أيام لتهدئة هيجانه وتمرده. ثم يتم فتح عينيه ويتم التعامل معه بلطف حتى يعتاد على الناس من حوله. ويرش الماء البارد إذا ضرب جناحيه بقوة لتهدئته.
2- تسمية الصقر باسم محدد، وتسميته وهو مربوط، خاصة عند تقديم الطعام له، ويكون مصحوباً برابط شرطي مثل صوت الجرس، حتى يعتاد على تجهيز نفسه عند قرع الجرس حلقات، ويتكرر مناداتها باسمها ليأتي الحمام ليأكلها مكافأة على استجابتها، ويتكرر في اليوم التالي مع صراخ المدرب عليها. باسمه يأكل، وتستمر فترة التدريب لمدة خمسة أو عشرة أيام.
3- ثم تأتي خطوة تسمى التنكيس أو التلوة، بعد أن يطمئن الصقر (التدحيل)، ويتم إجراؤها في مكان واسع، ويفضل أن يكون في الخلاء، حيث يأخذ الصقر وصاحبه راحتهما إلى تناسب الطقس وقربه من المناخ الطبيعي المناسب للصيد. يجب ربط خطم الصقر بحبل منسوج يسميه هواة الصقارة (العقل). يتراوح طول هذا الحبل ما بين 10-20 مترًا، على أن يكون مربوطًا بشيء ثقيل يصعب على الصقر الطيران به لمسافة بعيدة، ثم يقف شخصان على مسافة معينة من بعضهما البعض، ويكون الحبل يكفي أن يصل الصقر إلى كليهما، ويحمل كل منهما قطعة لحم، فيأخذ أحدهما من برقع الصقر ويبدأ الشخص البعيد بالدعاء للصقر بصوت عالٍ بنفس العبارات التي يقولها له. يستخدمها صاحبها أثناء الرضاعة، ويطير الصقر عندما يسمع هذه العبارات ويرى قطعة اللحم. فيذهب إلى من يدعوه فيعطيه قليلا من اللحم ثم يخفيه. في هذه الأثناء، يبدأ الشخص الآخر في مناداته بنفس العبارات، مما يجعل الصقر يعود إليه ويأكل قليلاً من اللحم. اللحم، وتتكرر هذه الطريقة عدة مرات حتى نتأكد أن الصقر قد طمأن أصحابه. ومن علامات الطمأنينة الاستراحة على يد الصقر دون تحريك الجناحين بقوة، وكذلك تناول الطعام دون النظر إلى عيني الصقر. وتستمر هذه العملية لمدة أسبوع كامل.
4- بعد التعود على هذه العملية يتحرك صاحب الصقر بعيدا عنه مسافة 50 خطوة كل يوم ويكرر هذه العملية حتى يعتاد الصقر على تحديد هدف صاحبه. ويعتبر الصقر قد أتم مرحلة التدريب حيث أصبح قادرا على الانقضاض على التلواح على مسافة 500 خطوة من صاحبه.
5- حتى يقتنع بأن الصقر قد وثق بصاحبه يستغني عن السبب ثم يطلق الصقر بنفس الطريقة دون سبب. ومن ثم يبدأ صاحب الصقر باختبار سرعة صقره وقدرته على المناورة واللحاق بالفريسة، وذلك بإطلاق الحمامة في الهواء وإطلاق الصقر عليها واللحاق بها واصطيادها.
تغذية الصقور
الغذاء ضروري للطيور وكذلك للإنسان، والصقر يأكل فقط اللحوم النيئة الطازجة. فإن كانت حرة في هوائها الحر اصطدت حمامة أو فأرا أو أرنبا. وإذا كان حيواناً داجناً يقدم له صاحبه قطعة لحم من لحم خروف أو طائر. وإذا تحرر الصقر فإنه يأكل من فريسته ما يكفيه حتى يشبع. أما إذا كانت من قبضة إنسان فإنها تحتاج إلى عناية خاصة. ويدرك ظروفه الغذائية وكفايته مما يحفظ قدرته على الصيد والطيران. مائتي جرام من اللحم تكفي لإطعام الصقر يومياً، وتحديد كمية اللحم التي يجب تقديمها للطائر يومياً هو من اختصاص الصقار الخبير. ويعرف ذلك من خلال خبرته ومعرفته بحجم الطائر ووزنه. فالصقارون مثلاً يعرفون أن صقر الشاهين لا يتحمل الجوع، ولا يقبل أنواعاً مختلفة من اللحوم، مثل الهرار.
ربما لاحظت مما سبق أن كمية الغذاء المقدمة للطائر في حالة التدريب أقل منها في أيام القلش، كما تريده أن يكون له ريش قوي وجيد، وطعامه في أيام القلش هو أقل من غذائه في الأيام العادية، كما أنه ينمو ليفقد وزنه وينشط في الصيد.
الصقر الحر
صقر الغزال أو صقر الشاهين أو صقر الشاهين كما يسميه العرب، هو صقر كبير جدًا ينتمي إلى فصيلة Falconidae. يتكاثر في أوروبا الشرقية وعبر آسيا إلى منشوريا. وهو طائر مهاجر باستثناء الأجزاء الجنوبية، ويقضي الشتاء في إثيوبيا، وشبه الجزيرة العربية، وشمال باكستان، وغرب الصين.