العمل التطوعي، أنواع العمل التطوعي، أهمية العمل التطوعي، مزايا العمل التطوعي، والعمل التطوعي في الإسلام. وسنتحدث عنهم بشيء من التفصيل خلال المقال التالي.
العمل التطوعي
العمل التطوعي هو العمل أو الجهد الذي يتم تقديمه دون مقابل أو تعويض مالي بدافع تحمل مسؤولية معينة وتقديم خدمة إنسانية للمجتمع أو البيئة. المتطوع هو الشخص الذي يكرس نفسه طوعا ودون إكراه لمساعدة ودعم الآخرين بقصد القيام بعمل يتطلب جهدا جماعيا في موضوع معين. يسعى العمل التطوعي إلى خلق روح إنسانية تعاونية بين أفراد المجتمع الواحد والمجتمعات المختلفة. التطوع ممارسة تحتاج إلى ثقافة ووعي بما يقدم لنا وللآخرين، لأن التطوع منا ولنا، وهو ينبع من خلق العطاء الكبير ويعتبر عملاً سامياً وجميلاً. وصدق الرسول صلى الله عليه وسلم عندما قال: «أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس».
أنواع العمل التطوعي
1. المجالات الاقتصادية مثل إنشاء بنوك ومصانع إسلامية للفقراء للعمل فيها وتكون مصدر دخل لهم.
2. حرفة المجالات بالتطوع للقيام بالشيء الذي نتقنه ونجيده ولكن بالمجان وليس مقابل المال. المجالات الفكرية: من خلال تقديم النصائح والآراء المفيدة، والمساعدة في وضع الخطط المفيدة للمجتمع.
3. المجالات العلمية كإنشاء المدارس والجامعات والمكتبات ومراكز البحوث وغيرها ولكن ليس بغرض الربح.
4. مجالات العبادة بمعنى أداء أنواع السنن المختلفة، كالصلاة، والصدقة، والصيام.
5. المجالات الصحية مثل إنشاء مستشفيات للعلاج المجاني للفقراء، وإنشاء صيدليات لتوفير الدواء للمحتاجين.
6. تشمل مجالات الدعوة المساهمة في نشر الإسلام بطرق مباشرة أو غير مباشرة.
أهمية العمل التطوعي
1. يقوم العمل التطوعي على فكرة أساسية وهي التعاون ونشر الفائدة بين أفراد المجتمع الواحد مما يخلق مجتمع متكامل لا يشعر فيه الفرد بأن هناك من هو أفضل منه.
2. يشعر المتطوع بالشعور بالخير والسعادة خاصة عندما يقدم أفضل خدماته لمن يحتاجها.
3. العمل التطوعي يحقق الاستغلال الأمثل لوقت الفراغ، خاصة لدى الشباب الذين قد يستغلون وقت فراغهم في أشياء لا فائدة منها ولا قيمة لها.
4. العمل التطوعي يعمل دائماً على رفع الوعي الكامل لدى الناس مما يقلل من الانحراف والسلوك غير السليم داخل المجتمع.
5. العمل التطوعي يحسن ويقوي روابط أفراد المجتمع بشكل كبير.
6. يتمتع المتطوع بمكانة خاصة في المجتمع، نظراً للخدمات التي يقدمها مجاناً.
7. يكتسب الفرد المتطوع العديد من الخبرات التي تجعله يبني شخصيته على أساس الثقة بالنفس وتحمل المسؤولية الكاملة.
مميزات العمل التطوعي
1- بناء المجتمع وتطويره ومعرفة احتياجاته.
2-تعويد الشباب على روح العمل الجماعي.
3- إتاحة الفرص للشباب للمشاركة في بناء مجتمعاتهم. – تفجير تجارب الشباب ومواهبهم وطاقاتهم الكامنة، وهي تجارب لا يمكن الكشف عنها إلا من خلال مثل هذه التصرفات.
4- المساهمة في تنمية طاقات الشباب وقدراتهم المختلفة، من خلال الأنشطة الميدانية التي يقومون بها.
5- التلاحم المجتمعي والترابط والدعم المتبادل، مع فئة الشباب التي شكلت عناصر ربط قوية داخله.
6- تعزيز ثقة الشباب بأنفسهم والقيام بالمبادرات في تولي الأدوار القيادية المهمة في خدمة المجتمع.
7- خلق الكفاءات القيادية والميدانية.
8- إعطاء الشباب القدرة على التعبير عن أفكارهم وآرائهم فيما يتعلق بالمصلحة الوطنية العامة.
9- تعزيز وتعزيز روح الانتماء لدى الشباب لمجتمعاتهم. وكلما كثر العمل التطوعي، كلما كانت هذه الروح أقوى.
العمل التطوعي في الإسلام
ومن أمثلة العمل التطوعي في الإسلام موسى عليه السلام وتطوعه في سقي الماشية:
– وقد روى لنا المولى الأعلى -سبحانه وتعالى- ما فعله نبي الله موسى -عليه السلام- حين أتى إلى ماء مدين، مشهدا يفيض مروءة ورحمة. يقول تعالى: “ولما جاء ماء مدين وجد عليها قوماً يسقون ووجد من هو أقل منهم”. امرأتان كانتا تغادران. فقال: ما شأنك؟ فقالوا: «لا نسقي حتى يذهب الرعاة. وأبونا رجل عجوز». فسقى لهم ثم أقبل إلى الظل فقال رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير (القصص: 23، 24).
– يقول الشهيد سيد قطب -رحمه الله-: انتهى به الأمر في رحلة طويلة وشاقة إلى مياه مدين، ووصل إليها بجهد مضني، وفجأة رأى منظرًا شهمًا سليمًا- ولم تستقر النفس ذات الطبيعة، مثل نفس موسى -عليه السلام- ووجد رعاة غنم. يسقون مواشيهم من الماء؛ وهناك وجد امرأتين تمنعان أغنامهما من الماء، والأفضل لأصحاب المروءة والفطرة السليمة، أن تسقي المرأتان أغنامهما وتسقيها أولاً، وللرجال أن يفسحوا لهما ويساعدوهما.
– موسى الهارب والمضطهد، المسافر المكروب، لم يجلس للراحة وهو يشهد هذا المشهد المقزز وغير المعقول. بل اقترب من المرأتين وسألهما عن أمرهما الغريب: «قال: ما لكما؟» قالتا: لا نسقي حتى ينصرف الرعاة، وأبونا شيخ كبير. فأخبروه بسبب عزلتهم وتأخرهم وتركهم لأغنامهم للورد. لقد كان ضعفاً. كانتا امرأتين وهؤلاء الرعاة رجال، وكان أبوهم رجلاً عجوزاً لا يجيد الرعي ومصارعة الرجال! وثارت مروءة موسى عليه السلام وفطرته السليمة، فتقدم ليصحح الأمر. فتقدم ليسقي المرأتين أولاً، كما ينبغي أن يفعل الرجال الشهمون.
– إنه غريب في أرض لا يعرفها، وليس له سند ولا سند، وهو يتألم ويأتي من رحلة طويلة بلا طعام ولا إعداد، وهو مطارد، ومن خلفه أعداء لا يرحمون، ولكن وكل هذا لا يمنعه من تحقيق أسباب المروءة والنصرة واللطف وإقامة الحق. والأمر الطبيعي الذي تعرفه النفوس: “فأسقاهم” مما يشهد على شرف هذه النفس التي خلقت في عيني الله… ويدل أيضًا على قوته التي هي مهيبة حتى عندما لقد سئم من السفر. وكان طويل القامة، ولعل قوة روحه هي التي أثارت الرعب في قلوب الرعاة أكثر من قوة جسده. فالناس أكثر تأثراً بقوة الأرواح والقلوب.