الفرق بين الحلم والاحتلام يخلط البعض بين الحلم والاحتلام بسبب تشابه الحروف والنطق فقط، ولكن الفرق بينهما كبير في المعنى، وهو ما سنقدمه لكم من خلال هذا المقال .
تعريف الاحتلام
الاحتلام في اللغة هو أن يرى النائم حلماً فيه جماع، وهو يدل على إتمام الإدراك والبلوغ. إلا أن الفقهاء صنفوه اصطلاحاً على أنه ما يراه النائم من الجماع الكامل، وهذا بدوره يكون في أغلب الأحيان مصحوباً بخروج المني أو المذي، ومعلوم أنه نوع من الجنابة.
وقد ذكر الله تعالى الاحتلام في القرآن الكريم. وقد صنفها الله على أنها علامة الوعي والنضج، حيث يصل الرضيع إلى مرحلة النضج ويصبح بالغًا.
حيث قال الله تعالى: “وإذا بلغ الأطفال منكم البالغين فليستأذنوا كما استأذن الذين من قبلهم”. كذلك يبين الله لكم آياته. والله العليم الحكيم).
الاحتلام ظاهرة يتعرض لها الكثير من الناس سواء كانوا نساء أو رجالاً. ويصاحبه خروج المني من الرجال أو خروج إفرازات من النساء أثناء النوم.
معنى الحلم
الحلم في اللغة اسم، وجمعه أحلام، وهو: ما يراه النائم في منامه، والأحلام الغامضة: التي تكون غامضة ومضطربة ويصعب على المترجم تفسيرها، وأرض الأحلام: مكان مثالي وخيالي، يقال: ذهبت أحلامه سدى؛ أي: الفشل في تحقيق أي منها، ويعرف حلم اليقظة في علم النفس بأنه: (التأمل الخيالي والانغماس في الرؤى في اليقظة، والذي يعتبر وسيلة نفسية لتحقيق الرغبات والرغبات غير المحققة وكأنها قد تحققت).
الحلم من وجهة نظر الإسلام
وسئل المفتي ابن باز رحمه الله عن الحلم فقال:
– الرؤيا الصالحة تسمى الرؤيا الصالحة وهي من الله، وما سوى ذلك فهو من الشيطان.
أي إذا رأى الإنسان شيئاً يزعجه فهو من الشيطان، وما لا يكرهه ولا يؤذيه فهو من الله.
وقد جاء ذلك في الحديث الصحيح: (الرؤيا الصالحة من الله، والرؤيا من الشيطان).
– السنة النبوية تحث الإنسان المسلم إذا رأى شيئا يكره أن يتعوذ بالله من الشيطان ومن شر ما رأى ثلاثا، وأن يستنثر ثلاثا عن يساره، ويقول : أعوذ بالله من الشيطان ومن شر ما رأيت ثلاث مرات ثم غير وضع نومه إلى الجانب الآخر. لا يضره.
– كما حثت السنة النبوية من رأى أحلاماً مزعجة أن لا يخبر بها أحداً.
-ولكن إذا رأى شيئاً يسره يحمد الله تعالى ويبلغه من يشاء.
الاحتلام والغسل
الرجل والمرأة سواء في الاحتلام، وما ينطبق على الرجال ينطبق على النساء أيضا، وهو أمر طبيعي ومحتمل لا يستطيع الإنسان السيطرة عليه.
وقد ورد في كثير من الأحاديث النبوية التي وردت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ضرورة الغسل بعد الاحتلام سواء للرجال أو النساء.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الرجل وجد بعد نومه البلل من المني ولم يذكر احتلامه، فقال: «عليه أن يتوضأ». وأما الرجل الذي ذكر احتلاماً فلم يجد البلل فلا يتوضأ».
فقالت أم سليم: وهل على المرأة أيضا أن تتوضأ؟
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «نعم النساء شقائق الرجال». أما من احتلم ولم يجد منه منيا فلا يجب عليه الوضوء، وهذا ما اتفق عليه فقهاء المذاهب الأربعة.
وأيدوا حديثهم بحديث الرسول الكريم حيث جاءت أم سليم زوجة أبي طلحة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله إن الله لا يستحي من والحق، فهل يجب على المرأة أن تغتسل إذا احتلت؟ فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: «نعم، عليها ذلك إذا رأت الماء».
اهتم رجال الدين المسلمون بالأحلام وتفسيرها
فصار هذا علماً في حد ذاته عند بعض المفسرين كمحمد بن سيرين، ومفكرين مثل محمد بن علي محيي الدين بن عربي (في كتابيه “الفصوص” و”الفتوحات المكية”)، و”ابن خلدون”. “كانوا مهتمين به. وقد سعى ابن خلدون إلى العرابي واتجه ابن خلدون إلى تفسير الأحلام وتحليلها وتقسيم أنواعها ومعرفة أسبابها ومصادرها، بينما لم يبدأ علماء الغرب الاهتمام بدراسة الأحلام إلا حديثا.
يهتم العلماء الغربيون بالأحلام
-سيغموند فرويد أول من وضع الأسس العلمية لتفسير الأحلام في كتابه الشهير (1899) (تفسير الأحلام) والذي ذهب فيه إلى أن الأحلام تنتج عن الصراع النفسي بين الرغبات اللاواعية المكبوتة والمقاومة النفسية التي يفرضها. يسعى إلى قمع هذه الرغبات اللاواعية، وبالتالي فإن الحلم هو حل وسط أو محاولة للتوفيق بين هذه الرغبات المتضاربة. وبحسب فرويد فإن الحلم يلعب وظيفة “حراسة النوم” وطرد كل ما من شأنه أن يزعج النائم ويوقظه. فإذا شعر النائم بالعطش مثلاً رأى في حلمه أنه يشرب الماء، وبالتالي يستمر في النوم ولا يحتاج إلى الاستيقاظ ليشرب الماء. طور فرويد مجموعة من الرموز التي يستخدمها لفهم الحلم وتفسيره.
– رأى ألفرد أدلر أحد طلاب فرويد أن الأحلام لها وظيفة تنبؤية، أي أن النائم يتنبأ من خلال الحلم بما قد يواجهه في المستقبل.
يرى كارل يونج أن الحلم ليس مجرد توقع لما قد يحدث في المستقبل، بل هو نتيجة لأنشطة اللاوعي. ويرى أن الأحلام تقدم حلولاً لمشاكل الإنسان في محاولة لإعادة التوازن إلى الشخصية.
تفسيرات علماء النفس
يقول أرسطو أن الأحلام هي شكل من أشكال النشاط النفسي الداخلي حسب ظروف النائم، كما أنها تنشط انفعالاته الجسدية والمعنوية.
أما فيجانت فيقول إنه ليس خيالا، بل هو يذكّر الإنسان بالواقع الذي كان دائما مشغولا عنه أثناء اليقظة.