الفرق بين العادات والتقاليد في الماضي والحاضر

الفرق بين العادات والتقاليد في الماضي والحاضر وما أهمية العادات والتقاليد في المجتمع.

مفهوم العادات والتقاليد

ويختلف مفهوم العادات عن التقاليد، لأن العادات هي جهود فردية، وهي الأنماط السلوكية التي اعتاد عليها الفرد منذ نشأته دون بذل جهد فيها. أما التقاليد فهي موروثة وكل ما يورث عن الآباء والأجداد في المعتقدات والسلوك والمظاهر.

أهمية العادات والتقاليد

العادات والتقاليد تحمل في طياتها الكثير من الفوائد والحكم، بغض النظر عن بعض نقائصها وقصورها في تلبية الحاجة. وفيما يلي بعض أهم ما تقدمه العادات والتقاليد للإنسان وتحافظ عليه:
– الحفاظ على الذكريات: الذكريات تدوم لفترة طويلة وتصبح فيما بعد أحاديث شيقة في التجمعات العائلية.
– تقوية الروابط الأسرية: اتباع العادات والتقاليد يزيد من أواصر المحبة والألفة والانتماء بين الأسر والأفراد، ويظهر ذلك بوضوح في الأعياد والمناسبات الرسمية والدينية.
سد الفجوة بين الأجيال: العادات والتقاليد الموروثة تقرب الأجيال من بعضها البعض وتخلق روابط مشتركة وقصص وأحاديث متبادلة بين الصغار والكبار.
– الشعور بالهوية والانتماء: شعور الشخص بالانتماء إلى جماعة ما؛ ممارسة عاداتها وتقاليدها تزيد من إحساسه بالقيمة والهوية، وتبعده عن الشعور بالضياع أو عدم الانتماء.
– الحفاظ على التراث والحضارة: تحافظ العادات والتقاليد على حضارة الناس وثقافتهم من جيل إلى آخر.
التمييز والهوية: العادات والتقاليد التي تميز الشعوب عن بعضها البعض. لكل أمة ومنطقة تقاليد معينة تميزها عن الشعوب والمناطق الأخرى.

دور العادات والتقاليد في حياة الفرد

لا شك أن العادات والتقاليد لها أهمية كبيرة في حياة الفرد، ومن ذلك ما يلي:
1- العادات والتقاليد تشكل شخصية الفرد. وبدونها، يصبح الفرد مجهول الهوية.
2- كما أن هذه الأمور تشعرك بأهمية أن يكون لك وطن وهوية داخل الوطن، وأن لك عاداتك وتقاليدك الخاصة التي تميزك عن غيرك.
3- وجود العادات والتقاليد يعني أيضاً أن لديك تاريخاً عظيماً، وهو ما سيجعلك تشعر بالفخر عندما تتحدث عن ذلك التاريخ أمام أطفالك.

الفرق بين العادات والتقاليد في الماضي والحاضر

نحن جميعًا نشتاق إلى الماضي، حيث كان أسلافنا القدماء يتمسكون كثيرًا بالعديد من الصفات الطيبة والقيم الجميلة، مثل التماسك الأسري والاجتماعي والتراحم والتعاون والكرم، وكانوا يحرصون على التعرف على بعضهم البعض والتواصل من خلال البساطه والبساطة. لقاءات وزيارات غير مكلفة بين الأقارب والمعارف والجيران.
كما حرصوا على الحضور والمشاركة في كافة فعاليات بعضهم البعض، والعمل على تعاونهم في كافة شؤون الحياة، مما يجعلنا نتصور أن المجتمع القروي أو الحي الواحد في المدينة يشبه عائلة واحدة تعيش بروح من التضامن. الألفة والحب.
من المؤكد أن الكثير منا يتذكر بعض العادات والقيم الجميلة التي كان المجتمع يحافظ عليها ويرعاها، والتي تدل على قوة العلاقات، ومن بينها ما يلجأ إليه المسافر عندما يقرر السفر من بلدته إلى بلدة أخرى، فنراه يبحث عن أحد أقاربه أو معارفه ليقيم معه مدة إقامته. وفي تلك البلدة، سواء طالت تلك الفترة أو قصرت، ينال كل التكريم والترحيب من قريبه أو صديقه.
كما أن من أبرز العادات التي يشتهر بها الناس هي تقديم الدعم والمساعدة المالية والمعنوية للمقبلين على الزواج، كل حسب قدرته المالية، حيث تعتبر هذه المساعدة أمراً بسيطاً يمكن أن يستعين به المتزوج للمساعدة. بأمور الزواج ومقتضياته، وكذلك إكرام الأبناء والبنات المتزوجين من قبل أقاربهم. والمعارف، حيث يقيمون الولائم ويدعوون أقارب العروس والعريس والجيران للاحتفال والفرح بهذه المناسبة السعيدة.
ومن أبرز التقاليد أن يقوم الأفراد بتكريم شخص محلي عائد من السفر، أو ضيف قادم من بلد أجنبي. ويبدي الجميع رغبته في تكريمه، فنرى أن مناسبة التكريم تنتقل من بيت إلى بيت، ويجمع الأحبة والمعارف في مظهر وتجمع جميل.
ومن أبرز عاداتهم الجميلة العمل على استقبال الناس لشهر رمضان المبارك بالبهجة والسرور، مع الحرص على المزيد من التواصل والزيارات والروابط الأسرية، والاطمئنان على أحوال بعضهم البعض، وقضاء حوائج المحتاجين والمحتاجين. محتاج.
لقد رأينا جميعًا في الماضي جميع العائلات تعيش في منزل واحد بجميع أفرادها، وذلك أيضًا حتى بعد زواج الأطفال. وذلك لحرص الجميع على الاجتماع والقرب من بعضهم البعض لتسهيل كافة أمور حياتهم.
أما بالنسبة لتقاليد الأطفال فلهم مكان ومشاركة فاعلة. وفي بعض المناسبات، مثل الأعياد، نجدهم يبرزون مشاعرهم من خلال التعبير عنها، من خلال التجمع بملابس العيد ذات الألوان الزاهية، والذهاب لزيارة جميع منازل الحي للتبارك وأخذ هدية العيد التي اعتادوا عليها.
كما أننا إذا نظرنا عن كثب إلى أسباب التناقضات التي حدثت بسبب اختلاف العادات والتقاليد الماضية والحاضرة، في حياة الناس وفي طريقة تعاملهم مع بعضهم البعض، وتغير بعض السلوكيات والتعاملات، ونجد أن من أبرز هذه الأسباب التغير المفاجئ في الوضع المالي في البلاد، وارتفاع الدخل بسبب التناقضات الاقتصادية. تحسنت أحوال الناس المادية والمعيشية، مما جعل البعض يشعر بالاستقلالية وعدم الحاجة إلى الآخرين، على عكس ما اعتادوا عليه في الماضي من ضرورة الارتباط بهم لإنجاز أشياء كثيرة في الحياة.
كما نجد أن من أبرز المؤثرات على المجتمع هو الأعداد الكبيرة من الناس القادمين من أعراق وجنسيات مختلفة ومتنوعة، بالإضافة إلى التقدم المدني والتقني الذي أحدثته التقاليد المدنية الحديثة وثورة المعلومات والاتصالات، في بالإضافة إلى وجود القنوات الفضائية. كل هذا أدى إلى تغييرات. وله تأثير كبير على حياة الناس وتعاملاتهم، بالإضافة إلى تأثيره على العادات والتقاليد والقيم، وضعف التماسك الأسري والاجتماعي. ولم يعد أحد يسأل عن الآخر إلا عبر وسائل الاتصال الحديثة كالهواتف وبرامج الاتصال. اجتماعي.
لقد أصبح هناك فتور في العلاقات الاجتماعية، وباتت مظاهر الشرخ واضحة وبارزة. الأخ لا يرى أخاه، والقريب لا يرى قريبه، والجار يعرف جاره إلا في المناسبات البعيدة أو الكبيرة، كالأعراس والعزاء. كما أن بعض الأشخاص لم يعودوا يستقبلون آخرين في منازلهم، على عكس ما كان عليه الوضع في السابق. الماضي.
وفي عصرنا نرى أنه إذا سأل شخص إنساناً عن أسباب تغير العادات والقيم، فلا بد أن يجيب بأن هذا نتيجة الزمن أو أن الزمن تغير. هل هذا الكلام صحيح فعلاً وهل للزمن علاقة بتغير القيم والعادات أم لا؟ وقد سبق للشاعر أن أجاب على ذلك بقوله: نحن نلوم زماننا والعيب فينا… وليس لزماننا عيب سوانا.

‫0 تعليق

اترك تعليقاً