وسنتعرف على أهم الفنون الأدبية النثرية، وما هو تعريفها الصحيح، وما أهم أنواعها، وتعريف كل منها.
نثر
النثر كلام فني جميل، يُنشر بأسلوب جيد لا تحكمه أنظمة إيقاعية – كما هو الحال مع الشعر – يتميز بلغته المختارة، وفكره الواضح، ومنطقه السليم المقنع، المؤثر في المتلقي. ومن فنون النثر: القصة، والمقالة، والخطبة، والمسرحية النثرية، وفنون النثر الوصفي مثل النقد الأدبي، والتاريخ الأدبي، والأدب. مقارن. النثر هو الأدب الفني.
أنواع النثر
النثر العادي
ما يدور في كلام الناس أثناء المعاملات، أو ما يعرف بلغة التواصل والتفاهم بين الناس، أو ما هو الحديث اليومي الذي يتحدث به الناس، والذي لا يخلو تماما من بعض عناصر النثر الفني.
النثر الفني
التي تخضع لنظرية الفن، أو التي يهيمن عليها الأسلوب الفني، الذي يحتوي على عناصر فنية منها الأفكار، وحسن الصياغة، وجودة الإلقاء، ومراعاة جودة اللغة، ومع ذلك لا يفقد العاطفة والخيال .
مصطلح الأدب:
قبل أن نتعرف على كلمة (نثر) أو النثر الفني ودلالاته، ننتقل إلى كلمة (أدب) التي تعني في استعمالنا اليومي فن الشعر وفن النثر بمعناه الأوسع. وهذه الدلالات لم تكن معروفة على هذا النحو عند العرب في الجاهلية ولا في صدر الإسلام.
أصل كلمة آداب في اللغة هو الدعاء، ومنه الدعاء إلى وليمة: وقيل من آداب القوم أن يؤدبهم بأدب إذا دعاهم إلى طعام يتناوله. ولذلك فإن كلمة “الأدب والوليمة” في عرف الجاهلية واحدة، أي الدعوة عموماً، والطعام خصوصاً، ويسمى الداعي إليها “أدباً”.
وتطور معنى الكلمة مع تطور الحياة العربية، وانتقالها من دور البداوة إلى دور الحضارة والحضارة. وفي العصر الإسلامي تأكد هذا السلوك النفسي الجيد لمعنى (الأدب) واتسعت دلالاته. فجاءت الكلمة بمعنى: الترويض والتهذيب، وتقويم الأخلاق، والكرم، والتسامح، وحب الفضيلة، وحسن المعاملة، وبهذا المعنى كان في أول الإسلام، كما وردت لفظ الحديث الشريف. ، (أدبني ربي فأحسن تأديبي).
قبل أن يقتصر بعد ذلك على فئة المعلمين والمربين للبنين، أي رجال التعليم في نهاية العصر الأموي وبداية العصر العباسي، والذين أطلق على مهنتهم مصطلح (حرفة الأدب) .
ومع الزمن، ومع توسع الدراسات، ضاقت معنى الكلمة، فاقتصرت على ما أجيد كتابته وتحدثه، سواء كان ذلك القافية أو النثر.
ولعل الجاحظ المتوفى سنة 55هـ هو أول من رسم المعنى الصحيح لكلمة الأدب التي نتداولها اليوم من خلال عمله بالبلاغة العربية وبلاغة الكلام من جهة.
المصطلح العربي النثر أو “النثر الفني” :
والنثر هو أحد نوعين من الكلام. يمكن صياغة كل الكلام الأدبي إما على شكل شعر مؤلف أو على شكل خطاب نثري. وابن رشيق الموصلي القيرواني
«كلام العرب نوعان: منزوم، ومنثور، وكل منهما على ثلاثة أقسام: حسن، ووسط، وسيئ. فإذا اتفق الصنفان في القيمة، وتساويا في القيمة، فلا فضل لأحدهما على الآخر، وإن كان حكم الشعر ظاهرا في التسمية.
ويوضح ابن رشق أن أصل التسمية هو المندوم، وهو أحد أنظمة اللؤلؤ في العقد وغيره، إما للزينة أو لحفظه من التشتت والضياع. أما إذا تناثرت اللؤلؤة فلا يؤمن عليها ولا يستفيد منها.
ومن هنا جاءت عملية تشبيه الخطاب الأدبي بالبيوت والجواهر، وتوهم الناس أن كل تركيب أفضل من كل نثر من نوعه في كرسي الاعتراف المعتاد. وذلك نظراً لسهولة حفظ وحفظ الكلام المنظم بسبب وزنه، كما أن قلة الوزن في الكلام المتفرق يجعله عرضة للنسيان والضياع، في الوقت الذي كان الناس يتداولون النصوص الأدبية شفاهة بدلاً من الكتابة في هذا العصر. العصر الإسلامي والعصر الإسلامي المبكر، واختفى هذا الاختلاف في عصور التدوين وكتابة النصوص أيضًا. وفي عصرنا الحاضر يتخصص كل من النثر والشعر في مجالات الكلام التي تجعلهما أكثر ملاءمة.
ويعتقد ابن رشيق: أن ما تكلمت به العرب عن المنثور الجيد أكثر مما تكلموا عن الموسيقى الجيدة، ويقصد بذلك تلك الفترة من الزمن قبل الإسلام وبدايات العصر الإسلامي خاصة.
وكان هذا رداً كافياً على من ينكرون وجود نثر فني عربي جيد قبل الإسلام، ولكن ضياع ذلك النثر الجاهلي أو ارتباكه كان بسبب طبيعته الفنية التي لا وزن لها.
ولم يكن يقصد بهذا إلا النثر الفني، أي النثر الأدبي الذي له -كما ذكر بروكلمان- “قوة التأثير على أفكار الناس ونواياهم بكلمات مختارة جيدة الصياغة والتأليف”. أما النثر العادي الذي يستخدم بين الأفراد في التداول اليومي بغرض التواصل وقضاء الحاجات والنميمة، والذي لا يتمتع بقوة العبارات أو التجويد البلاغي أو قوة التأثير، فلا يعتبر ذو أهمية، وله أهمية. لا قيمة قانونية في الدراسة الأدبية.
ما أسباب قلة النثر الجاهلي؟
وما روي في النثر الجاهلي قليل مقارنة بما روي في الشعر للأسباب التالية:
– سهولة حفظ الشعر بسبب إيقاعه الموسيقي.
– الاهتمام بعبقرية شاعر القبيلة الذي يدافع عنها ويفتخر بها.
– قلة التسجيل أو غيابه، والاعتماد على الحفظ والرواية.
أنواع فنون النثر
منذ فجر التاريخ، استطاع العرب أن يركزوا معظم اهتمامهم على أنواع الأدب العربي المختلفة. وكان للشعر نصيب من الاهتمام، إلى جانب فنون النثر، حتى ظهر لكل منها عدد من الأنواع التي تخدم كافة المجالات الأدبية، ومن أهم هذه الأنواع:
-القصة: هي حكاية تمثل أحداثها مجموعة من الشخصيات النثرية. وتنقسم القصة طولاً إلى: قصة قصيرة ورواية.
– المسرحي: أهم فنون الأدب النثري الذي يعتمد على تقديم فكرة رئيسية يريد الكاتب تسليط الضوء عليها، ويعتمد في ذلك على توزيع الأدوار على شخصيات ذات أبعاد معينة تقدم الفكرة بطريقة منطقية.
– المقامات: يعود الفضل في اختراع هذا الفن إلى بديع الزمان الهمذاني. توصف المقامات بأنها أحد أنواع القصص القصيرة المليئة بالحركات الدرامية والمحسنات الرائعة، وأحيانا تحتوي بين سطورها على نكتة أدبية.
الخطبة: استخدام الفصاحة والبلاغة والبيان في اللغة لأغراض إيصال رسالة ذات معنى وهدف سامٍ إلى السامع. ويعتبر الخطيب في كل عصر فخر القبيلة ومجدها. ومن أشهر الخطباء العرب: خويلد بن عمرو العطياني، وقوص بن سعيدة العيادي.
– الرسالة: ظهرت بوضوح في القرن الرابع، إذ غلبت عليها في تلك الفترة الزخارف اللفظية والألوان البديعة وزخارفها، وانقسمت إلى رسائل ديوانية وإخوانية.
– المقال: نوع من النثر محدود الأفكار، يستعرض فيه الكاتب سلسلة من الأفكار تتمحور حول موضوع محدد بأسلوب أدبي مشوق. ظهر هذا الفن قبل ظهور الطباعة بقرون طويلة، ومن أبرز رواده: الجاحظ في رسالته عن التربيع والتدوير.
الخواطر: نوع من النثر، يتميز بإيجازه واستخدام أساليب جديدة في توظيف الخيال والعواطف، وعكس ما يشعر به الكاتب في سياق معين.
– الوصايا: وهي قول يحمل في طياته حكمة وعبرة بقصد التحريض على عدم ارتكاب بعض الأخطاء وتوجيه الإنسان إلى الطريق الصحيح. ومن أبرز روادها قيس بن زهير العيسى.
تطور فنون النثر
وفي العصرين المملوكي والعثماني ظل النثر مقيدا، وركز الكتاب اهتمامهم على السجع والجناس والطباق في كتابته. ومع قدوم العصر العباسي، اتخذت طابع القوة، وسهولة التعبير، وروعة. ومن أبرز رواده في تلك العصور: الجاحظ، ابن المقفع، رفاعة الطهطاوي، المويلحي، اليازجي وغيرهم، ولذلك كان النثر في العصور الإسلامية مختلفاً عنه تماماً في العصر الحديث. عصور ما قبل الإسلام، وكما يقال أن الحياة شهد الأدب الأدبي تغيراً جذرياً وشاملاً وبعيد المدى في العصر الإسلامي، ومن الجدير بالذكر أن التطور كان أكثر وضوحاً في النثر من الشعر. وذلك لأن الشعر يعتبر فناً تقليدياً يظهر فيه الشاعر أخطاء أسلافه مع اعتماد مبادئ محددة. ولذلك فهو أقل تأثراً بعوامل الطور، بينما حدث التغيير الملموس في النثر وأغراضه ومعانيه. إنها ملونة بكل ألوان الحياة الحديثة.
النثر العربي
النثر، على عكس الشعر، هو شكل أدبي من أشكال الكتابة قد يكون له سمات جمالية مثل الطباق والسجع وما إلى ذلك، وتعتبر معظم الأعمال الأدبية نثرًا. يتكون النثر من كتابة لا تلتزم بأي هياكل شكلية خاصة (بخلاف القواعد النحوية) أو تكون كتابة غير شعرية. النثر هو ببساطة الكتابة عن شيء ما دون محاولة القيام بذلك بطريقة جميلة، أو باستخدام كلمات جميلة. يمكن لكتابة النثر بالطبع أن تتخذ شكلاً جميلاً، ليس بفضل السمات البلاغية التجميلية للكلمات (القافية، الجناس) ولكن بدلاً من ذلك باستخدام الأسلوب أو الموضع أو تضمين الرسومات. أحد مجالات التداخل هو “شعر النثر” الذي يحاول نقل المعلومات والفكرة باستخدام النثر فقط مع إثراء الجمالية النموذجية للشعر.