فيما يتعلق بما يحدث في حي الشيخ جراح بالقدس الشريف، نقدم لكم قصة أغنية “القدس الشريف” لصوت الجبل “فيروز”.
وفي عام 1964 زارت فيروز مدينة القدس للمرة الأولى، وكانت آنذاك تحت إدارة السلطات الأردنية. وهي تتجول في شوارع المدينة ويتجمع حولها أهل القدس. ينظرون إليها كما ينظر الأطفال إلى أنفسهم. الأمهات، وكانوا يتوقعون منها ما يتوقعه الأطفال من أمهم: أن تأخذهم تحت جناحها وتخبرهم أن كل شيء سيكون كما ينبغي أن يكون.
وقالت فيروز إن امرأة من القدس اقتربت منها في أحد أحياء القدس وأخبرتها عن معاناة فلسطين ولجوئها واحتلالها عام 1948، وكذلك عن أوضاع القدس وسكانها. وكان لذلك تأثير عميق عليها. لم تستطع التوقف عن البكاء.
أما السيدة من القدس فسارعت إلى تقديم مزهرية من الزهور لها خففاً عنها وتخليداً لمدينة القدس التي تحبها.
هذا ما قالته فيروز لزوجها عاصي، وكتبه الأخوة عاصي ومنصور ولهنا، مستلهمين هذا الموقف، وصوروه للتلفزيون اللبناني عام 1966، مرتدياً الزي الفلسطيني ومنديلاً أبيض.
مشيت في شوارع القدس القديمة
أمام المحلات التجارية المتبقية من فلسطين
لقد أعلنا الخبر فقط وأعطوني مزهرية
قالوا لي إنها هدية من أشخاص كانوا ينتظرون
مشيت في شوارع القدس القديمة
أوقف أباب البواب وأصبحنا أصدقاء
وعيونهم الحزينة هي طاقة المدينة
تأخذني وتذهب بي إلى منفى العذاب
وكان على أرض وبُني في يدين.
تحت الشمس وتحت الريح
لقد أصبح في البيوت وفي الشبابيك تزهر.
كان هناك أطفال وفي أيديهم كتاب
وطوال الليل، غزت الكراهية البيوت.
وأخذت الأيادي السوداء البواب وأصبحت البيوت بلا أصدقاء
بين وبين فاصل الشوك والنار والأيادي السوداء
صرخ في الشوارع، شوارع أورشليم القديمة
نرجو أن تتحول الثروات إلى عواصف وهدير
يا صوتي مازلت تطير زوبعة الوعي
أخبرهم بما يحدث حتى يصبحوا على علم بذلك