الكشف المبكر عن أمراض القلب. وفي هذا المقال سنتعرف على طرق الكشف المبكر عن أمراض القلب، وما هي أهم أعراضها، وكيفية علاجها.
مرض قلبي
تعتبر أمراض القلب من الأمراض الخطيرة للغاية، حيث تشكل هذه الأمراض خطراً كبيراً على صحة الكثير من الأشخاص. غالبا ما تحدث أمراض القلب نتيجة تعرض القلب لخلل أو مرض يصيب القلب، مما يجعله عاجزا ويفقده القدرة على أداء وظائفه. الوظائف الأساسية الهامة للقلب هي ضخ الدم. وهي محملة بالأكسجين وموزعة في جميع أنحاء الجسم. تؤثر أمراض القلب بشكل كبير على أعضاء الجسم الأخرى. عندما يصاب القلب بخلل، تضعف عضلة القلب وتصبح هذه العضلة المهمة غير قادرة على إمداد الجسم بالدم. وما لا بد منه فإن سائر أجهزة الجسم تضعف وتمرض، فيرتبط القلب السليم دائما بالجسم السليم الخالي من الأمراض.
علامات تكشف أمراض القلب
1- شحمة الأذن الملتوية:
ومن العلامات الخارجية المرئية التي قد تشير إلى الإصابة بأمراض القلب المبكرة، التجاعيد الظاهرة على شحمة الأذن والتي تسمى “علامة فرانك”، والتي وصفها لأول مرة الطبيب الأمريكي ساندرز فرانك.
وأظهرت الدراسات أن هناك ارتباطاً بنسبة 40% بين خاصية الأذن هذه وزيادة خطر الإصابة بتصلب الشرايين، وهو مرض تتراكم فيه اللويحات داخل الشرايين، لكن سبب هذا الارتباط ليس واضحاً بعد.
2- المطبات الدهنية :
قد تكون النتوءات الدهنية الصفراء المعروفة باسم “الأورام الصفراء”، والتي تظهر على المرفقين والركبتين والأرداف والجفون، أحد المؤشرات الخارجية المرتبطة بأمراض القلب. عادة ما تظهر الأورام الصفراء عند الأشخاص المصابين بمرض وراثي يسمى “فرط كوليستيرول الدم العائلي”.
يعاني الأشخاص المصابون بهذه الحالة من مستويات عالية بشكل استثنائي من كوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة، أو ما يسمى “الكولسترول السيئ”. مستويات عالية جدًا بحيث تترسب في الجلد. يمكن لهذه الرواسب الدهنية أيضًا أن تترسب في الشرايين التي تتصل بالقلب.
3- الأظافر :
في هذه الحالة، تخضع الأظافر للتغيير حيث تصبح أكثر سمكًا وأوسع، وذلك بسبب إنتاج المزيد من الأنسجة. عادة ما يكون التغيير غير مؤلم ويحدث في كلتا اليدين. ويشير هذا التغيير إلى مشاكل في القلب لأن الدم المؤكسج لا يصل إلى الأصابع بشكل صحيح، وبالتالي تنتج الخلايا “عاملا” معززا للنمو في محاولة لتصحيح المشكلة.
4- هالة حول القزحية:
كما يمكن رؤية رواسب دهنية في العين، على شكل هالة رمادية حول الجزء الخارجي من القزحية، وهو الجزء الملون من العين.
وتسمى هذه الحالة “قوس الشيخوخة”، وتصيب حوالي 45% ممن هم فوق سن الأربعين، وترتفع النسبة إلى حوالي 70% بين من هم فوق سن الستين.
وقد ثبت أن وجود هذه الحلقة الدهنية يرتبط ببعض عوامل الخطر للإصابة بأمراض القلب التاجية.
5- التهاب اللثة وفقدان الأسنان:
يمكن أن تكون حالة صحة الفم أيضًا مؤشرًا جيدًا لحالة صحة القلب والأوعية الدموية.
الفم مليء بالبكتيريا، الجيدة منها والسيئة. يمكن للبكتيريا “السيئة” أن تدخل مجرى الدم من الفم وتسبب التهابًا في الأوعية الدموية، مما قد يؤدي إلى الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
أظهرت الدراسات أن فقدان الأسنان والتهاب اللثة من علامات الإصابة بأمراض القلب.
6- الشفاه الزرقاء:
عادة ما تكون الشفاه حمراء، لكنها يمكن أن تأخذ لونًا مزرقًا عند الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في القلب، وذلك بسبب فشل نظام القلب والأوعية الدموية في توصيل الدم المؤكسج إلى الأنسجة.
ومن الجدير بالذكر أن الشفاه يمكن أن تصبح زرقاء بسبب البرد الشديد، أو النقص المؤقت في الأكسجين، وهذه مشاكل يمكن حلها بسرعة.
* ما هي الفحوصات الدورية المطلوبة في مراحل عمرية معينة للتأكد من صحة الشرايين وعضلة القلب؟
– زيارة الطبيب والفحص السريري تشكل الطريقة الأساسية قبل البدء بأي فحوصات، بالإضافة إلى:
• مراقبة ضغط الدم بدءاً من سن 25-30 سنة وفحصه مرة واحدة سنوياً.
• الدهون في الدم ابتداء من سن 25-30 سنة.
• فحص الدم واختبار السكر التراكمي في حالة السمنة، أو في حالات العوامل الوراثية، ابتداءً من سن 35-40 سنة.
• إجراء فحص الألبومين في البول، خاصة عند المرضى الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم والسكري.
• قياس مستوى الكالسيوم في الشرايين التاجية: إذا كان هناك عوامل مؤثرة.
• فحص الإجهاد الصوتي/النووي أو الأشعة المقطعية للشرايين التاجية: في حالة ظهور أعراض غير عادية.
* هل يشهد الطب تقدما في مجال علاج وجراحة أمراض القلب؟
نعم، يشهد مجال الطب تقدماً هائلاً في هذا المجال، ومن أبرزها:
• تم مؤخراً استخدام طرق تصوير جديدة (التصوير المقطعي/الرنين المغناطيسي) في التشخيص المبكر لتصلب الشرايين، وتشخيص اعتلال عضلة القلب وأسبابه.
• مساهمة العلاجات الجديدة لقصور القلب في إطالة عمر المريض، مقارنة بالدراسات التي أجريت مؤخرا، بما في ذلك دواء جديد يساهم بشكل فعال في تحسين حالة القلب والمريض.
• علاجات جديدة لمرض الصمام الأبهري أو الصمام التاجي، عن طريق القسطرة، دون الحاجة إلى الجراحة التقليدية.
• الكشف المبكر عن اعتلال عضلة القلب الناتج عن العلاج الكيميائي لمرضى الأورام، والبدء بالعلاج مبكراً لتجنب ضعف عضلة القلب.
تشخيص أمراض القلب
الفحص السريري واختبارات الدم
في بداية تشخيص مرض القلب، يسأل الطبيب المريض عن التاريخ الصحي له ولعائلته، ويقوم بتقييم الأعراض والعلامات المصاحبة للمرض، كما يقوم بقياس ضغط دم المريض ومعدل ضربات القلب. قد يطلب الطبيب إجراء بعض اختبارات الدم، مثل تحليل بروتين سي التفاعلي (بروتين سي التفاعلي). باللغة الإنجليزية: بروتين سي التفاعلي) للكشف عن وجود التهاب في جزء واحد من الجسم، وإجراء تحليل لقياس نسبة الكولسترول والدهون في الدم. يتم إجراء هذه الاختبارات للكشف عن خطر الإصابة بأمراض القلب، أو خطر الإصابة بنوبة صرع. أمراض القلب: يكشف اختبار تحليل الكولسترول الشامل عن أربعة أنواع مختلفة من الدهون في الدم، وهي كالتالي:
– الكولسترول الإجمالي: (بالإنجليزية: Total الكوليسترول)، وهو مجموع نسبة الكولسترول بأنواعه المختلفة في الدم.
– البروتين الدهني عالي الكثافة: (بالإنجليزية: High-density lipoprotein) HDL باختصار، ويسمى أيضًا الكولسترول الجيد، هو البروتين المسؤول عن إزالة الدهون من الشرايين.
– البروتين الدهني منخفض الكثافة: (بالإنجليزية: Low-density lipoprotein) أو LDL للاختصار، ويطلق عليه الكولسترول السيئ، حيث أن وجود كميات كبيرة من هذا البروتين في الدم يؤدي إلى تراكم الدهون داخل جدران الجسم. الشرايين، مما يؤثر على تدفق الدم في الجسم، وقد يؤدي إلى الإصابة بالسكتة الدماغية أو الأزمة القلبية.
– الدهون الثلاثية: يرتبط ارتفاع مستوياتها في الدم في أغلب الأحيان بالتدخين، وشرب المشروبات الكحولية، والإصابة بمرض السكري.
الاختبارات التشخيصية غير الغازية
بعد الانتهاء من الفحص السريري وفحوصات الدم، قد يقوم الطبيب بإجراء بعض الاختبارات التشخيصية غير الجراحية للمساعدة في تشخيص الحالة بشكل أكثر وضوحًا. وهي اختبارات تشخيصية لا تتضمن إدخال أي أدوات أو أجهزة عبر الجلد أو إلى داخل جسم الإنسان. وفيما يلي بيان لبعض هذه الاختبارات:
– التصوير المقطعي للقلب: يعتمد مبدأ هذا الاختبار على استخدام الأشعة السينية لالتقاط العديد من الصور لمنطقة الصدر والقلب، وذلك من خلال جعل المريض يستلقي داخل جهاز متخصص، والذي يحتوي على أمراض القلب المختلفة.
– التصوير بالرنين المغناطيسي للقلب: يتم في هذا الاختبار استخدام موجات الراديو والموجات المغناطيسية الكبيرة للحصول على صور متعددة للقلب. ومن خلال هذا الاختبار يمكن الكشف عن العديد من أمراض القلب مثل مرض الشريان التاجي والأمراض التي تصيب عضلة القلب.
– مخطط كهربية القلب: (بالإنجليزية: Electrocardiogram) ويختصر بتخطيط القلب الكهربائي. يقيس هذا الاختبار النشاط الكهربائي للقلب. يمكن إجراء هذا الاختبار أثناء الراحة، أو أثناء القيام بتمرين معين. وفي هذه الحالة يطلق عليه اختبار إجهاد القلب. ويمكن أن يتم ذلك من خلال… يكشف هذا الاختبار عن وجود مشكلة بنيوية في القلب، أو وجود اضطراب في ضربات القلب.
– جهاز مراقبة هولتر: يستخدم هذا الجهاز في حالة عدم إمكانية اكتشاف مشكلة صحية باستخدام طريقة تخطيط كهربية القلب المعتادة، وجهاز مراقبة هولتر هو جهاز محمول يستخدم لمراقبة النشاط الكهربائي لقلب المريض لفترة تتراوح بين 24-72 ساعة متواصلة. .
مخطط صدى القلب: يعتمد هذا الاختبار على تصوير القلب باستخدام الموجات فوق الصوتية، ويمكن من خلالها الحصول على صور دقيقة للقلب. يساعد هذا الاختبار على اكتشاف وجود مشاكل صحية في إحدى عضلات القلب، أو في أحد صمامات القلب.
– اختبار الطاولة المائلة: (بالإنجليزية: Tilt table test) يستخدم هذا الاختبار إذا كان المريض قد تعرض للإغماء سابقاً، حيث يُطلب من المريض الاستلقاء على طاولة مخصصة، ثم يتم تحريك هذه الطاولة أفقياً وعمودياً وقياس معدل ضربات القلب، ويتم مراقبة ضغط الدم والتركيز. الأكسجين في الدم. يساعد هذا الاختبار في اكتشاف سبب الإغماء وما إذا كان مرتبطًا بأمراض القلب.
الاختبارات التشخيصية الغازية
قد يحتاج الطبيب إلى اللجوء إلى بعض الاختبارات التشخيصية التداخلية في بعض الحالات، والتي تشمل استخدام بعض الأجهزة التي تتطلب إدخال بعض الأدوات إلى الجسم، مثل القسطرة، أو الإبرة، أو أنبوب معين. ومن هذه الاختبارات نذكر ما يلي:
– اختبار دراسة الفيزيولوجيا الكهربية: يتم إجراء هذه الدراسة في بعض حالات عدم انتظام ضربات القلب، حيث يتم إدخال قسطرة تحتوي على قطب كهربائي إلى القلب من خلال أحد الأوعية الدموية، ومن خلالها يتم إرسال بعض الإشارات الكهربائية إلى القلب، ويتم تسجيل النشاط . مخطط كهربية القلب.
قسطرة القلب: وفي هذه الحالة، يتم إدخال أنبوب طويل ومرن من خلال أحد الأوردة أو الشرايين في الذراع، أو في الفخذ، ويتم توجيهه باستخدام الأشعة السينية للوصول إلى القلب. ومن خلال هذه الطريقة يمكن قياس الضغط في حجرات القلب المختلفة. ومن الممكن أيضًا حقن صبغة خاصة يمكن اكتشافها باستخدام الأشعة السينية للكشف عن نمط تدفق الدم عبر القلب.