وفي مقالنا اليوم سنتعرف على أهم أنواع العبادات في الإسلام وكيفية تطبيقها بشكل صحيح.
فقه العبادات في الإسلام
الفقه في اللغة: الفهم أو المعرفة. وفي الاصطلاح هو: معرفة الأحكام الشرعية العملية من أدلتها التفصيلية. وعلى المنهج: أصول الفقه. ففقه العبادات هو الباب الأول من فروع الفقه، يليه باب فقه المعاملات. والمسائل الفقهية تنقسم إلى قسمين: فقه العبادات، وفقه المعاملات. وتنقسم موضوعات فقه العبادات إلى خمسة أقسام رئيسية: الطهارة، والصلاة، والزكاة، والصيام، والحج.
أنواع العبادة التي أمر الله بها:
كالإسلام، والإيمان، والإحسان؛ ومنها: الدعاء، والخوف، والرجاء، والتوكل، والرغبة، والرهبة، والتواضع، والخوف، والإنابة إلى الله، والاستغاثة، والاستغاثة، والاستغاثة، والذبح، والنذر، وغير ذلك من أنواع العبادات التي أمر الله بها: كلها. وهي لله عز وجل .
والدليل قوله تعالى: “وإن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحداً”.
فمن صرف شيئا منه إلى غير الله فهو مشرك كافر.
والدليل قوله تعالى: { ومن يدع مع الله إلها آخر لا برهان له به فإن حسابه إلا عند ربه . إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ.} وفي الحديث: ((الدعاء عين العبادة)).
والدليل قوله تعالى: “وقال ربك ادعوني”. سأرد عليك. إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين».
ما هي أنواع العبادة؟
تنقسم العبادة إلى عدة أنواع كما يلي:
عبادات القلب، مثل الحب لله عز وجل، أو الحب لله ولله، والخوف من الله عز وجل، والرغبة في الحصول على الأجر، كلها عبادة خفية وليست ظاهرية، ومكانها القلب فقط. يقول الله تعالى: “أولئك الذين يدعونهم يريدون إلى ربهم الوسيلة”. أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه».
العبادة اللغوية أو اللفظية هي العبادة التي تتم باللسان أو الكلام بغرض التقرب إلى الله عز وجل، مثل النطق بالشهادة، والدعاء إلى الله تعالى، والدعاء والدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. والنهي عن المنكر، وكلها عبادات باللسان والكلام.
العبادات الجسدية هي عبادات تقوم على فعل بدني يقوم به العبد تجاه ربه لنيل ثوابه ومغفرته، مثل الصلاة، والجهاد في سبيل الله، والذبح، والحج إلى بيت الله الحرام. والنذر والعقيقات وغيرها من العبادات المبنية على فعل بدني معين ظاهر للعيان.
ما الفرق بين العبادة والطاعة؟
هناك خلط بين الكثير من الناس بين مفهوم العبادة ومفهوم الطاعة، ولكن يجب أن تفهم عزيزي القارئ أن هناك اختلافات كثيرة بين العبادة والطاعة، وذلك حسب موضوع استخدامهما.
يعبد
والعبادة هي التسليم الكامل لله عز وجل، ولا تجب على غير الله عز وجل. فهو وحده يستحق العبادة. هو الرزاق الكريم، هو المحيي والمميت، هو المعطي والذي يمنع ما أعطى، وهو على كل شيء قدير. والعبادة هي اعتراف العبد بقدرة الخالق عز وجل. فسبحانه والخضوع له هو التسليم الكامل.
طاعة
أما الطاعة فهي النتيجة التي تنتج عن الموافقة على شيء طلبه أحد غير الله عز وجل، والطاعة يمكن أن تنطبق على الخالق، ويمكن أن تنطبق على المخلوق أيضا، وهذا عكس العبادة التي هي لله وحده دون غيره من المخلوقات، ويمكن أن يطيع الإنسان أي مخلوق دون الاعتراف بتبعيته له. وأعظم مثال على ذلك طاعة الإنسان للشيطان، وهو لا يعترف بتبعيته له، ولكنه في نفس الوقت يطيعه فيما يوسوس إليه.
ما هي شروط قبول العبادة من الله عز وجل؟
ليست كل عبادة يؤديها الإنسان مقبولة عند الله عز وجل، ولكن لا بد من توافر شروط معينة في العبادة حتى تكون مقبولة، وهذه الشروط هي:
إخلاص الله تعالى في أداء العبادة، كما قال الله في كتابه العزيز: ﴿فَاعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ﴾. ألا إن لله الدين الخالص». وكذلك قال الله تعالى: “وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنيفاً”.
ويجب أن تكون هذه العبادة متوافقة مع الشرع الذي أرشدنا الله تعالى إليه من خلال القرآن الكريم وسنة النبي صلى الله عليه وسلم، كما قال الله تعالى في كتابه العزيز: “وإن هذه العبادة طريقي مستقيم فاتبعوه» كما جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال. «من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد».
حقيقة العبادة في الإسلام
العبادة هي الهدف الذي خلق الله الإنسان من أجله. وهي ليست طقوساً يمارسها الإنسان وقتما يريد. وهو حق يجب على الله عز وجل على العبد، وهو ما يشكل حياة الإنسان بجميع جوانبها. بالقول والعمل ظاهراً وباطناً، والعبادة أشرف المقامات وأشرفها. تشرفه الملائكة والأنبياء والمرسلون، وبه ترفع الدرجات، ويرتقى العبد في مراتب الصالحين، ويطهر قلبه، وتهدى سلوكه، وتهذب أخلاقه، وتزكي أخلاقه. يزيّنها بكل الفضائل، ويخلّصها من الرذائل. ومن البخل والبخل والبغضاء والحقد، فإن العبادة تغرس في النفس المودة والرحمة والمحبة والصبر والعفو والتسامح، وتغرس التقوى في النفوس، وتغفر الذنوب، وترفع الدرجات.
العبادة في الإسلام
العبادات القلبية:
والمراد بها: العبادات التي تكون صادرة من القلب، ولا تعتمد في أدائها على أعمال ظاهرية. ومثال ذلك: الحب لله تعالى، أو الحب المبني على محبته، مثل الحب لله ولله، والخوف من الله، والرجاء عفوه، والتوكل عليه، والإنابة إليه. قال الله تعالى: (أولئك الذين يدعونهم ابتغاء ربهم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه).
العبادة اللغوية:
والمراد بها: العبادة المبنية على النطق باللسان، والتي ينوي بها المسلم التقرب إلى الله، كالنطق بالشهادة، والذكر، والاستغفار والدعاء، وقراءة القرآن. ، وغير ذلك مما يعتمد على اللسان.
العبادة الجسدية:
وهي العبادات المبنية على عمل بدني، والتي تحتاج إلى جهد وحركة وحركة، كالصلاة والحج والجهاد، وسائر العبادات العملية المبنية على عمل بدني ظاهر.
أصول العبادة
الحب – الخوف – الأمل
المبدأ الأول: الحب
وهذا المبدأ هو أهم أصول العبادة. فيجب على العبد أن يحب الله عز وجل، وأن يحب جميع الطاعات التي يحبها الله عز وجل، وأن يكره جميع معاصيه التي يكرهها، وأن يحب جميع أولياءه من المؤمنين، ويبغض جميع أعدائه من المنافقين والكافرين.
قال الله تعالى: {قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشونها سكنت سكناتها ومساكن ترضونها} أحب إليكم من الله ورسوله والجهاد في سبيله. فانتظر حتى يأتي الله بأمره، والله لا يهدي. القوم الفاجرون } التوبة 24
فإذا قويت محبة الله في قلب العبد تحركت حواسه بطاعة الله تعالى والابتعاد عن معصيته. بل يجد لذة عندما يفعل شيئا من عبادة الله.
قال الله تعالى: {الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله. ألا بذكر الله تطمئن القلوب } الرعد 28
وإذا عصى العبد ربه فإن محبته لله تنقص بقدر معصيته. ومن علامات ضعف محبة الله في القلب إصرار العبد على الذنوب وعدم التوبة منها.
قال الشاعر:
أنت تعصي الله وأنت تدعي أنك تحبه. وهذا مستحيل بالمقارنة وبشع
لو كان حبك صادقا لأطعته. والمحب مطيع لمن يحب
فإذا ضعفت محبة الله تعالى في قلب العبد لكثرة معصيته فقد لذة العبادة وسيطر عليه الشيطان.
ولهذا يجد الخاطئ قسوة وخشونة في قلبه، ويشعر بعدم الطمأنينة والراحة النفسية
قال الله تعالى: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشةً ضنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} (طه 124).
ما هي الأشياء التي تقوي محبة الله في قلب العبد؟
1- أداء الواجبات والبعد عن المحرمات.
2- الإكثار من العبادات التطوعية، وأهمها استماع القرآن وقراءته بتدبر، والإكثار من صلاة التطوع وخاصة قيام الليل، والدعاء لله، والتضرع إليه. .
3- معرفة الله تعالى بأسمائه وصفاته
4- التفكر في نعم الله الكثيرة علينا.
والمبدأ الثاني هو الخوف من الله عز وجل
تعريف الخوف: هو ألم في القلب بسبب توقع مكروه
ويجب على المسلم أن يعبد الله عز وجل خوفا من عقابه
قال الله تعالى: (فلا تخافوهم وخافوهم إن كنتم مؤمنين).
وقال الله تعالى: (فلا تخافوا الناس وخافوني).
وقال الله تعالى: “وَاتَّقُونِي” (البقرة 40).
ما هي الأشياء التي تقوي خوف الله في العبد؟
1- معرفة الله تعالى بصفاته. ومن يعرف الله فهو أكثر خوفا منه
2- اعتقاده بأن الله تعالى توعد من عصاه
3- علمه بشدّة عقوبة الله على المعصية وأنه لا يتحمل عقوبة الله تعالى
4- أن يتذكر العبد معصيته لله في حياته السابقة فيندم عليها
5- خوفه من أن يمنع من التوبة بذنبه
كلما قوي إيمان العبد وإيمانه بعقاب الله وعلمه بشدّة عقاب الله عز وجل لمن عصاه، كان خوف العبد أقوى.
فالخوف المحمود هو الذي يمنع العبد من معصية الله عز وجل.
المبدأ الثالث: الأمل
تعريف الرجاء: هو انتظار ثواب الله ومغفرته وانتظار رحمته.
وعلى المسلم أن يعبد الله تعالى، يريد ثوابه. والتوبة إليه إذا وقع في الذنب رجاء عفوه
قال الله تعالى: (وادعوه خوفا وطمعا).
وقال الله تعالى: ({هو القائم بالليل ساجدا وقائما يخاف الآخرة ويرجو رحمة ربه)).
وقال الله تعالى: (إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين) الأنبياء 90
هناك ثلاثة أنواع من الأمل:
اثنان محمودان والثالث مذموم. هم:
1- رجاء من أطاع الله أن يقبل عمله
2- رجاء من أذنب ذنباً ثم تاب منه أن يغفر الله له ذنبه
3- رجاء المصر على الغفلة
وفي الختام: يجب على المسلم أن يعبد الله تعالى حباً له، وخوفاً من عقابه، ورجاءً لثوابه.