أهمية الجغرافيا، وما هو تأثيرها الشامل، وكيف تؤثر الجغرافيا على كوكب الأرض، وهل للجغرافيا تأثير على الظواهر الطبيعية أم لا؟
إن علم الجغرافيا، مثل الماء والهواء، مهم لكل إنسان. الإنسان جغرافي طبيعي منذ وجود أبونا آدم إلى الآن. لقد تطور من حياة الجمع والجمع والصيد والقنص، ثم الاستيطان والزراعة ثم الصناعة. تطورت إقامته من كوخ بسيط يتكون من جذوع الأشجار، ثم كوخ مصنوع من الخشب أو الجلد. فيحميها من حر الصيف وبرد الشتاء، ثم بيت من الطوب اللبن، ثم بيت خرساني، ثم قرية صغيرة، ثم بلدة، ثم مدينة كبيرة، وهذا التطور الذي حدث للإنسان هو نتيجة تنمية معارفه. جغرافية البيئة التي يعيش فيها، بحيث تؤثر فيها وتتأثر بها جغرافياً
فوائد دراسة الجغرافيا
الجغرافيا هو العلم الذي يدرس الأرض وجميع العوامل الطبيعية والبشرية المؤثرة فيها. جذور هذه الكلمة مأخوذة من اللغة اليونانية، وتعني باللغة العربية “وصف الأرض”. اعتاد المسافرون في العصور القديمة على تسجيل ما رأوه في البلدان التي زاروها. ويصفونها بدقة وتفصيل، وكلمة الجغرافيا كلمة جديدة. في حين أن العرب الرحالة القدماء لم يستخدموها، بل استخدموا كلمات أخرى مثل: صورة الأرض أو قطع الأرض.
أقسام الجغرافيا: الجغرافيا الطبيعية: ويقصد بها الجغرافيا المتعلقة بالطبيعة الجيولوجية للأرض، بالإضافة إلى عوامل الطقس والمناخ، ودراسة علم النبات، وعالم الحيوان. كما يهتم بدراسة علم الفلك والكواكب وعلاقاتها وحركتها وأحجامها. الجغرافيا البشرية: تعني دراسة السكان وتنوع طيفهم. كما يشمل الجغرافيا الاقتصادية والسياسية، ويدرس علاقات الدول مع بعضها البعض، والتوزيع السكاني، والزحف العمراني. رسم الخرائط: هو العلم الذي يدرس رسم الخرائط وقراءتها. نظم المعلومات الجغرافية: هو قسم جديد، ويسمى أيضاً قسم الاستشعار عن بعد.
مقدمة في الجغرافيا
تهتم الجغرافيا بدراسة معالم سطح الأرض وتعتمد على الموقع والموقع والامتداد. كما تهتم الجغرافيا بدراسة أشكال الأنظمة الموجودة على سطح الأرض والعلاقات بين الظواهر المختلفة.
الجغرافيا العامة والجغرافيا الإقليمية في المنظور التقليدي
وتتنوع الجغرافيا في الموضوعات التي تدرسها والأساليب التي تتناولها. تدرس الجغرافيا كافة الجوانب التي يتميز بها سطح الأرض سواء كانت طبيعية أو بشرية، وتنقسم إلى فرعين أساسيين متكاملين، اختلافهما يعتمد على اختلاف طرق المعالجة والمنهجية. القسم الأول يتمثل في الجغرافيا العامة بكل أنواعها الطبيعية والبشرية والاقتصادية وغيرها، والثاني الجغرافيا الإقليمية.
الفرق بينهما هو أن الأول يدرس الأنماط ويبحث عن القوانين التي تحكمها، بينما يهتم الثاني بإبراز السمات التي ينفرد بها كل منظر طبيعي وكل مجمع إقليمي. تقوم الجغرافيا العامة بتحليل العلاقات والارتباطات لأنها تضع كل عنصر في شكله العام أثناء الدراسة، ولكنها لا تقارن أي ظاهرة إلا بظاهرة مماثلة مذكورة تحت نفس العنوان، بينما تتخصص الجغرافيا الإقليمية في البحث عن العلاقات والارتباطات التي تربط القائمة الظواهر في منطقة واحدة ومقارنتها. ومنها، رغم اختلاف طبيعتها وأنماطها، إلا أن ذلك لإبراز التفرد الذي تتميز به المنطقة عن غيرها من المناطق. الجغرافيا الإقليمية هي البحث البنيوي لقطعة من الكرة الأرضية، ولا تتمثل مهمتها في تقديم بيان عام عن مكونات هذه القطعة، بل تتمثل مهمتها في البحث عن الطريقة التي تم بها تنظيم هذا المجال وكيف تم تنظيم الإنسان استغلها.
المنطقة: يطلق اسم المنطقة على مساحة من الأرض تنفرد ببعض السمات والخصائص التي تجعلها وحدة متكاملة وتميزها عن المناطق المجاورة لها، وتمتد بنفس الدرجة التي تمتد إليها هذه الخصائص والمزايا، مع العلم أن مفهوم المنطقة نسبي وتقديري، إن لم يكن ذاتيا. نسبي إذا أخذنا بعين الاعتبار أنه لا توجد منطقة على سطح الأرض تشبه في جميع مكوناتها منطقة أخرى مهما صغر حجمها واجتهادها. وذلك لأن الفرد هو الذي يحدد المنطقة بنفسه، عادة بحسب ما يراه من خصائص يقوم عليها هذا التحديد، وبقدر ما تتنوع أسس التحديد. تنوع المناطق نفسها.
وتتغير أسس المواصفات إما حسب المكان أو الهدف المرسوم للتعريف الإقليمي. فإذا تم التعريف من أجل استغلالها في تصميم خطة التنمية مثلا فإن عناصر الاستقطاب العمراني أو درجة التنمية الاقتصادية أو التقسيم الإداري التي ستكون الإطار التنفيذي للخطة هي التي ستتحكم في كما يلعب تعريف المنطقة واتساع المساحة المدروسة دورًا. وهو مهم في تحديد وجهة نظر الباحث للمكونات لأن المقياس المستخدم في إطار البحث يختلف باختلاف درجة الاتساع، فتدرس الوحدات الواسعة على نطاق صغير وتدرس الوحدات الضيقة على نطاق واسع. ما هو مهم على نطاق واسع قد لا يصبح كذلك إذا كان على نطاق صغير.
إن المعايير التي يستخدمها الطالب في تحديد الدراسة الإقليمية لا تتغير فقط مع تغير طبيعة الشيء، بل أيضاً حسب زاوية النظر التي يختارها ومعيار الدراسة الذي يحدده. وقد ذكرنا في التعريف أن حدود الإقليم تخضع للمحتوى الذي تحتويه، لذا يجب تحليل هذا المحتوى أولا لتسهيل إنشاء حدود دقيقة وفق عناصر الاختلاف أو التشابه.
يمكن أن تشير كلمة منطقة إلى مركب متجانس تكون العلاقات بين المكونات المختلفة التي يتكون منه هي نفسها، أو يمكن أن تشير إلى مجموعة من المركبات الصغيرة المتجانسة التي تكون اختلافاتها داخل المجموعة أقل من تلك التي تفصلها عن تلك التي تفصلها حولها، فتشكل بذلك منطقة متميزة ذات طابع عام واحد يميزها عن المجموعات الأخرى.
كما يمكن أن تكون المنطقة مجموعة منظمة تخضع لسيطرة مركز حضري يجمع وحداته، حتى لو كانت مختلفة بشكل كبير. إذا كانت المنطقة معقدة، ودراستها تخضع للبحث التركيبي، فإنها تبدأ أولاً بتحديد عناصر المجمع، ثم نوضح العلاقات الأساسية بين هذه العناصر، أي أنه يجب دراسة مكونات المنطقة واحداً تلو الآخر. ومن ثم فهم كيفية تأثير كل منهما على الآخر.
الجغرافيا عامل أساسي في التاريخ
قلنا سابقاً أن لبنان، مثل معظم دول العالم، هو نتاج الجغرافيا والتاريخ وإرادة شعبه. الجغرافيا البشرية أو التاريخ الجغرافي يوضح العلاقة بين الإنسان والبيئة الطبيعية التي يعيش فيها وتأثير عناصر هذه البيئة على تطور الإنسان والمجتمعات البشرية. وتتلخص الأسباب العامة التي تؤثر على هذه التطورات في بعض العناصر، أهمها: البيئة الطبيعية أو الجغرافية، والطبيعة العرقية، ومتطلبات الصراع من أجل البقاء. ولكن بما أن الطبائع العرقية هي إلى حد ما خلقتها البيئة الطبيعية، وبما أن متطلبات الصراع من أجل البقاء تسترشد بالطبائع العرقية، فإن ما يترتب على ذلك هو أن البيئة الطبيعية الناشئة عن عوامل المناخ، فطبيعة الأرض، والموقع الجغرافي معًا، من العوامل المؤثرة. ضروري للتاريخ. لأن تاريخ البشرية له جذوره كلها في الواقع المادي للأرض. «على خريطة العالم نجد بقعًا بشرية حية ظلت عالقة في نفس الأماكن لفترة طويلة