أهمية الزواج. وفي هذا المقال سنتعرف على أهمية الزواج، وما هو مفهومه الإسلامي، وما هي أهم شروطه في هذه السطور التالية.
زواج
ويعود تاريخ الزواج، كما هو معروف، بين البشر إلى عصر آدم وحواء، حيث، على سبيل المثال، تمت أول لبنة من الزواج الشرعي في تاريخ البشرية بين إنسانين. تختلف أساليب الزواج من عصر إلى آخر، حيث بدأت ببساطة بقبول الآخر بين الذكر والأنثى، وتطورت مع تطور المجتمعات والعادات وتأثير الأديان، حيث ساهمت في صقل عملية الزواج ووضع أسسها، القوانين، وشروط إتمام الزواج.
ولا تزال عادات الزواج سائدة حتى يومنا هذا، وهو ما يسمى بالزواج التقليدي، حيث يبدأ الأهل بالبحث عن زوجة مناسبة (حسب شروطهم ومعاييرهم) لابنهم عندما يبلغ سن الزواج ويتقدم للفتاة. . وتختلف هذه الشروط والمعايير من أمة إلى أخرى، ومن دولة إلى أخرى، ومن عصر إلى عصر. إلى آخر.
ومع تطور الوضع والأعمار تم إضافة عملية اختيار جديدة بالإضافة إلى الزواج التقليدي، وهو أن يتفق الولد والبنت مع بعضهما البعض قبل أن يتخذ الأهل خطوة الخطوبة، وذلك من خلال مجال الدراسة أو مجال العمل أو من خلال وسائل الإعلام كالنشر على صفحات التعارف الخاصة بالزواج في المجلات أو عبر الإنترنت. هناك العديد من المواقع التي تقدم خدمات التوفيق بين الرجال والنساء الباحثين عن شريك الحياة.
الزواج والسعادة
زوجان فلاحيان في منطقة ريفية، حيث تظهر رعاية الزوج لزوجته من خلال هذا السلوك الطبيعي والسليم رغم العزلة عن المناطق الحضرية.
أجريت دراستان في الولايات المتحدة عامي 1957 و1976 أظهرتا العلاقة بين السعادة والزواج بين الرجل والمرأة. وأشارت النتائج إلى وجود علاقة ارتباط بنسبة 14 بالمئة بين الشعور بالسعادة والزواج، وهذا الارتباط أعلى عند الذكور منه عند الإناث.
ما هي فوائد الزواج في الإسلام؟
1- موافقته لسنة الأنبياء والمرسلين والأولياء والصالحين.
2- أنه يوافق الفطرة التي خلق الله تعالى الناس عليها.
3- أنه يتوافق مع حاجة الإنسان في إشباع شهوته على الوجه المشروع.
4- يوافق الرغبة في الولد الصالح.
5- يغض البصر ويحفظ الفرج.
6- أنه عبادة ووسيلة لجمع الخيرات والصدقات. بسبب امتثاله لأمر النبي صلى الله عليه وسلم، واتباعه وقوله صلى الله عليه وسلم: ((وفي حظ أحدكم صدقة)). )، وقوله: ((إنك لا تنفق نفقة تبتغي وجه الله إلا أجرت عليها، حتى اللقمة تجعلها في في امرأتك)).
7- هناك تكاثر للأمة؛ تصديقاً لقوله صلى الله عليه وسلم: ((تزوجوا الودود الولود فإني أفضل بكم الأمم)).
8- أنه حماية للمرأة المسلمة بالمحافظة عليها وحمايتها، والإنفاق عليها.
9- إقامة الروابط وتوثيق الروابط بين الناس. لأن الله تعالى جعل للصهر نصيبا من النسب.
قال الله تعالى: “وهو الذي خلق من الماء بشراً فجعله نسباً وصهراً وكان ربك قديراً”. [الفرقان: 54]والروابط بين الناس إما قرابة أو مصاهرة من خلال الزواج.
10- الزواج يساعد على الاستقرار النفسي والاجتماعي، ويساعد على التقدم العملي والعلمي، ويقوي توجه المسلم إلى الله تعالى، ويجعله منتجاً ومتفاعلاً مع مجتمعه.
11- بالزواج يولد طفل صالح يكون امتداداً لعمله وحسناته بعد وفاته بصلاحه ودعائه.
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: إلا جارية)). صدقة أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له)).
12- الزواج فيه طمأنينة ومودة ورحمة، وهو وسيلة لتحقيق السعادة وراحة البال، خاصة إذا كانت الزوجة صالحة والزوج تقياً.
أهمية الزواج للفرد والمجتمع
– تحقيق العفة للنفس، وغض البصر، وحفظ العفة، والتخلص من وساوس الشيطان التي تحث الإنسان على المعاصي. فالإنسان غير المتزوج، رجلاً كان أو امرأة، يكون هدفاً للفتن والفساد، لكثرة الإغراءات والمثيرات.
– الحفاظ على الجنس البشري والحفاظ على النسل. ومن خلال الزواج يتم الحصول على ذرية. وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على كثرة النسل لأنه يباهي بهم الملائكة يوم القيامة.
– تحقيق القوة والمناعة للمسلمين والأمة الإسلامية، لأن كثرة النسل تؤدي إلى زيادة عدد المسلمين وزيادة الشباب.
– تحقيق الاستقرار للنفس الإنسانية. عندما يتزوج الفرد تستقر روحه ويهدأ عقله، لأن الله عز وجل يخلق بين الزوجين مودة ورحمة، ويجد كل منهما راحة في وجود الآخر لينشر همومه ويشكو متاعبه.
– زيادة قدرة الفرد على العبادة والعمل كما تزداد قدرته على التركيز.
منع اختلاط الأنساب. ومن خلال الزواج يثبت نسب الطفل إلى أبيه وأمه، ومن هنا نفهم سبب تحريم الإسلام تسجيل الطفل المتبنى لغير والديه الطبيعيين، مما يحمي المجتمع من الفساد والشر.
ينال الزوجان أجر امتثال أوامر الله تعالى في الزواج. كما تكسب الزوجة أجر تربية الأبناء وخدمة البيت وتلبية رغبات الزوج. وهذا نوع من العبادة لله تعالى. وكذلك الزوج يحصل على أجر رعاية الأسرة وتوفير احتياجاتها.
– تأسيس أسرة متينة متماسكة ذات بنيان قوي، مما يؤدي إلى بناء مجتمع قوي متماسك ومتين.
– تحقيق الرزق والبركة فيه. ويزداد رزق الرجل المتزوج، والله تعالى يبارك فيه لأنه هو المسؤول عن رزق جميع الخلق. قال الله تعالى: {وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومحيطها. كتاب مبين } [هود: 6]
– زيادة التعارف وتقوية الروابط بين أفراد المجتمع الواحد.
الحكمة من الزواج
لقد شجع الإسلام على الزواج لأسباب عديدة، وفيما يلي توضيح لبعضها:
– إشباع الغريزة الجنسية، والتي تعتبر من أخطر الغرائز وأعنفها، ويجب إيجاد الطريقة الصحيحة لتحقيقها، وإذا لم يعمل الإنسان على تحقيقها فإن القلق والاضطراب لن يتركه وشأنه، و ولا سبيل لتحقيق هذه الغريزة إلا بالزواج، فهو الطريق الطبيعي والوحيد لذلك، وبذلك تهدأ النفس والروح. ويتحقق غض البصر عن المحرمات والمنكرات، كما قال الله تعالى: (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة). إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون).
– التشجيع على العمل والكسب، والاجتهاد والاجتهاد في الحصول على الرزق، من أجل تلبية احتياجات الأسرة وضرورياتها، وبالتالي زيادة الاستثمار والإنتاج وتنمية الثروة، ويؤدي إلى استكشاف آيات الله تعالى في الدنيا والآخرة. الكون، وما فيه من فوائد للإنسان.
توزيع وتنظيم الأعمال والمهام داخل المنزل وخارجه، وتحديد مسؤوليات كل طرف من الزوجين. يجب على المرأة القيام بالأمور المتعلقة بالمنزل، وتربية الأطفال، وتهيئة الجو المناسب للرجل ليرتاح ويستعيد نشاطه بعد العمل. أما مسؤوليات الرجل فتتمثل في العمل والكسب وتحصيل المعيشة وقضاء حوائج البيت. ونفقاتها، وبالتالي يؤدي الطرفان واجباتهما على النحو الذي يحقق رضا الله تعالى عنهما.
– تحقيق الروابط القوية بين الأسر المختلفة، وتحقيق المحبة والمودة والطمأنينة بينها، وتأكيد العلاقات الاجتماعية بين أفراد المجتمع، وهذا ما حث عليه الإسلام ورغب فيه.