أين وقعت معركة ذي قار ومن هم أطرافها؟ وأهم المعلومات عن معركة ذي قار وأطرافها في السطور التالية.
محافظة ذي قار هي إحدى المحافظات العراقية وسميت بهذا الاسم نسبة إلى معركة ذي قار الشهيرة بين الفرس والعرب قبل الإسلام والتي دارت فيها. ويقدر عدد سكان المحافظة بأكثر من مليوني نسمة، غالبيتها شيعية بالإضافة إلى الأقليتين السنية والصابئة. كما تضم العديد من العشائر العربية البدوية والحضرية، بالإضافة إلى وجود عرب الأهوار في منطقة الأهوار وأقلية كردية.
عرف في بداية تأسيسه بلواء المنتفق (المنتفق باللهجة الجنوبية)، ثم في العهد الجمهوري أصبح يسمى لواء الناصرية، وفي عام 1969 تم تغيير اسمه إلى محافظة ذي قار عندما وقام حزب البعث في تلك الفترة بتغيير أسماء المحافظات العراقية، فأصبح اسم محافظة الناصرية محافظة ذي قار. إلى الحادثة التاريخية التي حدثت بين العرب والفرس قبل الإسلام في هذه البقعة الجغرافية التي كانت فيها ينابيع المياه العذبة تسمى ينابيع ذي قار. وتشير الأدلة التاريخية إلى أن هذا الاسم موجود لهذه المنطقة منذ القدم. وفي بداية تأسيسها كانت الصحراء الجنوبية للعراق تقع ضمن هذه المحافظة، لكن في عام 1970 أضيفت الصحراء إلى محافظة المثنى المنشأة حديثاً – ومركزها السماوة. تضم المحافظة مواقع ومواقع أثرية يعود تاريخها إلى ما قبل 5000 سنة. وفيها مدينة أور القديمة، وهي الأرض التي سكنها السومريون والأكاديون وغيرهم، وفيها ولد إبراهيم. الناصرية من المحافظات العراقية التي أخرجت أدباء ووزراء والعديد من المطربين. ويعتبر شعبها مصدر ظهور الأفكار القومية. والشيوعية. ومن مدنها: الشطرة، البطحاء (حيث وقعت معركة ذي قار وتسمى بطحاء ذي قار)، الرفاعي، سوق الشيوخ، الغراف، قلعة سكر، الجبيش، وناحية الفجر.
معركة ذي قار
وجاء الفرس ومعه جنود وفيلة يرتدون الأساور، فدخلوا أرض ذي قار. وفي اليوم الأول غلب الحصان على العرب. ثم في اليوم الثاني عطش الفرس، فتوجه إلى الجبات، فتبعهم بكر وسائر العرب. وعطش الفرس، وتوجهوا إلى بطحاء ذي قار ومعها. واشتدت الحرب وانهزم الفرس ودمر جيش ضخم وقتل أكثرهم ومنهم المطارق والجلابازين، وانتصر النصر. وانتصر العرب على الفرس انتصارا عظيما، هزم فيه العرب الفرس.
فيوم ذي قار لم يكن إذن يوماً واحداً، أي معركة واحدة وقعت في ذي قار وانتهت بانتصار العرب على الفرس. بل كانت سلسلة معارك جرت قبلها ثم اختتمت بـ”ذي قار”، حيث وقعت المعركة الحاسمة ثم نسبت المعارك إلى هذا المكان. ومن هذه الأيام: يوم القرقر، ويوم هانو. ويوم هونو ذي قار، ويوم هونو قرقر، ويوم الجبابات، ويوم ذي العجرم، ويوم غزوان، ويوم البطحاء: بطحاء ذي قار، جميعها حول ذي قار.
متى حدث يوم ذي قار؟
وأما يوم ذي قار فقد اختلف المؤرخون في ذلك. فمنهم من وضعه يوم مولد الرسول صلى الله عليه وسلم، ومنهم من وضعه عند خروج الرسول صلى الله عليه وسلم من غزوة بدر الكبرى وبعضهم وضعه قبل الهجرة. يعتقد روثستاين أن ذلك حدث حوالي عام 604 م، ويعتقد نولدكه أنه كان بين عامي 604 و610 م. وقد روى أكثر أهل الأخبار أن ذلك كان بعد القيامة، وروى في ذلك حديثاً. قالوا: إن الرسول صلى الله عليه وسلم لما سمع بانكسار جيش كسرى في ربيعة قال: «هذا أول يوم افترقت فيه العرب على فارس، ونصرتهم بي. “
القادة العرب في ذي قار
ويذكر الطبري في إحدى رواياته عن ذي قار أن القوم تآمروا، فسألوا حنظلة بن ثعلبة بن سيار العجلي في أمرهم، وكانوا يثقون به، فقال لهم: أنا لا يرون إلا القتال، فاتبعوا أمره، وكان هو الذي تولى إدارة القتال، فكان له فيه قدر كبير من الأهمية. وقد قاد قومه بني عجل في ذلك القتال، وكان له النصيب الأكبر منه. واحتل «حنظلة» مسيرة «هاني بن قبيصة بن هانئ بن مسعود» أمير بكر في القتال الذي دار في ذي قار في مكان الحفرة.
“هاني بن قبيسة” كبير بكر، كان يحتل القلب أثناء الهجوم على الفرس يوم معركة ذي قار، وكان معه “يزيد بن معشر الشيباني” على ميمنته، و”حنظلة بن ثعلبة بن “سيار العجلي” على يساره، يحميه من كل هجوم جانبي يقع عليه من الجانب. سهلة كما ذكرت.
وكان يزيد بن حمار السكوني حليف بني شيبان قد وقع مع قومه من بني شيبان في مكان بذي قار وهو الجب. ولما جاء إياس بن قبيسة مع الفرس إلى هذا المكان، خرج بكمينه، وفاجأ إياس ومن معه، وخرج إياد مهزوما. وقد ساعد هذا كثيرًا في هزيمة الفرس.
فهؤلاء المذكورون هم الذين قادوا انتصار العرب على الفرس، وذهب بعض الأخباريين إلى أن الحرب الرئيسية حدثت ضد بني شيبان، وكان قائد الحرب “هاني بن قبيصة بن هاني بن مسعود”. أما «حنظلة» فهو صاحب الرأي. ولكن الذي يظهر من دراسة الروايات المختلفة أن مكانة حنظلة في القتال كانت أهم وأعظم من مكانة هانئ فيه، حتى أن بعض الروايات ذكرت أنه هو الذي تولى قيادة القتال بعد هانئ. وأن الناس سلموا الأمر إليه بعد هاني في معركة جب ذي قار وأنه هو. ومن قتل جلابزين، وأن كتيبته “كتيبة عجل” قامت بعمل عظيم في هذه المعركة التي انتهت بهزيمة الفرس.
وكان حنظلة بن ثعلبة بن سيار العجلي أحد أئمة قومه، وكانت له قبة ضربت له يوم ذي قار ويوم الفلج. ولا تضرب قبة إلا على ملك أو سيد. وكانت له ابنة اسمها “مارية” كانت معه في هذه الغزوة، وكانت أماً لعشرة أشخاص، أحدهم جابر بن أبجر. وذكر الطبري قصيدة يوم ذي قار نسبها إلى “يزيد بن المكسر بن حنظلة بن ثعلبة بن سيار”. ولو كان هذا يزيد حفيد حنظلة كما يظهر من سياق النسب لكان حنظلة كبيرا في السن. ونسب الطبري إلى حنظلة قصيدة قال إنه ألقاها يوم ذي قار.
وذكر أن “النعمان بن زرعة التغلبي” هو من نصح خسرو بمهاجمة “هاني بن مسعود الشيباني” في ذي قار، وكان يريد تدمير بكر بن وائل، وذلك إياد أثناء وجوده في ذي قار. الحرب، اتفقت مع بكر سراً على الهروب، فهربت بينما كان إياس بن قبيسة والفرس يقاتلون مبكراً، واضطربت صفوف الفرس وابتعدوا. وقتل منهم عدد كبير، وأسر عدد كبير منهم. وأسر النعمان بن زرعة التغلبي.
وكان هانئ بن قبيسة من أشراف قومه، وكان نصرانيا. وأسلم ولم يسلم، وتوفي بالكوفة. وأما «قيس بن مسعود بن قيس بن خالد بن ذي الجدعين» فكان سيد قومه في أيامه، وكان ذلك قبل الإسلام. استخدمها كسرى في “طف صفوان”
نتائج المعركة
وبعد خسارة المعركة، عزل كسرى أبرويز إياس بن قبيسة من حكم الحيرة، وعين واليا على الفرس، وهو عزيبة بن ماهان الهمذاني، لكنه لم يتمكن من استعادة الثقة التي كانت قائمة بين المناذرة والأكاسرة، وإلى تحسين العلاقة التي كانت قد ساءت بين العرب والفرس، فثار بكر بن وائل، فاستقالت. وفي البحرين تبعتها قبائل في وسط الجزيرة العربية. مما اضطر الفرس إلى إعادة حكم الحيرة إلى أحد أبناء النعمان وهو المنذر المتكبر، في محاولة لإعادة الوضع إلى ما قبل المعركة، لكن الأمور تغيرت مع ظهور الخلافة وبدء حروب الردة.
ما رواه الرسول عن المعركة
وذكر الأصفهاني في كتابه الأغاني أن غزوة ذي قار كانت بعد معركة بدر بأشهر، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة المنورة. فلما سمع ذلك قال: هذا اليوم الذي انتقمت فيه العرب من فارس، وانتصروا بي. ولم يؤكد ذلك أحد من المؤرخين، حيث أن معركة بدر كانت سنة 624م ومعركة ذي قار كانت سنة 609م (ربما نهاية سنة 609م وبداية سنة 610م، وهو العصر) عندما بلغ الرسول صلى الله عليه وسلم الأربعين). وهذا الحديث ضعفه الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة. رقم 579.