نتعرف على تاريخ الشاي في العراق من خلال مقالتنا. كما نذكر لكم طريقة تحضيره، وكذلك فوائد الشاي وأضراره.
تاريخ الشاي في العراق
– يرتبط الشاي بالتراث العراقي. لقد أصبح جزءاً من حياة العائلات العراقية وطقوساً استثنائية، خاصة في الليل. وفي شهر رمضان المبارك، يكثف العراقيون شرب الشاي في الفترة ما بين الإفطار والسحور لتعويض ساعات الصيام. ويمكن وصف علاقة العائلة العراقية بالشاي بأنها “علاقة فريدة”. لقد دخل الشاي في مفاصل حياتها كالخبز الذي لا يخلو منه بيت. لقد تغلغلت في نسيجها الثقافي. وللشاي قصص وأشعار ولوحات فنية وأغاني منها «الخضري». «الشاي خدر عيني، أما المن فقد خدرها».
– هناك لوحة للرسام نزار سليم بعنوان شرب الشاي . ويظهر الشاي في قصيدة نزار قباني في تأبين زوجته العراقية بلقيس، وهو يسألها: “أين شايك العراقي الجميل؟”
– ونظراً لشغف العراقيين الكبير بالشاي فقد أبدعوا في تحضير خلطته وطريقة شربه. البعض يشربه بالملعقة والبعض الآخر بصحن بعد تطعيمه بالهيل. وهناك من يخلط معه السكر، وآخرون يشربونه “الدش” أو “الدشمالة” عندما يتناولون السكر منفصلاً. هناك أنواع مختلفة من السكر، مثل الخشن والناعم والهرمي. ويستخدم الشكل الذي يسمى “الكامل” بعد تكسيره إلى قطع صغيرة، أو الشكل الذي يكون على شكل مكعبات يسمى “قند” – يقول الباحث الأكاديمي أحمد الناجي إن العراقيين عرفوا الشاي بعد الاحتلال البريطاني عام 1914، والعطار وكان هو الوحيد الذي باعها في منطقة الحيدرخانة المطلة على شارع الرشيد، وشيئاً فشيئاً اتسع نطاق تجارته وانتقل إلى بقية المدن العراقية.
ويظهر أن الشاي يعد في “إبريق شاي” مصنوع من المعدن أو الخزف، ويسكب في كوب يسمى “الاستكان”. أصل الكلمة إنجليزي وهي مكونة من ثلاثة مقاطع: شرق – شاي – علبة وتعني فنجان الشاي الشرقي، وهذه الكلمة شائعة في اللغة الروسية. والألمانية ولغات أخرى. ويقول المؤرخون إن أول من عرف الشاي هم الصينيون منذ آلاف السنين، ومن ثم تم اكتشاف نباته في منطقة آسام الهندية عام 1832 على يد روبرت بروس، وهو ضابط بريطاني كان يعمل في شركة الهند الشرقية·
ويشيرون إلى أن الشاي ينمو في العديد من البلدان، بما في ذلك سيلان والهند وكينيا وإيران وشمال العراق. ويعتبر الشاي السيلاني من النوع الجيد، وتحتاج زراعته إلى أرض جبلية رطبة. ويقول علاء حسين إن العراق أصبح من الدول الأولى في استهلاك الشاي رغم حداثته. وقد دخلها أثناء الاحتلال البريطاني، لافتاً إلى أن إبريق الشاي ظل على نار هادئة في شهر رمضان من الإفطار إلى السحور. وأشار إلى أن المقاهي عندما استخدمت القهوة كانت تسمى “الهواة”. وعندما انتشر الشاي وحل محل القهوة أصبح يسمى “الجايخانة”، وبذلك أصبح الشاي المشروب “المفضل” عند العراقيين.
وعن شرب الشاي يقول: «هناك عدة طرق لشرب الشاي، منها طريقة تسمى «الدشممة»، وهي تناول قطعة سكر منفصلة عن الشاي. وهذه طريقة شائعة في إيران وكانت تمارس في العراق حتى وقت قريب. ولدى الدشلمة أدوات خاصة تتكون من أوعية وفأس صغير يسمى «دقة» لسحق «كلة القند» (السكر)، مبينا أنها كانت ترسل كهدية في الأعراس – و – ويستمتع العراقيون بشرب الشاي من خلال البقاء بمفردهم و ولا تميل إلى شربه في الأكواب ومع الشاي، فقد نشأت الحكايات. فمثلاً إذا وضع شخص ملعقتين مكانه، يقولون إنه سيتزوج أخرى إذا كان متزوجاً، أو أنه سيتزوج ملعقتين أخريين إذا كان أعزباً. ويؤكد الحاج حسين الراجي أنه لا يستطيع الاستغناء عن شرب الشاي، وبمجرد أذان الفجر يهرع لإعداد الشاي بالهيل. والاستمتاع برائحتها. ويلجأ الراجي في شهر رمضان إلى «الإسراف» في شربه من الإفطار إلى السحور لتعويض ساعات الصيام المحرمة. خلالها.
طريقة عمل الشاي العراقي
مكونات
– الهيل : 5 حبات (الحب الحقيقي)
– الشاي : ملعقة كبيرة (فضي)
– الماء : لتر
– السكر : حسب الرغبة
طريقة التحضير
-ضع الماء في إبريق الشاي.
افتحي حبات الهيل، وضعيها فوق الماء، واتركي الخليط على نار متوسطة حتى يبدأ بالغليان.
– خففي النار وأضيفي الشاي واتركيه على نار خفيفة لمدة 3 دقائق.
– يُصفى الشاي في أكواب، ويُضاف إليه السكر حسب الرغبة، ويُقدم ساخنًا.
الفوائد الصحية للشاي
تقليل خطر الإصابة بالسرطان
كما ذكرنا، يحتوي الشاي على مستويات جيدة من مادة البوليفينول المضادة للأكسدة، وهي المادة التي وجد أنها تلعب دوراً في عملية تثبيط نمو الخلايا السرطانية في الجسم. وفي المقابل، وجدت العديد من الدراسات العلمية المختلفة أن الشاي يحارب ويقلل من خطر الإصابة بسرطان الجلد والثدي والرئة والبروستاتا.
الحفاظ على صحة العظام
ومن فوائد الشاي التي يجب الحديث عنها هو دوره في الحفاظ على صحة العظام وتعزيزها. ويرجع ذلك إلى وجود المواد الكيميائية النباتية التي تحمي العظام والمفاصل في الجسم.
الحماية من مرض السكري
يرتبط شرب الشاي بانخفاض خطر الإصابة بمرض السكري بسبب خصائصه المضادة للأكسدة والمضادة للالتهابات.
الحماية من تصلب الشرايين
إن الإصابة بتصلب الشرايين أمر خطير، لأنه يزيد من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية. ومن ناحية أخرى، فقد وجدت العديد من الدراسات العلمية المختلفة أن شرب الشاي سواء الأحمر أو الأخضر يقي من تصلب الشرايين ويقلل فرص الإصابة به. وهذا يعني أن شرب الشاي يساعد على تعزيز صحة القلب والأوعية الدموية.
تعزيز صحة الفم والأسنان
ومن فوائد الشاي بدون سكر أنه يعزز صحة الفم والأسنان عن طريق تقليل تراكم البلاك على سطح الأسنان، مما يزيد بدوره من خطر تسوس الأسنان. بالإضافة إلى ذلك، فإن مادة البوليفينول الموجودة في الشاي الأحمر تحارب البكتيريا الموجودة في الفم. والتي يمكن أن تسبب تسوس الأسنان والتهاب اللثة.
خفض مستويات ضغط الدم المرتفعة
يساعد شرب الشاي بدون سكر على خفض مستويات ضغط الدم المرتفعة لدى الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم. بالإضافة إلى ذلك، يساهم الشاي الأحمر في خفض مستويات الكولسترول السيئ المرتفعة، ومن الجدير بالذكر أن ذلك ينعكس إيجاباً على صحة القلب أيضاً.
الأضرار العامة لشرب الشاي
بشكل عام، يعتبر شرب الشاي بكميات معتدلة آمناً لمعظم الناس، إلا أن شربه بكميات كبيرة تتجاوز الأربعة أو الخمسة أكواب يومياً قد يسبب العديد من المشاكل الصحية بسبب الآثار الجانبية المرتبطة بالكافيين الموجود في الشاي، والتي قد تشمل ما يلي:
– القلق وصعوبة النوم.
– التنفس السريع.
-صداع.
– كثرة التبول.
-اضطراب نبضات القلب.
– الغثيان والقيء.
– العصبية والأرق.
-طنين في الأذنين.
-ارتعاش.
– الضغط على العيون.
-إسهال.
-اصفرار الأسنان.