تربية الحيوانات المفترسة

تربية الحيوانات المفترسة سنتعرف على أهم طرق تربية الحيوانات المفترسة وكيفية التعامل الصحيح معها.

تربية الحيوانات المفترسة

انتشرت ظاهرة شراء وتربية الحيوانات المفترسة في الكويت والخليج العربي، أبرزها الأسود والنمور والفهود. وأصبحت العملية سهلة للغاية لدرجة أنه يتم تسويقها عبر مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة إنستجرام.
وفي الوقت الذي تحظر فيه القوانين الدولية التي صادقت عليها الكويت ودول الخليج استيراد وبيع الحيوانات البرية، نشهد انتشار صور حيوانات مفترسة وهي تجري بجانب السيارات الفاخرة في مقاطع على مواقع التواصل الاجتماعي.
وتعد الأسود والفهد والنمور الصغيرة من أكثر الحيوانات المرغوبة، حيث تصل أسعارها إلى حوالي 15 ألف دولار عبر وسيط في السوق السوداء. وفي كثير من الأحيان، لا يعرف أصحاب هذه الحيوانات كيفية الاعتناء بهذه الحيوانات، التي لم يعتادوا على كونها حيوانات أليفة وعادة ما يفاجئون أصحابها – وأحياناً يقتلونهم – عندما يكبرون.

خطورة تربية الحيوانات المفترسة

ويقول الطبيب البيطري مهدي عبد الله، إن الكثير من الناس يجهلون سلوك الحيوانات، حيث أن سلوك الحيوانات البرية يتغير ويخضع لتغيرات هرمونية، تعيش فيها حالة من الانزعاج والضغط الكبير، مما ينتج عنه ردود أفعال سيئة للغاية تجاه الإنسان، بالإضافة إلى حقيقة أنه غير ممكن على الإطلاق. أن يقوم الأفراد بتربية الحيوانات البرية في منازلهم، أو حدائقهم، أو مزارعهم، على أساس أنه يمكن استئناس هذا الحيوان، وأن يشتريه صغيراً وسيكبر معه، وأن الحيوان سيتعلم، لأن الحيوان البري يتعامل به بالفطرة وليس بالتعلم.
اعتمدت دائرة التخطيط العمراني والبلديات في أبوظبي قائمة تضم 15 مخالفة بحق أصحاب الحيوانات في الفلل والشقق السكنية، عقوبتها غرامة لا تقل عن 200 درهم ولا تزيد على 10 آلاف درهم، وتضاعف في حالة عودتهم.
بدورها، حذرت بلدية دبي من خطورة تربية الحيوانات المفترسة في المنازل للأسرة وسكان المنطقة، حيث لا تمنح البلدية تصاريح لتربية الحيوانات المفترسة للناس، بل يقتصر الأمر على مراكز التربية أو الحدائق العامة ، ووفقاً لمتطلبات الأمن والسلامة، وهو ما ينطبق على مختلف إمارات الدولة.
أصدر صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله القانون الاتحادي رقم (22) لسنة 2016 في شأن تنظيم حيازة الحيوانات الخطرة. ويهدف إلى تنظيم حيازة وحيازة وتداول ونشر الحيوانات الخطرة، وحماية الإنسان والحيوانات الأخرى من ضرر الحيوانات الخطرة ونقل أمراضها. وأسبابه له وللحيوانات الأخرى، ولضمان حسن رعاية تلك الحيوانات، ونصت المواد من 17 إلى 23 على العقوبات التي حددها. ونص القانون على أن العقوبات تشمل الحبس مدة لا تقل عن ثلاث سنوات، ولا تزيد على سبع سنوات، كل من استخدم حيواناً خطيراً للاعتداء على إنسان، إذا نتج عن الاعتداء عاهة مستديمة.
وتضمنت العقوبات أن يعاقب كل من استخدم حيواناً خطيراً لإثارة الرعب بين الناس بالسجن والغرامة التي لا تقل عن 100 ألف درهم ولا تزيد على 700 ألف درهم أو بإحدى هاتين العقوبتين. كما يعاقب بالسجن والغرامة التي لا تقل عن 50.000 درهم ولا تزيد على 50.000 درهم. 500 ألف درهم، أو بإحدى العقوبتين، كل من حاز حيوانات خطرة بقصد الاتجار.

تربية الحيوانات المفترسة وكسب المال منها

سؤال

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. ما حكم تربية الحيوانات المفترسة كالأسود والنمور والثعابين وكسب المال منها؟ أي إذا وضع الإنسان سعراً لمن يدخل ويشاهد ما يفعله مربي هذه الحيوانات من أمرها وملاعبتها، فهل يجوز دفع المال من أجل الدخول لمشاهدة الحيوانات؟ وجزاكم الله خير الجزاء
فأجابها:

السيد الدكتور خالد المشيقح
الجواب

الجواب: تربية مثل هذه الحيوانات أصلاً حلال ولا حرج فيها، لكن ذكر العلماء رحمهم الله أنه إذا اقتنى الإنسان حيواناً شرساً مفترساً لمصلحة مشروعة فإنه ويجب عليه أن يتجنب الإضرار بنفسه، أو إيذاء غيره من المسلمين. فإن لم يحافظ عليها وأدى ذلك إلى ضرر شخص فإنه يضمن ذلك الضرر. وأما بيع مثل هذه الأشياء فله قاعدة؛ وهو أن كل ما هو مباح في نفسه يجوز بيعه إلا ما استثنى الشرع. فإذا كان في مثل هذه الحيوانات منفعة فلا حرج في بيعها وجني الربح من وراء ذلك. فإن لم يكن في ذلك منفعة، فلا يجوز بيعها، وإن كانت المنفعة خارجة عن الشرع، مثل كلب الصيد، وكلب الحراسة، وكلب. الماشية لها منافع، ولكن الشرع حرم بيعها، فلا يجوز بيعها حينئذ، كما رواه البخاري ومسلم عن حديث أبي مسعود البدري رضي الله عنه. وقال: (نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ثمن الكلب، ومهر البغي، ومال الكاهن. والله تعالى أعلم).

المخاطر الصحية لتربية الحيوانات المفترسة

ويحذر الدكتور محمد جلال الباحث بمعهد بحوث الحيوان من تربية الحيوانات المفترسة في غير الأماكن المخصصة لها لما تسببه من أضرار صحية وبيئية واسعة تتمثل في نقل الأمراض والأوبئة إلى من حولها .
وهذا ما أكده الطبيب البيطري أسامة المحمدي، الذي قال إن “الحيوانات البرية يمكن أن تمثل خطراً حقيقياً على الإنسان إذا تم التعامل معها بشكل مباشر أو غير مباشر”. وصنف الأمراض التي تصيب الإنسان نتيجة تربية الحيوانات إلى فيروسية، وبكتيرية، وفطرية، موضحا أن أهم الأمراض الفيروسية هي داء الكلب، ومرض الحمى القلاعية، والتهاب الدماغ القراد، وحمى الوادي المتصدع. أما الأمراض البكتيرية فأهمها: الجمرة الخبيثة، والكزاز، والرعام، وداء البروسيلات، والسل، وطاعون الإبل، والتولاريميا، والتسمم الغذائي (السالمونيلا)، والحمى القرمزية، وداء الليستريات وغيرها، وأهمها الأمراض الفطرية؛ القرع، والقوباء الحلقية، وداء الرشاشيات، والأمراض التي تسببها بكتيريا Litbospira وHesperiochitha، ومن أهمها؛ داء البريميات، والتيفوئيد القراد الناكس، والأمراض الطفيلية وأهمها: التوكسوبلازما، والليشمانيا، والتريماتودا، والنيماتودا.
وتشير الطبيبة البيطرية ناهد علام إلى أن هناك 870 مرضا مشتركا بين الإنسان والحيوان، معظمها مشترك بين الإنسان والحيوانات الأليفة، موضحة أنه خلال العقود الثلاثة الماضية ظهر 177 مرضا معديا جديدا أو متجددا لدى الإنسان، منها 134 مرضا مشتركا بين الإنسان والحيوانات الأليفة. البشر والحيوانات الأليفة.
ويؤكد وجود 616 مرضاً معدياً في الحيوانات الزراعية، منها 476 مرضاً مشتركاً مع الإنسان، و347 مرضاً معدياً في الكلاب والقطط.

‫0 تعليق

اترك تعليقاً