تعاون الصحابة في حفر الخندق. وسنتحدث عن هذا الموضوع في السطور التالية. وسنذكر لكم أيضًا قصصًا عن التعاون في الإسلام، بالإضافة إلى المدة التي استغرقها حفر الخندق واختتام أحداث معركة الخندق.
وتعاون الصحابة في حفر الخندق
وقد قام بذلك النبي -صلى الله عليه وسلم- مع أصحابه في غزوة الخندق، وهي المعركة التي تحالفت فيها قريش مع عدد من قبائل العرب لقتال المسلمين في المدينة المنورة. فأتوها بعشرة آلاف مقاتل، وأقام النبي -صلى الله عليه وسلم- خندقًا حول «المدينة»؛ رداً على رأي الصحابي “سلمان الفارسي”.
وقد عمل المسلمون على حفر الخندق في ظل ظروف صعبة للغاية، حيث كان الطقس شديد البرودة، وكان لا بد من الانتهاء من الحفر في أسرع وقت ممكن، فقسم الرسول العمل بين أصحابه، وخصص لنفسه نصيبًا من العمل، فيحفر معهم ويحمل التراب بنفسه كباقي الصحابة. وكان إذا رأى أن الصحابة تعبوا كان يشجعهم على العمل، يردد: اللهم إن الدنيا هي عيش الآخرة، فاغفر للأنصار والمهاجرة. فيجيبونه مرددين: نحن الذين بايعوا محمداً على الجهاد ما بقينا.
وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يقوم بهذا العمل الشاق وهو ابن سبع وخمسين سنة، يضرب المثل الأعلى والقدوة الحسنة لأصحابه، وأنه كان مثلهم، يعمل كما يعملون، بذل جهد كما فعلوا.
وبفضل هذا التعاون أكمل المسلمون حفر الخندق في ستة أيام، رغم طوله وعرضه وعمقه، وصلابة الأرض الصخرية التي حفر فيها. ولما جاء المشركون فوجئوا بهذا الخندق، واندهشوا من قدرة المسلمين على إنجاز هذا العمل الجبار في هذا الوقت القصير وبهذه الأعداد. القلة.
قصص عن التعاون في الإسلام
تعاون الأطفال مع الوالدين
أمر الله تعالى نبيه إبراهيم -عليه السلام- ببناء الكعبة، ليحج إليها الناس ويزورونها من كل مكان وفي كل زمان. فأخبر إبراهيم -عليه السلام- ابنه إسماعيل -عليه السلام- بالأمر، فوافق على الفور وتعاون مع أبيه في هذا العمل العظيم، فانطلق. إلى المكان المخصص لبناء البيت، كان يجمع الحجارة، وكان والده يقوم بعملية البناء، حتى ارتفع البناء، وكان إبراهيم وولده يدعوان ربهما أن يتقبل منهما هذا العمل الصالح قائلين: “ ربنا تقبله منا. إنك أنت السميع العليم». (البقرة 127) فإستجاب الله دعاءهم.
مشروع الزواج
كان أحد الصحابة قد ذهب إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ليخدمه ويبيت معه عندما دعت الحاجة إلى الرسول، فقال له رسول الله: “” ألا هل تتزوج؟” فقال: يا رسول الله إني فقير ليس لي شيء. توقفت عن خدمتك فبقي صامتا. ثم عاد مرة ثانية فأعاد الجواب. ففكر الصحابي وقال: الله أعلم لرسول الله ما يصلح لي في الدنيا والآخرة، وما يقربني إلى الله، فإن قال لي الثالثة لفعلت. ، فقال له. ثالثا: “ألن تتزوج؟”
فقال يا رسول الله تزوجني. قال: «اذهب إلى بني فلان فقل: رسول الله يأمرك أن تزوجني فتاتك». فقال يا رسول الله: ليس عندي شيء (أي لا يملك شيئا). فقال – صلى الله عليه وسلم -: «اجمع وزراً لأخيك». نواة من ذهب.” فاجتمعوا له ومضوا إلى الناس وزوّجوه، وجمع له أصحابه شاة للعيد.
مساعدة المسؤول
فدعا عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- سعيد بن عامر لمساعدته وقال: يا سعيد نحن وليّك على أهل حمص، فقال: يا عمر، أسأل الله أن لا يفتننا أنا. فغضب عمر وقال: ويلك، لقد وضعت هذا الأمر في عنقي ثم تركتني!! والله لا أتركك. ثم وكله على حمص فقال: ألا نجعل لك رزقا؟ قال: فماذا أفعل به يا أمير المؤمنين؟! تبرعي من الخزينة يفوق حاجتي. ثم غادر إلى حمص.
شارك في بناء أول مسجد
أول خطوة قام بها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعد الهجرة هي إنشاء المسجد النبوي. وفي المكان الذي باركت فيه ناقته، أمر ببناء هذا المسجد، فاشتراه من غلامين يتيمين يملكانه، وساهم في بنائه بنفسه، فكان ينقل الطوب والحجارة ويقول:
اللهمّ لا عيش إلا عيش الآخرة، فاغفر للأنصار والمهاجرين
التعاون بين الزوجين
ويجب على الزوجة أن تساعد زوجها، كما فعلت أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما زوجة الزبير بن العوام. قالت أسماء – رضي الله عنها -: كنت أخدم الزبير كسائر البيت، وكان له فرس، وكنت أسويه وأعتني به، وهي رضي الله عنها. ، كان يطعمه ويسقيه. ثم يثقب الدلو، فينقل الحب فوقه من أرضه التي تبعد ثلثي فرسان.
كم من الوقت استغرق حفر الخندق؟
وقيل في مدة حفر الخندق: ستة أيام إلى شهر، كما ورد أن المسلمين عملوا في الخندق حتى كمل مؤنه ستة أيام، واختلفت الآراء في ذلك. وقيل: أربعة وعشرون يوما، أو عشرين يوما، أو خمسة عشر يوما، أو قريبا من الشهر، وهو الراجح، ومدة خمسة عشر يوما تعتبر قولا صحيحا، إذ المدة اللازمة لحفر الخندق مع الخندق. وأدوات الحفر القديمة والأرض الصخرية تتطلب هذه المدة، وهي نفس المدة التي يستغرقها وصول جيش العدو من مكة إلى… المدينة المنورة. وجعل الرسول على كل عشرة من المسلمين أن يحفروا أربعين ذراعا. وقد شارك الرسول صلى الله عليه وسلم في حفر الخندق مع أصحابه مما زادهم عزيمة رغم صعوبة المهمة. وتفاجأ الأعداء بحفر الخندق لأنه أسلوب جديد في القتال لم يكن معروفاً من قبل. وحاولوا دخول المدينة بكل الوسائل واختراق الخندق، فقاتلهم المسلمون.
أحداث معركة الخندق
وعندما وصل الطرفان إلى المدينة، فوجئوا بوجود الخندق. وكانت هذه الحيلة جديدة على العرب، فنزلوا بها وحاصروا المسلمين. وحاول عدد منهم اقتحامها أثناء الحصار، لكن المسلمين كانوا يمطرونهم بالسهام. واستمر الحصار أربعة وعشرين يومًا، وجاء رجل من بني اسمه نعيم بن مسعود. وأثناء الحصار ذهب غطفان إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ليعلن إسلامه، ولم يعلم بذلك أحد من قبائل الأحزاب. وبإسلامه تآمر على نصر المسلمين بين قريش ويهود بني قريظة، مما خلق بينهم العداوة وأشاع الفرقة في صفوفهم. وفي اليوم الأخير، أرسل الله تعالى على الأحزاب ريحًا شديدة في ليلة باردة، فقلبت عليهم قدورهم، وأسقطت خيامهم، وأطفأت نارهم. ولم يتمكن الطرفان من البقاء على هذه الحالة، وشاع الرعب في قلوبهم، فعادوا إلى ديارهم والخيبة تسبقهم، وانتهت الحرب وكفى الله عز وجل. وقاتل المؤمنون. واستشهد في هذه المعركة ستة من المسلمين، وقتل ثلاثة من المشركين.