تعريف الاخلاق في الاسلام

وفي هذا الموضوع نقدم لكم تعريف الأخلاق في الإسلام، وما هو مفهوم الأخلاق، وأهم النصائح لممارسة الأخلاق الإسلامية.

أخلاق مهنية

هناك درجات للأخلاق… ولا يصح أن نقول إن الإنسان ليس لديه أخلاق إلا إذا عرفنا ماذا نعني بذلك – وإلا سنكون معاديين للعالم أجمع ولبعضنا البعض.
وهي الأخلاق العامة التي لا يختلف الناس عليها، ولكنهم يختلفون في تقديم مبدأ على الآخر في أي موقف. وهذه لا تختلف من وقت لآخر أو بين الأماكن والأشخاص
والاتجاهات… هي التي تعطي الشرعية لأي قانون أو قرار أو فعل أخلاقي.
ومن أمثلة ذلك عدم إيذاء الآخرين، وصدق القول، وإيفاء المعروف، والوفاء بالوعد، وتقديم المصلحة العامة على الخاصة، ومساعدة الضعيف، واحترام الحرية، وإقامة العدل، والدفاع عن النفس ضد الاعتداء.
وهي الأخلاق التي تتفق عليها جماعة أو مهنة أو أمة، بحيث تصبح عادة يتعامل بها الجميع. وهي خاصة بظروف ومواقف معينة، وتختلف من شعب إلى آخر، وتتغير مع مرور الوقت. ويشترط ألا يتعارض مع الشرعية الإنسانية العامة وإلا أثار الاستياء.
ومن الأمثلة على ذلك التحية المناسبة، واستخدام اللغة المناسبة، والالتزام باللباس والمظهر، والسلوك المهذب مع الجنس الآخر. ونحن جميعا نعرف الاختلافات بين الثقافات فيما يتعلق بهذه الأخلاق.
فعندما يقول أحد الأشخاص إن الأخلاق مبادئ لا يمكن المساس بها – ويقول الآخر إنها نسبية ويمكن العمل بها – فإن كل رأي يتحدث عن درجة مختلفة من الأخلاق.
وعندما يقول قائل إن أخلاق الغرب والشرق لا تختلف وأن علينا أن نحترمهما – ويقول الآخر إن أخلاقهما تختلف عن أخلاقنا – فإننا نفهم أصل الخلاف.
وعندما أقول إن الأخلاق فطرية إنسانية وفوق الدستور والقانون والأعراف – فإننا نقبل رأي الخصم الذي يرى أن الأخلاق عادة مجتمعية أو دينية – فهو يتحدث عن شيء مختلف.
الإسلام لم يأت بقواعد أخلاقية جديدة، بل هو دين الفطرة -أي أنه يتوافق مع الأخلاق الطبيعية للإنسان في كل مكان وزمان- ولكن الرسول جاء ليتمم مساوئ الأخلاق ويلتزم بها المجتمع المسلم إلى هذه السلوكيات الأخلاقية دون معارضة الفضائل الإنسانية العامة.
تعريف الأخلاق

لغوياً: عرف ابن منظور كلمة الأخلاق بقوله: “والأخلاق: الخلق”. وقد تم تعريف الأخلاق في الموسوعة البريطانية بأنها: قسم من الفلسفة يهتم بما هو جيد وقبيح، وما هو صواب وما هو خطأ. (خليف، 2008، ص 16-17).
اصطلاحاً: عرّفها ابن مسكويه بأنها: “حالة النفس التي تدعو إلى أفعالها من غير تفكير ولا تأمل”.
ويعرفها الغزالي بأنها: “هي صورة ثابتة في النفس تدرك بها الأفعال بسهولة ودون عناء دون حاجة إلى تفكير وتأمل.
أهمية الأخلاق

تتجلى أهمية الأخلاق في الإسلام لعدة أسباب، منها ما يلي:
وقد اختار الرسول صلى الله عليه وسلم أن يكون غرض رسالته الدعوة إلى مكارم الأخلاق. وقد بين الرسول صلى الله عليه وسلم بهذا أهمية الأخلاق. ورغم وجود أمور كثيرة أهم من الأخلاق، مثل: الإيمان والعبادة، إلا أن الأخلاق تبرز أكثر أمام الناس. أكثر من سائر الأعمال الإسلامية، فالناس لا يستطيعون أن يروا عقيدة الشخص لأنها موجودة في القلب، ولا يرون عبادات، ولكنهم يرون الأخلاق ويتعاملون بها، فيقيم الناس دين الشخص بالنظر إليه. وبسبب تعامله معهم فإنهم يحكمون على صحته من خلال أخلاقه وسلوكه.
لقد عظم الإسلام الأخلاق الحميدة، لأنها ليست مجرد أخلاق، بل هي عبادة يؤجر عليها العبد، وهي من الأسس التي يتفاضل بها الناس يوم القيامة، والدليل هو: لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (إن أحبكم إلي وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة هو أحسنكم أخلاقاً، وأحسنكم أخلاقاً) معظم إن أبغض إلي من أبغض إلي). وأبعدنك عني يوم القيامة الثرثارين والمتشدقين والمبالغين. قالوا: يا رسول الله، نحن نعرف الثرثارين والمبالغين. وماذا عن المبالغة؟ قال : المتكبرون .
تعتبر الأخلاق أساس بقاء الأمم، وهي مؤشر انهيار الأمة أو استمرارها، لأن انهيار أخلاق الأمة هو انهيار كيانها، والدليل قوله تعالى: (و (إذ أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا).
تعتبر الأخلاق من أسباب المودة وإنهاء العداوة. قال الله تعالى: (ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم).
فالشخصية هي أفضل الجميلتين، إذ ينقسم الجمال إلى قسمين: الجمال الحسي، وهو الجمال الذي يتمثل بالمظهر والمظهر والهيبة والمنصب، والجمال المعنوي الذي يتمثل بالسلوك والذكاء والمعرفة، والآداب. وقد ذكر الله تعالى أن الإنسان له عورتان، أولهما عورة الجسد التي يسترها اللباس، وعورة الروح التي يسترها الأخلاق. وقد أمر الله بالستر، وذكر أن الستر المعنوي أهم من الحسي، والدليل قوله تعالى: (يا بني آدم إنا أنزلنا عليكم لباساً يستر سرايبكم وريشكم ولباس التقوى) ذلك خيرٌ ذلك من آيات الله لعلهم يتذكرون).
الأخلاق هدف

لقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم الأخلاق هدف رسالته، لأن أبرز ما يراه الناس في المسلم أخلاقه، وأما عقيدته فهي في القلب، ولذلك فهم تقييم الدين حسب أخلاق الشخص المتدين، وخير دليل على أهمية الأخلاق هو أن سكان إندونيسيا والملايو والفلبين وماليزيا اعتنقوا الدين الإسلامي من خلال تعاملهم مع التجار. المسلمين.
الأخلاق ليست مجرد سلوك إنساني، بل هي عبادة يترتب عليها الأجر والثواب من الله عز وجل في الآخرة، وهي أثقل الحسنات في الميزان.
الأخلاق مؤشر على بقاء الأمة أو انهيار كيانها. وقد عبر عن ذلك الشاعر أحمد شوقي قائلاً: إذا ابتلي قوم في أخلاقهم اندبوهم وانعوا عليهم.
إن الالتزام بالأخلاق الحميدة هو أحد أسباب انتشار المودة والبراءة من العداوة

‫0 تعليق

اترك تعليقاً