تعريف الزواج عند المالكية

تعريف الزواج عند المالكية، تعريف الزواج وحكمه، حكم الزواج عند جمهور الفقهاء، الزواج عند المذهب الشافعي، كل ذلك في هذه السطور التالية.

تعريف الزواج عند المالكية

أحدهما: أن يتزوج بكراً إلا إذا كانت حاجته إلى امرأة متزوجة أعظم. ومنها النظر إلى وجه ويدي المخطوبة للتأكد من أن جمالها يناسبه أم لا. بل يستحب النظر إلى وجه المرأة وكفيها، ظاهراً وباطناً، بشرطين: أحدهما: أن لا يقصد الاستمتاع بتلك النظرة. والثاني: أن يتأكد من رضاها عنه كزوج إذا كانت بالغة، أو من رضا وليها إذا كانت قاصراً. فإن لم يتيقن من ذلك الرضا حرم عليه النظر إذا كان النظر يترتب عليه فتنة محرمة، وإذا لم يترتب عليه فتنة كره. ويقال: إذا نظر إليها من غير متعة، ولم يترتب على نظره فتنة، فلا أصل للكراهة، لأن النظر إلى الأجنبية مع السلامة من الافتتان بها، ومن غير قصد المتعة جائز. والجواب أن النظر إلى المخطوبة مع العلم بأنها غير راضية عنه، كالزوج يشك في قصد المتعة، لأنه في هذه الحالة لا معنى للنظر إليها، فيكره لهذا السبب. والثالث: أنها عالمة، فلا يجوز له أن ينظر إليها دون علمها. ومنها الخطبة، وهي كل كلام يتضمن حمد الله، والصلاة والسلام على رسول الله، وآية من القرآن الكريم. فالخطبة تستحب بأربع: الأولى: الزواج أو من يمثله عند طلب الزواج. ويستحب للمتزوج أو من ينوب عنه أن يقول: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله كما اتقونه ولا تموتن إلا وأنتم هم مسلمون. واتقوا الله الذي تسألون به والأقربين. والحقيقة أن الله رقيب عليك. اتقوا الله وقولوا قولا طيبا } أما بعد فأنا أو موكلي فلان يرغب فيك ويريد الانضمام إليك والدخول في مجموعتك وتخصيص لك كذا وكذا من المهر فتزوجي له. والثاني ولي الزوجة أو وكيلها، وهو مكلف بالرد على الزوج في هذه الحالة بالخطبة، فيحمد الله ويصلي ويسلم على رسول الله وغير ذلك، ثم يقول: الآن استجبنا له عن ذلك، أو يعتذر منه. والثالث ولي المرأة أو من ينوب عنها عند العقد، فيؤمر أن يقول: الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد ذلك فإن ابنتي فلانة. لذلك أو موكلي متزوج منك. رابعاً: يؤمر الزوج أو من ينوب عنه أن يقول: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. أما فيما يلي فقد قبلت زواجها لنفسي أو لموكلتي بالمهر المذكور. ولا بأس بالفصل بين الإيجاب والقبول، وإن كان يضر بتقليله، كما هو واضح في الأمثلة المذكورة. ومنها إعلان الزواج، فيستحب تقديم الطعام أو اللعب بالدف، ويستحب تهنئة العروسين والدعاء لهما عند عقد الزواج وعند الدخول، مثل أن يقول لهما: بارك الله فيكما. منكم لأزواجه ويجعل منكم ذرية صالحة ويجمع بينكم في خير ورزق كثير وهكذا.

تعريف الزواج والزواج لغةً واصطلاحاً

النكاح في اللغة: يطلق على اللفظ العام والمراد به الجمع والجمع. وهو مأخوذ من قولهم: “الأشجار تتزوج إذا اجتمع بعضها ببعض”، ومن قولهم: “المطر يتزوج الأرض” إذا خالط ترابها أو اعتمد عليها. وأصل الزواج في كلام العرب هو الجماع، ولهذا سمي الزواج زواجا لأنه سبب للجماع المباح. والزواج في اللغة يعني الاقتران والارتباط. ومنها قوله تعالى: {احشروا الذين ظلموا وأزواجهم وما كانوا يعبدون} أي أزواجهم. “بِبِحْرِ عَيْنٍ” أي قرونهم. ثم شاع استخدام هذه الكلمة للإشارة إلى العلاقة بين الرجل والمرأة بشكل مستمر لغرض الإنجاب والتدجين.

الزواج عند الفقهاء

والمعنى الشرعي لكل من الزواج والنكاح هو ما يعطى للعقد الذي يعطي كل من الزوجين الحق في التمتع بالآخر على وجه مشروع.
وقد عرفه العلامة محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله- بأنه: (عقد بين رجل وامرأة، يراد به أن يستمتع كل منهما بالآخر، وتكوين أسرة صالحة، ومجتمع مسلم) ومن هنا نأخذ أن عقد الزواج لا يقصد به مجرد الاستمتاع، بل يقصد به معنى آخر، وهو: تكوين أسر صالحة ومجتمعات سليمة، ولكن قد يغلب أحد الهدفين على الآخر لاعتبارات معينة، حسب ظروف الشخص.

حكم الزواج:

ويختلف حكم الزواج باختلاف الشخص. وقد يكون واجباً، وقد يكون مندوباً أو مندوباً، أو مكروهاً أو محرماً، ويرتبط بالقدرة المالية والجنسية. ويجب على من استطاع إليه سبيلا، ويخشى المشقة والضرر على دينه من العزوبة. وفي حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((يا معشر الشباب، من استطاع منكم القدرة على ذلك فليتزوج، ومن لم يستطع فليصوم فهو له ويأتي)) ويستحب للقادر الذي لا يخاف المشقة والأذى، ويأمن السقوط. في المحرم، ويكره تركه بلا عذر. وفي حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: «جاء ثلاثة قوم إلى بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يسألون عن عبادة النبي، وصلى الله عليه وسلم. فلما أخبروا كأنهم قالوا ذلك، فقالوا: أين نحن من النبي صلى الله عليه وسلم؟ غفر الله له. ما هو ذنبه السابق وما هو ذنبه المستقبلي؟! فقال أحدهم: أما أنا فإني لا أزال أصلي الليل. وقال الآخر: أنا أصوم ولا أفطر. وقال آخر: أنا أعتزل النساء ولا أتزوج أبداً. ثم جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((أنتم الذين قلتم: كذا وكذا؟ نعم والله إني لأتقى الله وأنا أخشى الناس)) إني أتقيكم، ولكني أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني».

‫0 تعليق

اترك تعليقاً