تعريف الزواج في الاسلام

تعريف الزواج في الإسلام، ما هو مفهوم الزواج الإسلامي، وهل يختلف كثيراً عن الزواج التقليدي. سنتعرف على كل هذا في هذا المقال.
الزواج من أهم مراحل الحياة التي يمر بها الإنسان. وينقله من مرحلة الاستهتار إلى مرحلة الاستقرار. لقد أصبح مسؤولاً عن بيت وزوج أو زوجة، يعتني كل منهما بالآخر، ويحافظ عليه، ويوفر له الراحة عند حاجته إليها. الزواج ليس مجرد وسيلة شرعية لإشباع شهوة الإنسان! بل هو أعلى من ذلك بكثير. لقد قدس ديننا الكريم العلاقة الزوجية وفرض لها معايير وشروط تضمن الزواج الناجح وبناء الأسرة الصالحة.

تعريف الزواج


الزواج لغة

وهو ارتباط شيء بالآخر، وازدواجيتهما؛ أي: أصبح كل منهما زوجاً للآخر بعد أن كان كل منهما فرداً.
ومنه

المعانقة، كأن يحتضن الزوج زوجته إلى صدره، كما تحتضن أم الصبي ولدها إلى صدرها، في حنان وشوق ورحمة. ويسمى أيضاً بالعقد والجماع.[2].
الزواج عند الفقهاء

المعنى الشرعي لكل من الزواج والنكاح هو ما يعطي للعقد الذي يعطي كل من الزوجين الحق في التمتع بالآخر بطريقة مشروعة.[3].
وقد عرّفه العلامة محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله- بأنه: (عقد بين رجل وامرأة، يقصد به أن يستمتع كل منهما بالآخر، وتكوين أسرة صالحة، ومجتمع مسلم) ومن هنا نأخذ أن عقد الزواج لا يقصد به مجرد الاستمتاع، بل يقصد به معنى آخر، وهو: تكوين أسر صالحة ومجتمعات سليمة، ولكن قد يغلب أحد الهدفين على الآخر لاعتبارات معينة، حسب ظروف الشخص.

الحكمة من الإكراه على الزواج


الزواج هو إقامة المرأة والرجل

الزواج طمأنينة ومودة ورحمة بين الرجل وزوجته. وعلى كل منهما أن تتقي الله في زوجها وتكون عوناً له وسنداً له طوال حياته، وتقوي سنده وتحفظ أسراره، وترعى ماله وشؤونه ولا تظلمه، فكل منهما تجد فيه الملاذ والأمان. الآخر.
لمنع اختلاط الأنساب

لقد فرض الله الزواج من أجل تنظيم غريزة الإنسان الجنسية وما ينتج عنها من إنجاب. وبدونها يجوز للرجل أن يتزوج أخته دون أن يعلم أو يعلم. ولذلك فإن أهمية الزواج تكمن في انتماء الأبناء الواضح لأبيهم وأمهم وبأوراق رسمية تمنع اختلاطهم مستقبلاً. وهنا نفهم أيضًا سبب تحريم الإسلام للتبني. ولا يجوز للمسلم أن يأخذ طفلاً ليس من أسرة متماسكة وينسبه إلى نفسه، لما لذلك من عواقب وخيمة في المستقبل.
بناء المجتمع

الأسرة هي الخلية الأولى التي يتكون منها المجتمع. فإذا كانت الأسرة صالحة ومتماسكة يكون المجتمع قويا. ولذلك يحثنا الإسلام على رعاية الأسرة، ومراعاة حقوق الأقارب، وحفظ حقوق الأبناء، وتربيتهم تربية سليمة صحيحة على أسس دينية سليمة. كل هذا لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال الزواج الناجح. النواة الأولى لعائلة صالح
نية الزواج

وعن عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما ظن) مقصودًا، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها، أو امرأة ينكحها، فهجرته إلى ما ينكحه هاجر إليها.) [متفق عليه].
وبالنية الصالحة ابتغاء وجه الله تتحول العادة إلى عبادة. عندما يتزوج الناس فإن بعضهم يسعى إلى الثروة والغنى، ومنهم من يسعى إلى حماية نفسه. النية مهمة في كل هذا.
إذا وافق المسلم على الزواج، عليه أن يضع في اعتباره أنه يستعد لتكوين بيت مسلم جديد وتكوين أسرة. إخراج رجال ونساء أكفاء إلى العالم الإسلامي، وإعلامه بأن الزواج خير لدينه ودنياه، كما أنه يجلب له الحماية والعفة.
الزواج نصف الدين

الزواج يقوي الرجل والمرأة، فيوجهان طاقاتهما إلى المجال الصحيح. لخدمة الدين؛ وإعمار الأرض، ويجب على كل منهما أن يدرك دوره الخطير والكبير في إصلاح شريك حياته وتمسكه بدينه، ويجب أن يكون له دور إيجابي في دعوته إلى الخير، ودفعه إلى الطاعة، ومساعدته. فيه، وتهيئة له الجو المناسب للتقرب إلى الله، وألا يكون فتنة له في دينه. ولا تشغله عن المسارعة إلى الخيرات، فإن الزوجة الصالحة نصف دين زوجها. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «من رزق الله امرأة صالحة فقد أعانه». على نصف دينه فليتق الله في النصف الباقي). [الحاكم].
الحب والزواج

ينمو شعور الحب الحقيقي بين الزوجين عندما يتعامل كل منهما مع الآخر بشكل جيد. وقد نبتت بذورها قبل ذلك خلال مرحلة الخطوبة. وقد نمت بينهما المودة والرحمة حيث ينمي هذا الحب ويطهر مشاعر الألفة. وليس صحيحاً أن نقول إن الزواج يقتل الحب ويميت العواطف. بل إن الزواج الحقيقي المتساوي، المبني على التفاهم والتعاون والمودة، هو الوسيلة الحيوية والطريق الطيب والطاهر للحفاظ على المشاعر النبيلة بين الرجل والمرأة، لدرجة ما جاء في ما ورد عن لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لم يُرى مثل الزواج بين المتحابين). [ابن ماجه، والحاكم].
الزواج ليس وسيلة للاختلاط الجسدي والحسي بين الرجل والمرأة فحسب، بل هو الطريق الطبيعي للأشخاص ذوي الطبع السليم إلى الاختلاط العاطفي والرضا النفسي والاندماج العاطفي، لدرجة أن كل زوج هو ثوب لجسده. والآخر يغطيه ويحميه ويدفئه. قال الله تعالى: {هم لباس لكم وأنت لباس لهم}. [البقرة: 187].
تبادل مشاعر الحب بين الزوجين يقوي الرابطة بينهما، فالحب شيء خلق الله عليه الناس، وهو رابطة قوية بين الرجل وزوجته. فهو السلاح الذي يشقون به طريقهم في الحياة، وهو ما يعينهم على تحمل مصاعب الحياة ومتاعبها.

لقد اهتم الإسلام بالعلاقة بين الرجل والمرأة قبل الزواج وبعده


وقد حرص على إقامة مستوى معقول من التعارف بينهما، مما أتاح الفرصة المناسبة لإيجاد نوع من المودة التي تنمو مع الأيام التي تلي الزواج، فسمح للخاطب برؤية خطيبته ليكون ذلك سبباً في ديمومتها. المودة بينهما. وقال صلى الله عليه وسلم لرجل أراد أن يخطب امرأة: (انظر إليها فإنه أقرب أن يكون بينكما السلام) [الترمذي والنسائى
وابن ماجه].
إلا أنه حرص على وضع ضوابط قانونية واضحة وصريحة. لتبقى علاقة خير وبركة… وشدد على تحريم كل ما يؤدي بهذه العلاقة إلى الحضيض، ونهى عن كل ما يقترب من الفحشاء والفجور. النهي عن الاختلاط الفاسد والخلوة ونحو ذلك.

نتيجة الغزو الفكري للمجتمعات الإسلامية


بدأت العلاقات غير المشروعة تنتشر بين الشباب والفتيات قبل الزواج، تحت شعارات كاذبة ومضللة، بحجة الحب والتعارف، وأن هذا هو الطريق الصحيح لزواج ناجح، لكن هذا الأمر باطل. ومن ينظر بعناية إلى ما يحدث حولنا يجد أن خسائر هذه العلاقات فادحة، وعواقبها وخيمة، وكم من زيجات فشلت؛ لأنه بدأ بمثل هذه العلاقات، وكم دمرت من أسرة؛ لأنها نشأت في ظلال الفتن واتباع الشهوات.

‫0 تعليق

اترك تعليقاً