تعريف الزواج في علم الاجتماع، وما أهمية الزواج، وأهم شروط الزواج، وفوائد الزواج، كلها في هذه السطور التالية.
تعريف الزواج في علم الاجتماع
الزواج هو اتحاد مدعوم اجتماعيًا يضم شخصين أو أكثر فيما يعتبر ترتيبًا مستقرًا ومستمرًا يعتمد جزئيًا على رابطة جنسية من نوع ما. اعتمادًا على المجتمع، قد يتطلب الزواج عقوبة دينية و/أو مدنية، على الرغم من أن بعض الأزواج يمكن اعتبارهم متزوجين بمجرد أن يعيشوا معًا لفترة من الوقت (زواج القانون العام). على الرغم من أن مراسم الزواج وقواعده وأدواره قد تختلف من مجتمع إلى آخر، إلا أن الزواج عالمي ثقافيًا، مما يعني أنه موجود كمؤسسة اجتماعية في جميع الثقافات.
الزواج يخدم عدة وظائف. في معظم المجتمعات، يتم تعريف الأطفال اجتماعيًا من خلال تحديد روابط القرابة مع الأم والأب والأقارب الممتدة. كما أنه يساعد على تنظيم السلوك الجنسي ونقل وصيانة أو تعزيز الملكية والهيبة والسلطة، والأهم من ذلك أنه أساس مؤسسة الأسرة.
أهداف الزواج
الزواج ضرورة شرعية لأنه الوسيلة المثالية لإشباع الرغبات وإقامة العلاقات الاجتماعية للحفاظ على التواصل بين الأسر. ولذلك كان الهدف من الزواج هو تحقيق الاستقرار النفسي والاجتماعي، وتحقيق المودة والرحمة بين الزوجين، وتقاسم أعباء الحياة ومسؤولياتها. ومن الأمور البديهية في مبادئ شريعتها الإسلامية أنها تحارب الرهبنة. لأنه يتعارض مع طبيعة الإنسان، ويتعارض مع ميوله، لذلك كان للزواج أهداف كثيرة، نذكر منها:
– الحفاظ على النوع البشري.
– الحفاظ على الأنساب.
– سلامة المجتمع من الانحطاط الأخلاقي.
– سلامة المجتمع من الأمراض.
– السكن الروحي والنفسي .
– تعاون الزوجين في بناء الأسرة وتربية الأبناء.
– يلهب شغف الأبوة والأمومة.
حكم الزواج
ويختلف حكم الزواج باختلاف الشخص. وقد يكون واجباً، وقد يكون مندوباً أو مندوباً، أو مكروهاً أو محرماً، ويرتبط بالقدرة المالية والجنسية. ويجب على من استطاع إليه سبيلا، ويخشى المشقة والضرر على دينه من العزوبة. وفي حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((يا معشر الشباب، من استطاع منكم القدرة على ذلك فليتزوج، ومن لم يستطع فليصوم فهو له ويأتي)) ويستحب للقادر الذي لا يخاف المشقة والأذى، ويأمن السقوط. في المحرم، ويكره تركه بلا عذر. وفي حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: «جاء ثلاثة قوم إلى بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يسألون عن عبادة النبي، وصلى الله عليه وسلم. فلما أخبروا كأنهم قالوا ذلك، فقالوا: أين نحن من النبي صلى الله عليه وسلم؟ غفر الله له. ما هو ذنبه السابق وما هو ذنبه المستقبلي؟! فقال أحدهم: أما أنا فإني لا أزال أصلي الليل. وقال الآخر: أنا أصوم ولا أفطر. وقال آخر: أنا أعتزل النساء ولا أتزوج أبداً. ثم جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((أنتم الذين قلتم: كذا وكذا؟ نعم والله إني لأتقى الله، وأنا أتقى الناس)) منكم، ولكني أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني».
الخصائص الاجتماعية للزواج
يعتبر الزواج في معظم المجتمعات عقدًا اجتماعيًا وقانونيًا دائمًا وعلاقة بين شخصين مبنية على الحقوق والواجبات المتبادلة بين الزوجين. غالبًا ما يعتمد الزواج على علاقة رومانسية، رغم أن هذا ليس هو الحال دائمًا. ولكن بصرف النظر عن ذلك، فإنه عادة ما يشير إلى وجود علاقة جنسية بين شخصين. ومع ذلك، فإن الزواج لا يحدث فقط بين الشركاء المتزوجين، بل يتم تقنينه كمؤسسة اجتماعية بطرق قانونية واقتصادية واجتماعية وروحية/دينية.
تبدأ مؤسسة الزواج عادة بفترة من الخطوبة تبلغ ذروتها بدعوة للزواج. ويلي ذلك حفل زواج، حيث يمكن تحديد الحقوق والمسؤوليات المتبادلة على وجه التحديد والاتفاق عليها. في العديد من الأماكن، يجب على الدولة أن تجيز الزواج حتى يعتبر صحيحًا وقانونيًا، وفي العديد من الثقافات، يجب على السلطة الدينية أن تفعل الشيء نفسه.
في العديد من المجتمعات، بما في ذلك العالم الغربي والولايات المتحدة، يعتبر الزواج على نطاق واسع أساس الأسرة وأساسها. ولهذا السبب غالباً ما يتم الترحيب بالزواج اجتماعياً مع توقعات فورية بأن الزوجين سينجبان أطفالاً، ولهذا السبب غالباً ما يتم تصنيف الأطفال المولودين خارج إطار الزواج بوصمة عدم الشرعية.
ولأن الزواج معترف به بموجب القانون والاقتصاد والمجتمع والمؤسسات الدينية، فإن فسخ الزواج (الإبطال أو الطلاق) يجب أن يشمل بدوره فسخ علاقة الزواج في كل هذه المجالات.
معوقات الزواج
هناك عدة أسباب تدفع الفرد إلى تأخير الزواج أو الابتعاد عنه لأسباب عديدة، منها:
1- أسباب اقتصادية:
البطالة تمنع الشباب من الحصول على فرصة عمل تدر دخلاً لهم لتوفير السكن المناسب وتحل أعباء الزواج.
ارتفاع تكاليف المعيشة وارتفاع الأسعار.
الحالة الاقتصادية والدخل المنخفض.
2- أسباب عائلية:
المتطلبات المادية المفرطة من جانب الأسرة.
ارتفاع أسعار المهور وتفكير الأسر.
اهتمامات الشباب والشابات بسبب والديهم في اختيار الطرف الآخر.
3- أسباب اجتماعية:
لقد تأثر المجتمع العربي بالمجتمع الغربي، وخاصة في العلاقات بين الشباب.
سلوك غير منضبط في المجتمع.
تعتبر مشكلة السكن من أساسيات الاستقرار الأسري.
4- أسباب شخصية:
هناك بعض العوامل النفسية التي يمكن أن تسبب زيادة في معدلات الامتناع عن الزواج.
إنشاء محاكم الأسرة ومحاكم الأحوال الشخصية وظهور تشريعات وقوانين العلاقات الزوجية لأتفه الأسباب.
يتضح لنا أن الزواج من أقدم التنظيمات الموجودة في المجتمعات على مر الزمن، ويختلف بين المجتمعات من حيث القيم الاجتماعية والأخلاقية وحتى الجوانب الاقتصادية، وتتغير أنماطه مع مرور الوقت وفق المؤشرات التي تعمل على التأثير على هذا.