ونقدم لكم تعريف المراهقة بشكل شامل وصحيح، مع طرق التعامل مع هذه الفترة العمرية بكل سهولة.
مراهقة
إنها فترة متقلبة وصعبة على الإنسان، وتمثل الاختبار الأول له في حياته الممتدة، إذ يتأثر مستقبل الإنسان وحضارة الأمم بشكل كبير بمراهقة أفرادها.
يدل على اقتراب الفرد من مرحلة النضج الجسدي والعقلي والاجتماعي والنفسي. وتجدر الإشارة هنا إلى أن مرحلة المراهقة ليست مرحلة النضج الكامل، بل هي مجرد مرحلة تؤدي نتائجها وأحداثها إلى النضج.
الفرق بين المراهقة والبلوغ
المراهقة هي تغيرات جسدية وعقلية وعاطفية واجتماعية، أما البلوغ فهو تغير جسدي يدل على أن الفرد أصبح قادرا على الإنجاب. بمعنى آخر، البلوغ هو مرحلة فرعية ضمن مراحل المراهقة، وعادة ما يكون العلامة الأولى التي تشير إلى بداية فترة المراهقة. وهناك من يعتبرهما مترادفين؛ البلوغ يعني المراهقة، وهناك من يعتبر البلوغ العلامة المميزة كبداية المراهقة، ومنهم من يعتبر المراهقة أعم؛ البلوغ يتعلق بالتطور الجنسي أو التطور العضوي والجنسي، والمراهقة تشمل كل شيء آخر.
مراحل المراهقة
قسم علماء النفس مرحلة المراهقة إلى ثلاثة أقسام، وذلك لاختلاف فترة المراهقة بين مجتمع وآخر، وهي:
المرحلة الأولى من المراهقة: من الفترة 11 – 14 سنة، وتتميز بالتغيرات البيولوجية السريعة.
مرحلة المراهقة المتوسطة: من الفترة 14 – 17 سنة، وهنا تكتمل التغيرات البيولوجية.
المراهقة المتأخرة: من الفترة 18 – 25 سنة، وفي تلك المرحلة يتحول الفرد إلى بالغ في المظهر والسلوك.
أهمية مرحلة المراهقة
تعتبر مرحلة المراهقة مرحلة انتقالية خطيرة في حياة الإنسان. وفي مرحلة الطفولة المتوسطة والمتأخرة نجد أن حياة الطفل تتميز بالهدوء والتوازن، والعلاقات الاجتماعية التي تسير بسلاسة وسهولة. رأينا أن الطفل يندمج مع أصدقائه، ويشاركهم في اللهو والترفيه وأوقات الفراغ، وينشغل الطفل بالعالم الخارجي الذي يحيط به أكثر من انشغاله بنفسه.
مع بداية مرحلة البلوغ، والتي تعتبر جسراً أو ممراً يربط مرحلة الطفولة المتأخرة بالمراهقة، تحدث تغيرات في حياة الطفل تشمل كيانه الجسدي والعقلي والعاطفي والاجتماعي. تتحول اتجاهات الطفل وميوله وأفكاره ومعتقداته إلى اتجاهات مختلفة ومتضاربة. وينتقل من الأشياء الملموسة إلى الأشياء المعنوية والفكرية. فهو ينتقل من مرحلة يكون فيها معتمداً. على الآخرين إلى مرحلة يعتمد فيها على نفسه، بل يميل إلى التحرر من سلطة والديه والخروج عنها، والتشبث بجماعته وأصدقائه، والإخلاص لهم، وتكوين العلاقات. عاطفياً معهم، يتطور البحث عن المثل العليا والاكتفاء الذاتي، وتستيقظ الدوافع الجنسية، وتتوسع العلاقات الاجتماعية، ويزداد الاهتمام بالآخرين، ويبدو أن الفرد لديه القدرة على نقد وتحليل وفهم الأمور والقيم التي قد لا تكون كذلك. تكون متوافقة مع نموه المفاجئ وخبراته المحدودة.
ونظراً لأهمية مرحلة المراهقة فقد اهتم العديد من العلماء والباحثين بهذه المرحلة وعلى رأسهم أرنولد جيزيل ومعاونيه. ينظر هول إلى فترة المراهقة على أنها (الولادة الجديدة للفرد) وهي فترة من الانفعالات والتوتر والشدة. ولذلك أطلق على نظرية هول اسم “العاصفة” أو “الأزمة”. وهو في رأيه يتضمن تغييرات كبيرة في الحياة. إنها ولادة من نوع جديد تصاحبها توترات ومشاكل لا يمكن تجنبها. تحيط به الأزمات والضغوط النفسية والاجتماعية.
خصائص التطور في مرحلة المراهقة
تعتبر مرحلة المراهقة من أهم المراحل التي يمر بها الإنسان لأنها تعمل على تحديد هويته وطريقة تفكيره. وتتميز خصائص هذه المرحلة بأن الإنسان ينتقل من مرحلة الاعتماد الكامل على الأسرة إلى مرحلة الاستقلال، والتي تتغير فيها مشاعر الشخص لتتحول إلى حب الاستقلال والأخذ برأيه واعتباره. رأي مهم يجب العمل به، ويمكننا تقسيم جوانب مرحلة النمو في مرحلة المراهقة إلى النقاط التالية:
التقدم نحو النضج الجسدي
في مرحلة المراهقة أول علامة تظهر على الإنسان هي التغير السريع في النمو الجسدي، مما يخلق حالة من التوتر والاضطراب لديه، مما يؤثر عليه ويتسبب في ظهور البثور في أماكن مختلفة من الجسم، مثل ظهورها في منطقة الوجه بشكل خاص. والسبب الرئيسي لذلك هو خلل في الإفرازات الغدية، والإفراط في استهلاك الطاقة، وعدم وجود رعاية صحية جيدة، وسوء اختيار الأطعمة التي تؤدي إلى فقر الدم.
التقدم نحو النضج العاطفي
تظهر أعراض المراهقة لدى الشباب دائما على شكل ردود أفعال عنيفة ومبالغ فيها. ستجد أنه خلال هذه الفترة تكثر المشاجرات والمشاحنات مع كل من يحب من أهله وأصدقائه وإخوانه. قد تجد أن أسباب المشاجرات بسيطة ولا تحتاج إلى كل هذه المشاجرات. إلا أن استجابات المراهق تميل إلى العصبية، والعنف، والصراخ، والتهديد، والسب، وذلك من أجل إظهار نفسه وجذب الانتباه، ومع الوقت واقترابه من مرحلة النضج، تبدأ جميع هذه الأعراض بالاختفاء.
عدم الاتساق في السلوك
خلال مرحلة المراهقة، تتسم تصرفات المراهق وقراراته بعدم الاستقرار. فمثلاً في بعض المواقف تجده يوجهها بحزم وحذر، وفي حالات أخرى تكون ردود أفعاله غير طبيعية ومتهورة، وقد تصل إلى حد البكاء على أشياء لا تتطلب ذلك. يشعر في هذه المرحلة بنوع من الضعف أمام المشاكل التي يواجهها. وبعد ذلك تبدأ كل هذه الأعراض بالاختفاء، وتظهر عليه علامات الثقة والثبات في كافة المواقف التي يواجهها.
– الخجل والميل نحو العزلة والانطواء
يعود السبب الذي يجعل المراهق يشعر بالخجل والعزلة والانطواء إلى شعوره بعدم الثقة بالنفس وضعف العلاقات الاجتماعية، وذلك بسبب حدوث العديد من التغيرات الجسدية لديه، خاصة في الجوانب الجسدية، التي تؤثر عليه وتضعه في مكانه. منه في مرحلة الهروب والانسحاب من أي نشاط جماعي، والعزلة عن الآخرين.
أحلام اليقظة والخيال
تعد أحلام اليقظة من أبرز السمات النمائية لدى المراهقين، حيث يلجأ المراهق إلى استخدام خياله من أجل تعويض وتحقيق جميع أحلامه التي لا يستطيع تنفيذها على أرض الواقع، فتجده في حالة من الانفعال وغير قادر على التواصل معها. الآخرين رغم وجودهم معهم.
حب
تعد العواطف العاطفية من أهم خصائص التطور في مرحلة المراهقة. ستجد أن المراهق يميل دائماً إلى إظهار حبه للآخرين وأنه يحتاج إليهم، وخاصة الجنس الآخر، فتتحول اهتماماته إلى تكوين الصداقات والعلاقات العاطفية، التي يعمل على تكوينها، وقضاء الكثير من الوقت معهم. والذي قد يصبح… أكثر من كونه مع عائلته.
الغضب الزائد والتمرد
وتعتبر من الخصائص التي تظهر على المراهق، فهو يحاول دائماً الخروج عن القوانين والعادات المتبعة في الأسرة، ويحاول الاستقلال عنها في أفكاره وتصرفاته وحتى معيشته.
أهم التحديات والمشكلات التي يمر بها المراهقون
العصبية ووحدة التعامل: يتوتر المراهق، ويزداد عناده وعصبيته على أمل تحقيق مطالبه، ولا يبالي بمشاعر الآخرين أو بطريقة تحقيق مطالبه.
التمرد والفردية: يشتكي معظم المراهقين من أن والديهم لا يفهمونهم ولا يؤمنون بالحق في حياة مستقلة. ولذلك يلجأ المراهق إلى التحرر من اتجاهات ورغبات والديه في عملية تأكيد نفسه وآرائه وأفكاره أمام الناس. ولأن معظم المراهقين يؤمنون بعدم وجود أي سلطة أعلى منه أو أعلى منه، يلجأ المراهق إلى خرق تلك القوانين والسلطات، وبالتالي تتشكل لديه حالة من التمرد على كل ما هو أعلى أو أكبر.
الصراع الداخلي: يزداد الصراع الداخلي لدى المراهق مع دخوله واختراقه لهذه المرحلة. وتحدث هذه الصراعات بسبب الاختلاف بين واقع الأشياء وتفكيره الحالي.
المشاكل الجنسية والعادة السرية: يعاني المراهق من زيادة الرغبة الجنسية، ومشاهدة الأفلام الإباحية، وممارسة العادة السرية في بعض الأحيان، الأمر الذي قد يتعارض مع العديد من التقاليد الاجتماعية والقيم الدينية لدى المراهق، والتي في الغالب تنظر إلى الأمور الجنسية بتحفظ شديد بين المراهقين. .