تعريف المصطلح العلمي. وسنتعرف الآن على تعريف المصطلح العلمي، وما هو المفهوم الحقيقي للمصطلح العلمي، وما هي أهم خصائص المصطلح العلمي.
مؤتمر
الاصطلاح هو اتفاق الناس على تسمية الشيء باسم يدل على أصله، ونقل اللفظ من معنى لغوي إلى معنى آخر، للمناسبة بينهما. وقيل أن جماعة اتفقوا على وضع اللفظ بالنسبة إلى المعنى. وقيل: أخذ الشيء من معنى لغوي إلى معنى آخر ليبين المقصود. قيلت كلمة معينة بين قوم معينين.
مصطلح علمي عربي
ولم يكن للعرب في الجاهلية مصطلحات علمية، إذ كانوا لا يزالون في مرحلة البداوة والحياة الطبيعية. ولما جاء الإسلام إلى بلادهم رأوا فيه شريعة إلهية بواجبات لم يكونوا يعرفونها، كالصلاة المفروضة على المسلم، ومعناها الأصلي الدعاء.
وانتقلت إلى الفريضة المعروفة شرعا، كالصوم وهو في اللغة الإمساك، فدل شرعا على الإمساك عن الطعام من أول الفجر إلى غروب الشمس، والزكاة التي كانت دلالة على النمو، صارت دلالة شرعية على ما له من مال. يعطي صاحبه للفقراء والمساكين، وكان مثل الحج يدل على معنى النية، فأصبح في الشرع يدل على نية الذهاب إلى الكعبة في أشهر أوقاتها. والإحرام والطواف والشعائر المعروفة. وهذه الواجبات يتبعها واجبات قد حددت لها شروط، مثل ما بعد الصلاة، كالوضوء، والتيمم، والركوع، والقيام، والسجود. ولم يحدث هذا في العبادات وحدها، بل حدث في المعاملات وفي كثير من فروع الشريعة والفقه. وبدأت تظهر حول القرآن علوم كثيرة، مثل علم القراءات ومصطلحاته، ومثل هذه العلوم
الاختلافات بين المفهوم والمصطلح والتعريف
1- المفهوم عبارة عن فكرة أو صورة ذهنية تتشكل من خلال التجارب المتعاقبة التي يمر بها الفرد؛ سواء كانت هذه التجارب مباشرة أو غير مباشرة، على سبيل المثال: يتشكل المفهوم الصحيح لـ “الصلاة” من خلال خبرة المتعلم التي يكتسبها في المراحل التعليمية المختلفة، ومن خلال أدائه الصحيح للصلاة، ومفهوم المتعلم “الإنفاق على الصلاة”. “في سبيل الله” يتم تشكيلها أيضًا. ومن خلال المعرفة المقدمة له في محتوى مناهج التربية الإسلامية، ومن خلال مواقف حياتية مختلفة، يتميز كل مفهوم بمجموعة من الصفات والخصائص التي تميزه عن غيره. ويختلف مفهوم “الزكاة” مثلا عن مفهوم “الحج”.
كما يشترك جميع أفراد المفهوم في الخصائص والخصائص التي تميزه عن المفاهيم الأخرى. “الركوع” مثلا هو أحد أعضاء مفهوم الصلاة، ويختلف عن أحد أعضاء مفهوم الحج، كالطواف مثلا ونحوه.
وتعتبر خصائص التجريد والتعميم من أهم خصائص المفهوم. فمفهوم “الإنفاق” على سبيل المثال، هو أحد المفاهيم غير الملموسة، ويتجسد في الأموال التي تنفق في سبيل الله. وهو في الوقت نفسه مفهوم عام يشمل: الإنفاق بالمال، أو الجهد، أو الوقت.
2- يختلف المفهوم عن المصطلح في أن المفهوم يركز على الصورة الذهنية، بينما يركز المصطلح على الدلالة اللفظية للمفهوم، والمفهوم يسبق المصطلح، فكل مفهوم هو مصطلح وليس العكس حولها، ويجب التأكيد على أن المفهوم ليس هو المصطلح، بل هو محتوى هذا المصطلح. الكلمة، ومعنى هذا المصطلح في ذهن المتعلم؛ ولهذا السبب فإن تعريف الكلمة أو المصطلح يعتبر “الدلالة اللفظية للمفهوم”، وبالتالي يمكن القول أن كلمة الصلاة، على سبيل المثال، ما هي إلا مصطلح لمفهوم معين ناتج عن تحقيق المراد. العناصر المشتركة بين الحقائق التي فيها التكبير وقراءة القرآن والقيام والركوع والسجود والتشهد والتسليم، وكلمة «الحج» مصطلح لمفهوم معين ناتج عن إدراكنا للقواسم المشتركة. العناصر بين مثل الإحرام، والطواف حول الكعبة، والسعي بين الصفا والمرة، والوقوف بعرفة، والنزول». وفي مزدلفة الرجم أو الحلاقة أو التقصير…، واللافت في كلمتي (الصلاة والحج) أنه تم أولاً تحديد أوجه التشابه والاختلاف في خصائص كل كلمة، ثم تم تحديد الخصائص أو العناصر المتشابهة، و وتم وضعهم في مجموعات أو فئات تسمى بمفهوم (الصلاة – الحج). ).
3- كلمة “مصطلح” و “مصطلح” مترادفان في اللغة العربية، وهما مشتقتان من “مصطلح” (جذرها صلح) أي: “متفق عليه”. لأن المصطلح أو الاصطلاح يدل على اتفاق أصحاب تخصص معين على استخدامه للتعبير عن مفهوم علمي محدد، ومن يدقق في المصنفات العربية التقليدية يجد أنها تتضمن كلمتي: “المصطلح” و”الاصطلاح” كما “و” الاصطلاح هو اتفاق الناس على وضع الشيء، وقيل: إخراج الشيء عن معناه اللغوي إلى معنى آخر لبيان المراد. إن المصطلح هو مفتاح العلم عند الخوارزمي. وقد قيل: فهم الاصطلاح نصف العلم. لأن المصطلح كلمة تعبر عن مفهوم، والمعرفة هي مجموعة من المفاهيم المرتبطة ببعضها البعض على شكل نظام. وقد تعاظمت أهمية المصطلح وتزايد دوره في المجتمع المعاصر الذي أصبح يوصف بـ”مجتمع المعلومات” أو “مجتمع المعرفة”، حتى أن شبكة المصطلحات العالمية في فيينا بالنمسا اعتمدت شعار “لا المعرفة بلا مصطلحات.” (علي القاسمي).
4- التعريف في اللغة: من عرف الشيء؛ أي: علمه، وعرف الأمر؛ أي: عرف به غيره، وعلم اللسان: ما يفهم من الكلمة على قدر حالها اللغوي، وعلم الشارع: ما جعله علماء الشريعة أساسًا للأحكام.
توحيد المصطلحات العلمية العربية
إن من أهم أسباب ازدهار حركتنا العلمية قديما هو توحيد المصطلحات العلمية في بلادنا العربية، مما مهد لإقامة الوحدة العلمية بين علماء العرب في جميع أراضيهم وأوطانهم، من أبعد الحدود. إيران إلى أقصى الأندلس. ولنأخذ مثلا علم الطب، حيث كان ابن سينا يستخدم مصطلحاته في بخارى أو غيرها. فإيران التي كشف عنها هي نفسها مصطلحات الأطباء في كل بلاد الوطن العربي، لا فرق بين بلد في المشرق وبلد في الغرب، ولا بين عالم في الأندلس وعالم في مصر أو العراق. . وقد أتاح ذلك للعلوم العربية نهضة كبرى. وفي كل دولة عربية كان علماؤها يتعاونون مع جميع علماء العرب في كل مكان، والعلم يتقدم دائما بتضافر جهود العلماء، وكثيرا ما كان هناك رحيل عالم من وطن إلى وطن عالم عربي آخر سمع عنه. من أجل الحوار معه حول آرائه العلمية كما نعرف عن ابن الطبيب العراقي الذي أبطل وغادر إلى مصر ليلتقي بطبيبها ابن رضوان ويتحاور معه في بعض آرائه الطبية. وأقام في القاهرة ثلاث سنوات، يحاوره ويناقش معه مشاكل الطب وأمراضه. ودواءه. ولو لم تكن مصطلحات العلوم الطبية موحدة في عصرهما، لما تمكن هذان الطبيبان العراقي والمصري من فهم بعضهما البعض، وكان هذا – بلا شك – ثمرة الوحدة العلمية في الطب التي كانت موجودة في ذلك الوقت. الزمن بين علماء العرب في الطب وغير الطب.