وفي هذا المقال نقدم لكم ثمار أركان الإسلام والإيمان، وما هي أركان الإسلام والإيمان بالتفصيل.
إيمان
وكلمة الإيمان لها أكثر من استخدام، ومعناها قريب من معنى “الإيمان” في سياق الشك والريبة. “الثقة” تكاد تكون مؤكدة لفكرة ما، ولكن على عكس هذه المصطلحات، يشير “الإيمان” إلى علاقة متعدية مع شخص ما وليس إلى علاقة داخلية.
للإيمان معنى فكري مرتبط بوجود الإنسان على الأرض من حيث التطلع لتقدم الإنسانية نحو الأفضل، وذلك من خلال ارتباطه بمجموعة من المبادئ التي تسعى إلى توجيه تصرفات الفرد والجماعة داخله. المجتمعات الإنسانية المختلفة للوصول إلى الرقي الحضاري للإنسان والابتعاد عن تصرفات الكائنات الحيوانية الأخرى التي يعتبر الإنسان جزءا لا يتجزأ منها. لا يتجزأ منه
الإيمان بالدين الإسلامي
والإيمان بالدين الإسلامي هو أصل الإيمان، وقد فسر الإيمان على أنه: التصديق، ومعناه: “إن قبول القلب وخضوعه لما هو معلوم لا بد منه أنه من دين محمد صلى الله عليه وسلم”. وسلم عليه، والإيمان محله القلب، ولا يعلم حقيقته إلا الله. أركان الإيمان ستة هي: الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وبالقدر خيره وشره. هذه هي أصول الإيمان، والمعنى الشامل للإيمان هو: “التصديق الجازم بكل ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم من عند الله، إقرارًا به، وقبولًا، ويقينًا”. ومنها: الإيمان بالغيب، كالجنة والنار، والبعث، والبعث، والحساب، والميزان، والصراط، ونحو ذلك. الفرق بين الإسلام والإيمان: الإسلام قول وعمل ظاهر، والإيمان اعتقاد خفي، فمحله في القلب، ومن قال الشهادتين فهو مسلم، ويسمى مؤمناً على حسب الظاهر. أي: إذ لا أحد يعلم حقيقة إيمانه إلا الله. والإيمان شرط لصحة العمل عند الله. من عمل عملا صالحا ولم يؤمن بالله؛ ولا يقبل الله منه ذلك، ولكن في الأحكام الدنيوية يقبل منه الظاهر وحسابه عند الله. الإيمان يدفع صاحبه إلى العمل الصالح، لكن العمل الصالح ليس شرطاً في صحة الإيمان. ومن ناحية أخرى فإن الخطايا لا تنزع الإيمان تماماً. بل الإيمان ينقص بالذنوب، ويزيد بالطاعات والأعمال الصالحة، وتدبر آيات الله الكونية والقرآنية التي تؤدي إلى الإيمان بالخالق الربان والإيمان بوجوده.
ما الفرق بين معنى الإسلام والإيمان:
فإذا ذكرا معًا – في مكان واحد – فإن الإسلام يفسر بظاهر الأعمال، والإيمان يفسر بباطن الإيمان، كما في حديث جبريل عليه السلام الذي يقول فيه: « الإسلام شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة». وصوموا رمضان، وحجوا البيت إن استطعتم إليه سبيلا». ثم قال في الإيمان: «أن تؤمن بالله وملائكته». وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره». رواه مسلم.
فإذا ذكر أحدهما دون الآخر: فسر أحدهما كما فسر الآخر، فالمراد الدين كله، أصوله وفروعه، من عقائد وأقوال وأفعال، كما في حديث وفد عبد قيس حيث قال المصطفى صلى الله عليه وسلم مخاطبا هذا الوفد: «آمركم أن تؤمنوا وحدكم. قال: هل تدري ما الإيمان بالله وحده؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصيام رمضان، وإيتاء الخمس. رواه الشيخان .
فأمرهم الرسول -صلى الله عليه وسلم- بالإيمان ثم ذكر أركان الإسلام.
ثمرات الإيمان بالله
يقول الله تعالى {ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء 24 تؤتي أكلها كل حين . بإذن ربها } [إبراهيم:24 – 25] ومن ثمرات الإيمان ما يلي:
1- الإيمان الصادق يجلب الطمأنينة والراحة النفسية وراحة البال، وهذا دليل قوله تعالى {إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون}. [يونس: 62]
2- حصول المؤمنين على نعمة خاصة من الله، وهي إخراجهم من ظلمات الكفر ونتائجه إلى نور الإيمان وثوابه.
3- الفوز برضوان الله والجنة التي أعدها لمن آمن وآمن به. وقال تعالى: “وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ومساكن طيبة”. في جنات عدن ورضوان من الله } [التوبة: 72]
4- دفاع الله عن أوليائه وحزبه وأحبابه المؤمنين {إن الله يدافع عن الذين آمنوا} [الحج: 38]ومنها: دفاع الله عن نبيه محمد صلى الله عليه وسلم في حادثة هجرته، ودفاعه عز وجل عن حبيبه إبراهيم عليه السلام عندما ألقي في النار.
5- العلو في الدين والريادة فيه. قال الله تعالى: {وجعلنا منهم أئمة هدونا بأمرنا لما صبروا} [السجدة: 24]ولا دليل على ذلك من إمامة أهل الدين واليقين بالله، فقد خلد الله ذكرهم، وحفظ أعمالهم وهم مدفونون في الأرض. أعيانهم مفقودون، لكن آثارهم وأخبار حياتهم موجودة.
والإيمان بالله همزة وصل بين الضعيف وربه، كما أن الأقوياء يستمدون قوتهم منه.
6- محبة الله للمؤمنين. قال الله تعالى: “يحبهم ويحبونه”. [المائدة: 54]وقال: “إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا”. [مريم: 96]
7- الحياة الطيبة في العالمين. قال تعالى: “من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم”. لأحسن ما كانوا يعملون. [النحل: 97]أين الباحثون عن الحياة الطيبة والسعادة؟!!
الحياة بلا إيمان موت لا محالة.. عين بلا إيمان عمياء.. لسان بلا إيمان أبكم.. يد بلا إيمان مشلولة..
8- محبة الله للمؤمن، وحب المؤمن له. يقول الله تعالى: “يحبهم ويحبونه”[المائدة: 54]; أي: يحبهم ويجعل الناس يحبونهم.
9- تبشير أهل الإيمان بكرم الله لهم؛ يقول الله تعالى { وبشر المؤمنين } [التوبة: 112]والبشارة لا تكون إلا عظيمة، ويظهر أثرها في البشرة. ولهذا سميت بالبشرى. وليس هناك أعظم من رحمة الله عز وجل ورضوانه وجنته. الأنهار } [البقرة: 25]
10- الإيمان سبب للثبات. يقول الله تعالى: «الَّذِي قَالَ لَهُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمِعُوا لَكُمْ فَاتَّقُوهُمْ». فزادتهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل». [آل عمران: 173]وليس هناك دليل على هذا الصمود من التضحيات التي سجلها التاريخ على يد الأنبياء والصحابة والتابعين ومن سار على طريقهم.
11- الاستفادة من الخطبة. يقول الله تعالى {وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين} [الذاريات: 55]ولن يستفيد من الذكر أو الموعظة إلا أهل الإيمان.
12- جعل الخير للمؤمن في كل حال؛ في أوقات الرخاء وأوقات الشدة، الخير حليف المؤمن. وقال صلى الله عليه وسلم : "فعجباً لأمر المؤمن أن يكون أمره كله خيراً، وليس ذلك إلا للمؤمن؛ إن أصابته حسنة شكر فكان خيرا له، وإن أصابته سيئة صبر فكان خيرا له». (رواه مسلم). فالإيمان يوجب لصاحبه الصبر في الشدة، والشكر في السراء.
13- عصمة المؤمن من الوقوع في الذنوب. وقد صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: "ولا يزني الزاني إذا زنى وهو مؤمن…" (رواه البخاري).
هذه ثمار الإيمان عظيمة عظيمة، فأين الباحثين عن السعادة وراحة البال والطمأنينة؟!