جغرافية العالم الإسلامي المعاصر وما مفهومها الصحيح والمعلومات عنها كلها في هذا المقال.
جغرافية العالم الإسلامي
مفهوم العالم الإسلامي: بعد نزول الرسالة على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في بداية القرن السابع الميلادي، وانتشار الإسلام في جزيرة العرب، وامتداده إلى مناطق واسعة من العالم، بدأ تطبيق مفهوم العالم الإسلامي على المناطق التي ينتشر فيها الدين واللغة الإسلامية الصحيحة. الحكم العربي الإسلامي وما نتج عنه من وحدة جغرافية وثقافية واقتصادية.
الموقع الفلكي للعالم الإسلامي :
ويمتد العالم الإسلامي بين خطي طول 16 غرباً إلى 140 شرقاً، وبين خطي عرض 10 درجات جنوب خط الاستواء إلى 50 شمالاً.
الموقع الجغرافي للعالم الإسلامي:
يمتد العالم الإسلامي من شواطئ المحيط الهادئ شرقاً، إلى شواطئ المحيط الأطلسي غرباً، في قارات: آسيا، وأوروبا، وأفريقيا، وذلك على النحو التالي:
جنوب غرب وجنوب شرق آسيا: في شبه الجزيرة العربية، والعراق، وبلاد الشام، وفي شبه القارة الهندية (الهند، باكستان، بنجلاديش)، وفي جزر إندونيسيا وماليزيا.
شمال ووسط أفريقيا: في موريتانيا، والمغرب العربي، وليبيا، ومصر، وفي حوض نهر النيجر (نيجيريا، النيجر، مالي، غينيا، بنين، توغو)، وحوض أعالي النيل (جنوب السودان، أوغندا، كينيا)، و القرن الأفريقي (الصومال، جيبوتي، إريتريا)
أوروبا: في البوسنة والهرسك وجنوب أوكرانيا وألبانيا. بالإضافة إلى بعض المناطق في جنوب روسيا وجنوب سيبيريا.
مساحة العالم الإسلامي وعدد سكانه
تبلغ مساحة العالم الإسلامي في مناطقه (30 مليون كم2)، بينما يصل عدد سكانه إلى أكثر من (1400 مليون نسمة)، سواء العرب أو غير العرب، مثل: الأتراك، والفرس، والصينيين، والإثيوبيين، وغيرهم. . يتميز العالم الإسلامي بزيادة كبيرة في عدد سكانه، وبسبب ارتفاع معدل المواليد، فإنه يتميز أيضًا بأنه مجتمع فتي، وذلك بسبب ارتفاع نسبة الشباب فيه.
دور الإسلام السياسي
ومن الحقائق الغريبة بل والمذهلة أن أكثر الناس رغبة في “استخدام” الإسلام سياسيا هم الإمبريالية والاستعمار، الاستعمار الغربي الذي ظل طويلا يجثم على صدر العالم الإسلامي وجسده وما زال يحاصره ويعاديه. هذا اليوم. وهذا لا يعني بالطبع إلا استغلالها وتسخيرها لأغراضها الإمبريالية العليا واستراتيجيتها العالمية العدوانية. ومن هنا كان لا بد من التفريق في دور الإسلام السياسي بين الدور التدخلي والأصيل، وتحليل الأول لكشفه وكشفه قبل أن نصل إلى الدور الأصيل والصحي المنشود.
الدور الخارجي
أولاً، يمكننا أن نطلق على الفترة الممتدة من نهاية الحرب العالمية الثانية حتى اليوم في الشرق الأوسط اسم “فترة صنع التحالفات”. وفي غضون عشرين عاماً، تم تقديم أو تنفيذ ستة مشاريع أحلام متتالية، إما كتحالفات دفاعية عسكرية أو كتحالفات دينية سياسية. وكان مهندس هذه التحالفات هو الكتلة الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة وبريطانيا، التي صدرتها إلى دول إسلامية مختلفة تمتد وتتنوع من باكستان شرقاً إلى المغرب على المحيط الأطلسي غرباً.
وكان من أول وأبرز هذه المشاريع مشروع ظهر على مسرح السياسة العالمية في أواخر الأربعينيات وأوائل الخمسينيات لإنشاء جماعة أو تحالف أو جامعة إسلامية. وكان هدفها، كما قدموها، الوقوف “كحلف مقدس” في وجه الشيوعية “للدفاع عن الإسلام ومواجهة خطر الإلحاد”. «… منطق المشروع، كما رسموه، يبدأ بالموقع الجغرافي والأيديولوجي للعالم الإسلامي في عالم ما بعد الحرب. ومن حيث الموقع الجغرافي، فإن الخريطة السياسية تظهر حقيقة مهمة، وهي أن أطول الحدود المشتركة المباشرة للاتحاد السوفييتي هي مع الدول الإسلامية، بدءاً على الأقل من باكستان وأفغانستان مروراً بإيران إلى تركيا. إضافة إلى ذلك فإن الجسم الرئيسي للعالم الإسلامي ككل هو الدعم الكبير للكتلة الشيوعية.
ومن الناحية الإيديولوجية، كان التبرير أو الترويج يتمحور حول وحدة الأديان السماوية ضد الإلحاد غير الديني، وأن العالم الإسلامي يستطيع، بل ينبغي له، أن يجمع قواه مع العالم المسيحي “الحر” في جبهة واحدة ضد العالم الشيوعي. وهكذا شهدت تلك الفترة حركات فكرية، ومؤتمرات دعوية، واجتماعات لاهوتية عديدة بدرجة ملحوظة، ضاربة نغمة التقارب بين الإسلام والمسيحية، ووحدة الرسالات السماوية…إلخ.
ومن ثم فإن نظرية المشروع تتلخص في أن العالم الإسلامي، إذا اتحد، قد يتحول إلى “قوة ثالثة” أو “كتلة ثالثة”، وهي بطبيعتها “كتلة حاجزة” بين الشرق والغرب. أما الصيغة الرسمية للتجمع المقترح، فتراوحت بين «التحالف الدفاعي» تارة، و«اتحاد الدول الإسلامية» تارة أخرى.
وإذا قمنا بتحليل جوهر التحالف في ضوء هذه الحقائق، فسنجد أنه في الأساس – وبالدرجة الأولى – جزء لا يتجزأ من استراتيجية الغرب لفترة ما بعد الحرب الثانية، وأعني “التطويق” الشهير. استراتيجية تهدف إلى محاصرة الكتلة الشرقية بشكل عام والاتحاد السوفييتي. خاصة في سلسلة متصلة من التحالفات العسكرية تبدأ من النرويج إلى اليابان. وبالتالي فإن التحالف موجه “للخارج”. أعني أنها توحد العالم الإسلامي كله لينظر ككل خارج حدوده، وتحديدا نحو حدوده الشمالية. بمعنى آخر، ورغم خطورة التكرار، علينا أن نصر على أن التحالف كان تعبيراً عن استراتيجية عالم الكتلتين، وانعكاساً له. لمنطق الاستقطاب الثنائي.
وهذا التحالف ليس تحالفاً دينياً، رغم اسمه، بل هو تحالف سياسي عسكري عدواني في جوهره. أما الشعار الديني فلا يخفي استغلاله لأغراض سياسية. وهناك نقطة أخرى لن تغيب عن تحليلي، وهي أن التحالف، بمنطق معاكس، تم مع تلك الدول التي استمرت تقاليدها والإسلام لفترة طويلة، والتي كانت لا تزال تستعمر معظم بلدانها، في حين أنها كانت موجهة ضد قوة. التي لم يكن لها تاريخ استعماري واضح أو قوي في العالم الإسلامي. أي أنه يتحالف مع عدو استعماري يقف أصلاً في مواجهة التهديد الذي يفرضه الوهم.
وهناك نقطة أخرى وأخيرة، وهي أنه من الواضح أن الاستعمار الغربي، الذي دأب على إلقاء اللوم على الإسلام وتشويه سمعته والسخرية منه، يريد الآن استغلاله لمصلحته في صراعه العالمي الجديد. على سبيل المثال، كان مبدأ “الجهاد” في الإسلام يُفسَّر دائماً ويُهاجم في الغرب باعتباره دعوة إلى التحالفات المقدسة والحروب الدينية، ودعوة إلى العدوان الدموي المتعصب. ومن المؤكد أن الغرب لم يكن ليشجعها أو يتهرب منها الآن، لولا أن تصورها أداة لنفسه ولأغراضه.
الدور الأصلي
إنه توحيد الدين، أي توحيد “عقيدة” الإسلام وليس المسلمين، وحل الخلافات الأحفورية التي ورثها من الماضي الذي فقد الآن سياقه الزمني، وتعميق روح الإسلام وتصحيحها. حيث يكون سطحياً، وانحرافات أو تشوهات، وتبادل ثقافي وفكري عام ومزيد من التنسيق الاقتصادي والترابط، والتبادل التجاري، والتضامن السياسي الوثيق في المجتمع الدولي لمواجهة الأخطار الخارجية والتعاون لتحرير الدول الإسلامية الاستعمارية وأبرزها المحتلة. فلسطين: هذه جميع المناطق. خصبة وفعالة وضرورية للتفاعل السياسي للعالم الإسلامي.
وهي موجودة في كلمة “وحدة العمل” وليس “وحدة الكيان”. بل يمكن أن نضيف: وحدة المصير، إلا أنها ليست دستورية. وبعبارة أخرى، وحدة الفكر، وليس الدستورية.
وهذا يعني أن العمل السياسي والأنشطة الإسلامية العالمية، التي تخضع حالياً لتوجيهات منفصلة ومشتتة وربما متعارضة، يجب أن تتحول من القوى الطاردة المركزية إلى القوى الجاذبة المركزية. ولا بد – أي – من تنسيقها في استراتيجية واحدة كبرى، يكون الإسلام بوصلتها التي تهديها في عالم الأقوياء الذي يهدد الجميع بصراعاته وتوازناته، بضغوطه وتكتلاته، وأيضا باستقطاباته وتفككاته.