حدود الصداقة في الإسلام

وسنتعرف على حدود الصداقة في الإسلام من خلال هذا المقال مع توضيح أهم صفات الصديق الحقيقي وفوائد الصداقة المهمة في حياة كل منا.

حدود الصداقة في الإسلام

الصداقة لها خصائصها وحدودها، ويجب أن يتمتع الصديق بخصائص أساسية تؤهله لأن يكون جديراً بمصادقته. روي عن الامام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام قال: «الصداقة لا تكون إلا في حدودها، فمن كانت له هذه الحدود أو شيء منها نسبها إلى الصداقة، ومن كان عنده هذه الحدود أو شيئا منها نسبها إلى الصداقة، ومن كان عنده هذه الحدود أو شيئا منها نسبها إلى الصداقة، ومن لا يملك شيئاً منه، فلا تنسبه إلى أي صداقة:
-أولها: أن يكون سره وعلنيته عندك واحداً.
الثاني: أن يرى جمالك كجماله، وعيرك كعيبه.
– والثالث: أن لا تغيره عليك ولاية ولا مال.
-والرابع: أن لا يمنعك من شيء تستطيع تحقيقه.
– والخامس الذي يجمع بين هاتين الخصلتين: أن لا يتخلى عنك عند النوازل.

خصائص الصداقة في الإسلام

الارتباط بالإيمان والأخلاق الحميدة:

الصداقة في الإسلام مرتبطة بالإيمان والأخلاق الحميدة. ولا خير في صديق ولا صديق عاصي. لأنها تضر المسلم ولا تنفعه، وتكون صحبته فتنة له في دينه ودنياه. ولهذا حذر النبي الكريم من جليس السوء، وحث على صحبة الصاحب الصالح. وقال صلى الله عليه وسلم: (مثل الجليس الصالح وجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير، وحامل المسك إما أن ينعلك وإما أن ينتعلك). فاشتريها منه، إما أن تجد منه رائحة طيبة، فيحرق ثيابك، أو تجد رائحة خبيثة). [صحيح مسلم]. وقد ذكر القرآن الكريم أن هذا النوع من الأصدقاء الذين تجمعهم الصداقة والمحبة في الدنيا، ثم يكونون في الآخرة أعداء لبعضهم البعض، ويتبرأ كل منهم من الآخر لأنهم لم يربطوا صداقتهم بالرابطة. للدين والمعتقد والقيم النبيلة. هل اتخذ فلانًا صديقًا؟) [الفرقان: 28].
المساعدة على الطاعة:

الصديق الصالح في الإسلام نعمة من الله على عباده، لأن الصديق الصالح يحث صديقه على فعل الخير والالتزام بمنهج الله وشرعه. ولذلك يجب على المسلم أن ينظر ويتحرى عن الصديق الصالح الذي ينفعه في الدنيا والآخرة.
الصديق مرآة صديقه:

الصديق في الإسلام مرآة صديقه. فإذا كان الرجل ملتزماً بشرع ربه وسنة نبيه، ويحرص على التحلي بالأخلاق الحميدة في معاملاته مع الناس، فإنه يجد صديقه يشبهه في تلك الصفات والأحوال. وذلك لأن القواسم المشتركة بين الأقارب والأصدقاء تجعلهم يحملون بعضهم البعض كما يفعلون. تتعزز صداقتها دائمًا من خلال التزامها بنهج وأسلوب واحد في الحياة

مبادئ اختيار الصديق الجيد

يجب أن يكون الصديق شخصًا لا يسعى فقط إلى تحقيق مصالحه الخاصة أو أن يكون بطبيعته أنانيًا، حيث يسعى هذا النوع من الأصدقاء بطبيعته إلى تحقيق مصالحه الخاصة وبالتالي لن يهتم بمشاكل صديقه أو اهتماماته.
– وهو بعيد عن ذلك ويتكلم كثيراً، وطبيعته دائماً أن يتحدث كثيراً، فقد أخطأ ذات مرة وأفشى سراً من أسرار صديقه للآخرين بالخطأ.
يجب أن يتمتع الصديق بعدة صفات أساسية، منها الصدق والأمانة والمودة والمحبة والتدين وتفضيل صديقه على نفسه، بل والاستماع لصديقه وتوجيهه دائمًا إلى الطريق الصحيح.
عندما يختار الإنسان صديقه عليه أن يكون صديقاً يتمتع بروح إيجابية جداً وحب للحياة، وعليه أن يبتعد عن ذلك النوع من الأصدقاء المليء بالروح السلبية والبعيد عن التفاؤل والأمل، لأنه مع مرور الوقت يصبح سيؤثر على صديقه بتلك الصفات السلبية والروح التشاؤمية غير البناءة.
– إجراء العديد من أنواع الاختبارات الشخصية البسيطة للصديق، حيث يجب أن تكون علاقة الصداقة مبنية على الثقة بأن هذا الصديق هو أفضل الأشخاص وأكثرهم ثقة. فإذا مر الإنسان بمحنة ما ولم يجد صديقه يثبت ويقف معه فيها، فإن ذلك الصديق لا يصلح للصداقة أصلاً. حيث أنه في أي نوع من الأزمات لا يجد الصديق صديقه واقفاً بجانبه وسيجد نفسه وحيداً، فلا داعي لتلك الصداقة.
– وجود تشابه بين الشخص المطلوب صداقته وبين خصائص الشخص نفسه أي خصائصه الشخصية، بحيث تتوافق الشخصيتان من خلال خصائصهما الشخصية ومبادئهما ورؤيتهما الشخصية للأشياء قدر الإمكان بحيث يكون لديهم القدرة على المشاركة في العمل وفي مسؤوليات الحياة المختلفة، مع وجود قدر كبير بينهم من المودة والحب والإخلاص والوفاء. الانسجام الشخصي وأن يكون طرفا علاقة الصداقة بعيدين كل البعد عن مجالات الخلاف أو الكراهية أو العداوة أو الغيرة. ومثال ذلك الشخص الطيب الذي يميل إلى أن يكون صديقا يمتلك هذه الصفة حتى يتفقا على خير. ويتشاركون مع بعضهم البعض.
يجب أن يتحلى الصديق بالعقلانية فهو الملجأ المناسب عند ظهور المشاكل ويلجأ إليه صديقه لحلها، ويجب أن يتحلى بعامل الصراحة، فالصديق يعتبر امرأة صديقه التي تكشف عيوبه ومميزاته. ، ويقوم على توفير الحماية لصديقه من العثرة أو الوقوع في الأخطاء، إذ قد يزيد ذلك الصديق غير الحكيم أو العقلاني من تلك المشاكل التي يسببها صديقه أو حتى تزيد نتيجة نصائحه الخاطئة له أو نظرته الخاطئة لها.
وجود التدين عند الصديق من أهم العوامل، فالشخص غير المتدين بطبيعته يتمتع بأخلاق سيئة وسمات سلبية ولن تكون لديه الدوافع التي تدفع صديقه إلى الأخلاق الحميدة والالتزام الديني.

مفهوم الصداقة

الصداقة هي علاقة اجتماعية بين فردين أو أكثر مبنية على الحب والمودة المتبادلة، فالصداقة شيء مهم في الحياة. يحتاج أي إنسان إلى أصدقاء يتبادلون معهم العواطف والمشاعر بغرض التعاون، والتآخي، والسير في الحياة بالاستقامة والفضيلة، وتبادل التوجيه والنصح الإيجابي، وترك المنكر والنهي عنه، والأمر بالمعروف والاتباع به. . إن نجاح الصداقة الحقيقية واستمرارها يعتمد على الصدق، فالدين الإسلامي اهتم بالصداقة وقد ورد في القرآن الكريم في قوله تعالى: (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى) وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير. [سورة الحجرات:13].

‫0 تعليق

اترك تعليقاً