حقيقة اكتشاف أمريكا ومن هو كولومبوس، وعصر الاكتشاف والبحث عن الممر الشمالي، نعرضها في هذا الموضوع.
حقيقة اكتشاف أمريكا
وذكر المؤرخ المسعودي في كتابه مروج الذهب ومعادن الجواهر الذي كتبه سنة 956م أن مغامراً من قرطبة اسمه الخشاش بن سعيد بن الأسود عبر بحر الظلمات، المحيط الأطلسي مع جماعة من أصحابه حتى وصل إلى الأرض التي ما وراء بحر الظلمات، المحيط الأطلسي، وعاد سنة 889م. وعندما عاد من رحلته قال الخشاش إنه وجد أناساً في أرض مجهولة، ويقصد بها أرض الأمريكتين، والتي… وصلها. ولذلك عندما رسم المسعودي خريطة العالم، رسم أرضًا بعد بحر الظلمات، أطلق عليها: (الأرض المجهولة)، بينما أطلق عليها الإدريسي الأرض الكبرى، أي في التاسع في القرن الميلادي، عرف المسلمون أن هناك أرضاً وراء بحر الظلمات. وقد وردت سيرة هؤلاء المغامرين في كتابات المؤرخ الجغرافي كراتشكوفسكي وتم توثيقها. وفي عام 1952م في جامعة وايت ووتر البرازيلية
كان كولومبوس أول مكتشف للأمريكتين
وجاء تطور الحياة الاقتصادية في أوروبا في ذلك الوقت في مقدمة الدوافع التي شجعت الاكتشافات الجغرافية، حيث زادت العلاقات الاقتصادية بين دول القارة، مما أدى إلى زيادة الطلب على المعادن الثمينة، وخاصة الذهب والفضة، و وبما أن موارد الذهب والفضة في العالم القديم كانت محدودة وقليلة ولا تلبي احتياجات التجارة الدولية، فقد أصبح البحث عن مصادر جديدة لهذه المعادن، بالإضافة إلى تطور صناعة بناء السفن، كما أصبح من الممكن بناء سفن أكبر وأسرع وأكثر قدرة على ذلك ومواجهة العواصف والعواصف وتحمل السفر الطويل، مما فتح آفاقاً جديدة للعاملين في صناعة النقل. وسمح لهم باختراق البحار والابتعاد لمدة طويلة ومسافة أكبر عن المناطق المأهولة والمعروفة.
وهي من أهم النتائج العلمية لحركة النهضة الأوروبية التي عبرت من خلالها أوروبا العصور الوسطى المظلمة التي كانت مثالا للركود والتخلف والابتعاد عن صفوف الحضارة الإنسانية نتيجة سيطرة الكنيسة على العالم. زمام الأمور فيها، مما وقف عائقاً أمام العقل البشري وتنفيذه.
خط سير رحلة كولومبوس
كان كريستوفر كولومبوس مفتونًا بالملاحة عبر التجارة. كان والده عاملا متواضعا في جنوة، وكان هو نفسه أميا. وكانت هذه إحدى العوائق التي أعاقته حتى وصل إلى مرحلة الرجولة. إلا أن مواهبه ظهرت في مرحلة مبكرة من حياته، فشارك في البداية في بعض الرحلات على متن السفن التجارية. الانتماء إلى جنوة، بما في ذلك رحلة إلى إنجلترا. ثم انتقل من إيطاليا إلى أيبيريا حيث استقر بشكل دائم وتعلم القراءة والكتابة. وبمرور الوقت، تمكن من قراءة الأعمال الجغرافية التي اشتهرت في ذلك الوقت، مثل أعمال بطليوس. ماركو بولو وأعمال الجغرافيين والرحالة المسلمين. وأثناء عمله في البرتغال شارك في رحلات على سواحل غرب أفريقيا، ومن خلالها بدأ يثبت نفسه ويحظى بالاهتمام. استفاد كثيراً من زواجه الذي ساعده في تشكيل حياته، إذ كان والد زوجته من كبار الملاحين الذين عملوا مع الأمير هنري، والذي زوده بمجموعة من الخرائط المهمة التي غذت اهتمامه بالاستكشاف الجغرافي. وخاصة في اكتشاف طريق إلى الشرق الأقصى عن طريق الإبحار نحو الغرب.
عصر الاكتشاف والبحث عن الممر الشمالي
لم تكن رحلات الفايكنج معروفة في العالم القديم، وظل الأوروبيون غير مدركين لوجود الأمريكتين ككل، حتى العقود الأولى التي تلت عام 1492. انطلقت العديد من الرحلات الاستكشافية من الدول الأوروبية بحثًا عن ممر شمالي غربي إلى شرق آسيا، أو جزر الهند. كما كانوا يطلق عليهم، لإنشاء طريق تجاري أقصر من طريق الحرير إلى الصين، وهو طريق تجاري كانوا في أمس الحاجة إليه، لكنه تدهور بعد سقوط القسطنطينية. احتاج تاج قشتالة أيضًا إلى بديل عبر طريق التجارة البحري الشرقي حول إفريقيا إلى الهند وشرق آسيا التي تسيطر عليها البرتغال. في 3 أغسطس 1492، أبحر الملاح الإيطالي كريستوفر كولومبوس من ميناء بالوس دي لا فرونتيرا في مقاطعة هويلفا، من مملكة الملوك الكاثوليك التي تم تشكيلها حديثًا في مملكتي قشتالة وأرغوس. ، في إسبانيا الحالية، بتمويل من الملكة إيزابيلا الأولى ملكة قشتالة. انتشرت أخبار رسالة كولومبوس حول رحلته الأولى لاكتشاف جزر البهاما وكوبا وهيسبانيولا بسرعة في جميع أنحاء أوروبا. أعاد كولومبوس استكشاف جزء كبير من جزر الأنتيل الصغرى في رحلته الثانية ثم اكتشف ترينيداد وتوباغو بأكملها في رحلته الثالثة أثناء مروره عبر الساحل الشمالي لأمريكا الجنوبية. أمضى رحلته الرابعة في مسح ساحل أمريكا الوسطى. فتحت رحلات كريستوفر كولومبوس العالم الجديد
وصل العرب والمسلمون أولاً إلى أمريكا
أصدر الدكتور يوسف مروة دراسة حديثة باللغة الإنجليزية جاء فيها أن العديد من المؤرخين يؤكدون أن المسلمين وصلوا إلى شواطئ أمريكا قبل كولومبوس بـ 500 عام، ويستدلون بذلك، بدءاً بما ذكره الجغرافي والمؤرخ المسلم المسعودي في كتابه “ مروج الذهب ومعدن الجوهر» أن بحاراً مسلماً اسمه ابن سيد القرطبي أبحر من ساحل الأندلس الغربي في سنة 889م وسار في الاتجاه المستقيم حتى وصل إلى شاطئ كبير عاد منه حاملاً كنوزاً كثيرة أيضاً. ورسم المسعودي في خرائطه مناطق في المحيط الأطلسي غرب القارتين الإفريقية والأوروبية، أطلق عليها اسم الأرض المجهولة. أما كولومبوس نفسه فقد ذكر في رسائله ومذكراته علامات تصلح للاستدلال. وذكر أنه شاهد جزيرة حمراء أثناء رحلاته إلى أمريكا، يحكمها رجل عربي يدعى أبو عبد الله.