حق الجار في القرآن، وحق الجار في السنة النبوية، من هو الجار، وواجبنا تجاه الجار، وقصص عن حق الجار. وسنتحدث عنها بشيء من التفصيل خلال المقال التالي.
حق الجار في القرآن
أكدت الشريعة الإسلامية أن للجار حقاً عظيماً في الإسلام، وفصلت حقوقه في أمور كثيرة، أبرزها ما يلي:
1. الإحسان إليه بالقول والعمل.
2. الدعم والمساندة.
3. رد غيبته.
4. احفظ.
5. شاركه أفراحه.
6. مواساته في مصائبه وأحزانه.
7. إجابة دعوته.
8. قم بزيارتها في الظروف الطبيعية.
9. عيادته في حالة المرض.
10. الاطمئنان عليه وتلبية احتياجاته عند فقدها مع القدرة على ذلك.
11. درء الضرر بكافة أشكاله.
12. ساعديه في حل مشاكله.
13. أقرضه المال إذا كان في حاجة إليه وأنت قادر على ذلك.
14. السعي للصلح بين الجيران المتخاصمين.
15. نشر العلم والاستفادة منه.
16. مرافقته إلى المسجد.
17. مرافقته إلى مجالس العلم.
18. أحسن الظن به.
19. الصبر على أذى الجار.
20. مبادرته للسلام.
حق الجار في السنة النبوية
1. ولهذا السبب وضع النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- آداب وحقوق في التعامل مع الجار حتى يؤدي حقوق الجار، وعلمها لأصحابه الكرام قائلاً لهم: «هل تدري ما حق الجار: إذا استعانك أعنته، وإذا استعانك أعنته، وإذا استقرض منك أقرضته، وإذا آذاه أقرضته، مساعدته.” ومن الخير أن تهنئه، وإذا نزلت به مصيبة تواسيه، ولا تتطاول عليه بالبناء وتحجب عنه الريح إلا بإذنه، وإذا اشتريت فاكهة فاهديه. عنده منه، فإن لم يكن لديك، فادخله سرا، ولا تدع ابنك يخرجه ليغضب ابنه، ولا تؤذيه برائحة قدرك (رائحة طعامك) إلا تغرف له بعضًا منه.
2. وقد أوصانا النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – في أكثر من حديث شريف بحسن الجيران وحسن الرفقة. قال: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره». وقد ربط النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – بين الإيمان بالله واليوم الآخر. وإكرام الجار يدل على أن من واجبات من يؤمن بالله واليوم الآخر إكرام جاره، والإحسان إليه، والتفتيش على أحواله، ومد اليد إليه. أعانه، وعزّيه في مصائبه، وهنئه في أفراحه. ومن لا يكرم جاره كان فيه نقص ونقص في إيمانه، في الحديث الشريف الذي رواه ابن ماجه: (أحسن إلى جارك تكن مسلما).
3. كان النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- حريصاً على حقوق الجيران، فشدد على ضرورة الاطمئنان على أحوال الجيران ومد يد العون لهم. قال: «ليس المؤمن من بات شبعانًا وجاره جائع وهو يعلم».
4. سئل سيدنا رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – عن المرأة تصوم وتتصدق كثيرا ولكنها تؤذي جيرانها بلسانها، فقال: “إنها هو في الجحيم.” وقيل: فلانة، فذكروا قلة صلاتها وصيامها، وصدقتها، ولا تؤذي جيرانها بلسانها، فقالوا: هي في الجنة.
من هو الجار؟
فهو الذي اختار حيك من بين الأحياء للسكن فيه، واختار بيتك الكريم ليكون قريباً منه، وفضلك على كثير من الناس ليسعد برؤيتك ويسلم عليك من وقت لآخر، وأن يطمئن نفسه عنك وعن عائلتك. أن يأمن على نفسه وأهله وولده وماله، وقد عرّفه أمير المؤمنين علي رضي الله عنه بقوله: ((من سمع النداء فهو جار))، وهو وقيل: ((من صلى معك صلاة الفجر في المسجد فهو جار))، وقيل: ((من سمع الإقامة فهو جار)).
وعن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: ((حد الجار أربعون داراً من كل جانب))، وكل من تقدم يسمى: (جاراً) وله الحق. من الجار. ولعل الراجح – والله أعلم – أن من اعتاد الناس تسميته بالجار يسمى بذلك، وله حق الجوار، كما أشار الألوسي قائلا: ((والظاهر أن الجوار على العرف)).
واجبنا تجاه جارنا
1. من أهم حقوق الجيران إكرام الجار، والاطمئنان على الجار، وإطعامه إذا كان جائعا، أو يحتاج إلى مساعدة، والحفاظ على شرف الجار، وعدم خيانته.
2. مشاركة الجار في مناسباته، ومواساته في مصائبه، ومشاركته في أفراحه. حسن الظن بالجار، وحل مشاكله، وتلبية احتياجاته.
3. مقاومة أذى الجار، وحب الخير للجار من أهم حقوق الجار وواجباته.
4. رد السلام وإجابة دعوة الجار. وإن كانت هذه من الحقوق العامة للجار والمسلمين تجاه بعضهم البعض، إلا أنها ثابتة في حق الجار، لما لها من آثار طيبة في إشاعة روح الألفة والمودة.
5. الامتناع عن إيذائه. وهذا الحق من أعظم حقوق الجيران. والأذى وإن كان محرماً على العموم، إلا أن تحريمه يزيد إذا كان موجهاً إلى جار.
6. تحمل أذى الجار والاطمئنان عليه وقضاء حوائجه وتغطيته وصيانة أعراضه.
7. الإخلاص والمودة تجاهه. ومن مجالات الإحسان إلى الجار أن يتودد إليه بالهدايا والكلمات الطيبة. ولهذا أوصى رسول الله الصحابي الجليل أبا ذر فقال له: «يا أبا ذر! وإذا طبخت مرقًا، فزيد الماء ودلل جيرانك».
قصص عن حق الجار
1- أبو الأسود الدؤلي باع جاره
وكان أبو الأسود الدؤلي شديد الحكمة والعلم، وكان من حروف اللغة العربية القليلة. وقيل أن لأبي الأسود دارا باعاها ورحل. فسأله السائل: بعت بيتك؟ قال: بعت جاري ولم أبيع بيتي.
أي أنه باع منزله لأنه كان له جار سيء أزعج منزله. فالبيوت كما يقولون تجاور جيرانها، وأصبح قول الدؤلي مثلا يكرره الناس في مثل هذه الظروف. ويقال: بعت جاري ولم أبيع داري.
2- مع جيرانها تصبح المنازل غالية ورخيصة
وصاحب هذه الأبيات غير معروف لدينا، ولكن من الواضح أنه تعرض لما يشبه ما تعرض له أبو الأسود الدؤلي. ترك منزله وباع منزله لأن جاره كان يعامله معاملة سيئة ويعامل الناس معاملة سيئة. قال: يلومونني على بيع داري بثمن بخس، ولا يعرفون هناك جارا مزعجا. فقلت لهم بعض اللوم، فإنهم بسبب جيرانهم يخربون الممتلكات. وهي رخيصة.
3- ألف دينار للبيت وألف للحي
يحكى أن رجلاً أراد أن يبيع داره لضيق حاله وطلب ثمنها ألف دينار. فأخبره أحدهم أن المنزل لا يستحق هذا السعر بل نصفه. فأجاب: «نعم، البيت لا يساوي أكثر من خمسمائة دينار، ولكن سأبيعه بألف». خمسمائة دينار سعر البيت وخمسمائة دينار سعر حي أبي دلف. وقد ورد في التراث عدد من القصص على نفس المنوال.