ونتعرف على الحكم الشرعي للحجاب من خلال مقالتنا. ونذكر لك أيضاً هل الحجاب واجب في القرآن، بالإضافة إلى فقرات أخرى مختلفة حول هذا الموضوع، مثل حكم خلع الحجاب في الإسلام، وحكم كشف الوجه في المذاهب الأربعة.
حكم الحجاب الإسلامي
– حجاب المرأة المسلمة واجب على كل من بلغت سن الوجوب، وهو السن الذي ترى فيه الأنثى الحيض، وهذا الحكم ثابت بالكتاب والسنة وإجماع الأمة. . وفي الكتاب يقول الله تعالى: {يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن جلابيبهن}. [الأحزاب: 59].
– وقال الله تعالى في سورة النور: {وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها. وليغطين جيوبهن ولا يبدين زينتهن } [النور: 31] والمراد بالحجاب في الآية هو غطاء شعر الرأس، وهذا نص واضح من القرآن، ومعناه لا يقبل التأويل لمعنى آخر. وأما الحديث فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «يا أسماء، إن المرأة إذا بلغت المحيض لم يحل أن يرى منها إلا هذا وهذا، وأشار إلى وجهه وكفيه». رواه أبو داود. ويقول صلى الله عليه وسلم: «لا يقبل الله صلاة الحائض – إذا بلغت – إلا بخمار». رواه الخمسة إلا النسائي، وبإجماع الأمة الإسلامية. قبل وجوب الحجاب وبعده، فهذا معلوم من الدين بالضرورة، ولا يعتبر الحجاب من العلامات التي تميز المسلمين عن غيرهم، بل هو فريضة ضرورية من الدين، والواجب الحجاب الشرعي له عدة شروط يجب توافرها، وهي:
1- لتغطية الجسم كله. ويشمل ذلك تغطية الوجه؛ لقول الله تعالى: (يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أرجح أن يعرفن ولا يؤذيهن والله أعلم). والجدير بالذكر أن بعض أهل العلم قالوا بجواز كشف الوجه، وأنه جائز، والمباح أنه إذا كان هناك خوف من الفتنة أو الفساد وجب تحريمه.
2- أن تكون واسعة وفضفاضة. لأن الضيق يصف بدن المرأة ومفاتنها، وهذا ينافي مقصود الحجاب، وهو ستر البدن عن الرجال الأجانب، كما روي عن أسامة بن زيد – رضي الله عنه – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – كساه بثوب قبطي غليظ أهداه إياه دحية الكلبي. فكساه امرأته، فقال له رسول الله: (لماذا لم تلبس ثوبا قبطيا؟) فأجاب أنه كساه لامرأته، فقال الرسول: (مرها فتجعل تحتها خمارا). فإني أخاف أن ينقص حجم عظامها).
3- ألا يكون ثوباً للزينة؛ لأن المقصود من الحجاب تحقيق الستر والعفة وعدم لفت الانتباه، فإذا كان اللباس ثوب زينة فهو مخالف للحجاب، كما قال الله تعالى: (ولا يبدين زينتهن إلا ما ظاهر منها). ظاهرا من ذلك وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لأزواجهن).
هل الحجاب واجب في القرآن؟
واتفق الفقهاء على أن الحجاب واجب على كل امرأة مسلمة بالغة. فإذا بلغت المرأة سن الوجوب، أصبحت تخضع للأحكام الشرعية، وأصبح الالتزام بها واجبا. ومن هذه الأحكام الحجاب، والدليل على وجوبه ما جاء في قوله تعالى في سورة النور: (وقل للمؤمنات اظهروا أبصارهن واحفظوا فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين إنما زينتهن لبعولتهن أو لآبائهن أو آباء بعولتهن أو أبنائهن أو بعولتهن أبنائهم، أو إخوانهم، أو أبنائهم، أو أبناء أخواتهم، أو نسائهم، أو نساء أيمانهم، أو التابعين الذين ليس لهم ولاية، أو الأطفال الذين ليس لهم ولي. أجزاء النساء ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون». للحجاب والستر عليهم أجساد الرجال من غير محارمهم الذين بينتهم الآية الكريمة السابقة وأوردتها. والحجاب واجب على المرأة المؤمنة البالغة، تغطي به جميع بدنها ما عدا الوجه والكفين، على قول جمهور الفقهاء، ولا يجوز. ولها أن تخلع حجابها وتكشف عورتها للمحرم إلا للضرورة، مثل: التداوي والعلاج، أو الشهادة.
حكم خلع الحجاب في الإسلام
ولا يجوز للمرأة المسؤولة أن تخلع حجابها أمام الرجال الأجانب أو عند خروجها من البيت. وهذا من أعظم الذنوب التي تؤدي إلى غضب الله عز وجل، وتوجب التوبة. وقد جعل الحجاب واجبا في قوله – تعالى -: (يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساءك ليضربن المؤمنات عليهن من جلابيبهن وذلك أولى أن يعرفن ولا يؤذيهن) والله غفور رحيم الحجاب شرعا هو ستر المرأة زينتها وبدنها بالملابس أمام من لا يراها مثل الرجال الأجانب عنها؛ ويستخدم العلماء لفظ “عورة المرأة” أمام الأجانب، أي الرجال من غير محارمها، وهذا يعني شيئين:
الأول:
وهي الأعضاء التي يحرم رؤيتها ليس لذاتها، بل لسبب خارجي عنها. وهو عندما ينظر إليه الرجال وينبهرون به، وعندما لا يكون السبب الخارجي موجودا، لا يمنع كشفه. مثل الوجه والكفين. ويرى الأئمة الأربعة أن الوجه والكفين من عورة الإنسان التي يجب سترها عند تعلقهما بالفتنة، فأوجبوا سترهما عند الفتنة.
الثاني:
فالعورة من الجسم هي التي يجب سترها لذاتها، لا لمصلحة الناظر إليها. وما كان من عورة البدن ما يجب ستره لذاته، ولو كان فيه تشوه وجب ستره، لأنه من العورة التي يجب سترها لذاته. لعدم التسبب في التعلق به، وعورة الستر هي جميع بدن المرأة ما عدا الوجه والكفين، وهذا قول الجمهور، وقال بعض الفقهاء إنه جميع بدن المرأة. فمن اعتقد أنه جميع بدن المرأة فقد حرم النظر إليه كله، ومن قال أنه كامل الوجه والكفين؛ يسمح بالنظر إلى وجهها ويديها.
حكم كشف الوجه عند المذاهب الأربعة
واختلف العلماء في مسألة كشف الوجه، فكل منهم اعتمد على قول يستدل به من آيات في القرآن الكريم وأحاديث في سنة الرسول صلى الله عليه وسلم. وقد ورد في الحديث أقوال الأئمة الأربعة في مسألة كشف الوجه، وكان أقوالهم:
1- المذهب الحنبلي:
وفي هذه المسألة أشار العلماء إلى أنه يجب على المرأة ستر جميع بدنها، بما في ذلك الوجه والكفين، ولا يجوز كشفهما إلا عند الضرورة خوفاً من الفتنة والضلال.
2- المذهب المالكي:
وكذلك قال علماء المالكية إن جسد المرأة كله خاص، حتى صوتها، ويجب على المرأة أن تستر جسدها، خاصة في زمن كثر فيه الفساد الأخلاقي والفتن.
3- المذهب الشافعي:
قال علماء المذهب الشافعي في هذه المسألة: إن بدن المرأة كله خاص ويجب ستره، بما في ذلك الوجه والكفين، ولا يجوز لها كشفهما إلا لضرورة، يحفظها ويحميها.
4-المذهب الحنفي:
وذهب أهل هذا المذهب إلى أنه يجب على المرأة أن تستر وجهها وكفيها أمام من هو أجنبي عنها، احترازاً ودرءاً للفتنة، إلا في حالة الضرورة. وقد أشار بعض أهل العلم إلى جواز كشف الوجه والكفين، ولكن الراجح هو القول الأول.
وكلام كل إمام منهم رحمهم الله جميعا مبني على ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن أصحابه رضي الله عنهم أجمعين، والله ورسوله. رسول أعلم.