حوار بين الكتاب والتلفاز

نتحدث عن حوار بين الكتاب والتلفزيون في هذا المقال. كما نذكر لكم فقرات أخرى متنوعة مثل حوار بين كتاب وهاتف، حوار قصير بين شخصين حول كتاب، ومن ثم الخاتمة حوار بين كتاب والانترنت. تابعوا السطور التالية لمزيد من التفاصيل.

حوار بين الكتب والتلفزيون

كان الكتاب صديق الإنسان قبل ظهور التكنولوجيا. تعود بداية معرفة الإنسان بالأجهزة إلى الراديو والتلفزيون، بعد أن كان يعتمد على الكتاب في أوقات فراغه. وفيما يلي سنعرض لكم حواراً بين الكتاب والتلفزيون:
-تلفزيون: أشعر بالسعادة عندما أجد أفراد العائلة مجتمعين حولي وقلوبهم مليئة بالفرحة. واليوم أنا جليسة الأسرة.
-الكتاب: نعم، إذا كنت صديق الأهل ورفيقهم فأنا صديق ورفيق العلماء والمفكرين.
-تلفزيون: طبعا لأنك اجتماعية أكثر مني، لكني موجود في كل بيت لأنني مسلية ولست مملة مثلك.
-الكتاب: هل تجدني مملا؟ ربما، لكن من المستحيل أن يمل مني أي شخص عنده حكمة وفكر ومعرفة. ويمكنك أن تنظر إلى الكثير من المكاتب وترى هل يوجد بها تلفزيون أو إذا كان هناك الكثير من الكتب للعلم والاستفادة منها.
-التليفزيون: كما أن لدي القدرة على تقديم الكثير من الأشياء العلمية المفيدة.
-الكتاب: ماذا تعرف عن الثقافات الأجنبية التي تملأ شاشتك مرات عديدة؟
– التلفزيون: أقدم الثقافة والمعرفة والعلوم بطريقة مبتكرة وحديثة.
-الكتاب: بل تقدمه بطريقة غير لائقة أخلاقيا.
-التلفزيون: تريد أن تقول أنا عديم الفائدة وأنت الوحيد المفيد.
-الكتاب: كل شيء له إيجابيات وسلبيات، ولكن يجب أن نركز على الإيجابيات فقط قدر الإمكان.
-TV: بالطبع أنت على حق، شكرًا لك يا صديقي الكتابي.

حوار بين الكتاب والهاتف

– كان الكتاب جالسًا في زاوية بائسة من مكتبة أحد المنازل، يكاد يختفي تحت الغبار، وفجأة أحس بخيط من الضوء يقترب منه؛ فشعر بالسعادة وتساءل: ما هذا النور؟ وربما كان زائراً، وحينها ظهر الضوء أكثر وضوحاً ليتمكن الكتّاب من التعرف على مصدره؛ قال: آه.. إنه الهاتف المحمول، ولكن لماذا وضعه صاحبه بجواري وتركه؟!
فنظر إليه الرحالة بفخر قائلاً: لا أعلم لماذا أتيت إلى هذا المكان المظلم!
فابتسم الكتاب قائلاً: إنه ألمع مكان في هذه الحياة، أيها الهاتف الضعيف المغرور
فغضب الجوال ثم قال: لست ضعيفا. ألم تنظر إلى مظهري الجميل المشرق، وعن أي نور تتحدث وأنت هنا في مكان لا يرى النور؟!
– تحرك الكتاب قليلاً وهو يتنهد قائلاً: إذا فتحت هذه الصفحات التي احتفظت بها بين ذراعي منذ آلاف السنين؛ ستعرف من أين يأتي النور؛ فهو نور المعرفة الذي لا يتحقق إلا بالقراءة
ضحك الجوال قائلاً بصوت ساخر: واضح أنك لا تعلم أن البشر قد استغنوا عنك أيها الأحمق. أصبحت الهواتف مليئة بكل ما يرغبونه، حتى القراءة.
أمسك الكتاب متسائلاً: هل لديك كل المعلومات الموجودة في كل الكتب، يا هاتف؟
أجاب على الهاتف بلهفة: نعم… بالتأكيد لدي كل المعلومات
قال الكتاب: لا أعتقد ذلك، وستؤكد ذلك بنفسك بعد قليل، لكن أخبرني، هل لديك القدرة على الاحتفاظ بكل شيء دون أن تفقده في أي وقت؟
أجاب الجوال بصوت متردد: نعم… لا شيء يمكن أن يختفي مني
وفجأة اهتز الهاتف قائلا بخوف: يا إلهي! ماذا يحدث بداخلي!
فضحك الكتاب قائلاً: يبدو أنك تفقد كل ملفاتك الآن أيها الجوال الجاهل. من السهل على التكنولوجيا أن تمحو ما تضعه في لحظة، وأنت لست الطريقة السهلة أو الممتعة للقراءة؛ بل أنت تسبب ضعف البصر
بدأت حركة الهاتف المحمول تتباطأ شيئاً فشيئاً، ثم قال: صدقت أيها الكاتب، لقد تمت إعادة تأهيل قسري لكل المحتويات التي كنت أحملها.
– وفي هذه الأثناء الحوار؛ مد صاحب الهاتف المحمول يده وأخذ الكتاب. ثم مسح عنه الغبار وفتحه لينتفع ببعض محتوياته في إحدى الدراسات المطلوبة منه. ابتسم الكتاب بسعادة وهو ينظر إلى الهاتف المحمول. ثم نظر الهاتف إلى نفسه وقد كاد يموت من الحياة نتيجة ضعف البطارية: ها أنا ضعيف الآن وسأظلم بعد قليل. والحقيقة أن الكتاب قد انتصر.

حوار قصير بين شخصين حول الكتاب

-أحمد: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. كيف حالك يا صديقي؟ وأدعو الله عز وجل أن تكون بخير.
-محمد: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. مرحباً يا أحمد. الحمد لله أنا بخير. ونحمد الله على كل نعمه.
-أحمد: أعلم جيدًا أنك من رواد المكتبة ومحبي القراءة منذ أن كنا معًا في المدرسة، فأحببت أن أناقش معك أهمية القراءة ومزايا اقتناء الكتب حتى أقتنع. وأخطو خطواتي الأولى في عالم القراءة.
-محمد: نعم يا أحمد، أحب القراءة جداً. إنها بوابة إلى عوالم أخرى لا نعرف عنها شيئًا. يعيش الإنسان حياة واحدة، ويعيش القارئ ألف حياة. كل كتاب تقرأه يأخذك إلى عالم جديد ورحلة فريدة من الأفكار والمعتقدات ووجهات النظر، فتجد نفسك ترى الأمر من أكثر من منظور. سوف يتسع أفقك وتنتقل إلى مرحلة الإنسان المستنير الذي يتقبل الآراء المختلفة دون تعصب عنصري أو فكري أو أيديولوجي.
-أحمد: ما هي أنواع الكتب الموجودة في المكتبة؟
-محمد: هناك أنواع كثيرة من الكتب، منها الكتيبات الصغيرة، والمراجع الكبيرة، والكتب المتخصصة، والمجلات، والكتب المصورة، والكتب الإلكترونية، وغيرها الكثير، ولكن السؤال الأهم والذي كنت أنتظره هو: ما هي الكتب؟ المجالات التي يمكنك القراءة فيها؟
أحمد: حقًا، كان لدي هذا السؤال وكنت سأطرحه عليك أثناء المحادثة.
-محمد: هناك عدد كبير من المجالات التي يمكنك القراءة فيها، وهذا يعتمد على هواياتك وميولك الفكرية. يتفق القراء في حبهم للقراءة، ويختلفون في أنواع الكتب التي يتهافتون عليها ويحبونها. يحب بعض الأشخاص قراءة الأدب، لذلك تجد هؤلاء الأشخاص يميلون إلى قراءة دواوين الشعر، وكتب النثر، والقصص. والروايات والمقامات، ويميلون إلى القراءة عن تاريخ الأدب والمعلقات وأشياء أخرى.
وتجد آخرين يميلون نحو العلوم التطبيقية ويقرأون عن الاكتشافات العلمية، ويميلون إلى المجلات العلمية المصورة والدوريات الجامعية العالمية. قرأوا عن الفضاء واكتشافاته، وتطبيقات الفيزياء وتكنولوجيا النانو، والرياضيات ومعادلاتها وتطبيقات الحياة، والكيمياء المتميزة بألوانها الممتعة وتفاعلاتها الرائعة. يحب بعض الناس مجالات تبسيط العلوم للأطفال وآليات تنفيذها. تجارب علمية بطرق بسيطة وآمنة في المختبرات التعليمية للأطفال. ستجد أنهم مهتمون بالكتب المتعلقة بهذا المجال.
-أحمد: إذن علي أن أختار بين الأدب والعلم.
-محمد: لا يا صديقي. هناك عدد كبير من المجالات التي يمكنك القراءة فيها غير الأدب والعلوم. وإذا زرت المكتبة ستجد كتبًا في العلوم السياسية والاجتماعية، والاقتصاد وريادة الأعمال، وكتبًا عن الفلسفة، والمنطق، وعلم النفس، والتعليم، وطرق التدريس، والصحة العقلية، بالإضافة بالطبع. ركن الكتب التاريخية والذي يضم عدد لا نهائي من الكتب التي تحكي عن حضارات الأمم على مر العصور، ولا تنسوا إلقاء نظرة على كتب الجيولوجيا وعلوم الأرض والجغرافيا.
– أحمد: يا صديقي، لقد أصبحت أشتاق لزيارة المكتبة لرؤية هذا الكم الهائل من الكتب. وسأزور المكتبة العامة إن شاء الله في نهاية الأسبوع.
-محمد: هذا هو القرار الأمثل يا أحمد، ولا تنسى إذا أخذت أخاك الأصغر أن تلقي نظرة على ركن الأطفال، حيث يوجد عدد كبير من كتب الأطفال المصورة الشيقة في جميع مجالات المعرفة.
_أحمد: شكراً صديقي على النصيحة، وسأخبرك بما وجدته خلال زيارتي إن شاء الله. طاب مساؤك.
_محمد: لا داعي لشكرك، وفقك الله.

حوار بين الكتب والإنترنت

– سار الكتاب ببطء نحو جهاز الكمبيوتر الموضوع بجواره ليراقب ما يحدث بداخله، وفجأة واجه أيقونات تتحرك يمينًا ويسارًا وتضغط على العناوين الموجودة على الشاشة. فصرخ: ما هذا؟!
ولم يتوقع الكتاب أن يجد من يرد عليه. إنه الإنترنت الذي تكلم قائلا: أنا الذي أملك العالم من حولي.
فتعجب الكتاب متسائلاً: هل من الممكن أن يملك أي شيء العالم؟ فالعالم بيد الله وحده
فأجاب الإنترنت: أما سمعت أيها الكتاب المهترئ عن أهمية الإنترنت في هذا العالم، وكيف غيرت مجرى حياة الإنسان؟
ابتسم الكتاب: نعم أنت أيها الإنترنت غيرت مجرى الحياة، لكن لا تظن أن كل أعمالك إيجابية ومفيدة للإنسانية.
-انزعج الإنترنت قائلاً بغضب: كيف هذا؟ أعطيهم كل شيء؛ بضغطة زر واحدة فقط، قد تجد العالم أمامك دون عناء
اهتز الكتاب يمينًا ويسارًا، ثم قال: حقًا.. قلت إنك تقدم كل شيء. ألم تسأل نفسك أن كل شيء يقع تحت كل الخطوط سواء سلبي أو إيجابي؟
تنهد الإنترنت متسائلاً: ماذا عنكم أيها الكتاب؟ ما هي مصلحتك في الحياة؟ مكانك الآن وسط التراب وليس بين الناس
وتمسك الكتاب قائلا: أنا الذي زود العلم والمعرفة، أنا النور الذي ينير الطرق، أنا الحياة الأخرى التي يعيشها الإنسان عبر التاريخ والتجارب، حتى لو رأيتني بين التراب؛ إنني أصعد إلى العلى بما أحتويه، وإذا كان لديكم المعرفة حقًا، ستعرفون كيف تحولت الإنسانية في حضوري إلى حالة أفضل.
قال الإنترنت بتحد: أعرف كل ذلك، لكن ما لا تعرفه هو أن المحتويات التي تتحدث عنها؛ إنه جزء صغير فقط من المحتوى الخاص بي. ألم أقل لك أن ضغطة زر واحدة تعطيك كل شيء؟
ابتسم الكتاب مرة أخرى: صدقت يا إنترنت. أعلم جيدًا أن لديك الكثير من محتوياتي، ولكن ليست كلها كما تدعي. كما أنني لا أغفل أهميتك في الحياة الآن، ولكنني لا أعترف أيضًا أنك الأهم، وعليك أن تعلم أن الكتاب برائحة أوراقه هو أفضل مكان للراحة. معه الإنسان؛ فهي راحة للنفس والجسد والعين، على عكس أضواءك المرهقة، وقد تتوقف عن العمل لأسباب فنية في أي وقت بينما يبقى عملي متواصلاً دون انقطاع، هل فهمت الآن؟
أجاب الإنترنت باستسلام: فعلا أيها الكتاب أنت مهم جدا وكلانا لا غنى عنه في الوقت الحاضر
-فجأة انقطعت الكهرباء واضطرت شاشة الكمبيوتر إلى الانطفاء، وجلس الكتاب مبتسما بين يدي صاحبه، وهو يشعر بالانتصار.

‫0 تعليق

اترك تعليقاً