حوار بين عصفور و شجرتين

حوار بين طائر وشجرتين. كما سنذكر قصة الطير، وسنتحدث أيضاً عن الطير كوكو، وسنذكر أيضاً قصة ليلى والطير المسجون، وكل هذا سنتحدث عنه من خلال مقالنا. تابع معنا.

حوار بين طائر وشجرتين

طائر صغير، حديث العهد بالطيران، كان قد غادر للتو العش بعد أن أمضى والديه فترة جيدة من الوقت في تدريبه على الطيران مع أشقائه…
ولسوء حظ الطائر الصغير، تزامن اليوم الذي غادر فيه عش العائلة مع عاصفة قوية أبعدته عن منزله. وجد نفسه وحيدا في أرض غريبة لا يعرف فيها أحدا. اقترب الليل بجيش من الظلام. نظر الطائر يمينا ويسارا باحثا عن مكان آمن ليقضي فيه الليل. فوقعت عيناه على شجرة كبيرة ذات أغصان متشابكة مورقة، وثمار كثيرة ناضجة، لم يرى مثلها ملجأً له في تلك الليلة البائسة.
جلس الطائر على غصن مدسوس في قلب الشجرة، وبجانب مخبأه كانت هناك ثمرة ناضجة لذيذة، نضحت بنضجها، وتدفقت له شرابا لذيذا على حافتها…
وحمد العصفور ربه الذي قاده إلى هذه الشجرة المباركة التي رزقته بالعشاء والمأوى، وظهر فيها قول الله تعالى “الذي أطعمك من جوع وآمنك من خوف” وقضى العصفور الصغير حاجته. ليلة دافئة وآمنة.
وفي الصباح أراد الطائر أن يشكر الشجرة لأنها أتاحت له المأوى، لكنه تفاجأ بأن الشجرة لم تكن على علم بوجوده على الإطلاق.
فقالت له أن مثل كل شجرة مباركة خيرها لجميع الخلق، ولهذا لا تريد أن تعرف من نال خيرها ما دام خيرها لجميع الخلق دون تمييز.
سأل الطائر الصغير ببراءة:
حتى بالنسبة للأشرار؟
فأجابت الشجرة:
حتى الأشرار يرمونني بالحجارة فأرسل لهم الفاكهة.
قال الطائر الصغير في نفسه:
هذا هو الدرس الذي نسي والدي أن يعلمني إياه. كان همّ أمي الوحيد هو أن أقع في مخالب قطة مخادعة.
لقد طار إلى الفضاء الشاسع، مدفوعًا بالطاقة الطيبة التي شحنته بها الشجرة.

قصة الطيور

في قريتنا كرم واسع يملكه “سحلول” البخيل…
لقد أتى الصيف وأزهرت عناقيد العنب.
فرحت الطيور جداً وطارت سريعاً إلى الكرم، وعندما اقتربت منه… قال عصفور محذراً
– وهذا رجل واقف في وسط الكرم!
وقال آخر:
– وفي يده مسدس!
وقال ثالث:
– يجب ألا نعرض أنفسنا للخطر.
فخافت الطيور وهربت.
في اليوم الثاني..
استيقظت الطيور باكراً واندفعت إلى الكرم.
على أمل الوصول إليه، قبل الرجل المخيف..
وهناك.. فوجئت بالرجل واقفاً، لم يغادر مكانه!
نظرت إلى بندقيته بخوف وغادرت حزينة. لقد ذهبت لعدة أيام. لقد سئمت من الصبر والانتظار. وزاد شوقها للكرم فذهبت إليه مرة أخرى.
وكم كانت دهشتها عظيمة عندما رأت الرجل واقفاً في نفس المكان منتصباً كأنه تمثال!
ولم تجرؤ الطيور على دخول الكرم.
وظلت تراقب الرجل من بعيد.
لقد مضى وقت طويل ..
ولم يتحرك الرجل من مكانه.
قال طائر ذكي:
-هذا ليس رجلاً!
وقال آخر:
– نعم… إنه لا يتحرك!
قال عصفورة:
– مرت عدة أيام وهو متجمد في مكانه!
قال طائر جريء:
– سأذهب نحوه، لمعرفة ما حدث له
فقالت له أمه:
-هل تلقي بنفسك إلى الخراب؟!
قال الطير الجريء:
– من أجل أهلي الطير، كل تضحية لا قيمة لها…
ثم اندفع بشجاعة نحو الرجل.
نزل بالقرب منه. تحرك نحوه بحذر. لم يتحرك
الرجل.. نظر إلى بندقيته.. ضحك في داخله..
إنها عصا جافة!
حدق في وجهه فلم تر عيناه…اطمأن قلبه..
فخاطبه بسخرية:
– مرحباً يا صاحب السلاح!
لم يجب الرجل.
تحدث معه مرة أخرى..
ولم يرد أيضاً..
فقال الطير مستهزئاً:
– الرجل الحقيقي له فم يفتح وصوت مسموع!
طار الطائر… وهبط على قبعة الرجل… لم يتحرك… نقره بقوة… لم يتحرك… سحب قبعته، فسقطت على الأرض…
رأت الطيور ذلك فضحكت فرحة وطارت نحو صاحبها ثم هبطت جميعها فوق الرجل…
بدأت تسحبه بمخالبها ومنقارها. سقط على الأرض. صعدت على صدره وهي تنقر عليه وتخدشه..
انحسر ثوبه فكشف عن قش يابس!!
فقالت الطيور بسخرية:
-إنها محشوة بالقش..
قال عصفورة:
– كم كنا نخشى إنساناً لم يكن يخيف!
وقال آخر:
– لولا شجاعة صاحبنا لواصلنا العيش في خوف.
قال طائر صغير:
– واو… شكله يدل على أنه رجل!
فقال له أبوه:
من اليوم فصاعدا لن تخدعنا المظاهر.
غردت الطيور فرحة بهذا النصر، ثم دخلت بين الدوالي، فاحتضنتها الأغصان بالحب والحنان.

كوكو الطير

يحكى أنه كان هناك عش جميل في إحدى الأشجار الكبيرة، كثيفة الأغصان، يسكنه الطير وزوجته وابنهما الصغير. وكانت حياته سعيدة وآمنة بين والديه.
الطائر الصغير المسمى “كوكو” له مظهر جميل وريش ملون. كان يلعب مع أصدقائه في حضور والديه كل يوم، وعندما يذهبون كل صباح للبحث عن الطعام، كان “كوكو” يجلس بمفرده داخل العش في انتظارهم.
“كوكو” كان يتبع أوامر والديه قبل مغادرتهم. ووعدهم بأنه لن ينتقل من العش أبداً مهما حدث.. ولكن!
وحدث أن “كوكو” الطائر الصغير أراد مغادرة العش ليستمتع باللعب مع أصدقائه، فنفذ خطته وغادر العش، وأخفى الأمر عن والديه خوفا من عقابهما.
وعندما عادت الأم ثم الأب، سأله: هل تركت عشك يا طفلي؟ أجاب كوكو بتردد وبصوت ضعيف: لا يا أبي، أنا أسمع ما تقول، ولن أعصي أوامرك!
تمر أيام كثيرة، ويكرر “كوكو” لعبة الخروج من عشه، ليستمتع ويلعب مع أصدقائه، ويستمر في الكذب على والديه… حتى جاء اليوم… عندما كذب العصفور الصغير تم الكشف عن “كوكو”!
وحدث أن طائراً كبيراً سار خلف “كوكو” يريد أن يمسك به ليأكله. وعندما فشل بدأ يضربه ويضربه. طار منه طائرنا الصغير بكل قوة، وهو يبكي متوسلاً أي طائر أن ينقذه من ذلك الطائر الكبير الذي أراد أن يضربه مرة أخرى عقاباً له على هروبه. من يديه.
وهنا رآه أحد الطيور الكبيرة في السن وتعرف عليه، فذهب بسرعة لإبلاغ والديه. ولم يصدقوا ما سمعوه. لم يستجيبوا لنداء العصفور طلبًا للمساعدة، ولم يسارعوا لإنقاذ صغيرهم، ابنهم “كوكو”، وهو طائر مطيع.
وعندما عادوا إلى العش وجدوا صغيرهم “كوكو” يبكي ولا يستطيع الوقوف على رجليه من شدة تعبه. أصيب وهو يتجنب الضربات الكثيرة التي تلقاها جسده الصغير وأجنحته الضعيفة.
لم يكن أمام “كوكو”، الطائر الصغير، خيار سوى الاعتراف بكذبته الكبرى. ووعدهم بعدم تكرار ما فعله مرة أخرى، وطلب من والديه العفو والإذن. وتعلم درسا قاسيا لن ينساه أبدا: “أن يطيع والديه ولا يكذب عليهما. فهم أفضل حماية له حتى يكبر».

قصة ليلى والعصفور المسجون

كان القفص معلقًا على الحائط. وداخل القفص كان هناك طائر ذو ريش جميل وجميل يقف حزينا ومكتئبا. ومن حين لآخر كانت نظراته تتجول في الفضاء الواسع باحثة عن صديق. وفي كل مرة كان هناك طائر يمر معلنا فرحته بالحرية والحرية. ولأن العصفور كان… حزن ولم ينتبه للتحيات التي كانت تستقبلها الطيور وهي تغرد من بعيد. فقال في نفسه: رحم الله ذلك الزمان الذي عشت فيه. كان حراً مليئاً بالنشاط، لكن هذا الصياد الذي لن أنساه وجهه أبداً، غفر الله له، هو الذي جعلني أسجن هكذا.. ماذا كسب من كل ذلك؟ وتابع العصفور حديثه مع نفسه: لكن هذه الفتاة ليلى، لا أنكر أنها طفلة محبوبة، فهي تعاملني بشكل جيد. لكن الحرية تظل أغلى شيء في العالم كله.
في هذا الوقت بالتحديد جاءت ليلى ووقفت أمام القفص وقالت:
– كيف حالك يا صديقي العزيز؟ كما تعلمون، لقد اشتقت لك. تخيل، لا تمر دقائق قليلة دون أن أفتقدك. أنت أغلى الأصدقاء يا طائري الحبيب. ما رأيكم أن أحكي لكم اليوم قصة الملك ديديبان والأميرة شروق؟؟ ..
كان العصفور في عالم آخر، لم يرد بكلمة واحدة… استغربت ليلى وقالت:
– ماذا حدث يا طائر؟ وكأنك لم تسمع شيئاً مما قلته. أنت الذي سألت مراراً وتكراراً أن تعرف شيئاً عن الأميرة شروق، تقف الآن ولا تقول شيئاً.. ما بك أيها الطير؟ هل أنت مريض أم ماذا؟؟..
فنظر إليها الطائر قلقا وحزينا وقال:
– هل تعلمين يا صديقتي ليلى أنني أكره حياتي المسجونة في هذا القفص؟ ما هذه الحياة التي ليست أكثر من قفص صغير ضيق؟ أين الأشجار والفضاء وأصدقاء الطيور؟ أين كل ذلك؟؟ كيف تريدني أن أكون سعيدا؟ صحيح أنني أحب سماع قصة الأميرة شروق، لكن حريتي أجمل من كل القصص..
قالت ليلى في حيرة:
-نعم يا صديقي لا شيء يعادل الحرية…ولكن ماذا علي أن أفعل؟أنت تعلم أن الأمر ليس بيدي!!
قال الطائر بغضب:
– أعرف يا ليلى، لكن أريد أن أسألك: ماذا يكسب والدك من سجني؟؟ أنا أحب الحرية يا ليلى، فلماذا يصر والدك على أن يضعني في هذا القفص الضيق الخانق؟؟.. أنا معذبة يا ليلى..
بكت ليلى من الألم والحزن، وركضت إلى غرفة والدها. دخلت الغرفة والدموع لا تزال في عينيها. قال والدها:
– خير يابنتي.. ماذا حدث؟؟
قالت ليلى:
– أرجوك يا أبي لماذا تحبس العصفور في هذا القفص الضيق؟؟..
قال الأب متعجباً:
– أسجنه؟؟ .. ما هذه الكلمات يا ليلى ومتى كنت سجينة يا ابنتي؟؟.. كل المهم أنني وضعته في القفص لتستمتع باللعب معه.. لم أقصد السجن. .
قالت ليلى:
صحيح أنني أحب الطير، وأنه أصبح صديقي، لكن هذا لا يعني أنني أقيد حريته. من فضلك يا أبي، دع الأمر يذهب.
قال الأب وهو يضحك:
– لا بأس يا ابنتي، سأترك الأمر لك. تصرف كما يحلو لك. ليست هناك حاجة لأن أتهم بأشياء لم أفكر فيها. تصرف مع الطائر كما يحلو لك. لديك الحرية الكاملة. احتفظ بها أو أعطها حريتها. تصرفي يا ابنتي كما تريدين.
هربت ليلى من الغرفة. وكانت سعيدة للغاية، لأن صديقها الطائر سيأخذ حريته. وصلت وهي تلهث وقالت:
-اسمع يا عزيزي الطائر. اسمع يا صديقي.. سأخرجك الآن من القفص لتذهب وتطير في مساحتك الواسعة الفسيحة.. أحبك ولكن الحرية بالنسبة لك هي الأهم، وهذا حقك..
بدأ العصفور يقفز في القفص فرحاً وسعادة.. وقال:
– وأنا أحبك يا ليلى. صدقني، سأظل صديقك الوفي. سأزورك كل يوم، وسأسمع قصة الأميرة شروق وقصص أخرى..
صفقت ليلى وقالت:
– شكراً صديقي العصفور. لديك ما تريد. سأنتظر زيارتك كل يوم. والآن وداعا.
فتحت باب القفص، فخرج العصفور سعيدًا، وبعد أن ودع ليلى، طار في الفضاء..
كان العصفور يزور ليلى كل صباح فتحكي له هذه القصة أو تلك، فيحدثها عن المناطق التي زارها والحرية التي منحته الشعور الرائع بجمال العالم.

‫0 تعليق

اترك تعليقاً